الفصل الأول :- من كاتب الأسفار الخمسة الأولى (تكوين - خروج-تثنية - اللاويين- العدد)
المقدمة :-
سبق وأن تكلمت عن الأسباب التي تجعل الإنسان يغير ويحرف في أي قصة أو معلومة تصل إليها حيث تحركه رغباته وأهوائه فيسعى لتشكيل القصة أو الفكرة بالطريقة التي تخدم مصالحه الدنيوية
فنجد قصص حدث لها تطور وتغيير بمرور الزمن مثل قصة أوزوريس وأخيه ست في الحضارة الفرعونية والتي تغير شكلها في النصوص الفرعونية في الفترة المتأخرة عن النصوص في الفترة الفرعونية الأولى والتي بالتأكيد هي أيضا تختلف عن الواقع الذي حدث
ومن ضمن الكتب والقصص التي حدث لها تغيير وتبديل عن الأصل كانت الأسفار الخمسة الأولى
فيزعم علماء المسيحية أن كاتب هذه الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي هو سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لإعطاء تلك الأسفار القداسة بالرغم من أن أسلوب الكتابة يؤكد أن الكاتب لم يعاصر الأحداث ولم يكن في زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
فمن الواضح أن تلك الأسفار بشكلها الحالي تم اعادة كتابتها في الفترة الهلينستية عندما احتل اليونانيين ثم الرومان فلسطين و انتشرت بين بني إسرائيل العديد من الفلسفات والأفكار اليونانية وانقسم بنو إسرائيل للعديد من الطوائف والملل كان بعضهم من رجال الدين اليهود الذين حاولوا دمج هذه الأفكار مع معتقدات اليهود التي ورثوها عن أجدادهم و إعطاء قدسية لأفكارهم الضالة والتي كان على رأسها إنكار وجود الحياة الآخرة والثواب والعقاب في الآخرة ، فكانوا دائما يشيرون إلى أن الموتى ينزلون إلى الهاوية بمعنى القبر و أن الذبائح والتقدمات هي حتى يكفروا عن خطاياهم و بالتالى لا يصابوا بالوبأ أو القتل بالسيف ولم يشير أبدا إلى عقاب وثواب الآخرة (خروج 5: 3) ، (تثنية 5: 31 إلى 5: 33 ، 11: 16 ، 11: 17 ، 11: 28 ، 28: 15 إلى 28: 68 ) تلك الأفكار التي انتشرت بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية فيما يعرف باليهودية الهلينستية
للمزيد راجع :-
اليهودية الهلينستية
كل ذلك تم في ظل حرق الكتب الدينية الحقيقية التي كانت لدى اليهود في تلك الفترة وقتل من يتمسك بدينه و يرفض الأفكار اليونانية (مكابيين الأول 1: 43 إلى 1: 60)
مما كان سببا في أن يبعث الله عز وجل لبني إسرائيل سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (يوحنا المعمدان) والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه ولكن بعد فترة من الزمان فسد أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام وحرفوا المعتقد الحقيقي واستعانوا بتلك الكتابات القديمة لأنها كانت تحقق لهم إثبات لوجه نظرهم عن معتقد الفادي الوحيد يعني بدأت بكذبة ثم توالت الأكاذيب ليصبح في النهاية معتقد الصلب والفداء
للمزيد راجع :-
محاولات اليونانيين افساد مجتمع بني إسرائيل
وهناك العديد من الأدلة التي تثبت أن هذه الأسفار لم يكتبها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام والتى ان شاء الله سوف أعرضها بالتفصيل
و يتضمن هذا الموضوع :-
المبحث الأول :- كيف قام بني إسرائيل بتقديم كل هذه الذبائح والتقدمات في الصحراء بينما جاعوا ولم يجدوا لحم فأنزل لهم الله عز وجل المن والسلوى
المبحث الثانى :- هل يتم حرق تقدمات الكهنة عن أنفسهم كلها أم يأكلون منها جزء
المبحث الثالث :-نزاع الفريسيين والصدوقيين حول أكل الكهنة من التقدمات تنفى قداسة أسفار موسى
المبحث الرابع :- خطأ تاريخى فى (تكوين 43: 32) بشأن توقيت رفض المصريين الأكل مع الغرباء
المبحث الخامس :- خطأ تاريخي في (تثنية 23 :7) حول علاقة بني إسرائيل بالأدوميين والمصريين
المبحث السادس :- نص (الرب استأصل بني إسرائيل بغضب وغيظ كما في هذا اليوم) - (تثنية 29: 28) يعني أن كاتب النص عاصر فترة عصيبة على بني إسرائيل بعد زمان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بفترة طويلة
المبحث السابع :- أين قوانين الوراثة في قصة تأثير وحم الغنم على شكل الجنين
المبحث الثامن :- تناقضات شخصية حما سيدنا موسى (الاسم والأصل)
المبحث التاسع :- كيف لم يعرف أبيمالك أن اسحاق ورفقة متزوجين في حين كان لديهم ابنان
المبحث العاشر :- اعتراف علماء اليهود بتناقض النصوص في قصة سيدنا يوسف بسفر التكوين
المبحث الحادي عشر :- أحد نسخ قصة سيدنا يوسف الموجودة حاليا بسفر التكوين لم يكن فيها دخوله السجن ولا اغواء زوجة سيده له
المبحث الثاني عشر :- تناقضات قصة اغتصاب دينة ابنة سيدنا يعقوب فى سفر التكوين
المبحث الثالث عشر :- كيف يظل افرايم ومنسى اللذين ولدا قبل سنة الجوع أطفال بعد 17 عام من مكوث سيدنا يعقوب في مصر
المبحث الرابع عشر :- هل سافر سيدنا يعقوب إلى فدان آرام من أجل أن يجد زوجة أم بسبب هروبه من أخيه بعد أن سرق بركته
المبحث الخامس عشر :- إشكاليات في الأعمار تثبت تحريف هذه الأسفار ، فهل اشتكت رفقة من زوجتا ابنها عيسو بعد 30 عام من زواجهم
المبحث السادس عشر :- تناقضات بين سفر الخروج وسفر العدد وسفر التثنية ، تؤكد على تعدد المؤلفين لهذه الأسفار
تعليق