خرجت الوردة من بين قمامة وقطران ناصعة البياض عَطرةً.
هل في العبارة خطأ ؟
هل يُفهم من العبارة أن الوردة جاءت منهما أو نشأت منهما ؟ أم أن الجملة تدل على التغاير في خروج شيء نقي جميل من بيئة غير نظيفة ؟
لماذا هذا المثال ؟
لأن بعض أرباع المتعلمين, أو الجهلة قالو إن هناك خطئاً علمياً في قوله تعالى في سورة النحل:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)
فقالوا: القرءان يقول أن اللبن الصافي خرج من بين الفرث ( الذي هو الروث قبل خروجه من جسم الحيوان) ومن الدم .... وهذا غير صحيح علمياً. !!!!
والحق أن المعنى هو بيان قدرة الله تعالى الذي أخرج من جسم الحيوان (وعاءه - بطنه ) الذي به روث ودم (أخرج منه) لبنا خالصاً نقياً.
هذه أقوال بعض المفسرين
تفسير السعدي
أي: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ } التي سخرها الله لمنافعكم { لَعِبْرَةً } تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم، فأخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذته ولأنه يسقي ويغذي، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية.
تفسير ابن كثير
وقوله: { مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا } أي: يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كلٌ إلى موطنه، إذا نضج الغذاء في معدته تصرف (1) منه دم إلى العروق، ولبن إلى الضرع (2) وبول إلى المثانة، وروث إلى المخرج، وكل منها لا يشوب الآخر ولا يمازجه بعد انفصاله عنه، ولا يتغير به.
ولكن كيف نشات عندهم فكرة الشبهة العبقرية ؟
بعض المفسرين يعرض أقوال مختلفة لكثير من الرجال, فيقول كاتب التفسير: وعن فلان أنه قال كذا وعن علان أنه قال كذا, فجاءت من بين الأقوال من قال أن هناك ثلاث طبقات تكون داخل معدة الحيوان طبقة فرث وطبقة لبن وطبقة دم, فاعتبروا كلامه أو تفسيره أنه كلام الله تعالى !!.
ولكن هناك مفسرين أخرين (الرازي كمثال) , قال (الدم واللبن لا يتولدان ألبتة في الكرش ، والدليل عليه الحس فإن هذه الحيوانات تذبح ذبحاً متوالياً ، وما رأى أحد في كرشها لا دماً ولا لبناً ، ولو كان تولد الدم واللبن في الكرش لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الأحوال ، والشيء الذي دلت المشاهدة على فساده لم يجز المصير إليه ....
حتى وصل إلى قوله:
بين الضرع عروق كثيرة فينصب الدم في تلك العروق إلى الضرع ، والضرع لحم غددي رخو أبيض فيقلب الله تعالى الدم عند انصبابه إلى ذلك اللحم الغددي الرخو الأبيض من صورة الدم إلى صورة اللبن فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد اللبن.).
فالأمر واضح وبين, أما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه من القرءان, وللأسف كثير من الناس يمتصون الشبهات ويرتاحون لها ولا يبحثون ولا يمحصون.
والحمد لله رب العالمين
هل في العبارة خطأ ؟
هل يُفهم من العبارة أن الوردة جاءت منهما أو نشأت منهما ؟ أم أن الجملة تدل على التغاير في خروج شيء نقي جميل من بيئة غير نظيفة ؟
لماذا هذا المثال ؟
لأن بعض أرباع المتعلمين, أو الجهلة قالو إن هناك خطئاً علمياً في قوله تعالى في سورة النحل:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)
فقالوا: القرءان يقول أن اللبن الصافي خرج من بين الفرث ( الذي هو الروث قبل خروجه من جسم الحيوان) ومن الدم .... وهذا غير صحيح علمياً. !!!!
والحق أن المعنى هو بيان قدرة الله تعالى الذي أخرج من جسم الحيوان (وعاءه - بطنه ) الذي به روث ودم (أخرج منه) لبنا خالصاً نقياً.
هذه أقوال بعض المفسرين
تفسير السعدي
أي: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ } التي سخرها الله لمنافعكم { لَعِبْرَةً } تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم، فأخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذته ولأنه يسقي ويغذي، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية.
تفسير ابن كثير
وقوله: { مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا } أي: يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كلٌ إلى موطنه، إذا نضج الغذاء في معدته تصرف (1) منه دم إلى العروق، ولبن إلى الضرع (2) وبول إلى المثانة، وروث إلى المخرج، وكل منها لا يشوب الآخر ولا يمازجه بعد انفصاله عنه، ولا يتغير به.
ولكن كيف نشات عندهم فكرة الشبهة العبقرية ؟
بعض المفسرين يعرض أقوال مختلفة لكثير من الرجال, فيقول كاتب التفسير: وعن فلان أنه قال كذا وعن علان أنه قال كذا, فجاءت من بين الأقوال من قال أن هناك ثلاث طبقات تكون داخل معدة الحيوان طبقة فرث وطبقة لبن وطبقة دم, فاعتبروا كلامه أو تفسيره أنه كلام الله تعالى !!.
ولكن هناك مفسرين أخرين (الرازي كمثال) , قال (الدم واللبن لا يتولدان ألبتة في الكرش ، والدليل عليه الحس فإن هذه الحيوانات تذبح ذبحاً متوالياً ، وما رأى أحد في كرشها لا دماً ولا لبناً ، ولو كان تولد الدم واللبن في الكرش لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الأحوال ، والشيء الذي دلت المشاهدة على فساده لم يجز المصير إليه ....
حتى وصل إلى قوله:
بين الضرع عروق كثيرة فينصب الدم في تلك العروق إلى الضرع ، والضرع لحم غددي رخو أبيض فيقلب الله تعالى الدم عند انصبابه إلى ذلك اللحم الغددي الرخو الأبيض من صورة الدم إلى صورة اللبن فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد اللبن.).
فالأمر واضح وبين, أما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه من القرءان, وللأسف كثير من الناس يمتصون الشبهات ويرتاحون لها ولا يبحثون ولا يمحصون.
والحمد لله رب العالمين