هكذا تشكل الكتاب المقدس
المقدمة :-
بعث الله عز وجل الأنبياء إلى بني إسرائيل وكان يتركون بينهم الكتاب ولكن كان بنى اسرائيل بعد مرور الزمان يحرفون في الكتاب إما بإضافة نصوص أو حذف نصوص حسب أهوائهم
فكان يبعث لهم رب العالمين المزيد من الأنبياء لتبكيتهم و اخبارهم بالحق الذي حرفوه
فتحريف الكتاب المقدس حدث أكثر من مرة وعلى مراحل زمنية مختلفة
حيث كان علماء الدين في بني إسرائيل منوط بهم تعليم التوراة التي تركها بينهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
وكانت التوراة الأصلية موجودة في تابوت العهد ، فكانوا ينسخون منها نسخ ويستخدمونها فى تعليم عامة الشعب
و لكن بمرور الأيام فسد رجال الدين و حرفوا في النسخ التي معهم فكانوا يظهرون جزء ويخفون أخرى
فبعث الله عز وجل لهم الأنبياء لتصحيح ما يفعلونه ، وإعلام الناس بالتوراة الحقيقية
و كتاب المسيحيين المقدس يعترف بنفسه بقيام بنى اسرائيل بالتحريف والتبديل فى كتابهم وأنهم لم يكونوا أمناء على الكتاب
فنقرأ من سفر إرميا :-
23 :36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
ومن سفر إشعياء :-
29: 15 ويل للذين يتعمقون ليكتموا رايهم عن الرب فتصير اعمالهم في الظلمة و يقولون من يبصرنا و من يعرفنا
29: 16 (( يا لتحريفكم)) هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني او تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم
و سفر أخبار الأيام الثاني (34 : 13 إلى 34: 21) أخبرنا بما هو معنى عدم حفظ بني إسرائيل الكتاب من خلال ما يقصه علينا من اكتشاف الكاهن حلقيا سفر شريعة الرب الذي كان بيد سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام والذي كان قد أخفاه أجداده حتى لا يعرف بني إسرائيل تعاليم الرب الحقيقية وبدلا من ذلك يتبعون كلام علمائهم
للمزيد راجع (تحريف بني إسرائيل للكتاب مثبت في كتب الأنبياء ) :-
- و لكن ما يهمنا حاليا هو التحريف الذى تم فى الفترة الهلينستية لأن كتاب المسيحيين المقدس الحالي معتمد على نسخ الأسفار التي كانت في تلك الفترة
بدأت الفترة الهلينستية عند غزو الاسكندر الأكبر العالم ومحاولة نشر الثقافة اليونانية عام 332 ق.م ، حيث انقسم بنو إسرائيل فى تلك الفترة إلى مجموعة من الطوائف التي تختلف في معتقداتها الأساسية حتى نشأ بين أهم طائفتين حرب أهلية وهما أتباع اليونانيين المتأثرين بأفكارهم والتي دمجوها مع معتقدات أجدادهم فنتج ما يسمى باليهودية الهلينستية وبين المتمسكين بتعاليم أجدادهم الرافضين للأفكار اليونانية وظلت الاختلافات بينهم حتى مع انتهاء تلك الحرب
حيث قام اليونانيين الحقيقيين بحرق الكتب الدينية لبني إسرائيل لإجبارهم على اعتناق عقائدهم
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار
وكان من يرفض الانقياد يتم قتله أو سبيه وتشتيته فى بلاد مختلفة
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
وأيضا :-
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
وأيضا :-
1: 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر
1: 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم
للمزيد راجع هذا الرابط محاولات اليونانيين افساد مجتمع بني إسرائيل :-
- وبعد انتهاء الحرب و حرق الكتب قامت كل طائفة اما اعادة نسخ هذه الكتب و لكنها فى نفس الوقت كانت تحاول أن تثبت صحة معتقداتها ، فتحذف ما يخالف معتقداتها وتضيف ما يروج لصحتها
فعلى سبيل المثال :-
الأسفار الخمسة الأولى الحالية و التي نسبوها إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام (وهو منها برئ) ، نسخها اليهود الهلينستيين و الصدوقيين (أحد طوائف اليهود الهلينستيين) وحرفوا فيها على حسب هواهم لـ يحاولوا فيها التأكيد على صحة معتقداتهم فأخفوا النصوص التى تتعارض مع معتقداتهم الأبيقورية اليونانية الوثنية ، لذلك لا ثواب ولا عقاب ولا حتى قصة سقوط الشيطان ولا لماذا سقط ويستبدلونه بحية وهو ليس استبدال من أجل الرمز لأنه في الأصل لم يكن كتاب رمزي ولكن انه استبداله من أجل عدم اعتقادهم بالشياطين ، واضافة نصوص لصنع الكهنوت الاسرائيلى
قال الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) (سورة الأنعام)
أما كاتب سفر نشيد الأنشاد فكان شخص متأثر بالثقافات المنحلة وهي ثقافة اليونانيين المنحلة في ذلك الوقت
أما من أعادوا نسخ الأسفار التاريخية فقد قاموا بإضافة قصص وأحداث لم تكن موجودة في النص الأصلي لتعطى قانونية لأفكارهم عن طريق القصص المزيفة ، فهذه الأسفار في الأصل لم تكن بهذا الحجم ولكن عندما زادت بسبب القصص الزائفة قاموا بتقسيمها
فسفرا صموئيل الأول والثاني في الأصل كان سفر واحد ثم تم تقسيمه إلى سفران فى الترجمة السبعينية والتي تم كتابتها فى عصر اليونانيين ، ثم أخذت النسخ العبرية بهذا التقسيم أيضا في القرن الرابع عشر الميلادي
وهذا التقسيم الذي حدث لسفر صموئيل مثله مثل سفر أخبار الأيام الذي تم تقسيمه فى الترجمة السبعينية فى عهد اليونانيين ، ومثل سفر الملوك الذي تم تقسيمه أيضا
ويزعم علماء المسيحية أن سبب ذلك هو الرغبة فى استخدام لفتين بدلا من لفة واحدة
فنقرأ من مقدمة القمص تادرس يعقوب :-
(قُسم السفر إلى اثنين في الترجمة السبعينية لمجرد أسباب عملية، إذ كانت هناك حاجة إلى استخدام درجين (لفتين roll) عوض درج واحد.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
تعليق