150 مائة وخمسون حكمة وعبرة من سورة يوسف عليه السلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    150 مائة وخمسون حكمة وعبرة من سورة يوسف عليه السلام

    150 مائة وخمسون حكمة وعبرة من سورة يوسف عليه السلام

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image.png 
مشاهدات:	865 
الحجم:	884.8 كيلوبايت 
الهوية:	814492

    1- أن المرأة إذا تمكن الحب من قلبها لا تنساه ولا تتمنى السوء لمن أحبته، فامرأة العزيز قد امتلأ قلبها بحب يوسف ولذلك تعجلت بإملاء العقوبة واختارت له السجن أو العقاب الأليم ولم تختار قتله.

    2- أنه بالرغم من أهمية العلم الدنيوي ولكن تبقى الميزة والكفة الراجحة لما يفتح الله تعالى به على العبد فترجح كفة القلب على كفة العقل وتحصيل الكمال في كليهما من أصل الدين.

    3- أن السجن يحوي بين جدرانه الكثير من المظلومين والمستضعفين الذين يلجأ الظالم إلى تغييبهم لكي لا يذيع صيتهم أو لكي لا يذكرون الظالم بما بدر منه من سوء. وهؤلاء إذا ظلمهم العباد فإن ناصرهم هو رب العباد.

    4- مجتمع النساء حينها كان يعج بالفاحشة فلم تعب النسوة على امرأة العزيز أنها أرادت أن تأتي الفاحشة بل عابوا عليها أنها أرادت أن تأتي الفاحشة مع (فتاها - خادمها).

    5- أن الصراع بين الحق والباطل بدأ مع بدء الخليقة ولن ينتهي إلا بانتهاء الخليقة تتغير الأشخاص والأدوار والوسائل ولكن حقيقة الصراع واحدة. وأن الحق لا ينتهي بهلاك صاحبه ولا الباطل ينتهي بهلاك صاحبه فوراء كل صاحب حق من يحمل لوائه ووراء كل صاحب باطل من يحمل لوائه وأن هذه هي سنة الله تعالى في خلقه.

    6- أن قدر الله غالب لا محالة وأن جنود الله تعالى لا يعلمها إلا هو فلولا " الحلم " الذي رآه عزيز مصر ما خرج يوسف من السجن.

    7- أن حنان الأبوة جارف عميق فلم ينسى يعقوب عليه السلام ابنه الصغير ولم يفقد ثقته بربه بل وجد ريح يوسف قبل أن يصله القميص.

    8- أن العدل بين الأبناء واجب شرعي وإن زادت العاطفة في القلب فلابد وأن نخفيها ولا نترجمها لسلوك ظاهر حتى لا نوغر الصدور ونولد الأحقاد، ولقد جعل الله تعالى ما حدث بين يوسف وإخوته درساً عملياً للآباء إلى يوم القيامة.

    9- ألا أشكوا همي وحزني إلا إلى الله تعالى فهو وحده القادر على سماع النجوى وكشف البلوى أما البشر فمنهم من يشمت ومنهم من يغتاب ومنهم من يزيدك هماً على همك.

    10- أن المُحب لا ينسى والجوى لا ينتهي والموصول بالله تعالى لا ييأس ولا ينقطع رجاؤه.

    11- أن للفراق لوعة تهد الجسد هداً وللقاء فرحة تعيد للجسد نضارته وشبابه.

    12- أن عطايا القلب أثمن من عطايا اليد وبها يتمايز الناس ويتفاضلون.

    13- أن ما هو سبب حزنك اليوم قد يكون هو نفسه - بقدرة الله تعالى - سبب سعادتك في الغد.

    14- أن لغة الخطابُ قد تتغيُّر بتغير المصالحِ وتغير الأحوال.

    15- أن الذنب ينغص على فاعله حياته مهما طالت السنين ولذلك نجد أن أخوة يوسف عليه السلام قالوا ﴿ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ ﴾ لأنهم لم ينسوا فعلتهم التي فعلوها مع يوسف عليه السلام من قبل وأنه ليس من السهل أن يقنعوا أباهم بالتفريط في ابنه الآخر.

    16- أن جرح فقدان الأبناء لا يندمل مهما طال الزمان، فهذا نبي الله يعقوب عليه السلام يقول: ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ... ﴾ [يوسف: 64].

    17- أن ألم عقوق الأبناء للآباء لا ينسى بسهولة، فعندما طلب أبناء يعقوب عليه السلام منه أن يستغفر لهم ﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ فربما أجل الاستغفار لحين تمام الصفح وشفاء ما في صدره نحوهم وربما لاختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لاستجابة الدعاء.

    18- أن الداعية ما عليه سوى الاجتهاد والأخذ بأسباب هداية المدعوين إنما الهداية فهي بيد الله تعالى وحده حيث خوطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103 ].

    19- ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴّﺐ ﻭﻻﺗﺸﺒﻬﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !

    20 - ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ!.

    21- ﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ﴾
    تنام الحقيقة، طويلًا أحيانًا ..
    لكنها لا تموت !
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 يون, 2020, 11:23 ص.
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #2

    ‏22- ﴿ اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلُ لكم وجهُ أبيكم ﴾
    ماعلموا أن الحبّٓ لايغادر مع الأجساد ..!!
    ‏﴿ إذ قالوا ليوسف وأخوه أحبُّ إلى أبينا منّا ﴾
    لم يحسدوه على المال!!..فعطايا القلب أثمن من عطايا اليد.

    23- تكرر القميص في قصة يوسف -عليه السلام-٣مرات:
    -فكان سبباً للحزن، - ودليلاً للبراءة،
    - وبشارة فرح.
    فما قد يحزنك يوماً ، قد يكون سروراً لك غداً.

    24- ﴿ وَاستَبَقا البَاب ﴾
    قَد تَسيّران فِي دربٍ وَاحد ،
    لكِن النّوايَا مُختلِفة .!

    25- قيل ليوسف عليه السلام وهو في السجن:
    ﴿ إنا نراك من المحسنين ﴾
    وقيل له وهو على خزائن مصر:
    ﴿ إنا نراك من المحسنين ﴾
    المعدن النقي لا تغيره الأحوال !.


    26- ﴿ ﻗﻠﻦ ﺣﺎﺵَ ﻟﻠﻪ ﻣﺎﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﴾ ﺗﺎﺭﻳﺨﻚ ﻳﺴﺎﻧﺪﻙ ، ﻓﺎﺣﺮﺹ ﻋﻠﻴﻪ .
    العفة ليست مقتصرة على النساء؛
    بل في الرجال أعظم، فقد كانت ليوسف عليه السلام قبل أن تكون لمريم عليها السلام..

    27- ﴿ قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي﴾
    ﴿ وشهد شاهد من أهلها ﴾
    إذا اتقى العبد ربه جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا..
    حتى أقرب الناس إلى خصمه يشهدون له ويؤيدون دعواه .

    28- ﴿ قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ﴾
    إذ كيف يأكله الذئب،
    ولما تسجد له الكواكب بعد ؟
    كن بمبشرات الخالق أوثق منك بما تراه عيناك.

    29- ﴿ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه ﴾
    لم يقل:الزنا! عفّ لسانه أيضا!.

    30- ﴿ فأرسل معنا أخانا ﴾
    كانت لهم مصلحة فقالوا: (أخانا )
    وعندما انتهت قالوا: ( ابنك )
    (إن ابنك سرق )
    *يتغيّرُ الخطابُ بتغيُّر المصالحِ عند الكثيرين*.

    31- (وقال يا أسفى على يوسف )
    -رغم أن كل ابنائه معه الا يوسف ..
    -بعض الأماكن لا يملؤها إلا شخص واحد..
    ذلك أنه لا يعوضه أحد.

    32- (اذهبوا بقميصي هذا..)
    اختار القميص دون غيره من اثار يوسف
    ليدخل السرور عليه من الجهه التي دخل عليه الهم منها.

    ‏33- ( فَأسرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِه )
    أحياناً قد تسمع كلمات جارحه من مقربيك؛
    فتجاهلها وأعرض عنها،
    ولا تستعجل الرد،
    ففي الكتمان خيرٌ عظيم.

    34- ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) فقده طفلا قبل سنين ويطلب البحث عنه..!!
    إذا حدثوك عن الاحتمالات العقلية.. فحدثهم عن الثقة بالله .

    35- (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن)
    ذكر يوسف السجن،
    ولم يذكر البئر،حتي لايُخجلِ إخوته ،
    *القدوات يترفعون عن الانتقام وتصفيه الحسابات*.


    36- ﴿ هِيَ راوَدَتني عَن نَفسي ﴾
    *الأبرياء لُغتهم هادئة واثِقة*
    تُغنيهِم عنِ الحَلف ورَفع الصوت ومُحاولات الإقناع !.

    37- ﴿وَأَخَاف أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْب وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾
    سمعوا كلمة ذئب فاستخدموها في الحيلة ..
    فلا تبين السهم القاتل في توجيهاتك التربوية ..

    38- ﴿أنا يوسف و هذا أخي﴾
    لم يقل أنا عزيز مصر، بل ذكر اسمه خالياً من أي صفة.


    صاحب النفس الرفيعة، لا يلتفت إلى المناصب ولا الرُتَب.

    39- أراد إخوة سيدنا يوسف أن يقتلوه ( فلم يمت ) !!
    ثم أرادوا أن يمحى أثره ( فارتفع شأنه ) !!
    ثم بيع ليكون مملوكا ( فأصبح ملكا ) !!
    ثم أرادوا أن يمحو محبته من قلب أبيه ( فإزدادت ) !!
    (فلا تقلق من تدابير البشر
    فإرادة الله فوق إرادة الكل )


    40- عندما كان يُوسف في السجن ،
    كان يوسف الأحسن بشهادتهم
    " إنا نراك مِن المُحسنين " ..
    لكن الله أخرجَهم قبله !!
    وظلّ هو - رغم كل مميزاته -
    بعدهم في السجن بضعَ سنين !!
    (الأول خرج ليُصبح خادماً ) ،
    (والثاني خرج ليقتل ) ،
    (ويوسف انتظر كثيراً ) !!
    لكنه .. خرج ليصبح " عزيز مصر " ،
    ليلاقي والديه ، وليفرح حد الاكتفاء ..


    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #3

      41- إلى كل أحلامنا المتأخرة :
      " تزيني أكثر ، فإن لكِ فأل يوسف ".


      42- إلى كل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم
      عن كل من يحيط بهم بضع سنين ،
      لا بأس ..
      دائماً ما يبقى إعلان المركز الأول ..
      لأخر الحفل !!.

      43- إذا سبقك من هم معك ،
      فأعرف أن ما ستحصل عليه ..
      أكبر مما تتصور ? !!.

      44- تأكد أن الله لا ينسى ..
      وأن الله لا يضيع أجر المحسنين
      فكن منهم.

      45- ﺃﻥ ﻻ تقصص ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍ ﻭﻫﺒك ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ، ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ يديك ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .

      46- ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ “ ﻫﻞ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﺪ ” ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ “ ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ ” “ ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ. !”

      47- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : “
      ﻻﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ !”

      48- ﺃﻥ ﻻ ﺃتبوح ﺑﻤﺨﺎﻭفك ﻛﻲ ﻻﻳﺤﺎﺭبك ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ، ﻓﻸﻥ ﺃﺑﺎﻙ ﻗﺎﻝ : “ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ” ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ .

      49- ﺃﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗُﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼﻚ، ﻓﺄﻱ ﺫﺋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ. !

      50- ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ ! ﻓﻘﻤﻴﺼﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺬﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﺀً !.

      51- ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭ ﺗُﺒﺎﻉ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !.

      52- ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ “ ﻟﻨﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ” ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ “ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ” ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ “ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !

      53- ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻﻳﻐﺪﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ : ” ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ !“..

      54- ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻻﻳﺨﻮﻥ ﻭﻻﻳﺰﻧﻲ .

      55- ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﺴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻪ !.

      56- ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻻﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ! ﻛﺎﻧﺖْ امرأة العزيز ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻﺗﺮﻳﺪ !.

      57- ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ، ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺮﻩ.

      58- ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈﺎﻟﻴﻢ ﻛُﺜﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .

      59- ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﺿﻴﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .

      60- ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺴﻊ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .

      61- ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻻﺗُﻐﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ” ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ “ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ !..

      62- ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘﻴﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .

      63- ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .

      64- ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ امرأة العزيزﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ .

      65- ﺃﻥ تخطط وتدبر ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ !.

      66- ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳُﺨﺮﺟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺣُﻠُﻤًﺎ !.

      67- ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻻﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ !..

      68- ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮﻑ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ المتغاببي.

      69- أن الابتلاء عنصر ملازم للحياة الإنسانية، غير أن الله تعالى يبسط على الصالحين من عباده أجنحة لطفه وعنايته، ويُسخِّر لهم من عباده مَنْ يُخفِّفُون عنهم شدَّة وَطْأته.

      70- أن الفرج يعقب الشدَّة، طالت الشدَّة أم قصرت، وأن المحن تخفي في طواياها المنح، ورُبَّ أمرٍ أحزن أوَّلُه، أفرَح آخِرُه.
      71- أن الثقة بالله تعالى، وحسن الظن به طريق إلى المطالب الحميدة، والخروج من المآزق الشديدة.

      72- أن مفارقة الولد لوالديه تحزنهما حزنًا شديدًا، وهذا يستدعي كمال بِرِّ الأولاد بالوالدين، وحسن رعايتهما، والقيام بحقِّهما.

      73- أن الأخت قد تنفع أخاها، والأخ قد يضُرُّ أخاه في جوِّ العداوة والحسد.

      74- أن اختيار الله لعبده خيرٌ من اختيار العبد لنفسه، والموقف الصحيح في ذلك: أن يرضى المسلم بما قدره الله عليه، ويحسن الظن بالله، ويثق بحسن بلائه، فمن فعل ذلك، خفَّ بلاؤه، وقلَّ عناؤه، وقرب فرجُه، وتيسَّر مخرجُه، وأُجِرَ على مصائبه، وسما في مناقبه.

      75- أن ما جاء به الأنبياء إنما نزل من مِشكاة واحدة ويُعزز بعضه بعضاً، فقصة نبي الله يوسف عليه السلام كانت دليلاً على صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

      76- أن النفس البشرية تحتاج من وقت لآخر إلى الترويح الذي يخفف عنها تعب الحياة وكدرها لتعود صافية نقية متجددة لجولة أخرى من جولات الحياة ولذلك طلب الصحابة رضوان الله عليهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص عليهم.

      77- أن المخطئ كثيراً ما يلجأ إلى تبرير سوء فعله ليهرب من تأنيب الضمير ولذلك عاب أخوة يوسف على أبيهم حبه ليوسف قائلين ﴿ مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾ ثم رادوا ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾.

      78- أن البكاء وحده لا يكون مبرراً للتعاطف والرحمة والمسامحة فالظالم أسهل ما عليه أن يُطلق دموعه مدراراً.

      79- أن هناك من الناس من يُجيد التلون وتغيير الأقنعة وإظهار عكس ما يُضمر بداخله.

      80- ﺃﻥ هناك من بين ﺍﻟﻨﺎﺱ من ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ غيرة منهم وحسداً.

      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #4

        81- أننا لا نستطيع دائماً حماية من نحب، ولكننا نعرف من يحفظ من نحب فندعوه سبحانه أن يحفظهم ويسدد خطاهم وأن يقيل عثراتهم وأن يجنبهم كيد الكائدين ومكر الماكرين.

        82- أننا من الممكن أن نسلم من الخطر الجلل ونؤتى من مأمن بل ممن نتقوى بهم.

        83- أن الشر له درجات متفاوتة وأن هناك من أهل الشر المجرمين وأكابر المجرمين.

        84- أن ألا تبوح بما يحزنك لمن هو ليس أهل لذلك فتكون بذلك قد أهديته السلاح الذي يقضي عليك به.

        85- أنه مهما تذاكى المجرم أو تفنن في إخفاء جريمته فلابد من أن يفوته ما يفضح أمره ويهتك ستره.

        86- أن الشيء الواحد قد يحمل في طياته متناقضات عديدة وأن العبرة تكون في طريقة استعماله.

        87- أن الزمان يتقلب والدنيا لا أمان لها فقد يُصبح المرء عزيزاً في أهله ويُمسي سلعة تباع وتشترى بأبخس الأثمان.

        88- وضع اللفظ المناسب في المكان المناسب حيث قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً... ﴾ فكل لفظ (امرأته) في القرآن الكريم دل على عدم التوافق وعدم التكافؤ بين الرجل وامرأته. قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ التحريم: 10-11] بخلاف لفظ (زوجه) حيث قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].

        89- أن كل عسى في القرآن الكريم مُجبة لما بعدها. قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا.. ﴾ وبالفعل كان يوسف عليه السلام نافعاً لهم بل لمصر كلها. قال تعالى: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً... ﴾ وبالفعل رد الله تعالى إلى يعقوب عليه السلام ولديه.

        90- ألا تحمل المسئولية والأمانة إلا لمن يستحقها ولمن لديه المؤهلات والإمكانيات التي تعينه على تحمل تبعاتها وعلى أدائها كما ينبغي.


        91- أنه مهما تشابهت المظاهر فلا يعلم ما تكنه الصدور إلا الله تعالى، فيوسف عليه السلام يجري ليهرب وامرأة العزيز تجري لتمسك به، هذا يهرب من الفاحشة وهذه تصر على الفاحشة.

        92- كتمان الأسرار: فحينما أخبر يوسف عليه السلام أباه برؤياه التي رآها في منامه أخبره يعقوب عليه السلام بألّا يحدث إخوته بها حتّى لا يضمروا نيةً سيئة اتجاهه، فقد علم يعقوب عليه السلام أنّ أخوته يغارون منه بسبب تفضيله ومحبته الشديدة له، وما قد تبعثه تلك الغيرة في قلوبهم من الحقد والضغينة.

        93- العدل في التعامل مع الأولاد: على الرغم من إيمان يعقوب عليه الصلاة والسلام إلّا أنّ محبته ليوسف جعلته يميزه عن إخوته وذلك ما سبب البغضاء والشحناء التي أوغرت صدر أخوته عليه فكادوا له وأرادوا أن يقتلوه، إلى أن قرروا أن يجعلوه في غيابة الجب.

        94- الصبر والثبات على الحق: فقد صبر يوسف عليه السلام صبراًُ عظيماً حينما ألقاه إخوته في الجب، كما صبر على كيد امرأة العزيز وما حاكته ضده من المؤامرات التي انتهت بوضعه في السجن، حيث لبث فيه بضع سنين، ولم تُفتر تلك المحن عزيمة يوسف عليه السلام الذي ظل ثابتاً على الحق والمبدأ.

        95- الحفاظ على رسالة الدعوة إلى دين الله تعالى: لم ينس يوسف عليه السلام الدعوة إلى دين الله تعالى حتّى في أشد لحظات حياته وأحلكها، ففي السجن وحينما جاءه رفقاء السجن يسألونه تعبير رؤياهم استفتح حديثه إليهما بدعوتهما إلى عبادة الله وحده، وترك الإشراك به، وهذا يدل على شغف يوسف عليه السلام بالدعوة إلى دين الله تعالى، كما في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام مخاطبا رفيقي السجن: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39].

        96- تبرئة النفس من التهم: يجب الحصول على شهادة البراءة من التهم التي قد تطال الإنسان في حياته، فقد دخل يوسف عليه السلام إلى السجن بسبب كيد النسوة، فصبر على ذلك كله لأنّه يعلم بأنّه مظلوم وأنّ الله ناصره ومؤيده ولو بعد حين، ولكن ما أهمّ يوسف عليه السلام حينما أمر الملك بإخراجه من السجن أن تعلن براءته أمام الملأ حتّى تنجلي الصورة وتظهر الحقائق التي أخفيت من قبل، فكانت النتيجة أن اعترفت امرأة العزيز بخطئها وأنّها هي التي راودت يوسف عن نفسه، فخرج من السجن بصورةٍ ناصعة البياض بريئاً من التهم.

        97- التمكين لا يأتي إلّا بعد الامتحان والابتلاء: فقد مرّ عليه السلام بكثيرٍ من المحن المؤلمة فاجتازها بقوة إيمانه وصبره حتّى كانت جائزته عند الله التمكين له في الأرض حينما أصبح مقرباً من الملك وتولى منصب رئيس خزائنها.

        98- أن العين حق: وأنّه يجوز للإنسان أن يتبع منهجاً في الحياة يدفع عنه أذى العين وشرورها، فقد قال سبحانه وتعالى على لسان يعقوب عليه السلام: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) [يوسف:67]، فعلى الرغم من أنّ سيدنا يعقوب عليه السلام كان مثالاً ونموذجاً في التوكل على الله تعالى والإيمان بقضائه وقدره إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من أن يأخذ بالأسباب التي يمكن أن تدفع الشر والأذى عن أبنائه الذين كان جمالهم مظنة الحسد ووقوع شر العين.

        99- طلب العون من الناس: يجب الاستعانة بالناس بما يحقق مصلحة الإنسان في دنياه ويرفع عنه الضرر والظلم، فسيدنا يوسف عليه السلام وعلى الرغم من إيمانه بالله تعالى إلّا أنّه استعان برفيق السجن حينما قال له: (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِكَ)، فكان نتيجة ذلك أن تذكر الرجل ما طلبه يوسف منه عندما رأى الملك الرؤيا التي طلب من الناس تعبيرها، حيث دلّه على يوسف بصفته عالماً بتعبير الرؤى ممّا أدى إلى إخراج يوسف من السجن بعد حصوله على البراءة ممّا نسب إليه، ولكن يُشترط بطلب العون أن يكون بالخير لا بالشر.

        100- تجنب الفتن: يجب عدم التعرض للفتن والبعد عن مظانها، فقد ابتعد نبي الله يوسف عليه السلام عن امرأة العزيز حينما أرادت أن تغويه قاصداً باب الحجرة التي أغلقتها عليه، وفي هذا درسٌ عظيمٌ في ضرورة اجتناب الفتن وأسبابها، وعدم التعرض لها أو الثبات أمامها والتحلي بالإيمان الشديد العاصم منها، ودعوة الله بدرئها.

        101- التثبت من الحقائق: يجب الأخذ بالقرائن والبينات التي تثبت براءة الإنسان ممّا يُتهم به من الظلم والبهتان، فقد أتى شاهدٌ من أهل امرأة العزيز بقرينةٍ وبينةٍ على براءة يوسف عليه السلام ممّا نسب إليه من الفتنة، حينما أشار عليهم بتفحص قميص يوسف ومعاينته، فإن كان قد تمزق من الأمام كان ذلك قرينةٌ تدل على ذنبه، بينما إذا كان القميص قد تمزق من الخلف كان ذلك قرينة تدل على براءته ممّا نسب إليه، وفي ذلك درسٌ وعبرة في ضرورة الأخذ بالأسباب التي تحول دون ظلم البريء والافتراء عليه كي يسود العدل بين الناس.

        102- اتباع طريق الحق: يجب اتباع الطريق الذي يحقق رضوان الله تعالى والفوز بجنته، والابتعاد عن الطريق الذي يورد الإنسان المهالك ويكون سبباً من أسباب نيل سخط الله وعذابه، ويظهر ذلك في تفضيل يوسف عليه السلام السجن على ما فيه من الضنك والشدة على اتباع هوى النفس ونزواتها، ودعوة أهل الباطل وغوايتهم، فقد قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].

        103- استخدام الحيلة المشروعة من أجل جلب المصالح ودفع المفاسد: ويظهر ذلك في الموقف الذي قام به يوسف عليه السلام حينما وضع صواع الملك في رحل أخيه حتّى يتمكن من أخذه وإبقائه عنده.

        104- تزكية الإنسان لنفسه كلما دعت الحاجة إلى ذلك: فقد نهت الشريعة الإسلامية المسلمين عن تزكية أنفسهم دون داعٍ أو سبب، بينما تكون التزكية مطلوبة حينما يرغب إنسانٌ في ترشيح إنسانٍ مؤهلٍ لتولي منصب معين، حيث يبين حينئذ قدراته وما يتميز به من الكفاءة العلمية أو العملية، ولذلك قال يوسف عليه السلام للملك حينما أراد توليته منصباً له القدرة على توليه: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف:55].

        105- أهمية الدعاء في حياة المسلم: فالدعاء هو أساس العبادة، وهو دلالةٌ على قوة صلة العبد بربه جلّ وعلا، فقد دعا يوسف عليه السلام ربه كثيراً وفي كلّ لحظات حياته، فحين تعرض لإغواء امرأة العزيز ونسوة المدينة دعا ربه أن يصرف عنه كيدهن، وحينما أدرك أنّ الله سبحانه وتعالى قد منّ عليه بالتمكين في الأرض، وأسبغ عليه نعمه الكثيرة ومنها نعمة العلم والإيمان، دعا ربه قائلا: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101]. ه

        106- بدأت السورة برؤيا سيدنا يوسف: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فقال له أباه {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} من هذا يؤخذ تعاهد الأب بالتربية والرعاية ويخصهم بالرعاية والتدبير حيث فقه الأب رؤية رؤيا الأبن فخاف على ابنه لم يرد سيدنا يعقوب علية السلام أن يجرم الأبناء فذكر الشيطان هذا من باب النصح للأبناء وتقديم المشورة لهم وأن الرؤيا الصالحة من الله عزوجل فقهها نبي الله يعقوب وطلب منه كتمانها فالشيطان يدخل بين الأخوة فيملأ صدورهم من بعضهم البعض لذلك أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الشيطان دائمًا .

        107- يجوز كتمان الخير وعدم التحدث بالنعمة منها كذلك قول الرسول صلّ الله عليه وسلم استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .

        108- الله تعالى يجتبي من يشاء من عباده ويصطفي منهم من يشاء منهم النبي ومنهم الولي ومنهم العبد الصالح، كل شيء يحدث ويدبر في الملكوت الأعلى.

        109- لكل مرحلة من مراحل الحياة فرحة فأخوة يوسف ويوسف كان يخرجون للهو واللعب وهم أنباء نبي هذا لا يمنعنا من أن يلعب أبناءها ويلهو في صغرهم .

        110- تقول لنا القصة أن على الأب أن يعدل بين أبناءه قدر الإمكان حتى لا ينزغ الشيطان بينهم فيكون العدل بين أبناءه ليس بالمن والهدايا بل بالعطف والحب أيضًا.

        111- الغيرة تؤدي في نهايتها بالقتل فلا يؤذي الإنسان نفسة فقط بل يؤذي غيره ممكن أن يتسبب في قتل أرواح بريئة .

        112- لا يملك أحد لأحد نفع ولا ضرًا قال الرسول صلّى الله عليه وسلم لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا كتبه الله لك ولو اجتمعوا أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيئ كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف فأخوة يوسف عليه السلام اجتمعوا لقتله ولكن عناية الله تعالى بيوسف عليه السلام أحاطته وجاءت السيارة وأخذوه معهم .

        113- التوبة قبل الذنب تكون توبة فاسدة قال أخوة يوسف : {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} فالبعض يسول له الشيطان أن يرتكب الذنب ثم يتوب بعده ولكن ما يدرى هل سيستقمون على الدين فعلًا أم لا .

        114- الصبر مفتاح الفرج فرق العلماء بين الصبر الجميل والصبر العادي أن الصبر الجميل هو الذي ليس فيه جزع ولا شكوى .
        فنحن نقول سيدنا ولكن إذا عدنا آلاف السنين سنقول " الوزير الأعظم " وربما نقول " الوزير الاعظم «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»." إذ أنه قيل أن عزيز مصر وامرأته قد غيرا اسمه إلي اسم مصري فصار من يوسف إلى «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».
        حيث أن الملك كان قد كافأ (يوسف) مكافأة عظيمة: (44 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لا يَرْفَعُ انْسَانٌ يَدَهُ وَلا رِجْلَهُ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ». 45 وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ». وَاعْطَاهُ اسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ اونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى ارْضِ مِصْرَ. 46 وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. فَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَاجْتَازَ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ. ) تك41: 44-46.

        كانت الحضارة المصرية حينها من أقوي الحضارات وإن شئت قل من أقوي دول العالم, لكن مشيئة الله أن يري الناس أن حتى أقوى الدول مهددة بالضياع والزوال مالم يرسل الله لها برحمته من ينقذها, بل وينقذ العالم بعدله وحكمته, لم يكن أحد وزراء الملك ولا أحد علمائه, لم يكن عزيز مصر, ولا قائد جنده... بل كان هذا المرسل هو أصغر أولاد راعي غنم صالح!!.
        إنه "يوسف"!.
        يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام.
        نحن نأخذ المعلومة كالبيضة المقشرة ونتناولها جيلا عن جيل, معظمين محبين مهللين, إلا أن أحدنا - والذي هو محبا الآن - إذا عاد بالزمان وكان موظفا في تلك الدولة المهيبة العظيمة ما كان ليقول عليه إلا أن يوسف هو عبد كنعاني بن راعي غنم بسيط..
        فقط القليل من كان سيلاحظ من هيئة ذلك الغلام ومن ذكائه الحاد المُميز أنه ليس بعبد بل "سيد" ساقه القدر لمهمة ما... قليل من كان سيقول " سيدنا يوسف " من صميم قلبه وعقله وليس بلسانه فقط .. " إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ" سورة ص
        كان «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ» علي منصة حكم مصر بل حكم الأرض كلها, إذ أن خزائن الأرض التي هو علي رأسها لا تشير إلي مصر فقط .. بل الأرض .. أي كل الأرض..
        لم يصل إلى تلك المكانة التي ساقها الله إليه في طريق مفروش بالورد!.
        بل طريق مفروش بالشوك والآلام, والفقد والهجران, بل الظلم والنكران!!.
        لم يكن رد فعله تجاه ما قدره الله عليه هو الاعتراض والتمرد العصيان ..
        لم يقل: " كيف لأبي النبي الذي يأتيه النبوات والغيب من الله أن يجهل ما كان اخوتي ينوون على فعله, كيف تخلى عني وتركني, بل كيف تركني الله لظلم اخوتي" وهذا القول ليقوله بعضنا لبعض لكن بهيئة مختلفة!!.
        بل كان صابرا مؤمنا موقنا, راضيا بفعل الله فيه مطمئنا بمعيته, محسنا الظن بالله و يري أبويه بالطريقة التي يجب أن يراهما عليه دون أن يجد الشيطان مدخلا لفكره و حكمه...

        كان هذا حاله في كل أمر, فكان في سجنه يذكر من أساءوا له بالخير, يتغاضى عن ظلمهم ويذكر أنهم أحسنوا إليه وكأنه يضع لهم الأعذار ويحسن من صورتهم التي يراها السجناء مشوهة .. فما رأي منه السجناء إلا معاني الرأفة و الصبر .. والإحسان, فشهدوا له " إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " سورة يوسف.
        ولما كان هذا فعله تجاه القدر الإلهي, و أظهر رضاه بالله ومحبته له وإن آلمه, كان الجزاء الإلهي بقدر الحب والصبر والإحسان, فالله هو المقتدر الذي بيده مقادير كل شيء وهين عليه أن يرسل من أجل يوسف ما يقلق نوم الملك ... رؤيا البقرات.
        فكانت الرؤيا كالحجر الذي يضرب به أكثر من عصفور، ففيها خلاص سيدنا يوسف، وفيها مفتاح إنقاذ العالم, الذي لا يقوي علي حمله إلا «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».!.

        115- وفي مشهد إيماني عجيب من يوسف يعترف يوسف بفضل الله عليه بأن أخرجه من السجن ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ )[يوسف:100]. ثم يبدع يوسف بلمسة تربوية ساحرة حيث أخبر أن الشيطان هو الذي نزغ بينه وبين إخوته , ولم يذكر أي تفاصيل من هموم تلك المعاناة . وهنا نكتشف خلق التغافل وعدم تذكير صاحب الخطأ بخطئه , بل نعفو عنه ونتجاوز عنه بدون أي تفاصيل وقصص .

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #5

          116- شهادة الحق دائمًا فشهادة قريب الملك كانت أقوى الشهادات.

          117- خير الإنسان لربه خيرًا من خيرته لنفسه و هذا ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام فأثر أن يطيع الله تعالى حتى لو رموه بسوء على أن يعصى الله تعالى.
          118- يحتاج المرء أن يعرف بنفسه حتى لا يتسلط عليه السفهاء لما ذهب أصحاب الرؤيا لسيدنا يوسف قالوا له إنا نراك من المحسنين لم يقل سيدنا يوسف تفسير الرؤية مباشرة بل بين فضل الله عليه أولًا : {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}، من أراد الله تعالى به خيرًا جعل في قلبه تعظيم الله .

          119- أن الرؤيا فتوى لقول يوسف عليه السلام قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ فلا يجوز قص الرؤيا على أي حد بل للعلماء لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم: (إن الرؤيا على جناح طير إذا فسرت وقعت).
          120- رؤيا الملك ليست كرؤيا الرعية لأنها تتعلق بالدولة و الرعية .
          121- ختام السورة الكريمة بتفسير رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام و تحقيق الرؤيا بدأت السورة بالرؤيا و انتهت بتحقيق هذه الرؤيا ، كما كان القميص سببًا في حزن يعقوب عليه السلام كان سببًا في فرحه.
          122- بداية السورة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف:3] .
          فيه: استخدام أسلوب القصة في الدعوة والاختيار الجيد للقصص النافعة من قصص الأنبياء والصحابة، وهنا نؤكد على استخدام القصص الواقعية في التأثير الدعوي والتربوي وعليه فلا مانع من سرد القصص الواقعية. قال تعالى (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ َتَفَكَّرُونَ) [الأعراف:176] .
          123- ( قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا) يوسف:5 .هنا : فراسة يعقوب عليه السلام ومعرفته بما يفسد الأبناء و أن الرؤيا لا تحدث بها كل أحد بل لا تحدث بها إلا من تحب .
          124- أن الحسد بين الإخوة والأقارب أقوى من غيرهم لقوة التنافس والتنازع بينهم.

          125- الحث على سد الذرائع الموصلة للخلافات والبغضاء .

          126- ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ))[يوسف:5] .
          اليقين الكامل بعداوة الشيطان ومكره ومحاولة إيقاعنا في الفتن والمصائب، وقد تكرر ذلك في القرآن كثيراً .
          127 - ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ))[يوسف:6] .
          الاجتباء: هو الاصطفاء والاختيار ، وفي هذا شرف الدعوة وشرف للداعية إذ أنها مهمة الأنبياء ومحط اختيار الله تعالى .
          128- ( وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ))[يوسف:6] .
          فيه : أن العلم وسائر النعم إنما هي فضل من الله ورحمة منه ، وأن الإنسان لا شيء لولا رعاية الله .
          129- ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا)[يوسف:8] .
          فيه : الغيرة بين الأبناء ، وأنه يجب على الوالدين العدل بين الأولاد وعدم إشعار البقية بفضل أحدهم .
          130- ( اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ))[يوسف:9] .
          فيه : أن جريمة القتل من أشنع الجرائم ، وأن الحسد قد يتسبب في إلحاق الأذى بالمحسود .
          131- ( يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ))[يوسف:9] .
          فيه : أن صاحب الخطأ قد يبرر لخطئه ويسوف التوبة ، فهم أرادوا قتله لينفردوا بأبيهم .
          132- أخذوا يوسف وعاهدوا والدهم على رعايته ، ثم رموه في البئر وجاءوا بثيابه وزعموا أن الذئب أكله. والسؤال : كيف يأكله وثيابه لم تتمزق ؟.
          133- أن السيئات ينادي بعضها بعضاً ، فهم أرادوا قتله ، ثم عاهدوا وكذبوا ، ثم رموه ، ثم كذبوا في العذر. وعلى العكس ، الحسنات ينادي بعضها بعضاً.
          134 ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ ))[يوسف:25] .
          فيه : الفرار من مواطن الفتن، فيوسف يسرع للباب حذراً من فتنة المرأة ، وهي تلاحقه لكي توقعه في الفتنة. إنه مشهد عجيب .
          وعليه فالناس قسمان : ١- يفر من مواطن الفتنة ويبتعد عنها ، وهذا يحفظه الله ويرعاه .
          ٢- يفر إلى مواطن الفتن ويسابق لها ، وهذا يكله الله لنفسه .
          135- لم يذكر الله أي تفصيل لحياة يوسف في السجن ولكننا نجزم بأنها كانت حافلة بالإيمان والتثبيت الرباني لنبيه يوسف؛ لأنه كان من عباده المخلصين

          136- في قول المعبرين للملك (( وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ))[يوسف:44] اعتراف بعدم العلم , وهذه شجاعة عجيبة؛ لأن الملك قلق من الرؤيا , ومع ذلك لم يجاملوه .
          وكم نحن بحاجة إلى أن نسمع من المفتي " لا أدري أو لا أعلم " بكل شجاعة بدون أن يلمع النصوص ويتبع الهوى في فتواه بسبب رهبة أو رغبة .
          137- قال يوسف للملك ( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف:55 .
          فيه : جواز طلب الإمارة والرئاسة لمن يعلم في نفسه القدرة عليها .إذا ترك أهل الخير الرئاسة فقد يتولاها من لا يحسن رعايتها.
          138- ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف:55 ..فيه : جواز مدح الإنسان لنفسه لمصلحة يراها ،فيوسف عليه السلام لم يزكي نفسه ليتفاخر بشيء عنده، وإنما قال ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )ليبين للملك أنه أمين على المنصب وعليم بأصول القيادة والإدارة .
          139- ( وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) يوسف:57..جاءت هذه الآية بعد تولي يوسف المنصب ليعلم الجميع أن الآخرة خير من الدنيا ومناصبها.
          140- وحينما علم إخوة يوسف بأن الذي أمامهم هو يوسف , نطقوا بكلام جميل ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا) يوسف:91.. إنه الإيثار الرباني واختياره، وحينما ترجع لقصة يوسف وقصص البلاء التي وقعت له , ثم تتأمل (لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا) تعلم أن الإيثار الرباني لابد أن يكون معه بلاء.
          141- ثم قالوا ( وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) يوسف:91.. ما أجمل الاعتراف بالخطأ, ومحاولة الرجوع للحق , وكم في هذا الموقف من أثر على قلب يوسف عليه السلام،وبعد ذلك أعلن يوسف عفوه عنهم بكل حب وأدب وصدق (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) يوسف:92..إنها أخلاق الكبار، وإن المتأمل في خلق العفو من يوسف مع جريمة القتل التي حاولوا إيصالها له لما رموه في البئر, يجد أن يوسف كان رائعاً جداً في عفوه عنهم .
          142- هل لي أن أسألك سؤالاً: هل مارست خلق العفو مع أحد من أقاربك أو أصدقائك ؟ لابد أن نتربى عليه فهو من أخلاق الأنبياء عليهم السلام وأريدك أن تتذكر معي العفو الذي مارسه يوسف عن إخوته ودعائه لهم ( يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ) يوسف:92.. ثم تأمل عفو يعقوب واستغفاره لهم , وسيظهر لك جمال العفو وأنه خلق عند الأب يعقوب والابن يوسف عليهما السلام ولك أن تتخيل كيف كان اللقاء بين يعقوب ويوسف بعد هذا الغياب الطويل . هنا نقف , لنتخيل تلك الدموع والعبارات العاطفية والعناق العجيب . ..
          143- تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة ؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب ، هذه توبة فاسدة ، لماذا ؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب ، هذه توبة فاسدة . وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح ، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب ، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي .
          (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ* فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (.يوسف:11-15.

          144- أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك.

          145- أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ ....بعد حين.

          146- أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) .

          147- (وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون18) يوسف:18.
          العمل بالقرائن ومشروعية العمل به، فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق .

          تبين لنا الآية الثامنة عشر من سورة يوسف موقف سيدنا يعقوب عليه السلام تجاه إضاعة أبنائه لأخيهم يوسف الذي هو أعز أبنائه على نفسه.
          ويتضح من موقف سيدنا يعقوب عليه السلام مدى رحمته بأبنائه رغم خطئهم ولينه وقدرته على ملك نفسه في أشد الأوقات فرغم شناعة الخطأ الذي ارتكبوه بحق أعز أبنائه عليه الذي لم يكن يحتمل فراقه لساعات قليلة حتى إنه رفض طلبهم باصطحابه لأنه يحزنه أن يذهبوا به إلا أنه لم يطردهم ولم يغضب عليهم أو يدعو عليهم وإنما اكتفى بالاحتساب والصبر الجميل والاستعانة بالله.
          تصوروا لو أن أحدنا رجع إلى بيته ووجد أبناءه قد أضاعوا أخاً لهم بدون قصد فماذا سيكون فعله،سيطردهم وربما ضربهم وسيدعو عليهم وسيغضب عليهم حتى وإن لم يكونوا يقصدوا ذلك لكن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يفعل شيئاً من ذلك رغم أن أبناءه فعلوا ذلك عن سوء قصد وعن سبق إصرار
          وفي هذا درس للآباء بالرفق واللين مع أبنائهم حتى وإن اخطأوا وعدم الدعاء عليهم والغضب عليهم.
          وإذا قال قائل بأن يعقوب لم يطردهم لأنه كان شيخاً كبيراً ولم يكن له حيلة بهم نرد عليه بأنه كان على الأقل يستطيع الدعاء عليهم ولكنه لم يفعل ذلك.



          148- خطورة الخلوة بالمرأة في البيت (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة فلقد رأينا كيد المرأة بيوسف حيث أنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة :-
          أولاً: راودته هي ، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها ، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام ، لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ) . لماذا ؟ لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته .
          ما هي وسائل الجذب ؟.
          أولا : راودته .
          ثانيا : هو في بيتها أي ليس غريباً ، يُشك فيه إذا دخل البيت.
          ثالثا : أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام .
          رابعا : أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك . تعالى……. هيا .
          خامسا : أنه كان شاباً ، وداعي الزنا عند الشباب أكبر .
          سادسا : أنها كانت سيدته لها عليه الأمر و النهى و الطاعة .
          سابعا : كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر إليه من مستوى أدنى .
          ثامنا : أن الرجل كان غريباً عن البلد ،والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان غريباً.
          تاسعا : أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر.
          عاشرا : أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر.
          حادي عشر : أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إلا انه أبقى الحبل على الغارب ، فما اخرج يوسف وفصَلَه عن زوجته و بقى الأمر كما هي عليه فقط يعنى (أعرض عن هذا .......) (استغفري لذنبك .....) .
          ثاني عشر : أنها استعانت عليه بكيد النسوة زيادةً للفتنة.
          ثالث عشر : أنها هددته بالسجن .
          إذاً هناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزنى ومع ذلك صمد فلم يزنى و بالتالي فإنه بلغ عند الله شأناً عظيماً .
          إذ أن الله تعالى يُعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم (لولا أن رأى برهان ربه ) فهو إذاً كاد ، لكن أراه الله برهاناً جعله ينصرف ، فالله يعين وليه في اللحظات العصيبة .
          ما هو هذا البرهان ؟.
          يكفى أن نقول انه برهان من الله ليوسف صرفه عن هذا الحرام.
          ولنا أن نعرف بالإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق ، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء).
          (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ *يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ *)يوسف: 25: 29.

          149- عندما كان يُوسف في السجن، كان يوسف الأحسن بشهادتهم " إنا نراك مِن المُحسنين “.. لكن الله أخرجَهم قبله !!.
          وظلّ هو - رغم كل مميزاته - بعدهم في السجن بضعَ سنين !!.
          ( الأول خرج ليُصبح خادماً ) ، ( والثاني خرج ليقتل ) ، ( ويوسف انتظر كثيراً )..!!..
          لكنه .. خرج ليصبح " عزيز مصر " ، ليلاقي والديه ، وليفرح حد الاكتفاء ..
          أراد إخوة سيدنا يوسف أن يقتلوه ( فلم يمت ) !!
          ثم أرادوا أن يمحى أثره ( فارتفع شأنه ) !!

          ثم بيع ليكون مملوكا ( فأصبح ملكا ) !!
          ثم أرادوا أن يمحو محبته من قلب أبيه ( فإزدادت ) !!
          (فلا تقلق من تدابير البشر....فإرادة الله فوق إرادة الكل ).

          150- وختم الله تلك القصة بقوله ( إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يوسف:53.
          وفي هذا لطف إلهي جميل حيث ذكر مغفرته ورحمته لمن اعترف بذنبه ورجع للحق وأناب .
          وفي ذلك بيان أن المظلوم سيأتي يوم وتبرأ ساحته , وأن العسر لن يطول , وأن الله مع الصابرين , وأن الله سيخيب خطط المخالفين والأعداء .

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
          ردود 0
          24 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وداد رجائي
          بواسطة وداد رجائي
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
          ردود 0
          27 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
          ردود 0
          49 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
          ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
          ردود 0
          80 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عطيه الدماطى
          ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
          رد 1
          83 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د. نيو
          بواسطة د. نيو
          يعمل...