اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين اليهود والسامريين والمسيحيين
المقدمة :-
صحيح أن هناك العديد من الاختلافات بين المخطوطات الماسورتية والترجمة السبعينية والسامريين و كذلك المخطوطات السينائية و الاسكندرية التي كانت في عصر الرومان بالنسبة إلى العهد القديم (التناخ عند اليهود) ، ولكن بينها أيضا بعض الاتفاقات
ولكن لا يعني اتفاقهم في بعض الأمور والأحداث أن هذا الحدث حقيقي ولم يحرف ، وذلك لأن تلك الطوائف كما كانت تفرقهم أشياء إلا أنه كانت تجمعهم مصالح مشتركة أيضا في بعض الأمور
و سبق وأن أوضحت أن تلك المخطوطات تم كتابتها في زمان الحكام اليونانيين و أن الكتابة كانت تحدث حسب الأهواء فإذا اتفقت الأهواء اتفقوا ، وإذا اختلفت الأهواء اختلفوا
للمزيد راجع :-
تاريخ أقدم مخطوطات العهد القديم تعود إلى الفترة الهلينستية
أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هي من شكلت مخطوطات الكتاب المقدس
https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...82%D8%AF%D8%B3
فكانوا جميعهم يحكمهم نفس الفكر اليهودي الهلنستي الذي يحاول الجمع بين اليهودية واليونانية و ذلك لاعتقادهم بالفلسفة الأبيقورية أو بالفلسفة الرواقية وكلتاهما فلسفة يونانية التى حاول الحكام اليونانيين ومن بعدهم الرومان نشرهم بين بني إسرائيل
فاستخدموا في ذلك اللين تارة واستخدموا العنف تارة أخرى لدرجة أنهم أحرقوا كتب اليهود الدينية
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 ((و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار))
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
1: 61 هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا
للمزيد راجع :-
محاولات اليونانيين وأتباعهم من الكهنة افساد مجتمع بني إسرائيل
اليهودية الهلينستية
و في هذا الموضوع ان شاء الله
أوضح الرد على سؤال قد يطرأ على عقول بعض المسيحيين ظنا منهم أن وجود بعض الاتفاقات في تلك المخطوطات (وليس كلها بالتأكيد) فهذا يثبت صحة كتابهم أو على الأقل صحة تلك الاتفاقات وأن هذا يجعل الأمور المتفق عليها قانونية وصحيحة
ولكن الاتفاق لا يعني صحة المعلومة الواردة بهذه المخطوطات ولكن الاتفاق مرجعه إلى الاشتراك في مصلحة ما أو فكر ما وهو الفكر والثقافة اليهودية الهلنستية
وسبق وأن أوضحت أن السامريين واليهود اتفقوا على أن سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام هو الإبن الذبيح ، وسبب هذا الاتفاق لا يرجع إلى أنه بالفعل سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام كان الإبن الذبيح و لكن لأنه كانت هناك منفعة مشتركة لهم لأنه الجد المشترك و أرادوا أن ينال جدهم هذه الكرامة و لذلك لن يختلفوا في ذلك حتى لو كان الأمر كذب
بينما الحقيقة أنه لم يكن هو الإبن الذبيح لأنه لم يكن أبدا الابن الوحيد (تكوين 22: 2) كما نص كتابهم نفسه ليفضحهم ويفضح تحريفهم وكذبهم ، فالكاذب يترك دائما دليلا على كذبه وغشه
و فى نفس الوقت ونفس القصة اختلفا في تحديد المكان الذى تم فيه فداء الإبن الذبيح وهذا لاختلاف الأهداف والمنفعة في هذه الجزئية فكل طرف يريد أن يجعل المكان داخل حدود أرضه لتحويله إلى مكان مقدس
فالسامريين جعلوه في أرض موريه (Moreh ) وبالعبرية מוראה لأنها المنطقة المحيطة بشكيم حيث يقع جبل جرزيم المقدس عندهم
أما اليهود فى المخطوطات الماسورتية فجعلوه في أرض المريا ( Moriah) و بالعبرية מריה
فنقرأ من سفر التكوين المعتمد من اليهود :-
22 :2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق و اذهب الى ((ارض المريا)) و اصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك
ثم بعد ذلك نراهم يتهمون بعضهم البعض بالتحريف ، فنجد فى التلمود الحاخام اليعازر شمعون يتهم السامريين بتحريف أسفار موسى ، بينما الحقيقة أن كلاهما محرف
هكذا أيضا كان السبب في الاتفاق وفي الاختلاف بين مخطوطات الكتاب المقدس لليهود فيجمعهم المصلحة المشتركة وتفرقهم مصلحة الفرقة الواحدة
ويحتوى هذا الموضوع على :-
المطلب الأول (1-4) :- الترجمة السبعينية تم صنعها بمباركة الحكام اليونانيين
المطلب الثاني (2-4) :- توافق الفريسيين و الصدوقيين في الفترة الهلينستية هو السبب في تعدد مصادر الأسفار الخمسة الأولى
المطلب الثالث (3-4) :- توافق السامريين مع أفكار الصدوقيين
المطلب الرابع (4-4) :- الماسورتين الذين صنعوا قانونية الأسفار الحالية للعهد القديم كانوا من طائفة القرائين الذين كانوا امتداد للصدوقيين أصحاب الفكر اليهودي الهلنستيى
المطلب الخامس (5-4) :- المخطوطات السينائية وغيرها تم صنعها فى عهد الرومان حيث كانت تنتشر الفلسفة الأبيقورية والرواقية
المطلب السادس (6 -4) :- اليهود الربانيين يعوضون النقص في الأسفار القانونية من خلال التقليد ، والمسيحيين يعوضونه من خلال العهد الجديد
تعليق