المطلب الثالث (3 - 6) :- تحريف قصة قورح (قارون) في الأسفار الخمسة الأولى كانت بسبب محاولة الصدوقيين إعطاء قانونية لاستمرار الكهنوت في سلالة سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام فقط وعدم المساس بوضعهم الاجتماعي
المقدمة :-
- استكمالا لموضوع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
وكذلك (المبحث الرابع :- اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين )
واستكمالا لموضوع :-
- هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة : صناعة أصل زائف لفكرة الكهنوت
- هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (2) : قصص زائفة لاحتكار الكهنوت في سلالة الهارونيين
- الصدوقيون وتحريف أسفار العهد القديم
و في هذا الموضوع ان شاء الله أوضح كيف حرف الكهنة الصدوقيين قصة قورح (قارون عند المسلمين) لتطويعها لتخدم كهنوتهم وأغراضهم الدنيوية
فكان في الفترة الهلينستية نزاع بين الصدوقيين والفريسيين حول الكهنوت فهل يكون محصور داخل سلالة سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام فقط وهو كان من سبط لاوي أم أن تكون الطقوس عامة يقوم بها أى فرد فى بنى اسرائيل ، و يكون رجال الدين من باقي الأسباط فيكون العبرة بالإنجاز العلمي وليس بالوراثة
ولأن سلالة هؤلاء الكهنة الصدوقيين كانت من ذرية سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام وفى نفس الوقت أرادوا أن يستمر الكهنوت فيهم لذلك قاموا بتحريف قصة قورح والزعم أن ذرية سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام أخذت العهد بأن يكون الكهنة الرئيسيين فيهم وأن يكون باقي سبط لاوى مساعدين للكهنة وأن من يعارض ذلك فهو ملعون مثل ما حدث مع قورح وأتباعه ، فغيروا شكل والغرض من القصة تماما
والشيء الأكيد أن هذه النصوص لم تكن موجودة قبل الفترة الهلينستية بدليل أن الفريسيين في فترة نقائهم كانوا يعارضون تلك الأفكار ولو كان هناك نصوص في التوراة الحقيقة تقول بأن الكهنوت وأداء الطقوس في ذرية سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام فقط وأن من يعارضها ملعون ، ما كان الفريسيين رفضوها ولكنها كانت نصوص مزيفة ومحرفة ليواجهوا بها معارضة الفريسيين لهم ، ويخيفون بها أي أحد من بني إسرائيل يعارضهم
وعلى العموم فإن :-
دارسى الكتاب المقدس يقولون بأن قصة قورح و داثان وأبيرام في سفر العدد مركبة من قصتين منفصلتين على الأقل ، (وإن كنت أختلف معهم في تفاصيل محاولاتهم فصل القصتين لإيجاد الشكل الأول والتي بالفعل اختلفوا حولها ، فمهما حاولوا من الصعب أن يعرفوا الشكل الحقيقي ، أنه النبي الصادق فقط هو من يستطيع أن يخبر الناس بالحقيقة )
فنجد أن البروفيسور إميريتا أديل برلين ، أستاذ دراسات الكتاب المقدس بجامعة ميرلاند ، تعترف بحقيقة أن هذه القصة مركبة من قصتين مختلفتين ، (يعني قصة محرفة في كتاب محرف)
فنقرأ ما كتبته في موقع The Torah :-
Modern scholars see in our parashah two originally separate stories that have been intertwined. One is a critique of Moses initiated by the brothers Dathan and Abiram, and On ben Pelet, all members of the tribe of Reuben, descendants of the first-born son of Jacob. The fact that only the Datan and Abiram part of the story is referenced by Moses in Deuteronomy 11:6 is a sure sign that this rebellion was once an independent account……
ثم تقول :-
The second story, which dominates chapter 16, is assigned to the later P source (the Priestly source, which is primarily concerned with the sanctuary, its rituals and its personnel) and features a rebellion by Korah, a non-priest Levite, against the priestly status of Aaron and his line (vv. 3-7)
الترجمة :-
يرى العلماء المعاصرون بأن لدينا قصتين منفصلتين في الأصل تم تداخلهما. أحدهما هو انتقاد موسى الذي بدأه الأخوان داثان وأبيرام ، وأون بن فالت ، و جميع أعضاء قبيلة روبن ، أحفاد الابن البكر ليعقوب . إن حقيقة أن الجزء الوحيد من داثان وأبيرام من القصة يشير إليه موسى في سفر التثنية (6: 11) هو علامة أكيدة على أن هذا التمرد كان ذات يوم حسابًا مستقلًا
ثم تقول :-
أما القصة الثانية ، التي تهيمن على الاصحاح 16 ، فتم تخصيصها لمصدر P المتأخر (المصدر الكهنوتي ، الذي يهتم أساسًا بالمقدس ، وطقوسه وموظفيه) ويتضمن تمردًا من قِبل قورح ، لاوي غير كاهن ، ضد حالة كهنوتية لهرون وخطه (أعداد من 3 الى 7).
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و يتضمن هذا الموضوع الآتى :-
الفرع الأول (1-3 - 6) :- الصدوقيين يضعون على لسان قورح وجماعته في القصة بسفر العدد ( 16: 3 ) الكلام الذي كان الفريسيين يحاجونهم به
الفرع الثاني (2-3 - 6) :- تناقضات في قصة قورح تثبت حدوث التحريف وأن الشكل الحقيقي لقصته كانت مختلفة عن الموجودة بالكتاب المقدس
الفرع الثالث (3-3 - 6) :- القرآن الكريم يخبرنا بالحقيقة التي تم تحريفها بالكتاب المقدس
تعليق