بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة البقرة : (( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) )
ادعى بعض الملاحدة ان هذه الاية هي اقتباس من سفر مراثي ارميا باليونانية و الذي توجد منه نسخة ايضا بالاثيوبية و المعروف ايضا ب" تتمة كلام باروخ"
النص المدعى الاقتباس منه :
نقرا من الموسوعة اليهودية :
((Ebed-melech is the hero of popular legend. According to "The Rest of the Words of Baruch,"published by J. Rendel Harris in Greek under the title Tὰ Παραλείπομενα Ιερεμίου τοὺ Προφητὸυ(Cambridge, 1889), Ebed-melech slept under a tree during the sixty-six years which elapsed between the destruction of the Temple in the month of Ab and the return of the exiles from Babylonia on the 12th of Nisan; during all this time the figs in the basket which Jeremiah had sent him to carry to the sick in Jerusalem remained fresh as when first put there. Ebed-melech is also counted among the nine persons who entered paradise alive ("Masseket Derek Ereẓ," i., ed. Taurogi, p. 8; "Alphabeticum Siracidis," ed. Steinschneider, pp. 27 et seq.; comp. "J. Q. R." v. 409-419).))
http://www.jewishencyclopedia.com/ar...02-ebed-melech
و نقرا من كتاب التوراة كتابات ما بين العهدين الصفحة 607 -609 :
و دعوى الاقتباس باطلة لعدة اسباب :
اولا :الاختلاف الشديد بين القصة القرانية و قصة عبد ملك
وجوه الاختلاف بين القصتين :
١. قصة عبد ملك تذكر انه نام بينما القران يذكر ان المار على القرية مات
٢.قصة عبد ملك تذكر انه نام ٦٦ سنة بينما القران يذكر ان المار مات ١٠٠ سنة
٣. قصة عبد ملك لا تذكر الحمار بينما القران يذكر الحمار
٤. قصة عبد ملك تذكر انه ذهب الى اورشليم بعد خرابها و نام تحت شجرة بينما القصة القرانية تذكر ان المار ذهب اليها و تساءل كيف يحيي الله الموتى
٥. قصة عبد ملك تذكر انه لم يكن يعلم بخراب اورشليم بل ان نومه وقع قبل وصوله الى اورشليم بينما القصة القرانية تذكر ان المار ذهب الى القرية و راها خربة ثم مات مائة عام .
و مثل هذه الاختلافات الجذرية تؤكد لنا ان القصتين لا علاقة لاحدهما بالاخر فلا يوجد بين القصتين اي تشابه الا اللهم عدم خراب طعام عبد ملك و بقائه كما هو و بقاء طعام المار على القرية كما هو و هذا لا يكفي لتاكيد الاقتباس او بيان ان القصتين لهما نفس الاصل نظرا لكثرة ما بينهما من الاختلاف
ثانيا :على فرض تطابق القصتين فان اقدم محطوطة لسفر باروخ الرابع الابوكريفي (مراثي ارميا باليونانية) و الذي يذكر القصة يرجع الى القرن العاشر و الحادي عشر الميلادي بعد ٣٠٠ سنة على الاقل من النبي صلى الله عليه وسلم و على هذا فيصعب الجزم بالاقتباس .
نقرا من T&T Clark Encyclopedia of Second Temple Judaism Volume One الصفحة ١٢٧
(( Fourth Baruch, or Paraleipomena Jaremiou, is a relatively brief writting that circulated under various titles in a longer and shorter version, of which the longer is probably the earlier (oldest known MS is 10th / 11th cent: there is also versions in Ethiopic ( entitled " The Rest of the Words of Baruch") , Armenian and Slavic, , it was read on 1 May in Eastern Church calenders) . The shorter version exists as well in Armenian, Slavic and Coptic, with the earliest Greek Manuscripts from 13th/ 14th Cent))
و نقرا من كتاب التوراة كتابات ما بين العهدين الصفحة 603 :
(( نشر النص اليوناني للنسخة الطويلة او الالولية لمراثي ارميا في عام 1886 للمرة الاولى على يد كرياني .... و كان كرياني قد اكتشف هذا النص في مخطوطة من القرن الخامس عشر محفوظة في متحف بريرا في ميلانو. و في تعليقات طبعته يثبت العالم الايطالي بالنصوص القديمة وجود بدائل لنسختين يونانيتين ،احداهما مخطوطة و ترجع ايضا الى القرن الخامس عشر، و الاخرى نشرت في فينيسيا عام 1609 و تنتمي هذه النسخ في الواقع الى النسخة المعدلة الشاملة للمراثي . ))
ثالثا على فرض التطابق ايضا سفر باروخ الرابع الابوكريفي اختلف في هوية كاتبه فقيل انه يرجع الى كتاب يهود باضافات نصرانية متاخرة او الى كتاب نصارى متهودون و يرجع في تاليفه الى ما بين تحطيم الهيكل في القرن الاول و منتصف القرن الثاني و بالتحديد سنة ١٣٦ ميلادية و مع ان هذا تاريخ متاخر الا انه يعتمد على مصادر و اسفار اقدم منها ما تم العثور عليه في مخطوطات قمران
نقرا
(( BARUCH, REST OF THE WORDS OF , apocryphal book, also called Paralipomena Jeremiae (Chronicles of Jeremiah) in its present form, a Christian reworking of a patently Jewish source. It is connected with the wider Baruch and Jeremiah literature represented also by the Syriac and Greek Apocalypses of *Baruch, the Greek Book of *Baruch, the Epistle of *Jeremiah, as well as fragments from Qumran Cave 4.))
https://www.encyclopedia.com/religio...uch-rest-words
و يظهر ان السفر يعكس ايضا بعضا من ثقافة اليهود الاسينيين الذين عاشوا منذ القرن الاول قبل الميلاد الا ان معرفة الوسط الذي كتب فيه السفر صعب جدا -وعلى عكس من حدد بان السفر كتب في العام 136 ميلادية - مما دفع بعض العلماء الى التصريح بصعوبة تحديد تاريخ كتابة السفر .
نقرا من كتاب مخطوطات ما بين العهدين الصفحة 23 :
(( و الحق انه ليس من السهل معرفة اي من كاتبي مراثي ارميا او رؤيا باروخ السريانية قد تاثر بالاخر ، هذا مع العلم ان المراثي كانت على الارجح قد كتبت باكثر من يد كاتب و هي لا شك قد عدلت في النهاية على يد كاتب مسيحي كما يظهر ذلك سرد موت ارميا في المرة الثانية .... و ليس من السهل تخيل الوسط الذي الفت فيه مراثي ارميا. فهل هو كتاب يهودي عدله كاتب مسيحي ام ان الامر يتعلق بالاحري بكتاب من اليهودية المسيحية المعتمدة على مصادر يهودية ؟ ان المسالة مفتوحة بمعنى الكلمة. و مع ذلك فثمة بعض الملامح و ان كانت ضعيفة تجعلنا نخمن وجود صلة ما مع الاسينية و ذلك من خلال عزلة باروخ و ابتعاده عن المدينة المقدسة و تحريض الشعب على العودة من بابل انما دون اصطحاب الغرباء و قصة نوم ابيملك الذي يمثل القلة من الابرار الذين يحفظهم الله و الافتراق الذي حصل بين الذين رضخوا للامر و الذين ارادوا الابقاء على الغرباء الذين ارتبطوا بهم. و تختلط هذه الدلائل بافكار و تساؤلات مشوشة في كثير من الاحيان تجعلنا نرى في هذه المراثي تالفيا يحاول تلافي التشتت و التبعثر اليهودي بعد كارثة كبيرة المت به ))
رابعا : مع فرض وقوع المطابقة بين القصة القرانية و القصة الابوكريفية فان احتمال قيام الاقتباس محال جدا للاسباب التالية :
١.ان الاية مذكورة في سورة البقرة و هي مدنية فان كان هناك اقتباس لذكر ذلك يهود يثرب و لاتهموه بالاقتباس من فلان .
نقرا من الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول ، النوع الاول : في معرفة المكي و المدني :
(( وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي كِتَابِهِ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ: حَدَّثَنِي يَمُوتُ بْنُ الْمُزَرِّعِ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى حدثني يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ تَلْخِيصِ آيِ الْقُرْآنِ الْمَدَنِيِّ مِنَ الْمَكِّيِّ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "سُورَةُ الْأَنْعَامِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَهِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْهَا نَزَلْنَ بِالْمَدِينَةِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ} إِلَى تَمَامِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ وَمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّوَرِ مَدَنِيَّاتٌ. وَنَزَلَتْ بِمَكَّةَ سُورَةُ الْأَعْرَافِ وَيُونُسَ وَهُودٍ وَيُوسُفَ وَالرَّعْدِ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْحِجْرِ وَالنَّحْلِ - سِوَى ثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا فَإِنَّهُنَّ نَزَلْنَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ أُحُدٍ.....
هَكَذَا أَخْرَجَهُ بِطُولِهِ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَشْهُورِينَ. ))
و يسقط ايضا ادعاء المدعي ان النبي صلى الله عليه وسلم تلقى علم هذا السفر من اليهود في الفترة المكية اذ لا يوجد هناك اي يهودي سكن مكة اصلا نقرا من كتاب اسرائيل ولفنسون تاريخ اليهود في بلاد العرب الصفحة 98 :
((و تؤيد هذه القصة ما ذهبنا اليه من انه لم يكن بمكة احد من اليهود اذ لو وجد احد منهم بمكة ما اوفد بنو قريش وفدهم الى المدينة ليسالوا احبار اليهود عن شان النبي و اذا وجد منهم احد لا بد ان يكون غير عالم))
٢. هذا السفر ليس متوفر الى يومنا هذا باللغة العربية و ان كان وجد في زمن النبي عليه الصلاة و السلام في الجزيرة العربية فانه سيكون باليونانية او الحبشية و امية النبي صلى الله عليه وسلم تسقط دعوى الاقتباس من اساسها فكيف لعربي امي لا يجيد القراءة و لا الكتابة بالعربية ان يقرا و يطالع المصادر اليهودية التي كانت باليونانية او الحبشية او الارمنية او السلافية
قال تعالى : ((وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)))
و نقرا في صحيح البخاري كتاب الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نكتب ولا نحسب
1814 حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأسود بن قيس حدثنا سعيد بن عمرو أنه سمع ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين
و نقرا في صحيح بن حبان كتاب السير باب الموادعة و المهادنة رقم الحديث: 4982
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالُوا : لا نُقِرُّ بِهَذَا ، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا ، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : امْحُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ ، فَأَمَرَ ، فَكَتَبَ مَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدًا ، فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنْ لا يَدْخَلَ مَكَّةَ بِالسِّلاحِ إِلا السَّيْفَ ، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا بِأَحَدٍ يَتْبَعُهُ ، وَلا يَمْنَعُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا
و نقرا في صحيح مسلم كتاب الجهاد و السير باب صلح الحديبية
1783 حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن جناب المصيصي جميعا عن عيسى بن يونس واللفظ لإسحق أخبرنا عيسى بن يونس أخبرنا زكرياء عن أبي إسحق عن البراء قال لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف وقرابه ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه قال لعلي اكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال له المشركون لو نعلم أنك رسول الله تابعناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فأمر عليا أن يمحاها فقال علي لا والله لا أمحاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمأرني مكانها فأراه مكانها فمحاها وكتب ابن عبد الله .
و نقرا في السنن الكبرى للبيهقي كتاب النكاح
12916 باب لم يكن له أن يتعلم شعرا ولا يكتب قال الله تعالى: ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له )
وقال: ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ) قال بعض أهل التفسير: الأمي: الذي لا يقرأ الكتاب ، ولا يخط بيمينه . وهذا قول مقاتل بن سليمان ، وغيره من أهل التفسير .
( وأخبرنا ) أبو حازم الحافظ ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، ثنا علي بن سراج المصري ، ثنا محمد بن عبد الرحمن ، ابن أخي حسين الجعفي ، ثنا أبو أسامة ، عن إدريس الأودي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس - - في قوله - عز وجل: ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) ، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ، ولا يكتب .
و نقرا من كتاب كتابات ما بين العهدين الصفحة 22 عن مراثي ارميا باليونانية :
(( وصلنا هذا المؤلف المدهش باليونانية بعنوان ((مراثي ارميا )) و في نسخة اثيوبية ((تتمة كلام باروخ)) و نملك ايضا نسختين ارمنية و سلافية. ويزيد احيانا نص النسخ عن النص اليوناني. و نفضل عنوان مراثي ارميا لان الكتاب يكمل فعلا كتاب ارميا مفصلا الموروث الذي اهمله السفر الشرعي لارميا ))
٣. على فرض ان هذا السفر كان سفرا قانونيا عند يهود الجزيرة و انه كان في العهد القديم عندهم فان المعارف اليهودية الدقيقة هذه كانت محصورة عند الاحبار و الحاخامات و لم يكن يتداولوه مع اليهودي العامي فضلا عن العربي الغير يهودي كما هو الحال مع التلمود
نقرا من كتاب التلمود اصلة وتسلسلة وادابه الصفحة 8:
(( 7. لم ترد اية اشارة على الاطلاق لوجود ترجمة عربية للتلمود
و الاستنتاج الذي نخرج من هذه النتائج هو ان اليهود في البلاد العربية، كانوا حريصين على اخفاء التلمود و عدم اطلاع المسلمين عليه و كانوا يتداولون بعض ما ورد فيه مع خاصة علماء المسلمين شفاهة عندما كانوا يستفسرون منهم عما ورد في كتبهم حول هذه القصة او هذه القضية من قضايا و اشكاليات التفسير، بما يفسر سبب وجود الاسرائيليات، في بعض التفاسير الاسلامية للقران الكريم.
و المعروف ان التلمود ( سواء البابلي الذي دون في بابل او الفلسطيني الذي دون في فلسطين ) لم يكن متاحا لغير حاخامات اليهود لدراسته و تدريسه الى ان بدا عصر الطباعة في اوروبا في القرن السادس عشر فبدات ترجمات التلمود البابلي تحديدا بالظهور بترجمات انجليزية وفرنسية
مع حذف العديد من الفقرات التي تسيء الى المسيح عليه السلام و الى السيدة العذراء و التي يمكن ان تصدم الجمهور المسيحي من النص المترجم و كذلك النصوص ذات الابعاد العنصرية التي تميز بين اليهود (شعب الله المختار) البشر وبقية شعوب العالم (الجوييم) الحيوانات و تباعا صدرت طبعات عديدة للتلمود بلغات اوروبية اخرى .... ))
قال القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى الجزء الاول
((الفصل السابع : الإخبار عن القرون السالفة
الوجه الرابع : ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة ، والأمم البائدة ، والشرائع الداثرة ، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك ، فيورده النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجهه ، ويأتي به على نصه ، فيعترف العالم بذلك بصحته ، وصدقه ، وأن مثله لم ينله بتعليم .
وقد علموا أنه - صلى الله عليه وسلم - أمي لا يقرأ ، ولا يكتب ، ولا اشتغل بمدارسة ، ولا مثافنة ، ولم يغب عنهم ، ولا جهل حاله أحد منهم . وقد كان أهل الكتاب كثيرا ما يسألونه - صلى الله عليه وسلم - عن هذا ، فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكرا ، كقصص الأنبياء مع قومهم، وخبر موسى ، والخضر ، ويوسف ، وإخوته ، وأصحاب الكهف ، وذي القرنين ، ولقمان وابنه ، وأشباه ذلك من الأنباء ، وبدء الخلق ، وما في التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، وصحف إبراهيم ، وموسى ، مما صدقه فيه العلماء بها ، ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها ، بل أذعنوا لذلك ، فمن موفق آمن بما سبق له من خير ، ومن شقي معاند حاسد ، ومع هذا لم يحك عن واحد من النصارى ، واليهود على شدة عداوتهم له ، وحرصهم على تكذيبه ، وطول احتجاجه عليهم بما في كتبهم ، وتقريعهم بما انطوت عليه مصاحفهم ، وكثرة سؤالهم له - صلى الله عليه وسلم - ، وتعنيتهم إياه عن أخبار أنبيائهم ، وأسرار علومهم ، ومستودعات سيرهم ، وإعلامه لهم بمكتوم شرائعهم ، ومضمنات كتبهم ، مثل سؤالهم عن الروح ، وذي القرنين ، وأصحاب الكهف ، وعيسى ، وحكم الرجم ، وما حرم إسرائيل على نفسه ، وما حرم عليهم من الأنعام ، ومن طيبات أحلت لهم فحرمت عليهم ببغيهم . ))
٤. هذا السفر كان و لا يزال قانونيا لدى الكنيسة الارثوذكسية الحبشية و هو جزء لا يتجزا من العهد القديم عندها و المعلوم ان النبي عليه الصلاة و السلام لم يهاجر الى الحبشة و لا تاجر هناك و لا تكلم او خالط احد من الاحباش و الا لذكر ذلك كفار قريش فكيف يقتبس من سفر باروخ الرابع ( هذا على فرض صحة دعوى الاقتباس ) .
ملاحظة اخيرة :القران الكريم لم يصرح باسم المار على القرية و قد ذكرت التفاسير انه عزير على الاشهر و قيل ارميا و سواءا هذا او ذاك فانه لم يرد في السنة الصحيحة اسم هذا الرجل المار على القرية
نقرا من تفسير الطبري لسورة البقرة
((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره عجب نبيه صلى الله عليه وسلم ممن قال إذ رأى قرية خاوية على عروشها : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } مع علمه أنه ابتدأ خلقها من غير شيء , فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها , حتى قال : أنى يحييها الله بعد موتها ! ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قبله البيان على اسم قائل ذلك , وجائز أن يكون ذلك عزيرا , وجائز أن يكون إرميا , ولا حاجة بنا إلى معرفة اسمه , إذ لم يكن المقصود بالآية تعريف الخلق اسم قائل ذلك . وإنما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة الله على إحيائه خلقه بعد مماتهم , وإعادتهم بعد فنائهم , وأنه الذي بيده الحياة والموت من قريش , ومن كان يكذب بذلك من سائر العرب , وتثبيت الحجة بذلك على من كان بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل بإطلاعه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على ما يزيل شكهم في نبوته , ويقطع عذرهم في رسالته , إذ كانت هذه الأنباء التي أوحاها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه من الأنباء التي لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم وقومه , ولم يكن علم ذلك إلا عند أهل الكتاب , ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم وقومه منهم , بل كان أميا وقومه أميون , فكان معلوما بذلك عند أهل الكتاب من اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعلم ذلك إلا بوحي من الله إليه . ولو كان المقصود بذلك الخبر عن اسم قائل ذلك لكانت الدلالة منصوبة عليه نصبا يقطع العذر ويزيل الشك , ولكن القصد كان إلى ذم قيله , فأبان تعالى ذكره ذلك لخلقه . ))
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
قال تعالى في سورة البقرة : (( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) )
ادعى بعض الملاحدة ان هذه الاية هي اقتباس من سفر مراثي ارميا باليونانية و الذي توجد منه نسخة ايضا بالاثيوبية و المعروف ايضا ب" تتمة كلام باروخ"
النص المدعى الاقتباس منه :
نقرا من الموسوعة اليهودية :
((Ebed-melech is the hero of popular legend. According to "The Rest of the Words of Baruch,"published by J. Rendel Harris in Greek under the title Tὰ Παραλείπομενα Ιερεμίου τοὺ Προφητὸυ(Cambridge, 1889), Ebed-melech slept under a tree during the sixty-six years which elapsed between the destruction of the Temple in the month of Ab and the return of the exiles from Babylonia on the 12th of Nisan; during all this time the figs in the basket which Jeremiah had sent him to carry to the sick in Jerusalem remained fresh as when first put there. Ebed-melech is also counted among the nine persons who entered paradise alive ("Masseket Derek Ereẓ," i., ed. Taurogi, p. 8; "Alphabeticum Siracidis," ed. Steinschneider, pp. 27 et seq.; comp. "J. Q. R." v. 409-419).))
http://www.jewishencyclopedia.com/ar...02-ebed-melech
و نقرا من كتاب التوراة كتابات ما بين العهدين الصفحة 607 -609 :
و دعوى الاقتباس باطلة لعدة اسباب :
اولا :الاختلاف الشديد بين القصة القرانية و قصة عبد ملك
وجوه الاختلاف بين القصتين :
١. قصة عبد ملك تذكر انه نام بينما القران يذكر ان المار على القرية مات
٢.قصة عبد ملك تذكر انه نام ٦٦ سنة بينما القران يذكر ان المار مات ١٠٠ سنة
٣. قصة عبد ملك لا تذكر الحمار بينما القران يذكر الحمار
٤. قصة عبد ملك تذكر انه ذهب الى اورشليم بعد خرابها و نام تحت شجرة بينما القصة القرانية تذكر ان المار ذهب اليها و تساءل كيف يحيي الله الموتى
٥. قصة عبد ملك تذكر انه لم يكن يعلم بخراب اورشليم بل ان نومه وقع قبل وصوله الى اورشليم بينما القصة القرانية تذكر ان المار ذهب الى القرية و راها خربة ثم مات مائة عام .
و مثل هذه الاختلافات الجذرية تؤكد لنا ان القصتين لا علاقة لاحدهما بالاخر فلا يوجد بين القصتين اي تشابه الا اللهم عدم خراب طعام عبد ملك و بقائه كما هو و بقاء طعام المار على القرية كما هو و هذا لا يكفي لتاكيد الاقتباس او بيان ان القصتين لهما نفس الاصل نظرا لكثرة ما بينهما من الاختلاف
ثانيا :على فرض تطابق القصتين فان اقدم محطوطة لسفر باروخ الرابع الابوكريفي (مراثي ارميا باليونانية) و الذي يذكر القصة يرجع الى القرن العاشر و الحادي عشر الميلادي بعد ٣٠٠ سنة على الاقل من النبي صلى الله عليه وسلم و على هذا فيصعب الجزم بالاقتباس .
نقرا من T&T Clark Encyclopedia of Second Temple Judaism Volume One الصفحة ١٢٧
(( Fourth Baruch, or Paraleipomena Jaremiou, is a relatively brief writting that circulated under various titles in a longer and shorter version, of which the longer is probably the earlier (oldest known MS is 10th / 11th cent: there is also versions in Ethiopic ( entitled " The Rest of the Words of Baruch") , Armenian and Slavic, , it was read on 1 May in Eastern Church calenders) . The shorter version exists as well in Armenian, Slavic and Coptic, with the earliest Greek Manuscripts from 13th/ 14th Cent))
و نقرا من كتاب التوراة كتابات ما بين العهدين الصفحة 603 :
(( نشر النص اليوناني للنسخة الطويلة او الالولية لمراثي ارميا في عام 1886 للمرة الاولى على يد كرياني .... و كان كرياني قد اكتشف هذا النص في مخطوطة من القرن الخامس عشر محفوظة في متحف بريرا في ميلانو. و في تعليقات طبعته يثبت العالم الايطالي بالنصوص القديمة وجود بدائل لنسختين يونانيتين ،احداهما مخطوطة و ترجع ايضا الى القرن الخامس عشر، و الاخرى نشرت في فينيسيا عام 1609 و تنتمي هذه النسخ في الواقع الى النسخة المعدلة الشاملة للمراثي . ))
ثالثا على فرض التطابق ايضا سفر باروخ الرابع الابوكريفي اختلف في هوية كاتبه فقيل انه يرجع الى كتاب يهود باضافات نصرانية متاخرة او الى كتاب نصارى متهودون و يرجع في تاليفه الى ما بين تحطيم الهيكل في القرن الاول و منتصف القرن الثاني و بالتحديد سنة ١٣٦ ميلادية و مع ان هذا تاريخ متاخر الا انه يعتمد على مصادر و اسفار اقدم منها ما تم العثور عليه في مخطوطات قمران
نقرا
(( BARUCH, REST OF THE WORDS OF , apocryphal book, also called Paralipomena Jeremiae (Chronicles of Jeremiah) in its present form, a Christian reworking of a patently Jewish source. It is connected with the wider Baruch and Jeremiah literature represented also by the Syriac and Greek Apocalypses of *Baruch, the Greek Book of *Baruch, the Epistle of *Jeremiah, as well as fragments from Qumran Cave 4.))
https://www.encyclopedia.com/religio...uch-rest-words
و يظهر ان السفر يعكس ايضا بعضا من ثقافة اليهود الاسينيين الذين عاشوا منذ القرن الاول قبل الميلاد الا ان معرفة الوسط الذي كتب فيه السفر صعب جدا -وعلى عكس من حدد بان السفر كتب في العام 136 ميلادية - مما دفع بعض العلماء الى التصريح بصعوبة تحديد تاريخ كتابة السفر .
نقرا من كتاب مخطوطات ما بين العهدين الصفحة 23 :
(( و الحق انه ليس من السهل معرفة اي من كاتبي مراثي ارميا او رؤيا باروخ السريانية قد تاثر بالاخر ، هذا مع العلم ان المراثي كانت على الارجح قد كتبت باكثر من يد كاتب و هي لا شك قد عدلت في النهاية على يد كاتب مسيحي كما يظهر ذلك سرد موت ارميا في المرة الثانية .... و ليس من السهل تخيل الوسط الذي الفت فيه مراثي ارميا. فهل هو كتاب يهودي عدله كاتب مسيحي ام ان الامر يتعلق بالاحري بكتاب من اليهودية المسيحية المعتمدة على مصادر يهودية ؟ ان المسالة مفتوحة بمعنى الكلمة. و مع ذلك فثمة بعض الملامح و ان كانت ضعيفة تجعلنا نخمن وجود صلة ما مع الاسينية و ذلك من خلال عزلة باروخ و ابتعاده عن المدينة المقدسة و تحريض الشعب على العودة من بابل انما دون اصطحاب الغرباء و قصة نوم ابيملك الذي يمثل القلة من الابرار الذين يحفظهم الله و الافتراق الذي حصل بين الذين رضخوا للامر و الذين ارادوا الابقاء على الغرباء الذين ارتبطوا بهم. و تختلط هذه الدلائل بافكار و تساؤلات مشوشة في كثير من الاحيان تجعلنا نرى في هذه المراثي تالفيا يحاول تلافي التشتت و التبعثر اليهودي بعد كارثة كبيرة المت به ))
رابعا : مع فرض وقوع المطابقة بين القصة القرانية و القصة الابوكريفية فان احتمال قيام الاقتباس محال جدا للاسباب التالية :
١.ان الاية مذكورة في سورة البقرة و هي مدنية فان كان هناك اقتباس لذكر ذلك يهود يثرب و لاتهموه بالاقتباس من فلان .
نقرا من الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول ، النوع الاول : في معرفة المكي و المدني :
(( وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي كِتَابِهِ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ: حَدَّثَنِي يَمُوتُ بْنُ الْمُزَرِّعِ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى حدثني يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ تَلْخِيصِ آيِ الْقُرْآنِ الْمَدَنِيِّ مِنَ الْمَكِّيِّ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "سُورَةُ الْأَنْعَامِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَهِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْهَا نَزَلْنَ بِالْمَدِينَةِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ} إِلَى تَمَامِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ وَمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّوَرِ مَدَنِيَّاتٌ. وَنَزَلَتْ بِمَكَّةَ سُورَةُ الْأَعْرَافِ وَيُونُسَ وَهُودٍ وَيُوسُفَ وَالرَّعْدِ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْحِجْرِ وَالنَّحْلِ - سِوَى ثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا فَإِنَّهُنَّ نَزَلْنَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ أُحُدٍ.....
هَكَذَا أَخْرَجَهُ بِطُولِهِ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَشْهُورِينَ. ))
و يسقط ايضا ادعاء المدعي ان النبي صلى الله عليه وسلم تلقى علم هذا السفر من اليهود في الفترة المكية اذ لا يوجد هناك اي يهودي سكن مكة اصلا نقرا من كتاب اسرائيل ولفنسون تاريخ اليهود في بلاد العرب الصفحة 98 :
((و تؤيد هذه القصة ما ذهبنا اليه من انه لم يكن بمكة احد من اليهود اذ لو وجد احد منهم بمكة ما اوفد بنو قريش وفدهم الى المدينة ليسالوا احبار اليهود عن شان النبي و اذا وجد منهم احد لا بد ان يكون غير عالم))
٢. هذا السفر ليس متوفر الى يومنا هذا باللغة العربية و ان كان وجد في زمن النبي عليه الصلاة و السلام في الجزيرة العربية فانه سيكون باليونانية او الحبشية و امية النبي صلى الله عليه وسلم تسقط دعوى الاقتباس من اساسها فكيف لعربي امي لا يجيد القراءة و لا الكتابة بالعربية ان يقرا و يطالع المصادر اليهودية التي كانت باليونانية او الحبشية او الارمنية او السلافية
قال تعالى : ((وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)))
و نقرا في صحيح البخاري كتاب الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نكتب ولا نحسب
1814 حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأسود بن قيس حدثنا سعيد بن عمرو أنه سمع ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين
و نقرا في صحيح بن حبان كتاب السير باب الموادعة و المهادنة رقم الحديث: 4982
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالُوا : لا نُقِرُّ بِهَذَا ، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا ، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : امْحُ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ ، فَأَمَرَ ، فَكَتَبَ مَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدًا ، فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنْ لا يَدْخَلَ مَكَّةَ بِالسِّلاحِ إِلا السَّيْفَ ، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا بِأَحَدٍ يَتْبَعُهُ ، وَلا يَمْنَعُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا
و نقرا في صحيح مسلم كتاب الجهاد و السير باب صلح الحديبية
1783 حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن جناب المصيصي جميعا عن عيسى بن يونس واللفظ لإسحق أخبرنا عيسى بن يونس أخبرنا زكرياء عن أبي إسحق عن البراء قال لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف وقرابه ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه قال لعلي اكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال له المشركون لو نعلم أنك رسول الله تابعناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فأمر عليا أن يمحاها فقال علي لا والله لا أمحاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمأرني مكانها فأراه مكانها فمحاها وكتب ابن عبد الله .
و نقرا في السنن الكبرى للبيهقي كتاب النكاح
12916 باب لم يكن له أن يتعلم شعرا ولا يكتب قال الله تعالى: ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له )
وقال: ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ) قال بعض أهل التفسير: الأمي: الذي لا يقرأ الكتاب ، ولا يخط بيمينه . وهذا قول مقاتل بن سليمان ، وغيره من أهل التفسير .
( وأخبرنا ) أبو حازم الحافظ ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، ثنا علي بن سراج المصري ، ثنا محمد بن عبد الرحمن ، ابن أخي حسين الجعفي ، ثنا أبو أسامة ، عن إدريس الأودي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس - - في قوله - عز وجل: ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) ، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ، ولا يكتب .
و نقرا من كتاب كتابات ما بين العهدين الصفحة 22 عن مراثي ارميا باليونانية :
(( وصلنا هذا المؤلف المدهش باليونانية بعنوان ((مراثي ارميا )) و في نسخة اثيوبية ((تتمة كلام باروخ)) و نملك ايضا نسختين ارمنية و سلافية. ويزيد احيانا نص النسخ عن النص اليوناني. و نفضل عنوان مراثي ارميا لان الكتاب يكمل فعلا كتاب ارميا مفصلا الموروث الذي اهمله السفر الشرعي لارميا ))
٣. على فرض ان هذا السفر كان سفرا قانونيا عند يهود الجزيرة و انه كان في العهد القديم عندهم فان المعارف اليهودية الدقيقة هذه كانت محصورة عند الاحبار و الحاخامات و لم يكن يتداولوه مع اليهودي العامي فضلا عن العربي الغير يهودي كما هو الحال مع التلمود
نقرا من كتاب التلمود اصلة وتسلسلة وادابه الصفحة 8:
(( 7. لم ترد اية اشارة على الاطلاق لوجود ترجمة عربية للتلمود
و الاستنتاج الذي نخرج من هذه النتائج هو ان اليهود في البلاد العربية، كانوا حريصين على اخفاء التلمود و عدم اطلاع المسلمين عليه و كانوا يتداولون بعض ما ورد فيه مع خاصة علماء المسلمين شفاهة عندما كانوا يستفسرون منهم عما ورد في كتبهم حول هذه القصة او هذه القضية من قضايا و اشكاليات التفسير، بما يفسر سبب وجود الاسرائيليات، في بعض التفاسير الاسلامية للقران الكريم.
و المعروف ان التلمود ( سواء البابلي الذي دون في بابل او الفلسطيني الذي دون في فلسطين ) لم يكن متاحا لغير حاخامات اليهود لدراسته و تدريسه الى ان بدا عصر الطباعة في اوروبا في القرن السادس عشر فبدات ترجمات التلمود البابلي تحديدا بالظهور بترجمات انجليزية وفرنسية
مع حذف العديد من الفقرات التي تسيء الى المسيح عليه السلام و الى السيدة العذراء و التي يمكن ان تصدم الجمهور المسيحي من النص المترجم و كذلك النصوص ذات الابعاد العنصرية التي تميز بين اليهود (شعب الله المختار) البشر وبقية شعوب العالم (الجوييم) الحيوانات و تباعا صدرت طبعات عديدة للتلمود بلغات اوروبية اخرى .... ))
قال القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى الجزء الاول
((الفصل السابع : الإخبار عن القرون السالفة
الوجه الرابع : ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة ، والأمم البائدة ، والشرائع الداثرة ، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك ، فيورده النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجهه ، ويأتي به على نصه ، فيعترف العالم بذلك بصحته ، وصدقه ، وأن مثله لم ينله بتعليم .
وقد علموا أنه - صلى الله عليه وسلم - أمي لا يقرأ ، ولا يكتب ، ولا اشتغل بمدارسة ، ولا مثافنة ، ولم يغب عنهم ، ولا جهل حاله أحد منهم . وقد كان أهل الكتاب كثيرا ما يسألونه - صلى الله عليه وسلم - عن هذا ، فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكرا ، كقصص الأنبياء مع قومهم، وخبر موسى ، والخضر ، ويوسف ، وإخوته ، وأصحاب الكهف ، وذي القرنين ، ولقمان وابنه ، وأشباه ذلك من الأنباء ، وبدء الخلق ، وما في التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، وصحف إبراهيم ، وموسى ، مما صدقه فيه العلماء بها ، ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها ، بل أذعنوا لذلك ، فمن موفق آمن بما سبق له من خير ، ومن شقي معاند حاسد ، ومع هذا لم يحك عن واحد من النصارى ، واليهود على شدة عداوتهم له ، وحرصهم على تكذيبه ، وطول احتجاجه عليهم بما في كتبهم ، وتقريعهم بما انطوت عليه مصاحفهم ، وكثرة سؤالهم له - صلى الله عليه وسلم - ، وتعنيتهم إياه عن أخبار أنبيائهم ، وأسرار علومهم ، ومستودعات سيرهم ، وإعلامه لهم بمكتوم شرائعهم ، ومضمنات كتبهم ، مثل سؤالهم عن الروح ، وذي القرنين ، وأصحاب الكهف ، وعيسى ، وحكم الرجم ، وما حرم إسرائيل على نفسه ، وما حرم عليهم من الأنعام ، ومن طيبات أحلت لهم فحرمت عليهم ببغيهم . ))
٤. هذا السفر كان و لا يزال قانونيا لدى الكنيسة الارثوذكسية الحبشية و هو جزء لا يتجزا من العهد القديم عندها و المعلوم ان النبي عليه الصلاة و السلام لم يهاجر الى الحبشة و لا تاجر هناك و لا تكلم او خالط احد من الاحباش و الا لذكر ذلك كفار قريش فكيف يقتبس من سفر باروخ الرابع ( هذا على فرض صحة دعوى الاقتباس ) .
ملاحظة اخيرة :القران الكريم لم يصرح باسم المار على القرية و قد ذكرت التفاسير انه عزير على الاشهر و قيل ارميا و سواءا هذا او ذاك فانه لم يرد في السنة الصحيحة اسم هذا الرجل المار على القرية
نقرا من تفسير الطبري لسورة البقرة
((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره عجب نبيه صلى الله عليه وسلم ممن قال إذ رأى قرية خاوية على عروشها : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } مع علمه أنه ابتدأ خلقها من غير شيء , فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها , حتى قال : أنى يحييها الله بعد موتها ! ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قبله البيان على اسم قائل ذلك , وجائز أن يكون ذلك عزيرا , وجائز أن يكون إرميا , ولا حاجة بنا إلى معرفة اسمه , إذ لم يكن المقصود بالآية تعريف الخلق اسم قائل ذلك . وإنما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة الله على إحيائه خلقه بعد مماتهم , وإعادتهم بعد فنائهم , وأنه الذي بيده الحياة والموت من قريش , ومن كان يكذب بذلك من سائر العرب , وتثبيت الحجة بذلك على من كان بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل بإطلاعه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على ما يزيل شكهم في نبوته , ويقطع عذرهم في رسالته , إذ كانت هذه الأنباء التي أوحاها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه من الأنباء التي لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم وقومه , ولم يكن علم ذلك إلا عند أهل الكتاب , ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم وقومه منهم , بل كان أميا وقومه أميون , فكان معلوما بذلك عند أهل الكتاب من اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعلم ذلك إلا بوحي من الله إليه . ولو كان المقصود بذلك الخبر عن اسم قائل ذلك لكانت الدلالة منصوبة عليه نصبا يقطع العذر ويزيل الشك , ولكن القصد كان إلى ذم قيله , فأبان تعالى ذكره ذلك لخلقه . ))
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم