كيف شكل اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى
المقدمة :-
هذا المبحث هو ضمن عدة مباحث تحت موضوع (هكذا تشكل الكتاب المقدس) حيث عرضت فيه الظروف التاريخية التي واكبت وجود مخطوطات العهد القديم و التي أدت بظهوره في شكله الحالي
للمزيد راجع (هكذا تشكل الكتاب المقدس) :-
من حرف الكتاب المقدس وكيف حرفه ولماذا
- فى هذا المبحث سوف أوضح ان شاء الله بأمثلة كيف تشكل الأسفار الخمسة الأولى على يد مجموعة من الطوائف التي تشبهت في معتقداتها بمعتقدات اليونانيين الكافرة فحرفت فى الكتاب ليتناسب مع أهوائهم ، والنتيجة النهائية هي إبعاد الناس عن صراط رب العالمين المستقيم
و بالرغم من أنه كانت هناك أكثر من يد (مختلفة المعتقدات) تلاعبت بالأسفار الخمسة الأولى إلا أن الكهنة الصدوقيين (خلفاء اليهود الهلينستيين) كان لهم التأثير الأكبر في أن أصبحت هذه الأسفار بالشكل الذي نراه حاليا نظرا لأن الأمور الدينية الخاصة ببنى إسرائيل كانت في أيديهم أغلب الفترة الهلينستية بالإضافة إلى قيام بعض الحكام في تلك الفترة بتقنين العمل بمبادئهم وأفكارهم و بسبب هذا استطاعوا التأثير على عدد من الطوائف الأخرى و تسهيل انتشار عدد كبير من أفكارهم بين بني إسرائيل
ونرى هذا بوضوح من خلال العهد الجديد حيث نرى حوار يوحنا المعمدان مع اليهود في (متى 3: 1 - 9 ،، لوقا 3: 7- 8) وأيضا حوار المسيح مع اليهود في (إنجيل يوحنا 8: 33 - 40) حول تفاخر اليهود بأنهم أبناء إبراهيم واعتقادهم أن هذا يكفي لنجاتهم ، ورفض المسيح و يوحنا المعمدان لما يزعمونه ، وهذه الأفكار (بتفاخر اليهود بالأنساب) هى أفكار الصدوقيين ، وحتى طائفة الفريسيين الأعداء الرئيسيين للصدوقيين إلا أن خلفائهم تسلل اليهم أيضا بعض من أفكار الصدوقيين فنرى احتواء التلمود (كتبه خلفاء الفريسيين) على بعض أفكارهم مثل أن التوراة والدين خاص بهم و ليس من حق الأمم تعلمه ، ويحظر تعليمه للأمم بالرغم من أن أوائل الفريسيين كانوا معارضين لتلك الفكرة
كل هذا يعني ببساطة انتشار أفكار الصدوقيين الضالة بين بني إسرائيل و لذلك كانت لهم اليد العليا في تشكل هذا الكتاب
فنقرأ من إنجيل متى :-
مت 22 :23 في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسالوه
ثم نقرأ :-
مت 22 :29 فأجاب يسوع و قال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله
وأيضا (مرقس 12: 24)
ولكن كيف لا يعرف الصدوقيين الكتب ولا قوة الله بينما كانوا هم رؤساء الكهنة الذين يعلمون الشعب الكتاب (لا 10: 10 -11، تث 33: 10، 2مل 17: 27 و28، 2أخ 15: 3، 17: 7-9، إرميا 18: 18، حز 7: 26، 44: 23، ملا 2: 6 و7) ، وفى أيديهم الأسفار الخمسة الأولى التي يعلموها لبنى إسرائيل وينسخ منهم الملوك تلك الأسفار (تثنية 17: 18)
وكانوا يستشرون الله عز وجل ، و ما يقولوه هو ما أخبرهم به رب العالميين (خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و18: 5 و2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11)
كيف تتفق هذه النصوص مع ما قاله لهم المسيح في إنجيل متى (أنهم يضلون ولا يعرفون الكتب) ؟؟!!!!
انهم يضلون ولا يعرفون الكتب لأنهم حرفوا الكتاب الحقيقي و قدموا للناس كتاب محرف (بعقائد منحرفة) على أنه مقدس ، فنصوص أن الكتاب لديهم وأنهم يعلمون الشعب و يعرفون الحق هي نصوص محرفة أصلا لتعطيهم القانونية و المكانة فيستطيعون بها السيطرة على اليهود واستنزاف أموالهم
تعليق