تظل علاقة الصحبة إحدى أهم علاقات الإنسان في حياته وأقواها أثراً، فصاحبك هو ذلك الشخص القريب إلى قلبك، الذي تحبه وتحب حديثه ولقاءهو، تشتاق إليه وتستوحشه إذا غاب، فإن جاء موعد اللقاء سُرَّ قلبك وفرح، تعرفه جيدًا وتعرف صفاته وخصائصه وطباعه، تجمع بينكما ذكريات وأحداث، تشتركان في همومٍ وشجونٍ ولحظاتٍ أفراح وأحزان، علاقة حيّة متقدة.
الصاحب! تأمل تلك الكلمة التي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون عنوانًا ووصفًا لعلاقتك بما أنزل بالقرآن!
ويقول: «اقرَؤوا الزَّهرَاوَين: البقرةَ وسورةَ آلِ عمرانَ، فإنهما تأتِيان يومَ القيامةِ كأنهما غَمامتانِ، -أو: كأنهما غَيايتانِ-، -أو: كأنهما فِرْقانِ من طيرٍ صوافَّ-، تُحاجّان عن أصحابهما» (رواه مسلم).
ويصوّر النبي الكريم مشهدا من مشاهد القيامة فيقول: «إِنَّ القرآنَ يَلْقَى صاحبَهُ يومَ القيامةِ حينَ يَنْشَقُّ عنهُ قَبْرُهُ كَالرجلِ الشَّاحِبِ يقولُ: هل تَعْرِفُنِي؟ فيقولُ لهُ: ما أَعْرِفُكَ، فيقولُ: أنا صاحِبُكَ القرآنُ، الذي أَظْمَأْتُكَ في الهَوَاجِرِ، وأَسْهَرْتُ لَيْلكَ، وإِنَّ كلَّ تَاجِرٍ من ورَاءِ تِجَارَتِه، وإِنَّكَ اليومَ من ورَاءِ كلِّ تجارةٍ..» (حسَّنه الإمام ابن حجر العسقلاني)
ومشهدا آخر: «يُقالُ لِصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارْتَقِ، ورَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدنيا، فإنَّ مَنْزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَأُ بِها» (السلسلة الصحيحة).
وفي السيرة يُروى أن حينَ ولَّى بعض الصحابة مدبرينَ يوم حنين أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمّه العبَّاسَ فَناداهم: "يا أصحابَ الشَّجرةِ" -يعني أَهْلَ بيعةِ الرِّضوانِ- وفي روايةٍ: ناداهم "يا أصحابَ سورة البقرةِ" ينشِّطَهُم بذلِكَ فجعلوا يُقبِلونَ من كلِّ وجهٍ.
تأمَّل!
«يُقال لصاحب القرآن».. «شفيعًا لأصحابه».. «تُحاجَّان عن صاحبهما».. «أنا صاحبك القرآن».. كلماتٌ ذات أصل مشترك تكرَّرت في تلك الأحاديث.. صاحب، أصحابه، صاحبهما، صاحبك.. إنها الصحبة إذن! لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة تحديدًا -وهو الذي أوتي جوامع الكلم- ليصف بها ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينك وبين القرآن.. علاقة صحبة! صحبة بكل ما تشمله الكلمة من معان وخصائص وأركان.. صحبة كلية للقرآن بأكمله فلا يكاد يفارقك ولا ترتاح ولا تأنس إلا معه وتسعى جاهدًا لاقتناص كل وقت تمضيه برفقته.. وصحبة جزئية ومعرفة موضوعية لسوره المختلفة، فصاحب القرآن وأطل صحبته يعطيك من فيض نوره وكرامته.
وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن صحبة القرآن من أعظم النعم والقُرُبات التي يُغبَطُ عليها المؤمن، فقد روى ابنُ عمر - - [كما في الصحيحين] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حَسَدَ إلاّ في اثنتين: رجلٌ آتاه اللهُ القرآن فهو يقومُ به آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه اللهُ مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)
وانظر في قول الإمام أحمد ابن حنبل لما سأله ابنه عبدالله: سألتُ أبي عن حماد وعاصم، فقال: "عاصمٌ أحبُّ إلينا؛ لأنه من أصحاب القرآن". فما أروع تلك الصحبة بين القرآن وصاحبه!
• من أدب صحبة القرآن:
وقال الإمام النووي - رحمه الله -:"قد أوجب الله - سبحانه وتعالى - النصح لكتابه، ومن النصيحة له بيان آداب حَمَلَته وطلاّبه، وإرشادهم إليها، وتنبيههم عليها"[التبيان في آداب حَمَلَة القرآن: 5].
ومن آداب تلاوة القرآن:
الصاحب! تأمل تلك الكلمة التي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون عنوانًا ووصفًا لعلاقتك بما أنزل بالقرآن!
- فضل صاحب القرآن
ويقول: «اقرَؤوا الزَّهرَاوَين: البقرةَ وسورةَ آلِ عمرانَ، فإنهما تأتِيان يومَ القيامةِ كأنهما غَمامتانِ، -أو: كأنهما غَيايتانِ-، -أو: كأنهما فِرْقانِ من طيرٍ صوافَّ-، تُحاجّان عن أصحابهما» (رواه مسلم).
ويصوّر النبي الكريم مشهدا من مشاهد القيامة فيقول: «إِنَّ القرآنَ يَلْقَى صاحبَهُ يومَ القيامةِ حينَ يَنْشَقُّ عنهُ قَبْرُهُ كَالرجلِ الشَّاحِبِ يقولُ: هل تَعْرِفُنِي؟ فيقولُ لهُ: ما أَعْرِفُكَ، فيقولُ: أنا صاحِبُكَ القرآنُ، الذي أَظْمَأْتُكَ في الهَوَاجِرِ، وأَسْهَرْتُ لَيْلكَ، وإِنَّ كلَّ تَاجِرٍ من ورَاءِ تِجَارَتِه، وإِنَّكَ اليومَ من ورَاءِ كلِّ تجارةٍ..» (حسَّنه الإمام ابن حجر العسقلاني)
ومشهدا آخر: «يُقالُ لِصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارْتَقِ، ورَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدنيا، فإنَّ مَنْزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَأُ بِها» (السلسلة الصحيحة).
وفي السيرة يُروى أن حينَ ولَّى بعض الصحابة مدبرينَ يوم حنين أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمّه العبَّاسَ فَناداهم: "يا أصحابَ الشَّجرةِ" -يعني أَهْلَ بيعةِ الرِّضوانِ- وفي روايةٍ: ناداهم "يا أصحابَ سورة البقرةِ" ينشِّطَهُم بذلِكَ فجعلوا يُقبِلونَ من كلِّ وجهٍ.
تأمَّل!
«يُقال لصاحب القرآن».. «شفيعًا لأصحابه».. «تُحاجَّان عن صاحبهما».. «أنا صاحبك القرآن».. كلماتٌ ذات أصل مشترك تكرَّرت في تلك الأحاديث.. صاحب، أصحابه، صاحبهما، صاحبك.. إنها الصحبة إذن! لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة تحديدًا -وهو الذي أوتي جوامع الكلم- ليصف بها ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينك وبين القرآن.. علاقة صحبة! صحبة بكل ما تشمله الكلمة من معان وخصائص وأركان.. صحبة كلية للقرآن بأكمله فلا يكاد يفارقك ولا ترتاح ولا تأنس إلا معه وتسعى جاهدًا لاقتناص كل وقت تمضيه برفقته.. وصحبة جزئية ومعرفة موضوعية لسوره المختلفة، فصاحب القرآن وأطل صحبته يعطيك من فيض نوره وكرامته.
وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن صحبة القرآن من أعظم النعم والقُرُبات التي يُغبَطُ عليها المؤمن، فقد روى ابنُ عمر - - [كما في الصحيحين] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حَسَدَ إلاّ في اثنتين: رجلٌ آتاه اللهُ القرآن فهو يقومُ به آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه اللهُ مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)
وانظر في قول الإمام أحمد ابن حنبل لما سأله ابنه عبدالله: سألتُ أبي عن حماد وعاصم، فقال: "عاصمٌ أحبُّ إلينا؛ لأنه من أصحاب القرآن". فما أروع تلك الصحبة بين القرآن وصاحبه!
• من أدب صحبة القرآن:
وقال الإمام النووي - رحمه الله -:"قد أوجب الله - سبحانه وتعالى - النصح لكتابه، ومن النصيحة له بيان آداب حَمَلَته وطلاّبه، وإرشادهم إليها، وتنبيههم عليها"[التبيان في آداب حَمَلَة القرآن: 5].
ومن آداب تلاوة القرآن:
- أن تفهم مراده ومقصوده، فطالع التفاسير وانظر فيها تفتح لك آفاقا لمعاني جليلة نفسية فتتعمق الصحبة وتزداد.
- أن تحسن القراءة وتتعلم التجويد وآداب التلاوة، هل رأيت صاحبا لا يحسن أن يقرأ كلام صاحبه؟!
- أن تعمل بما تقرأ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان خلقه القرآن). وأن تتمثّل وصيةَ بن مسعود - رضي الله عنه - لصاحب القرآن: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرَف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مُفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".
- أن تتدبّرَ الآياتِ، وتخشعَ عند التلاوة، وتستحضر مناجاةَ المولى، وقد كان سعيد بن جبير - رحمه الله - لا يملٌّ من ترداد قوله – تعالى -: (ما غرَّك بربك الكريم)، فالبكاء كما قال النووي - رحمه الله :"صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين قال الله – تعالى -: (ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً)"[ التبيان: 45-46]، وقد بكى النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قوله – تعالى -: (فكيف إذا جئنا من كلِّ أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)، وقالت عائشة في وصف أبيها - رضي الله تعالى عنهما -: "إنَّ أبا بكرٍ, رجلٌ رقيق"، وفي رواية: "رجل أَسِيف" لا يتبيَّن الناس قراءته من كثرة بكائه. وقرأ عمر - رضي الله عنه - سورة يوسف وهو يُصلّي بالناس فبكى حتى سَمع بكاءَه من كان في آخر الصفوف.
- أن تكثِرَ من تعهٌّدِه، وتجعلَ لك وِرداً لتلاوته بحيث "لا يُخلي يوماً من أيّامه من النظر في المصحف... فيُعطي عينيه حظَّهما منه... فإذا نظر في الخطِّ كانت العين والأذن قد اشتركتا في الأداء. وذلك أوفَرُ للأداء" [الجامع لأحكام القرآن: 1/28].