المطلب الرابع (4 -6) :- رغبة الكهنة الصدوقيين فى الثراء كانت السبب في تلك النصوص المستفيضة والمبالغة عن التقدمات والذبائح في الأسفار الخمسة الأولى فهى شكل من أشكال صكوك الغفران المسيحية
المقدمة :-- استكمالا لموضوع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
واستكمالا لموضوع :-
- هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة : صناعة أصل زائف لفكرة الكهنوت
هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (2) : قصص زائفة لاحتكار الكهنوت في سلالة الهارونيين هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (3) : أحد أسباب تحريفهم قصة قورح كان لمواجهة الفريسيين
و في هذا الموضوع ان شاء الله أوضح شكل من أشكال التحريف الذى قام بها الكهنة الصدوقيين (أحد طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية) لكتب الأنبياء وخاصة الأسفار الخمسة الأولى (التوراة) لخدمة منافعهم الدنيوية وهو المبالغة والاستفاضة وعمل تشريعات لذبائح وتقدمات فرضوها على بني إسرائيل ونسبوها لله عز وجل ليعطوها القداسة وهي فكرة مشابهة لفكرة صكوك الغفران التي قامت بها الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا في القرون الوسطى
فصكوك الغفران (Indulgence ) عند الكاثوليك في القرون الوسطى كانت فكرة استغل رجال الدين من خلالها البسطاء ليحصلوا على أموالهم و أيضا لزيادة نفوذهم ومكانتهم بين العامة فكان صك الغفران عبارة عن وثيقة تمنحها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية مقابل مبلغ مادي يدفعه الشخص للكنيسة يختلف قيمته باختلاف ذنوبه بغرض الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب على الخطايا و عندما أدت هذه الفكرة إلى كنز كميات كبيرة من الأموال والذهب والفضة للكنيسة قام البابا بتطويرها لتدخل المزيد من الأموال فكانت فكرة شراء صكوك الغفران باسم الأقرباء الميتين كي تساعدهم على دخول مملكة السماء
للمزيد راجع هذا الرابط :-
و كانت هذه الفكرة هي السبب في ثورة القس الألماني مارتن لوثر وتأسيس المذهب البروتستانتى
وفى الحقيقة أننى أتعجب من ثورة هذا القس على الكنيسة الكاثوليكية فقط فكان يجب عليه أن يثور على كتابه نفسه وعلى ما ورد عن الذبائح والتقدمات لتكفير الآثام والخطايا بمختلف أنواعها في الأسفار الخمسة الأولى و التي يستفيد منها مجموعة محددة من الناس وهم الكهنة الصدوقيين ، فلم تكن صكوك الغفران إلا تكرار لتلك الذبائح والتقدمات الواردة بالكتاب المقدس ، مع تغيير بسيط في الشكل ولكن الفكرة الأساسية واحدة ، فالتاريخ يعيد نفسه فكان الغرض واحد في الحالتين وهو استغلال البسطاء من الناس
ففي الأسفار الخمسة الأولى يتم تقديم تلك الذبائح والتقدمات للكهنة اللاويين الذين لهم وحدهم تقديمها للمذبح وبالتالي إلى الرب وكل ذلك بزعم أنها تكفر الخطايا التي لو لم يتم تكفيرها عن طريق الكاهن فإن الرب سوف يبيد تلك النفس الخاطئة من الجماعة ولن ينزل بسلام إلى الهاوية (القبر )
وبهذه الطريقة فان النتيجة الحتمية لهذه الأفكار هي زيادة النفوذ الروحي لهؤلاء الكهنة عند شعب بني إسرائيل فتخيلوا شخص من بني إسرائيل في ذلك الزمان كيف كان ينظر إلى كاهن في يده غفران الخطايا أو إصابة هذا الشخص بالوبا
ثم تطور الأمر و أراد الكهنة استفادة أكبر من تلك الذبائح فكانت فكرة أن يأكلوا من بعض تلك الذبائح ويبيعوا جلودها ويستفادوا من أموالها فقاموا بالاستفاضة في جعل تلك الذبائح كفارات لأي ذنب ولا سبيل آخر لهذا التكفير إلا بتلك الذبائح بل انهم جعلوا من يكفر ويصفح عن الذنوب هو الكاهن الهارونى وكأنه أصبح نائب الله عز وجل على الأرض ، لا بل أصبح هو الله نفسه (وأعوذ بالله من ذلك) (لاويين 5: 6 - 13)
فنقرأ من سفر اللاويين :-
5 :13 فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا بها في واحدة من ذلك فيصفح عنه و يكون للكاهن كالتقدمة
من أجل ذلك تم تحريف تلك النصوص ثم نسبتها إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لجعلها مقدسة
وساعد الحكام اليونانيين ثم الحشمونيين (الملوك المكابيين) هؤلاء الكهنة على نشر تلك الأفكار في بني إسرائيل لأن ببساطة شديدة كان زيادة النفوذ الروحي لهؤلاء الكهنة بين الشعب يعني سيطرتهم عليهم وبالتالي إخضاعهم للمحتل أو للأسرة الحاكمة
- فهذه النصوص جعلت بني إسرائيل لا يتوجهون لله عز وجل لاستغفاره ولا يبحثون عما يرضيه سبحانه بل أصبحوا يبحثون عما يرضى الكاهن الذي أصبح في يده الصفح والغفران وكان ارضائه بالمال الذي يعطى له ليزداد ثراء ، وبالتالي أضاع بني إسرائيل الصلاة
- ولكن القس/ مارتن لوثر لم يثور لأن تلك النصوص كانت تخدم فكرة أخرى وهي فكرة الفادي الوحيد ، لم يكمل قول كلمة الحق لأن اكمالها كان يعني تحطيم معتقده
لا أحد أكمل كلمة الحق إلا إنسان واحد عاش في الجزيرة العربية اسمه محمد بن عبد الله قالها واضحة وصريحة أن علماء بني إسرائيل باعوا الآخرة بالدنيا كتبوا كتب ليستفيدوا منها في دنياهم ثم نسبوها إلى رب العالمين ليعطوها القداسة ، ولكن مع الأسف كذبه المسيحيين وصدقوا من استغلوهم ، كذبوا الصادق وقاموا بتصديق الكاذبين
وعلى العموم :-
هناك أدلة من نفس كتابهم ، مثل سفر (عاموس 5: 25) و (إرميا 7: 22 ) يكذب نصوص المحرقات والذبائح والتقدمات الموجودة بالأسفار الخمسة الأولى ، وفي الحقيقة هناك أدلة عقلية بالإضافة إلى الأدلة النصية ، فببساطة شديدة كيف ذبح بني إسرائيل وقدموا التقدمات للرب وهم في الصحراء 40 عام في نفس الوقت الذي لم يجدوا فيه اللحم ولا الماء فأنزل الله عز وجل عليهم المن و السلوى ؟؟؟!!!!
ويحتوى هذا الموضوع على :-
الفرع الأول (1- 4 -6) :- أوجه الشبه بين الذبائح والمحرقات في الأسفار الخمسة الأولى وبين صكوك الغفران التي تم تشريعها في القرون الوسطى في أوروبا
الفرع الثاني (2- 4 -6) :- إذا كان للاويين حق في مال بسبب خدمتهم فهذا الحق أخذوه من العشور فلماذا أخذوا أيضا من الذبائح والتقدمات ؟؟!!!! ، وهل حق الأرملة والمسكين هو القمامة و الفتات !!!!!
الفرع الثالث (3- 4 -6) :- المبالغة في صنع أهمية للذبائح وسفك الدم ليستفيد منها الكهنة فلم تكن أمر الهى
الفرع الرابع (4- 4 -6) :- الأدلة على زيف النصوص التي تجعل من دم الذبائح والمحرقات كفارات للذنوب
الفرع الخامس (5 - 4 -6) :- تشريعات الذبائح والمحرقات كانت لزيادة نفوذ الكهنة وبالتالي مساعدة الحكام على توطيد حكمهم
الفرع السادس (6- 4 - 6) :- الذبح والكفارات في الإسلام للتقوى وزيادة تراحم الناس ولا يوجد إنسان مهما كان مركزه له أن يكفر عن الناس خطاياهم
تعليق