1- كانت مصر تحت حكم الفرعوني حتى الاحتلال الفارسي حيث أصبحت مصر ولاية فارسية في عام 525 ق.م.
2- نجح الإسكندر المقدوني في طرد الفرس من مصر عام 333 ق·م. وقد توج الإسكندر نفسه ملكا على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية. حكم البطالمة وهم السلالة التي انحدرت من بطليموس أحد قادة الإسكندر المقربين مصر منذ 333 حتى 30 ق·م.
3- دخل الرومان مصر العام 30 ق·م وأصبحت إحدى ولاياتها بل صارت مصر من أهم ولايات الامبراطورية الرومانية نظرا لأهميتها الاقتصادية، فمصر عرفت وقتها بأنها سلة غذاء الدولة الرومانية، وصارت الأسكندرية ثاني أهم مدن الإمبراطورية بعد روما.
4- دخلت المسيحية مصر عام 33 ميلادي عن طريق مرقص الرسول.
5- استمر الروم (البيزنطيون) في حكم مصر حتى استطاع الساسانيون من بلاد فارس (إيران) هزيمة البيزنطيين بين عامي 618-621 ( وهي فترة نزول قوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [ الروم:1-4].
وسقطت الإسكندرية عاصمة مصر الرومانية في أيدي الفرس. قام الفرس بمذابح عديدة للرهبان وهدم للأديرة ويقال أنهم قتلوا 80 ألف من أهل الأسكندرية في يوم.
واستمر الحكم الفارسي لمصر عشر سنوات.
6- استعاد الروم قوتهم واستطاعوا هزيمة الفرس (تصديقاً للآية السابقة), مما أدى لانسحاب الفرس من مصر عام 629 ميلادي.
7 – تمت إعادة احتلال مصر من الروم عام 629 ميلادي وقام الروم باضطهاد كبير للأقباط من مصر فأقباط مصر كانوا أرثوذكس والروم كاثوليك حتى أن بابا الأقباط ( بينيامين) هرب واختبأ بالصحراء. (يرجى مراجعة كتاب ل ألفريد بتلر وموسوعة قصة الحضارة ل وول ديورانت لهذه الفترة وما بعدها).
8- عدد الروم في مصر كان يزيد عن 50 ألفاً ومنهم أكثر من 30 ألف جندي رومي مع موالين من جنود الحبشة.
9- عدد سكان مصر في ذلك الوقت كان حوالي 6 مليون نسمة.
10- في بداية الفتح العربي, وصل عمرو بن العاص إلى الفارما (بورسعيد) مع 3500 إلى 4000 جندي في نهاية عام 639 ميلادي, واستمر في حصار الروم المتحصنين بها وقتالهم شهر حتى تم فتحها في يناير 640 .
11- تحرك عمرو بن العاص إلى بلبيس وتقاتل مع الروم هناك حوالي شهر, قُتل فيه حوالي 1000 من الروم وتم أسر العديد منهم.
12- وصل عمرو وجنده إلى منطقة عين شمس, وحدثت بعض المعارك مع الروم المتحصنين في حصن بابليون (بالقرب من محطة مترو مار جرجس حالياً) ولكن المعارك لم تكن حاسمة, وأحس المسلمون بقلة عددهم فجنود الروم بالحصن كانوا في حدود 25 ألف جندي. بعث عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب يطلب المدد.
13- في انتظار المدد, تحرك عمرو بن العاص إلى الفيوم حيث قام ببعض المعارك هناك ولكنه لم يستطع فتح الفيوم وعاد للتجمع بمنطقة عين شمس مع ليقابل المدد المرسل له والبالغ من 10 إلى 12 ألف جندي حسب المصادر المختلفة وكان منهم 4000 جندي منهم الزبير بن العوام، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد حيث كتب له عمر بن الخطاب أرسلت لك 4000 رجلاً على كل ألف رجل بألف رجل.
14 – بذلك كان جيش المسلمين يتكون من حوالي 14 -15 ألف جندي على أقصى تقدير.
15 – دارت المعركة الكبيرة في عين شمس بهجوم ما يقرب من 20 ألف من الروم على المسلمين أسفر عن مقتل الروم كلهم إلا ما يقرب من 300 هربوا إلى حصن بابليون في يوليو 640.
16 – تحركت الجيوش الإسلامية بعدها وفتحت الفيوم ثم عادت لتحاصر حصن بابليون سبتمبر 640 حصاراً أمتد ل 7 شهور فقد كان للحصن منفذ على النيل, وبه سفن للروم ينتقلون بها لجزيرة الروضة المقابلة وللأسكندرية (وقت فيضان النيل وارتفاعه).
17- استمرت المناوشات, وفي احدى المرات خرجت فرقة من الروم على المسلمين وقت أداء صلاة الجمعة فقتلت بعضهم واسرعت عائدة للحصن.
18 - خرج قيرس المقوقس سرا من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب، وأرسل من هناك رسلا إلى عمرو بن العاص، ورد عمرو على المقوقس بقوله: ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:ـ
أ ـ إما ان دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا.
ب ـ وإن أبيتم، فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون.
ج ـ وإما ان جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين. بتلر ص 284
وقد كرر عبادة بن الصامت، المتكلم باسم العرب، كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات . وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد العرب إلى الحرب، ولكن الدائرة كانت على الروم، فجعلتهم يفكرون في العودة إلى المفاوضة. عادت المفاوضات مرة أخرى، وكانت الخصلة التي أختارها الروم، هي الجزية والإذعان، فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور، فإذا أقره نفذ. وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتي إليه على عجل.
19 - منتصف نوفمبر 640م وصل المقوقس إلى القسطنطينية، بعد أن استدعاه الإمبراطور هرقل، وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل، وغضب عليه واتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب، ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة، فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريدا. وكان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت. بتلر ص291
20 - قرب نهاية عام 640 , بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس، عاد القتال بين العرب والروم حول الحصن (حصن بابليون)، إلى أن وصلت الأخبار بموت هرقل.
21- إبريل 641م تسليم حصن بابليون للعرب.
كان لموت هرقل أثره السيء على جنود الحصن، وبعد محاولة العرب تسلق أسوار الحصن، عرض قائده (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم، فقبل عمرو منهم الصلح، وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج الجند من الحصن في ثلاثة أيام، فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام، أما الحصن وما فيه من الذخائر وآلات الحرب فيأخذها العرب، ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزاء. . بتلرص299
22 – قبل أن يخرج الروم من الحصن, أخرجوا كثير من أقباط مصر من السجن داخل الحصن (حيث قد قاموا بسجنهم شكاً في ولائهم أو لصبرهم على عقيدتهم ), أخرجوهم وضربوهم بالسياط وقطعوا أيديهم ( بتلر- 300-301).
23- بعدها استطاع العرب أن يقتحموا حصن ومدينة نقيوس ( شمال منوف)، في شهر مايو 641م.
24- واصل العرب سيرهم إلى مدينة كريون وهي آخر سلسلة من الحصون بين حصن بابليون والإسكندرية وحدث هناك قتال عنيف استمر بضعة عشر يوما.
25- وبفتح العرب لكريون، خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية، ويفترض الكاتب أن عدد جيش عمرو بن العاص ربما عشرين ألفا غير الحاميات التي تركها في بابليون ونقيوس وغيرها. بتلر ص 316 و317
26- سار عمرو بن العاص بجيشه متجها إلى الإسكندرية وكانت الأسوار منيعة تحميها آلات المجانيق القوية، ولم تكن للعرب خبرة في فنون الحصار وحربه، وعندما حمل عمرو بن العاص بجيشه أول مقدمه على أسوار المدينة، كانت حملة طائشة غير موفقة، فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلا من الحجارة العظيمة، فارتدوا بعيداً عن مدى رميها، ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرضوا لقذائفها، وقنع المسلمون أن يجعلوا عسكرهم بعيدا عن منالها، وانتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم.
27 - مضى عند ذلك أكثر شهر يونيو، ولم يكن عمرو بالرجل الذي يخادع نفسه عن المدينة ويعلل نفسه باستطاعته فتحها عنوة، فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم، وإنما كان واثقا من شئ واحد، وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم القتال، صبروا وثبتوا وغلبوه. وعلى ذلك عول على أن يخلف في معسكره جيشا كافيا للرباط، وأن يسير هو مع من بقي من الجنود، فيضرب بهم في بلاد مصر 28- في 14 سبتمبر 641م أعاد الإمبراطور الجديد هرقلوناس، أعاد المقوقس من منفاه إلى الإسكندرية، وأباح له أن يصالح العرب.
29 – وكان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد وقت حصار الأسكندرية، أو على الأقل بلاد مصر الوسطى، كيما يستريح بأصحابه في أوان فيضان النيل، وفيما كان هناك في الحصن، وافاه المقوقس وقد جاءه يحمل عقد الإذعان والتسليم للأسكندرية، فرحب به عمرو وأكرم وفادته. وكتب عقد الصلح (صلح تسليم الإسكندرية)، يوم 8 نوفمبر 641م وأهم شروطه:
أ ـ أن يدفع الجزية كل من دخل في العقد.
ب ـ أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهرا تنتهي في أول شهر بابه القبطي، الموافق الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من سنة 642م.
ج ـ أن يبقى العرب في مواضعهم في مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا وحدهم ولا يسعوا أى سعي لقتال الإسكندرية، وأن يكف الروم عن القتال.
د ـ أن ترحل مسلحة الإسكندرية في البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها، على أن من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل، على أن يدفع كل شهر جزاء معلومًا ما بقي في أرض مصر في رحلته.
ه ـ أن لا يعود جيش من الروم إلى مصر أو يسعى لردها.
و ـ أن يكف المسلمون عن أخذ كنائس المسيحيين ولا يتدخلوا في أمورهم أى تدخل.
ز ـ أن يباح لليهود الإقامة في الإسكندرية.
ح ـ أن يبعث الروم رهائن من قبلهم، مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضمانا لإنفاذ العقد - بتلر ص 343
30- أمضي عهد الصلح في بابليون في يوم الخميس 8 نوفمبر 641م وكان لا بد من إقراره من إمبراطور الروم، كما كان لا بد له من إقرار خليفة المسلمين، عمر بن الخطاب، فأوفد عمرو بن العاص، معاوية بن حذيج الكندي، وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة في مكة، وكان في مدة الهدنة وهي إحدى عشر شهرا، متسع من الوقت يكفي لذلك وما يلزم من الرسوم ، ثم عاد قيرس المقوقس مسرعا إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح.
31 - في 17 سبتمبر 642م ، كانت حوالى مائة (100) سفينة من أسطول الروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير إلى قبرص بمن كان عليها من فلول الروم الذين كان يقدر عددهم بنحو ثلاثين ألف (30 ألف ) جندي، يحملون معهم متاعهم، ويرفف عليهم الأسى.
32 - بعد رحيل جنود الرومان، وانتهاء مدة الهدنة (أحد عشر شهرا)، التي حددتها معاهدة تسليم المدينة بين المقوقس وعمرو، فتحت أبواب الإسكندرية ليدخلها العرب لأول مرة في 29 سبتمبر 642م .
33 -سار عمرو حتى بلغ (برقة)، شتاء 642 ـ643 والظاهر أنها سلمت للعرب صلحاً،
34 - ثم سار عمرو إلى (طرابلس) وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً، وكانت بها مسلحة كبيرة من الروم، صبرت على الحصار بضعة أسابيع، ثم وقعت المدينة في أيدي العرب، فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم، وهربوا منها عن طريق البحر... وعاد عمرو إلى حصن بابليون. بتلر ص 446
35 - كتب عمرو بن العاص (وعد، أو عهد أمان) للبابا بنيامين، وكان البابا مختفياً في مكان مجهول لا يعلم به أحد، وكانت صورة هذا الوعد كما يلي: أينما كان بطريق القبط بنيامين، نعده الحماية والأمان، وعهد الله، فليأت البطريرك إلى ها هنا في أمان واطمئنان ليلي أمر ديانته ويرعى أهل ملته وذلك في خريف سنة 644م . بتلر ص 455
36 - أرسل الخليفة عمر بن الخطاب محمد بن سلمة إلى مصر و أمره أن يجبي ما استطاع من المال فوق الجزية التي أرسلها عمرو بن العاص من قبل. ثم أرسل بعد ذلك عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وولاه حكم الصعيد والفيوم، وجباية الخراج.
38 – في 10 نوفمبر 644م تولى عثمان بن عفان الخلافة في مكة وقام بعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر تماما، وجمع ولايتها جميعها لعبد الله بن أبي سرح ، وقد جعل عبد الله بن أبي سرح، أول همه زيادة الضرائب على أهل الإسكندرية.
39 – في نهاية سنة 645م بعث إمبراطورالروم قسطانز، بأسطول عظيم يتكون من حوالي 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة منويل للاستيلاء على الإسكندرية (مخالفاً للعهد)، وكان بالمدينة حوالي ألف جندي من العرب للدفاع عنها، فغلبهم الروم وقتلوهم جميعا إلا نفراً قليلا منهم استطاعوا النجاة، وعادت بذلك الإسكندرية إلى ملك الروم، وكان عمرو عند ذلك في مكة معزولا، وقد أضاع الجنود الروم الوقت والفرص كعادتهم، فساروا في بلاد مصر السفلى، يغصبون الأموال والأطعمة من الناس. ألفريد بتلر - 483
40 - لما وصلت أنباء سقوط الإسكندرية، إلى مكة، أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب في مصر، وكانت نقيوس وحصن بابليون، وغيرها، لا تزال في يد العرب .
وسار الروم على مهل حتى استدرجوا إلى نقيوس، آخر فصل الربيع 646م - وهناك لقيهم طلائع العرب، ولعل جيشهم كان إذ ذاك خمسة عشر ألفا، ودارت معركة حامية بين الطرفين، انتهت بهزيمة جيش الروم، الذي انسحب إلى الإسكندرية، وأقفل الروم أبواب المدينة واستعدوا للحصار.
41 - كما يقول بتلر في ص 357 ، : إنا لا نكاد نعرف في تاريخ الإسكندرية، أنها أخذت مرة عنوة، بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها. فقد قيل إنه كان في الإسكندرية، بواب اسمه (ابن بسامه)، سأل عمراً أن يؤمنه على نفسه وأهله وأرضه ويفتح له الباب، فأجابه عمرو على ذلك.ومهما يكن من الأمر، فقد أخذ العرب المدينة عنوة، ودخلوها يقتلون، ويغنمون، ويحرقون، حتى ذهب في الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب في الحي الشرقي، ومن ذلك كنيسة القديس مرقس، واستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة، فأمرهم عمرو برفع أيديهم، وبنى مسجداً في الموضع الذى أمر فيه عمرو برفع السيف، وهو مسجد الرحمة. وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم، فهربوا في البحر، ولكن كثيرا منهم قتل في المدينة، وكان منويل من بين من قتل، وأخذ العرب النساء والذراري فجعلوهم فيئاً. صيف سنة 646م إعادة فتح العرب للإسكندرية بتلر ص 488
وهدم عمرو الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض ( فلا تكون محصنة لو غزاها الروم مرة أخرى). بتلر ص 497
وأخذ أسرى من الإسكندرية ( على اعتبار أنها فتحت عنوة) ومن البلاد المجاورة مثل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا ، وبعث بهم إلى المدينة، ولكن الخليفة عثمان أعادهم إلى بلدهم على شرط الجزية.
ولم يبق عمرو في مصر بعد استقرار الأمر إلا شهراً واحداً، ثم خرج عنها لعبد الله بن سعد .
42 – عاد عمرو بن العاص واليا على مصر معاوية بعد ذلك،
43 - في 6 يناير 664م توفي عمرو بن العاص رضي الله عنه وتم دفنه في سفح المقطم، ولكن قبره نسى مكانه.
44 - هذه شهادة مخالف أو شهادة عدو عما حدث (وإن كان منصفاً قدر استطاعته), ولكن نتيجة مخالفته فبالتأكيد يميل إلى الجوانب السلبية.
بالطبع لا نجد إجبار المسيحيين على الدخول في الإسلام, وعندما تحدث الكاتب عن الجزية ذكر أنها متفاوتة ومعقولة وأن الخراج (الضرائب) أقل وطأة مما كان يدفعه المصريين قبل الحكم الإسلامي وأنه كان معقولاً وعقلانياً.
45 - من بقي في مصر بعد استقرار الحكم بها لا يزيدون عن 10 الاف مسلم, مقابل 6 مليون من أهل مصر.
وفي إحصاء عام 1897م: والذي جرى بمعرفة وإشراف الاحتلال البريطاني ليتعرف على التركيبة الحقيقية للمجتمع المصري كانت نتائجه كالتالي:
بلغ مجموع سكان مصر (9.734.405) نسمة، وبلغ عدد المسلمين (8.977.702) أي بنسبة 92.22 % والباقي من المسيحيين واليهود.
وبلغ عدد المسيحيين الأرثوذكس (592.347) بنسبة 6.08%، والبروتستانت (12.507) بنسبة 0.12%، والكاثوليك (4.620) بنسبة 0.047% أي أن نسبة المسيحيين جميعًا بلغت 6.26%.
فهل ال 10 ألاف مسلم أصبحوا بعد ألف عام حوالي 9 مليون , بينما ال 6 مليون من غير المسلمين أصبح عددهم بعد ألف عام 600 ألف ؟
أم أن تحولهم للإسلام جاء بأن قام 10 ألاف مسلم بإجبار 6 مليون على الدخول في دينهم ؟
أم أن السبب في زيادة نسبة المسلمين , أن أهل مصر ارتضوا الإسلام وتحولوا إليه ؟
2- نجح الإسكندر المقدوني في طرد الفرس من مصر عام 333 ق·م. وقد توج الإسكندر نفسه ملكا على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية. حكم البطالمة وهم السلالة التي انحدرت من بطليموس أحد قادة الإسكندر المقربين مصر منذ 333 حتى 30 ق·م.
3- دخل الرومان مصر العام 30 ق·م وأصبحت إحدى ولاياتها بل صارت مصر من أهم ولايات الامبراطورية الرومانية نظرا لأهميتها الاقتصادية، فمصر عرفت وقتها بأنها سلة غذاء الدولة الرومانية، وصارت الأسكندرية ثاني أهم مدن الإمبراطورية بعد روما.
4- دخلت المسيحية مصر عام 33 ميلادي عن طريق مرقص الرسول.
5- استمر الروم (البيزنطيون) في حكم مصر حتى استطاع الساسانيون من بلاد فارس (إيران) هزيمة البيزنطيين بين عامي 618-621 ( وهي فترة نزول قوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [ الروم:1-4].
وسقطت الإسكندرية عاصمة مصر الرومانية في أيدي الفرس. قام الفرس بمذابح عديدة للرهبان وهدم للأديرة ويقال أنهم قتلوا 80 ألف من أهل الأسكندرية في يوم.
واستمر الحكم الفارسي لمصر عشر سنوات.
6- استعاد الروم قوتهم واستطاعوا هزيمة الفرس (تصديقاً للآية السابقة), مما أدى لانسحاب الفرس من مصر عام 629 ميلادي.
7 – تمت إعادة احتلال مصر من الروم عام 629 ميلادي وقام الروم باضطهاد كبير للأقباط من مصر فأقباط مصر كانوا أرثوذكس والروم كاثوليك حتى أن بابا الأقباط ( بينيامين) هرب واختبأ بالصحراء. (يرجى مراجعة كتاب ل ألفريد بتلر وموسوعة قصة الحضارة ل وول ديورانت لهذه الفترة وما بعدها).
8- عدد الروم في مصر كان يزيد عن 50 ألفاً ومنهم أكثر من 30 ألف جندي رومي مع موالين من جنود الحبشة.
9- عدد سكان مصر في ذلك الوقت كان حوالي 6 مليون نسمة.
10- في بداية الفتح العربي, وصل عمرو بن العاص إلى الفارما (بورسعيد) مع 3500 إلى 4000 جندي في نهاية عام 639 ميلادي, واستمر في حصار الروم المتحصنين بها وقتالهم شهر حتى تم فتحها في يناير 640 .
11- تحرك عمرو بن العاص إلى بلبيس وتقاتل مع الروم هناك حوالي شهر, قُتل فيه حوالي 1000 من الروم وتم أسر العديد منهم.
12- وصل عمرو وجنده إلى منطقة عين شمس, وحدثت بعض المعارك مع الروم المتحصنين في حصن بابليون (بالقرب من محطة مترو مار جرجس حالياً) ولكن المعارك لم تكن حاسمة, وأحس المسلمون بقلة عددهم فجنود الروم بالحصن كانوا في حدود 25 ألف جندي. بعث عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب يطلب المدد.
13- في انتظار المدد, تحرك عمرو بن العاص إلى الفيوم حيث قام ببعض المعارك هناك ولكنه لم يستطع فتح الفيوم وعاد للتجمع بمنطقة عين شمس مع ليقابل المدد المرسل له والبالغ من 10 إلى 12 ألف جندي حسب المصادر المختلفة وكان منهم 4000 جندي منهم الزبير بن العوام، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد حيث كتب له عمر بن الخطاب أرسلت لك 4000 رجلاً على كل ألف رجل بألف رجل.
14 – بذلك كان جيش المسلمين يتكون من حوالي 14 -15 ألف جندي على أقصى تقدير.
15 – دارت المعركة الكبيرة في عين شمس بهجوم ما يقرب من 20 ألف من الروم على المسلمين أسفر عن مقتل الروم كلهم إلا ما يقرب من 300 هربوا إلى حصن بابليون في يوليو 640.
16 – تحركت الجيوش الإسلامية بعدها وفتحت الفيوم ثم عادت لتحاصر حصن بابليون سبتمبر 640 حصاراً أمتد ل 7 شهور فقد كان للحصن منفذ على النيل, وبه سفن للروم ينتقلون بها لجزيرة الروضة المقابلة وللأسكندرية (وقت فيضان النيل وارتفاعه).
17- استمرت المناوشات, وفي احدى المرات خرجت فرقة من الروم على المسلمين وقت أداء صلاة الجمعة فقتلت بعضهم واسرعت عائدة للحصن.
18 - خرج قيرس المقوقس سرا من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب، وأرسل من هناك رسلا إلى عمرو بن العاص، ورد عمرو على المقوقس بقوله: ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:ـ
أ ـ إما ان دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا.
ب ـ وإن أبيتم، فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون.
ج ـ وإما ان جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين. بتلر ص 284
وقد كرر عبادة بن الصامت، المتكلم باسم العرب، كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات . وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد العرب إلى الحرب، ولكن الدائرة كانت على الروم، فجعلتهم يفكرون في العودة إلى المفاوضة. عادت المفاوضات مرة أخرى، وكانت الخصلة التي أختارها الروم، هي الجزية والإذعان، فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور، فإذا أقره نفذ. وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتي إليه على عجل.
19 - منتصف نوفمبر 640م وصل المقوقس إلى القسطنطينية، بعد أن استدعاه الإمبراطور هرقل، وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل، وغضب عليه واتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب، ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة، فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريدا. وكان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت. بتلر ص291
20 - قرب نهاية عام 640 , بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس، عاد القتال بين العرب والروم حول الحصن (حصن بابليون)، إلى أن وصلت الأخبار بموت هرقل.
21- إبريل 641م تسليم حصن بابليون للعرب.
كان لموت هرقل أثره السيء على جنود الحصن، وبعد محاولة العرب تسلق أسوار الحصن، عرض قائده (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم، فقبل عمرو منهم الصلح، وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج الجند من الحصن في ثلاثة أيام، فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام، أما الحصن وما فيه من الذخائر وآلات الحرب فيأخذها العرب، ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزاء. . بتلرص299
22 – قبل أن يخرج الروم من الحصن, أخرجوا كثير من أقباط مصر من السجن داخل الحصن (حيث قد قاموا بسجنهم شكاً في ولائهم أو لصبرهم على عقيدتهم ), أخرجوهم وضربوهم بالسياط وقطعوا أيديهم ( بتلر- 300-301).
23- بعدها استطاع العرب أن يقتحموا حصن ومدينة نقيوس ( شمال منوف)، في شهر مايو 641م.
24- واصل العرب سيرهم إلى مدينة كريون وهي آخر سلسلة من الحصون بين حصن بابليون والإسكندرية وحدث هناك قتال عنيف استمر بضعة عشر يوما.
25- وبفتح العرب لكريون، خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية، ويفترض الكاتب أن عدد جيش عمرو بن العاص ربما عشرين ألفا غير الحاميات التي تركها في بابليون ونقيوس وغيرها. بتلر ص 316 و317
26- سار عمرو بن العاص بجيشه متجها إلى الإسكندرية وكانت الأسوار منيعة تحميها آلات المجانيق القوية، ولم تكن للعرب خبرة في فنون الحصار وحربه، وعندما حمل عمرو بن العاص بجيشه أول مقدمه على أسوار المدينة، كانت حملة طائشة غير موفقة، فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلا من الحجارة العظيمة، فارتدوا بعيداً عن مدى رميها، ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرضوا لقذائفها، وقنع المسلمون أن يجعلوا عسكرهم بعيدا عن منالها، وانتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم.
27 - مضى عند ذلك أكثر شهر يونيو، ولم يكن عمرو بالرجل الذي يخادع نفسه عن المدينة ويعلل نفسه باستطاعته فتحها عنوة، فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم، وإنما كان واثقا من شئ واحد، وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم القتال، صبروا وثبتوا وغلبوه. وعلى ذلك عول على أن يخلف في معسكره جيشا كافيا للرباط، وأن يسير هو مع من بقي من الجنود، فيضرب بهم في بلاد مصر 28- في 14 سبتمبر 641م أعاد الإمبراطور الجديد هرقلوناس، أعاد المقوقس من منفاه إلى الإسكندرية، وأباح له أن يصالح العرب.
29 – وكان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد وقت حصار الأسكندرية، أو على الأقل بلاد مصر الوسطى، كيما يستريح بأصحابه في أوان فيضان النيل، وفيما كان هناك في الحصن، وافاه المقوقس وقد جاءه يحمل عقد الإذعان والتسليم للأسكندرية، فرحب به عمرو وأكرم وفادته. وكتب عقد الصلح (صلح تسليم الإسكندرية)، يوم 8 نوفمبر 641م وأهم شروطه:
أ ـ أن يدفع الجزية كل من دخل في العقد.
ب ـ أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهرا تنتهي في أول شهر بابه القبطي، الموافق الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من سنة 642م.
ج ـ أن يبقى العرب في مواضعهم في مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا وحدهم ولا يسعوا أى سعي لقتال الإسكندرية، وأن يكف الروم عن القتال.
د ـ أن ترحل مسلحة الإسكندرية في البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها، على أن من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل، على أن يدفع كل شهر جزاء معلومًا ما بقي في أرض مصر في رحلته.
ه ـ أن لا يعود جيش من الروم إلى مصر أو يسعى لردها.
و ـ أن يكف المسلمون عن أخذ كنائس المسيحيين ولا يتدخلوا في أمورهم أى تدخل.
ز ـ أن يباح لليهود الإقامة في الإسكندرية.
ح ـ أن يبعث الروم رهائن من قبلهم، مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضمانا لإنفاذ العقد - بتلر ص 343
30- أمضي عهد الصلح في بابليون في يوم الخميس 8 نوفمبر 641م وكان لا بد من إقراره من إمبراطور الروم، كما كان لا بد له من إقرار خليفة المسلمين، عمر بن الخطاب، فأوفد عمرو بن العاص، معاوية بن حذيج الكندي، وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة في مكة، وكان في مدة الهدنة وهي إحدى عشر شهرا، متسع من الوقت يكفي لذلك وما يلزم من الرسوم ، ثم عاد قيرس المقوقس مسرعا إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح.
31 - في 17 سبتمبر 642م ، كانت حوالى مائة (100) سفينة من أسطول الروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير إلى قبرص بمن كان عليها من فلول الروم الذين كان يقدر عددهم بنحو ثلاثين ألف (30 ألف ) جندي، يحملون معهم متاعهم، ويرفف عليهم الأسى.
32 - بعد رحيل جنود الرومان، وانتهاء مدة الهدنة (أحد عشر شهرا)، التي حددتها معاهدة تسليم المدينة بين المقوقس وعمرو، فتحت أبواب الإسكندرية ليدخلها العرب لأول مرة في 29 سبتمبر 642م .
33 -سار عمرو حتى بلغ (برقة)، شتاء 642 ـ643 والظاهر أنها سلمت للعرب صلحاً،
34 - ثم سار عمرو إلى (طرابلس) وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً، وكانت بها مسلحة كبيرة من الروم، صبرت على الحصار بضعة أسابيع، ثم وقعت المدينة في أيدي العرب، فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم، وهربوا منها عن طريق البحر... وعاد عمرو إلى حصن بابليون. بتلر ص 446
35 - كتب عمرو بن العاص (وعد، أو عهد أمان) للبابا بنيامين، وكان البابا مختفياً في مكان مجهول لا يعلم به أحد، وكانت صورة هذا الوعد كما يلي: أينما كان بطريق القبط بنيامين، نعده الحماية والأمان، وعهد الله، فليأت البطريرك إلى ها هنا في أمان واطمئنان ليلي أمر ديانته ويرعى أهل ملته وذلك في خريف سنة 644م . بتلر ص 455
36 - أرسل الخليفة عمر بن الخطاب محمد بن سلمة إلى مصر و أمره أن يجبي ما استطاع من المال فوق الجزية التي أرسلها عمرو بن العاص من قبل. ثم أرسل بعد ذلك عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وولاه حكم الصعيد والفيوم، وجباية الخراج.
38 – في 10 نوفمبر 644م تولى عثمان بن عفان الخلافة في مكة وقام بعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر تماما، وجمع ولايتها جميعها لعبد الله بن أبي سرح ، وقد جعل عبد الله بن أبي سرح، أول همه زيادة الضرائب على أهل الإسكندرية.
39 – في نهاية سنة 645م بعث إمبراطورالروم قسطانز، بأسطول عظيم يتكون من حوالي 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة منويل للاستيلاء على الإسكندرية (مخالفاً للعهد)، وكان بالمدينة حوالي ألف جندي من العرب للدفاع عنها، فغلبهم الروم وقتلوهم جميعا إلا نفراً قليلا منهم استطاعوا النجاة، وعادت بذلك الإسكندرية إلى ملك الروم، وكان عمرو عند ذلك في مكة معزولا، وقد أضاع الجنود الروم الوقت والفرص كعادتهم، فساروا في بلاد مصر السفلى، يغصبون الأموال والأطعمة من الناس. ألفريد بتلر - 483
40 - لما وصلت أنباء سقوط الإسكندرية، إلى مكة، أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب في مصر، وكانت نقيوس وحصن بابليون، وغيرها، لا تزال في يد العرب .
وسار الروم على مهل حتى استدرجوا إلى نقيوس، آخر فصل الربيع 646م - وهناك لقيهم طلائع العرب، ولعل جيشهم كان إذ ذاك خمسة عشر ألفا، ودارت معركة حامية بين الطرفين، انتهت بهزيمة جيش الروم، الذي انسحب إلى الإسكندرية، وأقفل الروم أبواب المدينة واستعدوا للحصار.
41 - كما يقول بتلر في ص 357 ، : إنا لا نكاد نعرف في تاريخ الإسكندرية، أنها أخذت مرة عنوة، بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها. فقد قيل إنه كان في الإسكندرية، بواب اسمه (ابن بسامه)، سأل عمراً أن يؤمنه على نفسه وأهله وأرضه ويفتح له الباب، فأجابه عمرو على ذلك.ومهما يكن من الأمر، فقد أخذ العرب المدينة عنوة، ودخلوها يقتلون، ويغنمون، ويحرقون، حتى ذهب في الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب في الحي الشرقي، ومن ذلك كنيسة القديس مرقس، واستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة، فأمرهم عمرو برفع أيديهم، وبنى مسجداً في الموضع الذى أمر فيه عمرو برفع السيف، وهو مسجد الرحمة. وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم، فهربوا في البحر، ولكن كثيرا منهم قتل في المدينة، وكان منويل من بين من قتل، وأخذ العرب النساء والذراري فجعلوهم فيئاً. صيف سنة 646م إعادة فتح العرب للإسكندرية بتلر ص 488
وهدم عمرو الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض ( فلا تكون محصنة لو غزاها الروم مرة أخرى). بتلر ص 497
وأخذ أسرى من الإسكندرية ( على اعتبار أنها فتحت عنوة) ومن البلاد المجاورة مثل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا ، وبعث بهم إلى المدينة، ولكن الخليفة عثمان أعادهم إلى بلدهم على شرط الجزية.
ولم يبق عمرو في مصر بعد استقرار الأمر إلا شهراً واحداً، ثم خرج عنها لعبد الله بن سعد .
42 – عاد عمرو بن العاص واليا على مصر معاوية بعد ذلك،
43 - في 6 يناير 664م توفي عمرو بن العاص رضي الله عنه وتم دفنه في سفح المقطم، ولكن قبره نسى مكانه.
44 - هذه شهادة مخالف أو شهادة عدو عما حدث (وإن كان منصفاً قدر استطاعته), ولكن نتيجة مخالفته فبالتأكيد يميل إلى الجوانب السلبية.
بالطبع لا نجد إجبار المسيحيين على الدخول في الإسلام, وعندما تحدث الكاتب عن الجزية ذكر أنها متفاوتة ومعقولة وأن الخراج (الضرائب) أقل وطأة مما كان يدفعه المصريين قبل الحكم الإسلامي وأنه كان معقولاً وعقلانياً.
45 - من بقي في مصر بعد استقرار الحكم بها لا يزيدون عن 10 الاف مسلم, مقابل 6 مليون من أهل مصر.
وفي إحصاء عام 1897م: والذي جرى بمعرفة وإشراف الاحتلال البريطاني ليتعرف على التركيبة الحقيقية للمجتمع المصري كانت نتائجه كالتالي:
بلغ مجموع سكان مصر (9.734.405) نسمة، وبلغ عدد المسلمين (8.977.702) أي بنسبة 92.22 % والباقي من المسيحيين واليهود.
وبلغ عدد المسيحيين الأرثوذكس (592.347) بنسبة 6.08%، والبروتستانت (12.507) بنسبة 0.12%، والكاثوليك (4.620) بنسبة 0.047% أي أن نسبة المسيحيين جميعًا بلغت 6.26%.
فهل ال 10 ألاف مسلم أصبحوا بعد ألف عام حوالي 9 مليون , بينما ال 6 مليون من غير المسلمين أصبح عددهم بعد ألف عام 600 ألف ؟
أم أن تحولهم للإسلام جاء بأن قام 10 ألاف مسلم بإجبار 6 مليون على الدخول في دينهم ؟
أم أن السبب في زيادة نسبة المسلمين , أن أهل مصر ارتضوا الإسلام وتحولوا إليه ؟
تعليق