المبحث الثامن (8-3-2) :- أين الأجناس و الأعراق الأخرى التي لم تتأثر باليونانيين فى أنطاكية ولماذا لم يتم التبشير بينهم
من الغريب جدا أن يكون المقصود بكلمة هلين (اليونانيون ) هو كل من هو غير يهودي فى رسائل بولس وسفر أعمال الرسلفكيف يختزل بولس ولوقا كافة الأعراق والأجناس فى اليونانيين فقط ؟؟؟!!!!!!!!!
فأين باقي الأجناس والأعراق الموجودون فى المنطقة من سوريين و مصريين وعرب وكنعانيين وغيرهم من الذين لم يتأثروا بالثقافة اليونانية
1- هناك أجناس أخرى غير اليونانيين فلماذا لم يبشر بينهم التلاميذ ؟؟!!!
فى العدد (أعمال 11 :20 ) يذكر أن التلاميذ عندما دخلوا أنطاكية بشروا بين اليونانيين
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
11 :20 و لكن كان منهم قوم و هم رجال قبرسيون و قيروانيون الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع
بينما أنطاكية كان بها أيضا سكان محليون فكانت من أهم المدن السورية فى العصور القديمة قبل أن تكون الأن احدى المدن التركية
- أ- أنطاكية كان بها سكانها الأصليين الذين لم يتأثروا باليونانية :-
كانت احدى أهم المدن السورية فى العصور القديمةوفى العصر الهيليني كان سكان تلك المدينة مكون من :-
المواطنون المحليون و اليونانيين الحقيقيين وأيضا اليهود الذين حصلوا على امتيازات كثيرة (وهذه الامتيازات لم يكن يمنحها اليونانيون الا لمن تهلهن وقلدهم )
فنقرأ :-
The new city was populated by a mix oflocal settlers that Athenians brought from the nearby city of Antigonia, Macedonians, and Jews (who were given full status from the beginning).
كما نعرف أن عملية التهلهن فى تلك المدينة كان بشكل سطحي فألقاب ملوكهم كانت بالآرامية فنقرأ :-
The mass of the population seems to have been only superficially Hellenic, and to have spoken Aramaic in non-official lif
راجع هذا الرابط :-
وأيضا نعرف أن هذه المدينة كان لها دور هام فى ظهور اليهودية الهلينستية وكان هذا سببا فى منح اليهود بها الامتيازات الكاملة
فنقرأ :-
As a result of its longevity and the pivotal role it played in the emergence of both Hellenistic Judaism and Early Christianity,
راجع هذا الرابط :-
- ب- السكان الأصليين فى سوريا استمروا فى التحدث بالسريانية أما من تهلهن كانوا بنى اسرائيل :-
من :-
Boyce, Mary; Grenet, Frantz (1975) p. 353. A History of Zoroastrianism, Vol. 3: Zoroastrianism under Macedonian and Roman Rule
"South Syria was thus a comparatively late addition to the Seleucid empire, whose heartland was North Syria. ………..
The country people appear to have been little affected by the cultural change, and continued to speak Syriac and to follow their traditional ways. Despite its political importance, little is known of Syria under Macedonian rule, and even the process of Hellenization is mainly to be traced in the one community which has preserved some records from this time, namely the Jews of South Syria.
الترجمة :-
للحديث عن عملية التهلهن فى سوريافجنوب سوريا كانت هكذا فى وقت متأخر نسبيا مضافة الى الامبراطورية السلوقية …..أن الشعب تأثروا تأثر طفيف بالتغير الثقافي ، واستمروا فى التحدث بالسريانية و اتباع طرقهم التقليدية . وعلى الرغم من أهميته السياسية فلا يعرف الا القليل عن سوريا تحت الحكم المقدوني وحتى عملية التهلهن (أي التأثر بالحضارة الاغريقية) تعزى الى مجتمع واحد والذى احتفظ ببعض السجلات لهذه الفترة وهم اليهود فى جنوب سوريا )
انتهى
أي أن عملية التأثر بالثقافة الاغريقية (اليونانية ) فى المجتمع السوري لم تكن ذات تأثير كبير على هذا المجتمع نظرا لتمسك سكان البلاد بلغتهم وطرق معيشتهم ، وان عملية التهلهن كان فى مجتمع اليهود
- ج- فى الكثير من الحالات كان المستوطنين اليونانيين أقلية فى المناطق التي استوطنوا فيها ولم يختلطوا بالسكان الأصليين :-
نقرأ فى Hellenistic period :-
The term Hellenistic also implies that the Greek populations were of majority in the areas in which they settled, while in many cases, the Greek settlers were actually the minority amongst the native populations. The Greek population and the native population did not always mix; the Greeks moved and brought their own culture, but interaction did not always occur.
الترجمة :-
(ان مصطلح هلنستك يعنى أيضا أن السكان اليونانيين كانوا أغلبية فى المناطق التي استوطنوا فيها بينما فى الكثير من الحالات كان المستوطنين اليونانيين أقلية بين السكان الأصليين . وفى الغالب لم يختلط السكان اليونانيين مع السكان الأصليين ، وانتقل الإغريق وقدموا ثقافتهم ولكن فى الغالب لم يحدث التفاعل )
انتهى
و أيضا هذا الرابط :-
مما سبق يتضح وجود سكان محليون لم يتأثروا بالحضارة اليونانية ، وأن من تهلهن فى تلك المدينة كانوا اليهود وهؤلاء كانوا من بنى اسرائيل وليس اليونانيون الحقيقيون
والسؤال الأن :-
اذا كانت الرسالة عامة لكل البشر فلماذا يبشر التلاميذ فى أنطاكية بين اليونانيون ويتركون السكان المحليون (أعمال 11 :20 ) ؟؟؟!!!!
الاجابة ببساطة شديدة :-
أن المقصود باليونانيين هم بنى اسرائيل فى شتات أنطاكية الذين تهلهنوا حتى يحصلوا على الامتيازات التي كانت لليونانيينولم يكن التلاميذ معنيين أبدا بالأمملأنهم لو كانوا يقصدون الأمم فكان من الأولى أن يقول كاتب سفر أعمال الرسل أنهم بشروا بالكلمة بين (الأمم ) أو (الأمميين ) لأن كلمة الأمم أعم وأشمل من كلمة (اليونانيين)
وهؤلاء اليونانيين نقرأ عنهم فى سفر المكابيين الأول :-
1: 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان
1: 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم
1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم
1: 16 و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
وأيضا :-
10: 14 غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم
وأيضا نقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
4: 7 و كان انه بعد وفاة سلوقس واستيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم
4: 8 فوفد على الملك ووعده بثلاث مئة وستين قنطار فضة وبثمانين قنطارا من دخل اخر
4: 9 و ما عدا ذلك ضمن له مئة وخمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض وموضع للغلمان وان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية
4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم
4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
4: 13 فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
4: 14 حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل واهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث
4: 15 و كانوا يستخفون بماثر ابائهم ويتنافسون بمفاخر اليونان
ونلاحظ من هذه النصوص أن سفر المكابيين قد أطلق على اليونانيين الحقيقيين مسمى (الأمم)
(ملحوظة :-
الاسرائيليين فى الشتات هم بالفعل كانوا من بنى اسرائيل بدليل رسالة يعقوب حيث يقول :-
1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات
أي أن من كان يخاطبهم التلاميذ فى الشتات كانوا من بنى اسرائيل ، وهذا يؤكد أن اليونانيين المذكورين فى سفر أعمال الرسل هم من بنى اسرائيل )
تعليق