هاروت وماروت اسمين وردا فى القرآن الكريم ، فى الآية (102) بسورة البقرة ، تكلم الملحدين والمسيحيين عنهما فى شبهة ان شاء الله سوف أعرضها ، ثم سوف أعرض الرد عليها
مقدمة الرد :-
ويتضمن الرد النقاط الآتية :-
1- لم يرد في القرآن الكريم أن هاروت وماروت يعلمان الناس السحر والفساد وانما كانوا يعلمونهم علم ، إلا أن الناس استخدموا هذا العلم في الشر وليس في ما ينفع وذلك بسبب الشياطين .
وهذا البند يشتمل على النقاط الآتية :-
أ- (الواو) حرف مغايرة ، فالذى أُنزِلَ على الملكين هاروت وماروت ليس السحر الذي يعلمه الشياطين للناس
ب- الملكين كانوا فتنة بمعنى أن علمهم كان فتنة (أي اختبار) للناس ، مثله مثل المال والأبناء ، فليسوا شر في حد ذاتهم
ج- الملكين كانا يحذران الناس من استخدام علمهما في الشر وأنة قد يوقعهم في الكفر ، وهذا دليل صلاحهما
د- الذي كان يعلمه الملكين للإنس والجن كان علم يمكن استخدامه في ما ينفع ، ولكن الشياطين استخدموه في الشر وتعليم الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه
2- في القرآن الكريم فإن الملائكة عباد الله الصالحين لا يعصون له أمر ، أما الجن فهم مثل البشر منهم الصالح ومنهم الطالح ، أما الشياطين فهم عصاة الجن وهم يكرهون البشر ويضمرون لهم العداء ومع ذلك يتبعهم بعض البشر ، (لذلك لا يوجد فى القرآن الكريم مفهوم الملائكة الساقطة)
وهذا البند يشتمل على النقاط الآتية :-
أ- الملائكة عباد الله الصالحين لا يعصون له أمر ولا يقعون في الخطيئة
ب- الجن ليسوا ملائكة ، فمنهم الصالح (وهم مسلمون) ، ومنهم الطالح (وهم الشياطين)
ج- الشيطان (إبليس) كان من الجن وليس من الملائكة
3- القصص عن الملائكة الساقطة في الكتب الأبوكريفيا لا علاقة له بما ورد في القرآن الكريم عن سبب سقوط الشيطان
ويشمل هذا البند على النقاط الآتية :-
أ- في القرآن الكريم فإن إبليس كان من الجن (المخلوقين من نار) وسبب سقوطه هو رفضه السجود لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام
ب- تضارب في كتب اليهود والمسيحيين عن سبب سقوط الشيطان (وهو عندهم من الملائكة الساقطة)
4- العلاقة بين سيدنا سليمان وبين الملاكان الساقطان وجدت في كتب اليهود بعد نزول القرآن الكريم
5- فرق كبير جدا بين هاروت وماروت في القرآن الكريم ، و بين هاورفتات وأميريتات في الأفيستا (الكتاب المقدس عند الزرادشتيين)
ويشمل هذا البند على النقاط الآتية :-
أ- الشخص الذي يترك أهله ووطنه بحثا عن الدين الحقيقي لا يمكن أن يتبع شخص هو الذي لقنه أسماء في ديانته القديمة
ب- في القرآن الكريم فإن هاروت وماروت كانا في بابل ولم يكونا شخصيات خيالية
ج- كان اسم هاروفيتات وأميريتات مرتبطان ببعضهما أكثر من باقي الشرارات السبعة في كتاب الأفيستا
د - أسماء هاورفتات و أميريتات في الأفيستا كانت تتحور مع كل لغة ، فليس بالضرورة أن يكون أصلهما هو ما ورد في لغة الأفيستا ، فقد يكون أصلهما هو هاروت وماروت
ع - هاورفتات وأميريتات في كتاب الأفيستا واعتقاد الزرادشتيين فيهما يختلف عن ما ورد في القرآن الكريم عن هاروت وماروت و اعتقاد المسلمين فيهما
6 - الأنبياء لا يأتون بالجديد ولا يخترعون قصص ليس لها وجود ، لأن الإنسان لا يخترع شئ من العدم ولا حتى الفكرة ، فالأنبياء يخبرون الناس بالشكل الأصلي والحقيقى للقصة
الرد بالتفصيل :-
نقرأ نص الشبهة :-
(شغل بال الكثيرين عن ماهية قصة الملكين هاروت وماروت وكيف يمكن لملكين خلقهما الله لطاعته أن يعلما السحر ...و أنا اليوم سأقدم فكرتي وفكرة الموسوعة البريطانية من قبلي (الفكرة ليست من عندي)عن هذه القصة في ضوء القصص التلمودية (الهاجادا )التي اقتبسها محمد شفهيا عن غير قصد....ظانا أنها توراتية المنشأ..............جاء في سورة البقرة......
وأتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتى يقولا أنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه وما هم بضارّين به من أحد ألا بأذن الله............ من سورة البقرة
_____________________
نتقل إلى ما أورده الكتاب (الذي جمعه لويس جنزبرغ عام 1909 وضم فيه القصص المبعثرة هنا هناك في التلمود.).... بخصوص ملائكة نزلا على الأرض ليعلما الإغواء الحسّي ...ويؤديا إلى ولادة الجبابرة (نتاج زواج الملائكة بنساء البشر) ..وهو من أسباب إغراق الله للأرض بالطوفان ..........ففي فصل (نوح) من الكتاب وفي موضوع (عقاب الملائكة الساقطة)..نترجم
لفقرة الثانية:....سقوط عزازيل و شمحازاي كان بالطريقة التالية .عندما بدأ جيل ما قبل الطوفان بممارسة عبادة الاصنام,حزن الله جدا. نهض الملاكان شمحازاي و عزازيل وقالا:"يا رب العالم, قد حدث ما كنّا قد قلناه عند خلق العالم والإنسان,عندما قلنا,ما هو هذا الإنسان الذي أنت مهتم به؟" عندها قال الله:"وماذا سيحل بالعالم الآن بلا إنسان؟"عندها قالت الملائكة:" سوف نشغل نفسينا بهذا الموضوع".فقال الله:"أنا مدرك لهذا, وانا اعلم إنكما إن سكنتما الأرض, فان الميول الشريرة ستطغى عليكما و ستكونا أكثر ظلما من البشر". فتوسل الملكان قائلين:"امنحنا الإذن لأن نعيش بين البشر , وسترى كيف أننا سنقدس اسمك " وافق الله على رغبتيهما قائلا:"اهبطا و ترحّلا بين البشر"...
الفقرة التالية تحكي كيف ان الملاكان عندما رأيا جمال نساء الأرض شغفا بهن ..ووقع شمحازاي في غرام امرأة تسمى أستير ( نجمة )..وعندما طلب منها الوصال قبلت بشرط أن يعلمها اسم الله الأعظم الذي به يصعد الى السماء فقبل ..ولكنها تلفظت به هي فصعدت الى السماء ..ولم تلبي وعدها..فقبلها الله لأنها بارّة ووضعها بين النجوم السبعة في كوكبة الثريّا
الفقرات الثالثة التي تلي تتكلم عن ان الملاكان لم يتوقفا عن حب بنات البشر فولد لشمحزاي ولدان .هوا و هي ( هيلا و هوب)......حلم الولدان أحلاما ففسرها لهما أبوهما أن طوفانا سيحدث فحزن الجميع وبكى الولدان ولكن أباهما قال لهما أن لا يحزنا لان بعد الطوفان سيكون أن الإنسان كلما اراد تحطيم حجر أو تحريك مركبات أو آلات يقول ...هوا!..هيا!...( او هيلا هوب!)..
الفقرة التي تلى تقول ما ترجمته.....:تاب شمحازاي .فعلّق نفسه بين السماوات والأرض وبهذه الوضعية كخاطئ تائب بقي الى يومنا هذا . ولكن عزازيل بقي معاندا يقود الإنسان إلى الانحراف بواسطة الإغواء الحسّي .... ولهذا السبب كانت تتم التضحية بتيسين في الهيكل في يوم الغفران, احدهما لله لأنه سامح إسرائيل والآخر لعزازيل لكي يحمل خطايا إسرائيل..هذا ايضا ما تذكره التوراة ..مسألة التيسين.
أما الفقرة الأولى من نفس الموضوع فنرى فيها أن عقوبة عزازيل انه قيد بالأصفاد ورمي به في بئر مليئة بالحجارة المدببة في صحراء دودايل
________________________
وأيضا في فصل (سليمان)في موضوع (سليمان سيد الشياطين) نجد أن الملاكان الساقطان هما عزّا وعزائيل.هذه المرة.وهما مقيدان في سلاسل في منطقة لا يمكن لأحد حتى الطيور أن يصلها..يصلهما سليمان على جناح النسر ويقسم عليهما بحق اسم الله الأعظم المنقوش على الخاتم أن يخبراه بالأسرار السماوية التي يعرفاها...
___________________
القصّة أيضا وردت بشكل مغاير قليلا في فصل( الأجيال العشرة): أيضا هنا مجموعة من الملائكة بقيادة شمحازاي تتفق على الزواج من بنات البشر في عصر مقارب لعصر أخنوخ (إدريس) ..فيهبط 200ملاك ويتزاوجون مع البشر ويعلمونهم :
1- علمهم الملاك الساقط عزازيل كيفية صناعة الدروع والتروس والخناجر القاتلة وصنعة الحديد وغيرها وكيفية قطع الجذور وخصائص النباتات الطبية.
2- علمهم الملاك عزازيل أيضا صناعة مواد التجميل
3- علمهم زعيمهم شمحازاي كيفية طرد الأرواح الشريرة
4- علمهم الملاك اراروس كيفية نطق التعاويذ السحرية
5- علمهم باراكيل وكوكبيل علوم التنجيم
6- علمهم عزقيل علامات الارض وسمساويل علامات الشمس وسرييل علامات القمر(لغرض معرفة المستقبل والعرافة)
ثم أن ذريتهم من نساء الأرض هم المردة و الأرواح الشريرة الخفية غير المرئية (الجن؟)على الأرض ...فكما أن الملائكة هم الأرواح الطيبة في السماء فأن المردة هم الأرواح الشريرة على الأرض
يعني علموا البشر بلاوي منيّلة......حاول الملائكة لاحقا التشفّع بأخنوخ(يقرن عادة بإدريس عند المسلمين) عند الله لغرض التوبة ...فلم يقبل الله توبتهم .......
_____________________________________
ما ورد في الروايات الإسلامية عن موضوع هاروت وماروت..عن الكسائي (مؤرخ) ...:ما مختصره أن الملائكة عاتبت الله على رفع إدريس إلى السماء متهمين الإنسان انه عاصي وغير مستحق ..فقال الله انه إن ركبت فيهم الشهوة فهم ايضا سيعصون الله وامتحن منهما ملكين (هاروت وماروت ) وانزلهما إلى الأرض ليحكما بين الناس بالحق وينهيان عن الشرك ثم أنهما وقعا في حب امرأة تسمى الزهرة...فراوداها عن نفسها فأمرتهما أن يشربا الخمر أولا ففعلا بعد تردد ومانعة ثم أمرتهما بالسجود للأصنام ففعلا تحت تأثير الخمر ثم إنهما وقعا عليها وصادف أن شاهدهما شخص في هذا الوضع الفاضح فقتلاه ..ثم إنهما في الصباح حاولا الطيران باستخدام اسم الله الأعظم فلم يفلحا...ففطنا لذنبهما ..ثم إنهما تشفعا عند إدريس فقال لهما تخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ..فاختارا عذاب الدنيا ..فتم ربطهما بزنا جير وهما منكسا الرأس في بئر ماء في بابل . ودخان الأرض كله يجتمع في البئر فيضرب أعينهما وهما عطشانان و على بعد أصابع قليلة من الماء فلا يصلانه وهما على هذه الحال إلى يوم القيامة.....نلاحظ أيضا أن عزازيل (حسب الإسرائيليات أو الأساطير الإسلامية) كان اسم إبليس الملائكي قبل سقوطه بسبب رفضه السجود لآدم....أيضا في احد القصص التابعة للإسرائيليات...ولا أعرف درجة الرواية وهل هي صحيحة ؟
__________________________________
طبعا نستطيع أن نتبيّن التطابق بين القصتين ... الرواية عن هاروت وماروت هذه غير ملزمة للمسلمين..لأنها من ضمن الإسرائيليات على ما أعرف مع ذلك تشترك القصة التلمودية مع القصة القرآنية بنقاط.....
أولا هنالك ملاكان -شمحازاي وعزّازيل - (أو أكثر في بعض أشكال الاخرى للقصة) .
.ثانيا يعلمان الناس الشرور وأنواع السحر والتعاويذ والتنجيم والعرافة ...
ثالثا في مدينة قديمة مكروهة عند اليهود لعصيانها وجبروتها (بابل) ومعروفة عند اليهود أنها مركز عالمي للسحر والتنجيم والعرافة و العلوم القديمة...راجع النبوءات التي تتكلم عن بابل في الكتاب المقدس اليهودي .
.رابعا العلاقة بين موضوع سليمان والملاكان الساقطان نجدها في الفصل الخاص بالأساطير عن سليمان.
خامسا ربما يكون بعض الشياطين الذين يخدمون سليمان هم من المردة والجن أبناء الملائكة الساقطة وبهم كان يستعين سليمان .
أما الاسمين هاروت وماروت فأن الموسوعة البريطانيةتقترح أن أصلهما مشتق من اثنان من رؤساء (الملائكة) أو الكائنات الطيّبة السبعة أو الستة الخالدة المحيطة بأهورا مزدا أله الخير في الأساطير الزرادشتية ............وهما كل من هاورواتات(القداسة) واميريتات (الخلود) .. haurvatat and ameretat
أما الآخرين فهم: spenta mainyu ومعناه الروح القدس ...لاحظ , asha vahishta ومعناه الحق أو العدل ,vohu manah التفكير الصحيح ومعناه, spenta armaiti ومعناه الإخلاص .والذين يمثلون أبناء اهورا مزدا ....وأما الآخر فهوkhshathra vairya ومعناه الهيمنة المرغوبة .وهو (بالإضافة لهاورفاتات و امريتات) يمثلون شكلا من أشكال شخصية اهورا مزدا
أما كيفية وصول هذين الاسمين إلى خزين محمد من المعلومات ..فأرجّح أنه ذات يوم سأل سلمان الفارسي عن أسماء كبار الملائكة في دينه فذكر له مجموعة منها وكانت كما ترون صعبة اللفظ فاختار محمد أسهلها لفضا ثم حرفها للسهولة ثم جعلها كلمتين ذواتي وزن واحد كعادته واستخدمهما عندما لم يستطع تذكر اسمي عزازيل و شمحازاي
انتهى
وأتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتى يقولا أنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه وما هم بضارّين به من أحد ألا بأذن الله............ من سورة البقرة
_____________________
نتقل إلى ما أورده الكتاب (الذي جمعه لويس جنزبرغ عام 1909 وضم فيه القصص المبعثرة هنا هناك في التلمود.).... بخصوص ملائكة نزلا على الأرض ليعلما الإغواء الحسّي ...ويؤديا إلى ولادة الجبابرة (نتاج زواج الملائكة بنساء البشر) ..وهو من أسباب إغراق الله للأرض بالطوفان ..........ففي فصل (نوح) من الكتاب وفي موضوع (عقاب الملائكة الساقطة)..نترجم
لفقرة الثانية:....سقوط عزازيل و شمحازاي كان بالطريقة التالية .عندما بدأ جيل ما قبل الطوفان بممارسة عبادة الاصنام,حزن الله جدا. نهض الملاكان شمحازاي و عزازيل وقالا:"يا رب العالم, قد حدث ما كنّا قد قلناه عند خلق العالم والإنسان,عندما قلنا,ما هو هذا الإنسان الذي أنت مهتم به؟" عندها قال الله:"وماذا سيحل بالعالم الآن بلا إنسان؟"عندها قالت الملائكة:" سوف نشغل نفسينا بهذا الموضوع".فقال الله:"أنا مدرك لهذا, وانا اعلم إنكما إن سكنتما الأرض, فان الميول الشريرة ستطغى عليكما و ستكونا أكثر ظلما من البشر". فتوسل الملكان قائلين:"امنحنا الإذن لأن نعيش بين البشر , وسترى كيف أننا سنقدس اسمك " وافق الله على رغبتيهما قائلا:"اهبطا و ترحّلا بين البشر"...
الفقرة التالية تحكي كيف ان الملاكان عندما رأيا جمال نساء الأرض شغفا بهن ..ووقع شمحازاي في غرام امرأة تسمى أستير ( نجمة )..وعندما طلب منها الوصال قبلت بشرط أن يعلمها اسم الله الأعظم الذي به يصعد الى السماء فقبل ..ولكنها تلفظت به هي فصعدت الى السماء ..ولم تلبي وعدها..فقبلها الله لأنها بارّة ووضعها بين النجوم السبعة في كوكبة الثريّا
الفقرات الثالثة التي تلي تتكلم عن ان الملاكان لم يتوقفا عن حب بنات البشر فولد لشمحزاي ولدان .هوا و هي ( هيلا و هوب)......حلم الولدان أحلاما ففسرها لهما أبوهما أن طوفانا سيحدث فحزن الجميع وبكى الولدان ولكن أباهما قال لهما أن لا يحزنا لان بعد الطوفان سيكون أن الإنسان كلما اراد تحطيم حجر أو تحريك مركبات أو آلات يقول ...هوا!..هيا!...( او هيلا هوب!)..
الفقرة التي تلى تقول ما ترجمته.....:تاب شمحازاي .فعلّق نفسه بين السماوات والأرض وبهذه الوضعية كخاطئ تائب بقي الى يومنا هذا . ولكن عزازيل بقي معاندا يقود الإنسان إلى الانحراف بواسطة الإغواء الحسّي .... ولهذا السبب كانت تتم التضحية بتيسين في الهيكل في يوم الغفران, احدهما لله لأنه سامح إسرائيل والآخر لعزازيل لكي يحمل خطايا إسرائيل..هذا ايضا ما تذكره التوراة ..مسألة التيسين.
أما الفقرة الأولى من نفس الموضوع فنرى فيها أن عقوبة عزازيل انه قيد بالأصفاد ورمي به في بئر مليئة بالحجارة المدببة في صحراء دودايل
________________________
وأيضا في فصل (سليمان)في موضوع (سليمان سيد الشياطين) نجد أن الملاكان الساقطان هما عزّا وعزائيل.هذه المرة.وهما مقيدان في سلاسل في منطقة لا يمكن لأحد حتى الطيور أن يصلها..يصلهما سليمان على جناح النسر ويقسم عليهما بحق اسم الله الأعظم المنقوش على الخاتم أن يخبراه بالأسرار السماوية التي يعرفاها...
___________________
القصّة أيضا وردت بشكل مغاير قليلا في فصل( الأجيال العشرة): أيضا هنا مجموعة من الملائكة بقيادة شمحازاي تتفق على الزواج من بنات البشر في عصر مقارب لعصر أخنوخ (إدريس) ..فيهبط 200ملاك ويتزاوجون مع البشر ويعلمونهم :
1- علمهم الملاك الساقط عزازيل كيفية صناعة الدروع والتروس والخناجر القاتلة وصنعة الحديد وغيرها وكيفية قطع الجذور وخصائص النباتات الطبية.
2- علمهم الملاك عزازيل أيضا صناعة مواد التجميل
3- علمهم زعيمهم شمحازاي كيفية طرد الأرواح الشريرة
4- علمهم الملاك اراروس كيفية نطق التعاويذ السحرية
5- علمهم باراكيل وكوكبيل علوم التنجيم
6- علمهم عزقيل علامات الارض وسمساويل علامات الشمس وسرييل علامات القمر(لغرض معرفة المستقبل والعرافة)
ثم أن ذريتهم من نساء الأرض هم المردة و الأرواح الشريرة الخفية غير المرئية (الجن؟)على الأرض ...فكما أن الملائكة هم الأرواح الطيبة في السماء فأن المردة هم الأرواح الشريرة على الأرض
يعني علموا البشر بلاوي منيّلة......حاول الملائكة لاحقا التشفّع بأخنوخ(يقرن عادة بإدريس عند المسلمين) عند الله لغرض التوبة ...فلم يقبل الله توبتهم .......
_____________________________________
ما ورد في الروايات الإسلامية عن موضوع هاروت وماروت..عن الكسائي (مؤرخ) ...:ما مختصره أن الملائكة عاتبت الله على رفع إدريس إلى السماء متهمين الإنسان انه عاصي وغير مستحق ..فقال الله انه إن ركبت فيهم الشهوة فهم ايضا سيعصون الله وامتحن منهما ملكين (هاروت وماروت ) وانزلهما إلى الأرض ليحكما بين الناس بالحق وينهيان عن الشرك ثم أنهما وقعا في حب امرأة تسمى الزهرة...فراوداها عن نفسها فأمرتهما أن يشربا الخمر أولا ففعلا بعد تردد ومانعة ثم أمرتهما بالسجود للأصنام ففعلا تحت تأثير الخمر ثم إنهما وقعا عليها وصادف أن شاهدهما شخص في هذا الوضع الفاضح فقتلاه ..ثم إنهما في الصباح حاولا الطيران باستخدام اسم الله الأعظم فلم يفلحا...ففطنا لذنبهما ..ثم إنهما تشفعا عند إدريس فقال لهما تخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ..فاختارا عذاب الدنيا ..فتم ربطهما بزنا جير وهما منكسا الرأس في بئر ماء في بابل . ودخان الأرض كله يجتمع في البئر فيضرب أعينهما وهما عطشانان و على بعد أصابع قليلة من الماء فلا يصلانه وهما على هذه الحال إلى يوم القيامة.....نلاحظ أيضا أن عزازيل (حسب الإسرائيليات أو الأساطير الإسلامية) كان اسم إبليس الملائكي قبل سقوطه بسبب رفضه السجود لآدم....أيضا في احد القصص التابعة للإسرائيليات...ولا أعرف درجة الرواية وهل هي صحيحة ؟
__________________________________
طبعا نستطيع أن نتبيّن التطابق بين القصتين ... الرواية عن هاروت وماروت هذه غير ملزمة للمسلمين..لأنها من ضمن الإسرائيليات على ما أعرف مع ذلك تشترك القصة التلمودية مع القصة القرآنية بنقاط.....
أولا هنالك ملاكان -شمحازاي وعزّازيل - (أو أكثر في بعض أشكال الاخرى للقصة) .
.ثانيا يعلمان الناس الشرور وأنواع السحر والتعاويذ والتنجيم والعرافة ...
ثالثا في مدينة قديمة مكروهة عند اليهود لعصيانها وجبروتها (بابل) ومعروفة عند اليهود أنها مركز عالمي للسحر والتنجيم والعرافة و العلوم القديمة...راجع النبوءات التي تتكلم عن بابل في الكتاب المقدس اليهودي .
.رابعا العلاقة بين موضوع سليمان والملاكان الساقطان نجدها في الفصل الخاص بالأساطير عن سليمان.
خامسا ربما يكون بعض الشياطين الذين يخدمون سليمان هم من المردة والجن أبناء الملائكة الساقطة وبهم كان يستعين سليمان .
أما الاسمين هاروت وماروت فأن الموسوعة البريطانيةتقترح أن أصلهما مشتق من اثنان من رؤساء (الملائكة) أو الكائنات الطيّبة السبعة أو الستة الخالدة المحيطة بأهورا مزدا أله الخير في الأساطير الزرادشتية ............وهما كل من هاورواتات(القداسة) واميريتات (الخلود) .. haurvatat and ameretat
أما الآخرين فهم: spenta mainyu ومعناه الروح القدس ...لاحظ , asha vahishta ومعناه الحق أو العدل ,vohu manah التفكير الصحيح ومعناه, spenta armaiti ومعناه الإخلاص .والذين يمثلون أبناء اهورا مزدا ....وأما الآخر فهوkhshathra vairya ومعناه الهيمنة المرغوبة .وهو (بالإضافة لهاورفاتات و امريتات) يمثلون شكلا من أشكال شخصية اهورا مزدا
أما كيفية وصول هذين الاسمين إلى خزين محمد من المعلومات ..فأرجّح أنه ذات يوم سأل سلمان الفارسي عن أسماء كبار الملائكة في دينه فذكر له مجموعة منها وكانت كما ترون صعبة اللفظ فاختار محمد أسهلها لفضا ثم حرفها للسهولة ثم جعلها كلمتين ذواتي وزن واحد كعادته واستخدمهما عندما لم يستطع تذكر اسمي عزازيل و شمحازاي
انتهى
الرد على الشبهة :-
مقدمة الرد :-
- طبعا صاحب الشبهة، أرهق نفسه بدون فائدة ، فبدلا من أن يحاول فهم الآية من القرآن الكريم ، ذهب إلى رواية لم ترد لا في القرآن الكريم ولا في حديث صحيح (وهي من الإسرائيليات) في محاولة لايجاد وجه شبه ، ثم أقر هو بعد ذلك أن هذه الرواية من الإسرائيليات وهي غير ملزمة للمسلمين ، ثم حاول إيجاز كلامه بوجود تشابه بين الآية في القرآن الكريم وبين خرافات اليهود ، هذه النقاط التشابه لا وجود لها إلا في عقل الضالين فقط
- وعلى العموم ان شاء الله في هذا الرد سوف أوضح تفسير الآية التي توهم أنه فهمها بايجاد وجه شبه مع خرافات اليهود بالرغم من أن الآية الكريمة تكذب اليهود وتوضح ضلالهم وأنهم يتبعوا الأكاذيب التي يطلقها الشياطين ، يعني الآية تخبرنا بأن قصص اليهود اختلط بها الأكاذيب ، يعني من المستحيل أنه يقصد بقصة الملكين (هاروت وماروت) ما ورد في قصص اليهود ، ثم سأرد على أوجه الشبه الوهمية التي ذكرها في نهاية شبهته
ويتضمن الرد النقاط الآتية :-
1- لم يرد في القرآن الكريم أن هاروت وماروت يعلمان الناس السحر والفساد وانما كانوا يعلمونهم علم ، إلا أن الناس استخدموا هذا العلم في الشر وليس في ما ينفع وذلك بسبب الشياطين .
وهذا البند يشتمل على النقاط الآتية :-
أ- (الواو) حرف مغايرة ، فالذى أُنزِلَ على الملكين هاروت وماروت ليس السحر الذي يعلمه الشياطين للناس
ب- الملكين كانوا فتنة بمعنى أن علمهم كان فتنة (أي اختبار) للناس ، مثله مثل المال والأبناء ، فليسوا شر في حد ذاتهم
ج- الملكين كانا يحذران الناس من استخدام علمهما في الشر وأنة قد يوقعهم في الكفر ، وهذا دليل صلاحهما
د- الذي كان يعلمه الملكين للإنس والجن كان علم يمكن استخدامه في ما ينفع ، ولكن الشياطين استخدموه في الشر وتعليم الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه
2- في القرآن الكريم فإن الملائكة عباد الله الصالحين لا يعصون له أمر ، أما الجن فهم مثل البشر منهم الصالح ومنهم الطالح ، أما الشياطين فهم عصاة الجن وهم يكرهون البشر ويضمرون لهم العداء ومع ذلك يتبعهم بعض البشر ، (لذلك لا يوجد فى القرآن الكريم مفهوم الملائكة الساقطة)
وهذا البند يشتمل على النقاط الآتية :-
أ- الملائكة عباد الله الصالحين لا يعصون له أمر ولا يقعون في الخطيئة
ب- الجن ليسوا ملائكة ، فمنهم الصالح (وهم مسلمون) ، ومنهم الطالح (وهم الشياطين)
ج- الشيطان (إبليس) كان من الجن وليس من الملائكة
3- القصص عن الملائكة الساقطة في الكتب الأبوكريفيا لا علاقة له بما ورد في القرآن الكريم عن سبب سقوط الشيطان
ويشمل هذا البند على النقاط الآتية :-
أ- في القرآن الكريم فإن إبليس كان من الجن (المخلوقين من نار) وسبب سقوطه هو رفضه السجود لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام
ب- تضارب في كتب اليهود والمسيحيين عن سبب سقوط الشيطان (وهو عندهم من الملائكة الساقطة)
4- العلاقة بين سيدنا سليمان وبين الملاكان الساقطان وجدت في كتب اليهود بعد نزول القرآن الكريم
5- فرق كبير جدا بين هاروت وماروت في القرآن الكريم ، و بين هاورفتات وأميريتات في الأفيستا (الكتاب المقدس عند الزرادشتيين)
ويشمل هذا البند على النقاط الآتية :-
أ- الشخص الذي يترك أهله ووطنه بحثا عن الدين الحقيقي لا يمكن أن يتبع شخص هو الذي لقنه أسماء في ديانته القديمة
ب- في القرآن الكريم فإن هاروت وماروت كانا في بابل ولم يكونا شخصيات خيالية
ج- كان اسم هاروفيتات وأميريتات مرتبطان ببعضهما أكثر من باقي الشرارات السبعة في كتاب الأفيستا
د - أسماء هاورفتات و أميريتات في الأفيستا كانت تتحور مع كل لغة ، فليس بالضرورة أن يكون أصلهما هو ما ورد في لغة الأفيستا ، فقد يكون أصلهما هو هاروت وماروت
ع - هاورفتات وأميريتات في كتاب الأفيستا واعتقاد الزرادشتيين فيهما يختلف عن ما ورد في القرآن الكريم عن هاروت وماروت و اعتقاد المسلمين فيهما
6 - الأنبياء لا يأتون بالجديد ولا يخترعون قصص ليس لها وجود ، لأن الإنسان لا يخترع شئ من العدم ولا حتى الفكرة ، فالأنبياء يخبرون الناس بالشكل الأصلي والحقيقى للقصة
الرد بالتفصيل :-
تعليق