النَصرانية و بَعض الاديان الوَثَنية القَديمة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

صفي الدين مُسْلِم حُرٍ لله اكتشف المزيد حول صفي الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 5 (0 أعضاء و 5 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صفي الدين
    مشرف المنتدى

    • 29 سبت, 2006
    • 2596
    • قانُوني
    • مُسْلِم حُرٍ لله

    #31
    السلام عَليكُم
    الديانة الفارسية القَديمَة:
    الزرادشية:
    و هي تُنسَب الى زرادشت و لَقد اختلف المؤرخون القُدامى و المُحدثون في زرادشت و لَهم في ذَلِك عِدة آرأء مِنها:
    -أنه مِن قبيل الخُرافات و الأساطير التي لا سَند لَها الا الخيال , و هذا رأي قِلَة و لَم يُقدموا مَنَهج أو دليل يُعضِد اتجاههم
    -رأي ثاني يرى ,أن زرادشت شَخصية تاريخية واقعية لا سبيل لإنكارها , و قَد اختلف هؤلاء المُثبتون في تاريخ وجوده فَمِنهم مَن يقول في مَبدأ القرن السادس قبل الميلاد و منهم مَن قال أنه يرجع الى القرن الستين قَبل الميلاد
    و الرأي الذي قال بِه الأغلبية في هذا الخصوص هو أنه ظَهر في القرن السابع قبل الميلاد و قالوا أنه وُلِد سَنَة 660ق.م. و توفي سَنَة 573ق.م.
    و الواقع أن كثل هذه الأراء لا تُفيد القَطع و لا اليقين في وجوده مِن عَدمه و إنما هي كُلها تَحت غِطاء الظَن فَكُل فريق مِن مَن سلفت أراءهم لا يوجَد عندهم دليل قَطعي على وجوده و إن كانت لَديهم بَعض الشواهِد التي تؤيد رأي وجود الشخصية و هذه الشواهد هي التي رَجحت رأي المُثبتين لِوجوده
    و لَقد اختلطت الروايات التي رويَت عَن مَولِد زرادشت و عَن الفَترة السابقة لِمولِده بِالقِصَصَ و الأساطير و التي تُنَبئ عَن اعتقاد الفارسيين القُدماء في زرادشت
    و استتنج العُلماء مِن هذه الأساطير و مِن غيرها أن الفارسيين القُدماء اعتقدوا بأن زرادشت هو روح الله و أن هذه الروح التي تَقَمَصَت جَسَد هذا المَخلوق البَشَري هَبَطَت مِن السَماء الى الأرض و حَلَت بِرَحِم أمه فَحَمَلَته و وَلَدَتُه بَشَراً سَوياً
    و تَفصيل ذَلِك –كَما جاء في روايات الزرادشيين- أن العَظَمَة القدسية أو روح القُدس الذي صاحب زرادِشت في أثناء حَياته على الأرض كان يَسكُن مَلكوت السَموات و أنه ظَل يَحِل بِالكائنات العُلوية واحداً واحداً الى أن هَبَط مِن السَماء الى الأرض و حَل بِجَسَد هذا الرَجُل المُختار و روح القُدس هذا الذي قَدَر لَه أن يَحِل بِجَسَد هذا الرَجُل المُختار و هو الذي خَلَق "أهورامازادا"و أنه بَعد أن صَدَر عَن الرَب مَر بِكُل حَلَقَة مِن حَلقات السِلسِلَة العُلوية ,سِلسِلَة الكائنات أو الأجرام السَماوية , ثُم هَبَط مِن العالم العُلوي الى العالم السُفلي و حَل بِجَسَد المرأة التي قُدِر لَها أن تَكون أماُ لِهذا الرَجُل الرباني
    و مِن الواضح جد مِما سَلَف أن المَسيحين لَم يكونوا أول مَن آمن بالتَجَسُد الالهي و الحلول في الانسان
    و أساس الديانة الزرادشية القول بِوجود قوة عُليا هي قوة الخير و النور و تُسمى "أهورامازدا"أي النور العَظيم و بِجانب هذه القوة سَبعة ملائِكَة قِديسون يُمَثِلون الفضائل السَبعة:الحِكمة و الشَجاعة و العِفَة و العَدل و الإخلاص و الأمانة و الكَرم
    وفي نَفس الوقت هُناك قوة الشَر و الظَلام "أهريمان" و يُعاونها سَبع مِن القوة الشيطانية الخَبيثَة المُتمَرِدَة و تُمَثِل الرذائل الإنسانيَة الرَئيسية و هي : النِفاق و الخَديعة و الخيانة و الجُبن و البُخل و الظُلم و إزهاق الروح
    و بَين هاتين القوتين صِراع دائم و نِزاع لا يَنقَطِع و حَرب أبدية و كُل مِنهما يُريد السَيطَرة على العالم الإنساني و مُهمة زرادشت قوامها الجِهاد و الصِراع في سَبيل إخضاع قوى الشَر
    هذا و قَد اختلف العُلماء في دين زرادشت و هَل هو مُوحد بالله أم ثنوي يرى أن العالم يَحكمه الهان
    و َقد انتشرت الديانة الزرادشية في البِلاد الايرانية بِفَضل تأييد بَعض الملوك مِثل الاسرة الساسانية"226م-651م."و لَكنها كانت أقل ذيوعا مِن ديانات اخرى مِثل ما سَنََنَناوله في المُداخَلَة اللاحِقَة بِحول الله "ديانة أو عِبادة مِثرا
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق

    • صفي الدين
      مشرف المنتدى

      • 29 سبت, 2006
      • 2596
      • قانُوني
      • مُسْلِم حُرٍ لله

      #32
      السلام عليكُم
      عِبادة مِثرا:
      يُعتَبر الاله مثرا مِن أشهر آلِهَة الفُرس و كان في أول الأمر آلها آريا و كان يُمَثِل أحد آلِهَة النور عِندهُم ثُم انتقل مَع القبائِل الآرية الى بِلاد الفُرس و بِِلاد الهِِند و يُعَد مِن الآلِهَة التي انتشرت قَديما بين الآريين , و اكتسبت عبادة ميثرا أولوية في بِلاد فارس على بَقية الالهة , و شاعت عبادته قَبل ظُهور زرادشت نَفسه و ظَل تَقديسه شائعا بين الفارسيين حتى بَعد ظُهور زرادشت و قد ورَد في بَعض أسفار الابستاق " و هو كِتاب الزرادشية المُقدس "
      أن ميثرا يوصَف بأنه الحارس لِلمراعي و اليَقِظ الذي لا ينام و بأنه المُنعم المُتَفَضِل الذي يهب المَراعي لِمن يشاء بِمَحض ارادته و لا يؤذي مِن يَقوم على فِلاحة الارض و استغلالها و بأنه الاله القادِر الذي لا يُخدَع أبدا
      و لَقد ظَلِت عِبادة مثرا قائمَة الى جانب "أهورمازدا"
      و الاله مثرا كان يُعبَد على أساس أنه رَب الشَمس و اله النور الذي يَتَمَثل فيه الحَق و تَغمره الفَضيلَة التي هي ضد الظلام و أنه هو الوسيط بين الاله الأعلى للكون و الانسان الضال و لِهذا جاء مثرا ليهديهم سواء السبيل
      و كان مثرا في نَظر عُباده بَطلا مُخلصَا صُوِرَ على الكهوف كَشاب قوي في زِي شَرقي و هو يَنحر ثورا قويا بِكُل هدوء كَذَلِك لَم يكُن مِيثرا صاحِب النِعَم على البَشَر فَحَسب بَل أيضا شَفيعا لَهم يوم القيامة أمام رَب النور الأكبر أهورمازدا و كان مثرا أيضا في نَظَر عُبادِه هو الذي يَنظُر في الأرواح و يُحاسِبها على ما قَدمت و أخرت و كان دائما في صَف البَشر و مُحبا لَهم
      و مُعتَنِقو هذه الديانة يَقومون بِطقوس أهمها أن يَمر الشَخص بِسَبع درجات و لِكُل دَرَجَة لِبس خاص بِها الى أن يَصِل الى لِباس الجُندية و هو المرحلة الأخيرة و يَصل بعدها الى برج الشَمس فانه يُسمى شَريكا و عِندما يَصِل الى النهاية يَدخُل في عهد السرية التامة
      الى جانب طقس أخر هو المَعمودية لإزالة ثِقل الخَطيئة و التَطهير مِن الشَر و بَعد المَعمودية يولَد الانسان ولادة ثانية
      و هُناك مائِدَة مثرا و هي مائدة مُقَدَسَة يأكل مِنها مَع الاله ليُشتََرِك مَعه في موته و قيامته
      و واضِح جدا التشابُه الصارِخ بينها و بين الطُقوس المَسيحية و تتطابق معها الى حد كبير
      و قَد اعترف بِهذا التشابه أحد أساتِذَة عِلم اللاهوت المَسيحي د/فهيم عزيز فقال بَعد أن ذكر ديانة مثرا في كتابه "المدخل الى العهد الجديد":هذه هي ديانة مثرا و فيها نَجِد التشابه الكبير بينها و بين المسيحية في الطقوس , المعمودية ,و الولادة الثانية و الأكل مَع الاله و القيامة مَع الاله"
      ثُم نَجده بَعد ذَلِك يحاول تبرير هذا التشابه بَقوله "و لَكن ماذا يميز المَسيحية عن المثرائية"؟
      إن الفرق العَظيم الذي يكون فجوة لا تعبر بين الاثنين هو أن المَسيحية ديانة نََبَتَت على حََقيقَة تاريخية مَلموسة و مَركزها هو شَخص عاش في التاريخ مات و قام عَرفوه و رأوه و لَمسوه و شَهدوا لَه بِحياتِهم , أما ديانة ميثرا و غيرها فهي ديانة طقسية بُنيت على أساطير لا أساس تاريخي لها هي مِن خيال الانسان الذي يُريد الخلاص
      و بالطبع ظاهر جدا عدم الاقناع بِهذا التبرير , فها يعقل أن يأتي دين من عِند الله بِما يُطابِق خيال و أساطير الانسان الذي اخترع بَعض القصص و الأساطير التي تتناسب و عقيدة الخلاص ؟ و هل يُعقل أن يأتي الإنسان غير المَعصوم بأساطير يَظهر مِنها الطقوس المُحكمة التي يريدُها الله مِنا؟ هَل يُعقَل هذا التطابق الأسطوري لِلطقوس و ما يَترتب عليها مِن نتائج و آثار ؟
      إن التشابه بين الديانتين بَلغ دَرَجَة كَبيرة بينهما فَليس تَشابها ظاهريا و لا شكليا و إنما هو تَطابق في الطقوس و طَريقة القيام بِها و ما يَتَرَتب عليها مِن اعتقادات و عِبادات
      هذا الى جانب أن ما يُريد أن يُثبته الباحِث المَسيحي مِن أن المَسيح قَد مات و قام و بثه لِهذه المقولة على أنها حقيقة تاريخية
      أما نَحن فنتسأل عَمن قال ذَلِك ؟
      انها لََيست حَقيقة و ليست تاريخية فَالنصوص التي ساقها المَسيحيون للدلالة على هذا مُتناقِضة و مُتضارِبة بِحيث لا يُمكن أن تَثبُت مِنها عَقيدة
      و رجوعا الى موضوعنا , لَقد لاقت هذه الديانة"ميثرا" رواجا كَبيرا بين الرومانين و خاصة الجُنود العَسكريين حَيث أغرَموا بِها و بِِطقوسها و أسرارها و قاموا بِِنقلها إلى جَميع أنحاء العالم
      و قَد مَهدت سياسة الاسكندر الأكبر بِِصفة عامة الى عَديد مِن الاتصالات بَين الشُعوب بَعضها البَعض و أخذت تِجارة الشَرق الأقصى تََشق طَريقها نََحو مَنطِقَة البَحر المُتوسط و بدأت عِبادة مثرا تَتَجه نََحو الاناضول و ايطاليا
      هذا و قد اتخذت "ديانة ميثرا"آسيا الصُغرى مَركزا لإنطلاقها و إنتشارها في الامبراطورية الرومانية فَامتدت عِبادتِه الى سَواحل البََحر المُتوسط و إلى طَرسوس –المَدينة التي وُلِد فيها بولِس-حَيث انتشرت في أنحاء الامبراطورية الرومانية
      و ساعد على انتشارها اعتِناق الجُنود الرومان لَها فَالجنود الرومان الذين أرسلوا الى كيليكيا (في جنوب آسيا الصُغرى)اعتنقوا المِثرائية و ذََلِك لأن ما فيها مِن دَعوة الى الحَرب و الكِفاح استهواهُم استهواءاً عَظيماً
      ثُم كان التُجار السُوريون و العَبيد المَشارقة هُم الذين نَشروا عِِبادة ميثرا الاله الفارسي
      و بدأت هذه الديانة تَنتشر شَيئا فشيئا حتى انتَشرت في جَميع انحاء الامبراطورية الرومانية و أضحَت أروج العقائد و رأى بَعض الباحثين استناداً الى بَعض الشواهِد أنه كان مِن المُمكن أن تُصبح عقيدة ميثرا بِمُضي الزَمن الدين الرَسمي لِلرومان
      و يُتبَع:
      مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

      تعليق

      • فارس الميـدان
        مشرف عام أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة
        ومشرف عام قناة اليوتيوب

        • 17 فبر, 2007
        • 10117
        • مسلم

        #33
        للرفع ..
        الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 يول, 2024, 11:33 م
        ردود 0
        69 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 05:55 ص
        ردود 0
        31 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 03:28 ص
        ردود 0
        44 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 7 يول, 2024, 08:51 م
        ردود 5
        83 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة د.أمير عبدالله
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ماي, 2024, 02:25 ص
        ردود 0
        120 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        يعمل...