قصة سيدنا يوسف بسفر التكوين عبارة عن دمج شكلين مختلفين للقصة
المقدمة :-
بعض العلماء والباحثين اليهود والمسيحيين الذين تخصصوا فى دراسة الأسفار الخمسة الأولى اكتشفوا وجود تكرار مصحوب بالتناقض فى بعض قصصه و أن هذه النصوص تم دمجها معا لتبدو قصة واحدة ، وهذا هو ما دفعهم لتكوين عدة نظريات حول تأليف الأسفار الخمسة الأولى جميعها فكرتها الرئيسية هى تعدد مصادر الكتاب المقدس ،و نعم أتفق معهم فى وجود تحريف
ولكن أختلف معهم فى تفاصيل نظرياتهم ، فمخطوطات هذا الكتاب تعود الى الفترة الهلنستية التى انقسم فيها اليهود الى طوائف متعددة بعضها تأثر بأفكار اليونانيين المنحرفة ، وبعضها تأثر باشاعات تم تداولها عندما انقسم بنى اسرائيل الى مملكتين حيث أراد أسباط كل مملكة صنع دور أكبر لأجدادهم على حساب أجداد أسباط المملكة الأخرى ، فى نفس الوقت الذى قام فيه اليونانيين باحراق الكتب الدينية عند اليهود
لذلك كانت الفرصة سانحة لرجال الدين التابعين لليونانيين باعادة تشكيل الكتاب وتقديمه للناس على أنه الكتاب المقدس ، وكل مجموعة دينية حسب أفكارها كانت تحرف فى القصص ، فكان فى ذلك الوقت لكل طائفة كتابها الا أن طائفة الكهنة الصدوقيين هى الغالبة وصاحبة اليد العليا فى أغلب تلك الفترة لذا استطاعت نشر أفكارها من خلال الكتابات المحرفة ، حتى ضعف الصدوقيين ، فحاول الفريسيين (بعد فسادهم) ايجاد كتاب مقدس موحد لذا أخذوا كتاب الصدوقيين وأضافوا عليه بعض النصوص حتى تقبله جميع طوائف بنى اسرائيل ، وكان هذا سببا فى تعدد المصادر
وفى هذا الموضوع ان شاء الله سوف أعرض مقالة كتبها أحد باحثي الكتاب المقدس وهو اليهودي بن ساندلر (Ben Sandler) في موقع The Torah حول تعدد مصادر قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام بسفر التكوين
في هذا الرابط :-
فيقول كاتب المقال عن قصة سيدنا يوسف بسفر التكوين :-
Trying to make sense of this story as a unified whole seems impossible, which is one of the reasons that academic Bible scholars work with the theory that the Torah is a composite document, which often combines multiple sources that tell the same story. Referred to as “source criticism” or “the Documentary Hypothesis” in academic circles, this theory posits that there is a very good reason for the inconsistencies in story of Joseph being sold to Egypt—it is a combination of two parallel stories.
In one story (from the J source), Judah is the savior and the brothers sell Joseph to the Ishmaelites, rather than killing him and throwing him in a pit. In the other story (from the E source), Reuben saves Joseph by convincing the brothers to throw him in a pit instead of killing him, but, unbeknownst to any of them, the Midianites find Joseph in the pit and bring him to Egyp
الترجمة :-
إن محاولة فهم هذه القصة كوحدة واحدة تبدو مستحيلة، فهي أحد أسباب عمل علماء الكتاب المقدس الأكاديميين على النظرية القائلة بأن التوراة وثيقة مركبة، فهي غالبا ما تجمع بين مصادر متعددة تروي نفس القصة. ويشار إلى هذه النظرية في الأوساط الأكاديمية بأنها "نقد مصدري" أو "الفرضية الوثائقية" ، هذه النظرية تطرح سببا وجيها جدا للتناقض في قصة بيع يوسف لمصر ، بل هي مزيج من قصتين متوازيتين
في واحدة منهم (من مصدر J) فإن يهوذا هو المنقذ و إخوته يبيعون يوسف إلى الإسماعيليين بدلا من قتله وإلقائه في البئر . و في القصة الأخرى (من مصدر E) فإن راوبين ينقذ يوسف عن طريق اقناع اخوته بإلقائه في البئر بدلا من قتله، ولكن بدون أن يعلم أي منهم ، يجد المديانيون يوسف في البئر و يجلبونه إلى مصر
انتهى
وان شاء الله سوف أتناول بعض النقاط التي وردت في المقال في هذا المبحث مع التصرف فيها
تعليق