الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فهد الدغيلبي الإسلام اكتشف المزيد حول فهد الدغيلبي
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فهد الدغيلبي
    0- عضو حديث

    • 5 أكت, 2020
    • 1
    • الإسلام

    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة من أكبر الكبائر

    للشيخ خالد بن حسن بن أحمد المالكي

    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرةٌ من أكبر الكبائر، وجريمة من أبشع الجرائم، لا يُقبَلُ في ذلك تهاونٌ أو إهمال، أو كسل أو توانٍ، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشرَ حديثًا يُنسَبُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحقَّق ويتيقَّن من ثُبُوتِهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.



    ولا ينفع في ذلك حسن النية والقصد، أو إرادة الخير، أو كون المرء من الدعاة أو الخطباء أو غيرهم؛ فالأمر خطير، والتهاون كبير، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كالواتس أب وتويتر، وفيما ثبت عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم غنية ومزيد كفاية لمن يريد الخير، ويرجو ثواب الله عز وجل.



    ولْيُعْلَمْ أن الأمر جَلَلٌ؛ فهذا دين الله عز وجل الذي ارتضاه للناس إلى قيام الساعة، وهو حق وصدق كما هو، لا يحتاج إلى تلفيق كذَّاب أو اختلاق وضَّاع، وإذا كان الناس لا يقبلون أن يكذب عليهم أحد، أو يقول على ألسنتهم ما لم يقولوا، أو يروي أحد عنهم ما لم يفعلوا أو يقرِّروا - فما ظنكم بمن يكذب على من أرسله الله تعالى رحمة للعالمين؟ وهو سيد ولد آدم أجمعين، صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين، وهو الصادق الأمين، عُرف بذلك من قبل أن يبعثه الله بشيرًا ونذيرًا، و﴿جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ [الزمر: 33]، دينه صدق، وقوله حق، ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 32].



    والعجيب أن كثيرًا ممن يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعُمُون حبَّه، وهم كَذَبَةٌ أفَّاكون غشَّاشون يكذبون على رسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتحقَّقون فيما يقولون أو ينسبون إليه، ولو أحبُّوه لاهتمُّوا غاية الاهتمام، واعتنوا أشد العناية ألَّا ينشروا كذبات تبلغ الآفاق، ينسبون بها أشياء لا تثبُتُ نسبتها إلى خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام؛ وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع))، فهم شاؤوا أم أبَوا، علِموا أم جهلوا - معاولُ هدمٍ وإفساد وتشويه لدين الله عز وجل.



    هذا، وقد بذل علماء الإسلام عُصارةَ أعمارهم، وخلاصة أوقاتهم، والغالي والنفيس، "ورحلوا في الأقطار والأمصار، وقطعوا الفيافيَ والقِفار، ملؤوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الصدور، ودوَّنوها في السطور؛ لأجل حفظ دين الله عز وجل، والدفاع عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتمييز صحيحها من سقيمها، ومنقولها من متقوَّلها، ومقبولها من منحولها، وانبرى أجِلَّةٌ من العلماء الراسخين، الصيارفة الناقدين، ينفون عن السنة تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فحرَّروا وحقَّقوا، واجتهدوا في نخل الأصول، وحفظ المنقول، فاستنبطوا ووضعوا القواعد التي تحكم رواية الحديث، وتُحاكم رُواته؛ فنشأت علوم الحديث؛ أصوله، ومصطلحه، وعِلَله، والجرح والتعديل، فكان كلُّ علم من هذه العلوم أسًّا تُبنَى عليه معرفة الحديث الشريف روايةً ودِرايةً، وأصلًا يُتَوَصَّل من خلاله إلى الحكم على الحديث صحةً أو ضعفًا"؛ [السبر عند المحدثين؛ لعبدالكريم محمد].



    وهؤلاء العلماء قد هيأهم الله عز وجل واستعملهم لهذه المهمة الشريفة والوظيفة الكريمة؛ وهي المساهمة في حفظ دين الله عز وجل الذي تكفَّل سبحانه بحفظه؛ كما قال جل شأنه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛ فلذا يجب على كل مسلم من غير أهل العلم قبل أن ينشر حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسألَ أهلَ العلم والاختصاص عنه؛ عملًا بقول الله عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، وحذرًا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.



    وفيما يلي ذِكْرٌ لبعض الأحاديث التي وردت في التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ١. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ من النار))؛ [رواه مسلم].



    ٢. وعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذبوا عليَّ؛ فإنه من كذب عليَّ فَلْيَلِجِ النار))؛ [رواه البخاري].



    ٣. وعن المغيرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحد، من كذب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوأ مقعده من النار))؛ [رواه البخاري].



    ٤. وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أعظم الفِرَى أن يدَّعِيَ الرجل إلى غير أبيه، أو يُرِي عينه ما لم تَرَ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْ))؛ [رواه البخاري].




    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/142312/#ixzz6a0a4TRvy

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 5 أغس, 2024, 07:27 م
ردود 2
43 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 26 يول, 2024, 03:53 م
ردود 0
23 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 26 يول, 2024, 03:41 م
ردود 0
82 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 17 ماي, 2024, 09:16 ص
ردود 0
32 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يول, 2023, 02:56 ص
ردود 0
20 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...