من كتبة أسفار العهد القديم
المقدمة :-
من عادة البشر تغيير القصص إما بالحذف أو الإضافة إرضاء لأهوائهم وأغراضهم
ونجد ذلك واضحا في قصة أوزوريس و أخيه ست في قصص المصريين القدماء والتي سبق وأن أوضحت أنها هي نفسها قصة ابني آدم التي أخذها قدماء المصريين وحرفوها
للمزيد راجع الإنسان لا يخترع شئ من العدم :-
و لكن قام المصريين القدماء بعد ذلك بإحداث تغييرات أخرى على نفس القصة في فترات زمنية مختلفة فقاموا في مراحل متأخرة بإضافة قصص وتفاصيل لم ترد في النصوص الأقدم لهذه القصة
مثل هوية المقتول وسبب القتل و تقطيع أجزاء جسده و التي كانت تتغير من فترة إلى أخرى
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
(تحكي بعض نسخ الأسطورة عن دافع ست لقتل أوزوريس. فطبقًا لتعويذة سحرية في نصوص الأهرام، ينتقم ست من أوزوريس لأن أوزوريس قام برَكلِه،[28] إلا أنه في نص من نصوص العصر المتأخر، تكمن مظلمة ست في أن أوزوريس أقام علاقة جنسية مع نيفتيس زوجة ست والطفلة الرابعة لجب ونوت.[4]
كما نقرأ :-
وحتى هوية الضحية تختلف باختلاف النصوص، فأحيانًا يكون المقتول هو الإله هاروريس، الصورة الأكبر لحورس، الذي قتله ست وانتقمت له صورة أخرى لحورس، هي ابن هاروريس من إيزيس.[31]
بنهاية الدولة الحديثة، تطور التقليد حيث أصبح يُقال أن ست قطَّع جسد أوزوريس إلى قطع وفرقها على أنحاء مصر)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
و نفس الأمر كان يحدث في قصص الأنبياء و باقي الأساطير
فأصلها قصص حقيقي ولكن قامت الشعوب بالتغيير والتبديل على مراحل مختلفة
و ما نجده في كلا من الكتاب المقدس للمسيحيين و التلمود عند اليهود هي قصص محرفة من قصص حقيقي
و السبب في التحريف هو رغبات وأهواء البشر والظروف المحيطة
فعلى سبيل المثال نجد أغلب القصص التي تتكلم عن سيدنا داود عليه الصلاة والسلام ما هي إلا قصص مزيفة ومكذوبة عليه والسبب في ذلك هو رغبة بعض الكتاب التشبه بقصص اليونانيين التي كانت تعكس انحرافاتهم الأخلاقية
و الدليل على ذلك هو كم التناقضات الموجودة في تلك القصص والتي ان شاء الله سوف أوضحها فى مواضيع أخرى
ولذلك بعث الله عز وجل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليصحح للناس ما تم تحريفه أو نسيانه سواء كان بقصد أو متعمدا
و لكن يوهم علماء المسيحية أتباعهم بأن كتبة العهد القديم إما أنبياء أو أشخاص موحى إليهم
بينما المدقق في تلك الأسفار يكتشف أنها كانت كتابات أشخاص عاديون يسجلون ما كان يتداول فى عصرهم و يحاولون إخفاء ما يخالف معتقداتهم ، لذلك نجد تناقضات واضحة بين هذه الأسفار لاختلاف كتابها و اختلاف اتجاهاتهم الفكرية
كما نجد في بعضها أفكار أبيقورية وهى فلسفة يونانية انتشرت بين بنى إسرائيل فى الفترة الهلنستية التي حاول فيها اليونانيين نشر أفكارهم وفلسفاتهم بعد سيطرتهم على العالم خاصة وأن أقدم مخطوطات تلك الأسفار تنتمي إلى الفترة الهلينستية
و هذا لا يعني أن أصول تلك الكتب كانت فى الفترة الهلينستية ولكن الحقيقية أن أصول تلك الكتب كانت تسبق فترة السبي البابلي
والدليل على ذلك هو المخطوطة الوحيدة التي تنتمي إلى عام 700 ق.م قبل السبي البابلي وهي مخطوطة Ketef Hinnom ولكن فى نفس الوقت هي صغيرة جدا ولا يمكن الاعتماد عليها لتحديد ما احتوته التوراة قبل الفترة الهلينستية ومدى مطابقتها لمخطوطات الفترة الهلينستية
ولكن تلك المخطوطة هي دليل على وجود كتاب التوراة قبل السبي البابلي احتوى على وصايا و لم يكن اختراع اليهود
ولكنها ليست دليل على عدم التحريف
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
the 2004 discovery of fragments of the Hebrew Bible at Ketef Hinnom dating to the 7th century BCE, and thus to before the Babylonian captivity, suggests that at least some elements of the written Torah, were current before the Babylonian exile
الترجمة :-
يشير اكتشاف أجزاء من الكتاب المقدس العبري في عام 2004 في Ketef Hinnom (موقع جنوب غرب القدس) يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد ، وبالتالي إلى ما قبل السبي البابلي ، هذا يشير إلى أن بعض عناصر التوراة المكتوبة على الأقل كانت موجودة قبل السبي البابلي
راجع هذا الرابط :-
ببساطة شديدة فإن أسفار العهد القديم التي نقرأها حاليا ماهي الا تحريفات من الكتب الحقيقية والتي قام اليونانيين ثم الرومان ومن تبعهم من بني اسرائيل بحرقها والإبقاء فقط على تلك التحريفات التي تتناسب مع الأهواء
و لهذا السبب بعث الله عز وجل المسيح بن مريم لتصحيح المفاهيم الخاطئة ثم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لنفس السبب وكان ذلك يحدث بعد انتشار التحريف واختفاء الكتب الصحيحة تماما ، فبمجرد ما كان يحدث ذلك تكون بعثة النبي
ولذلك نقرأ قول الله تعالى فى القرآن الكريم :-
قال الله تعالى :- (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) ) (سورة البقرة)
قال الله تعالى :- ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) ) (سورة يونس)
وان شاء الله سوف أضيف تباعا مواضيع توضح استحالة أن يكون كتبة أسفار العهد القديم أنبياء أو أشخاص موحى اليهم
تعليق