المطلب الأول (1 - 6) :- قيام الكهنة الصدوقيين بصنع قانونية لفكرة الكهنوت ونشرها بين بني إسرائيل ليكونوا وسطاء بين بني إسرائيل وبين الله عز وجل
المقدمة :-
- استكمالا لموضوع (هكذا تشكل الكتاب المقدس)
- (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
وكذلك (المبحث الرابع :- اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين )
- وان شاء الله سوف أوضح من خلال عدة مواضيع أشكال تحريف الكهنة الصدوقيين للأسفار الخمسة الأولى و الذي بالتالى انتشر بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية وأدى إلى فسادهم ، كما أوضح كيف أن الشكل الحالي الذي نقرأه من الكتاب المقدس هو نتيجة لعدة تحريفات بدأت بالصدوقيين ثم تم استكمالها عن طريق الكتبة والنساخ من الفريسيين ولكن بعد فسادهم وتسلل اليهم بعض أفكار الصدوقيين وذلك حتى تكون هناك نسخة يمكن أن تتوافق عليها طوائف بني إسرائيل خاصة بعد أن نسوا الشكل الحقيقي للقصص
- و طائفة الكهنة الصدوقيين
للمزيد راجع (االصدوقيون وتحريف أسفار العهد القديم) :-
و ان شاء سوف أبدأ أول مجموعة من سلسلة مواضيع تتكلم عن فكرة الكهنوت المحرفة في الأسفار الأولى الخمسة الحالية
والمجموعة الأولى تدور حول :-
التحريف من أجل الكهنوت الذى سيعطيهم السلطة والثراء
وتتضمن هذه المجموعة المواضيع الآتية :-
- قيام الصدوقيين بصنع قانونية لفكرة الكهنوت ونشرها بين بني إسرائيل
- اظهار سبط لاوى على أنهم أطهر وأنقى سبط الذين غاروا للرب لإعطاء القانونية لخدمة اللاويين لبيت الرب و الكهنوت لسلالة الهارونيين
- محاولة الصدوقيين اظهار سبط لاوى على أنهم أطهر وأنقى سبط الذين غاروا للرب لإعطاء القانونية لخدمة اللاويين لبيت الرب و الكهنوت لسلالة الهارونيين
- تحريف قصة قورح (قارون) في الأسفار الخمسة الأولى كانت بسبب محاولة الصدوقيين إعطاء قانونية لاستمرار الكهنوت في سلالة سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام فقط وعدم المساس بوضعهم الاجتماعي
- اهتمام الكهنة الصدوقيين بالذبائح التي يأكلونها ويبيعون جلودها كانت السبب في تلك النصوص المستفيضة والمبالغة عن التقدمات والذبائح في الأسفار الخمسة الأولى فهى شكل من أشكال صكوك الغفران المسيحية
- رغبة الصدوقيين في نشر فكرة أهمية الذبائح والتقدمات هي السبب في التناقض فهل أدخل سيدنا نوح سبعة أزواج من البهائم غير الطاهرة أم زوجين إلى السفينة
- اهتمام الكهنة الصدوقيين بملابسهم الكهنوتية وزينتهم هو السبب في تلك النصوص التي تستفيض في وصف ملابس الكهنة الفاخرة بالأسفار الخمسة الأولى
- اختراع شخصية ملكي صادق الكاهن الملك كان بسبب تأييد الصدوقيين للحشمونيين الذين يجمعون بين الملك والكهنوت
- وفي هذا الموضوع هو أول موضوع في هذه السلسلة حيث أوضح كيف قام اليهود الهلينستيين (أتباع الثقافة اليونانية) ثم الكهنة الصدوقيين بصنع قانونية لفكرة الكهنوت و أن يكون هناك فئة من البشر بين الإنسان وربه ، ويصبح لهم سلطة روحية على الناس بحيث تتكسب تلك الفئة من هذا التوسط
و فالحقيقة أن الكهنوت في الأصل لم يكن له وجود ، فلا أحد أبدا بين الإنسان وربه و إن كان الإنسان فاسد فلن ينفع أبدا دعاء شخص آخر له ، فالبداية يجب أن تكون بتوبة وندم هذا الإنسان ، وإنما الكهنوت كان افكار الوثنيين الضالة التي قننوها حتى يصنعوا مكانة اجتماعية وسياسية لفئة من البشر بين الشعوب مثل طبقة البراهمة في الهند وهم الكهنة الذين وضعوا أنفسهم أعلى طبقة اجتماعية في الهند و أنهم يولدون مقدسين ولهم وحدهم الدين ، هذه الفكرة التي تلقفها بعض اليهود (و كان الكهنة الصدوقيين خلفائهم) و ساعدهم في ذلك الحكام سواء اليونانيين أو حتى المكابيين بعد ذلك ، لأن هؤلاء الصدوقيين سوف يتمكنوا من خلال وضعهم ككهنة في إخضاع بني إسرائيل للحاكم و استنزاف أموال البسطاء لأنفسهم ونشر معتقدات زائفة بينهم
ولذلك كان عليهم في البداية صنع أصل زائف لفكرة الكهنوت بين بني إسرائيل ، فكان مجموعة قصص مزيفة على سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام الجد الأكبر لبنى إسرائيل ومن بعده سيدنا اسحاق وسيدنا يعقوب عليهما الصلاة والسلام تجعل مجرد كلمات يقولونها بأفواههم (سواء مباركة أو لعن) يصبح تحقيقها أمر حتمى ، ومن ثم ينتقل إلى هؤلاء الكهنة بالميراث نفس الميزة والتي سوف يبنون من خلالها ثرواتهم على حساب الشعب المضحوك عليه ، وينسى الناس في النهاية اللجوء إلى خالقهم ، هذه الفكرة عن الكهنوت التي اتبعها فيهم بعض من آباء الكنيسة القدماء الذين باعوا أنفسهم للحكام الرومان وساروا على نفس نهج الكهنة الصدوقيين ليجعلوا لأنفسهم سلطة روحية على البشر يحللوا كما يحلو لهم وحتى يعطوا الناس صكوك الغفران أو أن باعتراف الناس لهم فانهم بذلك تحللوا من خطاياهم ، وكلها أفكار ضالة
ولكن هذا التحريف الذي طال الكتاب أدى إلى وجود عوار واضح بالقصص الحقيقي ، صححه لنا الله عز وجل في القرآن الكريم ، وان شاء الله سوف أوضح كل ذلك في هذا الموضوع
و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
الفرع الأول (1-1-6) :- الفريسيين يعارضون الكهنوت الموروث ويعتقدون أن جميع اليهود يمكنهم القيام بالطقوس والعبرة بالإنجاز العلمي
الفرع الثاني (2-1-6) :- لتقنين فكرة الكهنوت و تكسب الكهنة بالمال من خلال الدين تم صنع قصص محرفة عن سيدنا إبراهيم فأصبح رضاه من رضا الرب بدون قيد أو شرط وبذلك كون ثروته
الفرع الثالث (3 -1-6) :- الرب يستجيب لمجادلة سيدنا إبراهيم له بشأن أهل سدوم وعمورة (قوم لوط) الكافرون الفاسدون ، لأنه لا يرد له طلب
الفرع الرابع (4-1-6) :- استكمال لتقنين فكرة الكهنوت وأن رضا الصالح (والذى سيكون كاهن بعد ذلك) من رضا الرب وبالتالي فإن كلمات الصالح نافذة بدون قيد أو شرط ، تم صنع قصة محرفة عن سيدنا اسحاق وسيدنا يعقوب عليهما الصلاة والسلام
الفرع الخامس (5-1-6) :- الوباء والأمراض لا ترتفع عن بني إسرائيل إلا بالطقوس التي يؤديها الكاهن هارون
الفرع السادس (6 -1-6) :- في سفر يونان فإن الله عز وجل رفع العقاب عن قوم نينوى بتوبتهم و ليس بصلاة كاهن لهم
الفرع السابع (7-1-6) :- الدور الديني للكهنة في بني إسرائيل والذي حصلوا عليه نتيجة لهذا التحريف
الفرع الثامن (8-1-6) :- لا كهنوت في الاسلام ، و مهما استغفر انسان صالح لكافر فإن هذا لا ينفع
تعليق