هَـلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ..." مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

كريم العيني مسلم اكتشف المزيد حول كريم العيني
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم العيني
    3- عضو نشيط

    • 30 سبت, 2020
    • 468
    • مسلم

    هَـلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ..." مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟

    هَـلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ..." مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟



    الــــحــــمــــدُ لــــلــــهِ وبــــعــــدُ ؛
    إن من الأمور المهمة لطالب العلم التحقق من نسبة كثيرٍ من الأقوال والأحداث والقصص والكتب إلى أصحابها ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى أهل العلم المحققين .

    ومما نسب إلى ابن عباس " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " وهو كتاب منسوبٌ إليه - - كذبا وزورا كما قرر ذلك عدد غير قليل من أهل العلم المحققين .


    اسـمُ الـكـتـابِ :
    ذكر حاجي خليفة صاحب كتاب " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " اسمه فقال : تنوير المقباس في تفسير ابن عاس لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزبادي الشافعي المتوفى سنة سبع عشرة وثمان مئة ، وهو أربع مجلدات .ا.هـ.
    فكما يظهر من كلام حاجي خليفة أن الكتاب من جمع الفيروزابادي وليس من تأليف ابن عباس .


    رأيُ أهلِ العلمِ المحققينَ في نسبةِ الكتابِ إلى ابنِ عباس :
    لقد أجمع أهل العلم من المحققين على عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن عباس وإليك - أخي المسلم - بعضا من أقوالهم :
    1 - قال الدكتور محمد حسين الذهبي صاحب كتاب " التفسير والمفسرون " (1/56) :
    التفسير المنسوب إلى ابن عباس وقيمته :
    هذا وقد نُسب إلى ابن عباس رضي الله عنه جزء كبير في التفسير وطبع في مصر مرارا باسم " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزابادي الشافعي صاحب القاموس المحيط وقد اطلعت على هذا التفسير فوجدت جامعه يسوق عند الكلام عن البسملة الرواية إلى ابن عباس بهذا السند " أخبرنا عبد الله الثقة بن المأمون الهروي قال : أخبرنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعند تفسير سورة البقرة يسوق الكلام بإسناده إلى عبد الله بن المبارك قال : حدثنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
    وفي مبدأ كل سورة يقول : وبإسناده عن ابن عباس . ... وهكذا يظهر لنا جليا أن جميع ما روي عن ابن عباس في هذا الكتاب يدور على محمد بن مروان السدي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ... وحسبنا في التعقب على هذا ما روي من طريق ابن عبد الحكم قال : سمعت الشافعي يقول : لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث .
    وهذا الخبر - إن صح عن الشافعي - يدلنا على مقدار ما كان عليه الوضاعون من الجرأة على اختلاق هذه الكثرة من التفسير المنسوبة إلى ابن عباس وليس أدل على ذلك من أنك تلمس التناقض ظاهرا بين أقوال في التفسير نسبت إلى ابن عباس ورويت عنه ... أن هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته العلمية في الغالب وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى ابن عباس .ا.هـ.
    وسلسلة السند التي ذكرها الدكتور الذهبي وهي محمد بن مروان السدي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح تعرف بـ " سلسلة الكذب " كما أن هناك سلسلة يقال " سلسلة الذهب " وهي الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر .
    قال السيوطي في الإتقان (2/189) : فإذا انضم إلى ذلك - أي طريق الكلبي - رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب .ا.هـ.
    والكلام في رجال هذه السلسة معروف في كتب الجرح والتعديل .


    2 - وقال الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتاب " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ( ص62) :
    وأما التفسير المنسوب إليه - أي ابن عباس - ففي صحة نسبته إليه شك غير قليل .ا.هـ.

    3 - وقال مشهور حسن في كتاب " كتب حذر منها العلماء " (2/259) نقلا عن " تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة " :
    طبع كتاب منسوب لابن عباس رضي الله عنه وهو من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس كما ذُكِر إسناده في أول الكتاب وفي مواضع منه وقد جمعه الفيروزابادي " صاحب القاموس " من كتب التفسير التي أدخل أصحابها هذا الطريق في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي ‚ فهذا التفسير لا يعتمد عليه ولا تصح نسبته إلى ابن عباس .
    قلت ( مشهور ) : كل ما أخرجه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ( وقد أخرج تفسيرا كثيرا ) كذبٌ وافتراءٌ . قال سفيان الثوري : قال لي الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب . وقال الإمام البخاري : أبو النضر الكلبي تركه يحيى بن مهدي . وقال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه وهو ذاهب الحديث لا يشتغل به .ا.هـ.


    4 - وقال الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص316) :
    ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها " تفسير ابن عباس " فإنه مروي من طريق الكذابين كالكلبي والسدي ومقاتل ذكر معنى ذلك السيوطي وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية .ا.هـ.

    سببُ كثرةِ الوضعِ على ابنِ عباس في التفسيرِ :
    لقد أشار الدكتور الذهبي في " التفسير والمفسرون " (1/56) إلى ذلك بقوله :
    ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس هو أنه كان في بيت النبوة والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقة وقوة أكثر مما وضع على غيره أضف إلى ذلك أن ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون وكان من الناس من يتزلف إليهم ويتقرب منهم بما يرويه لهم عن جدهم .ا.هـ.
    ولكن كما قال الدكتور أبو شهبة في الكتاب الآنف الذكر (1/62) :
    وقد نقد أئمة الحديث وصيارفته العارفون بالرجال جرحا وتعديلا وبالعلل المرويات عنه وطرقها عنه وبينوا الغث من السمين والمقبول من المردود .ا.هـ.
    وصدق رحمه الله .

    كتبه عبد الله زقيل

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
رد 1
15 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
ردود 7
171 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
رد 1
154 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
رد 1
158 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
ردود 4
40 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمد,,
بواسطة محمد,,
يعمل...