خروج يأجوج ومأجوج و الشمس و دابة الأرض
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[39]- عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردّوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها فردّوا أمرهم إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا اللّه تعالى، وفيما عهد إليّ ربي أن الدجّال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، فيهلكه اللّه إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله، فيهلكهم اللّه، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون البلاد لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرّون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو اللّه عليهم، فيهلكهم ويميتهم، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، فينزل اللّه المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، وفيما عهد إليّ ربي ان كان ذلك أن الساعة كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا.
قال ابن مسعود: فوجدت تصديق ذلك في كتاب اللّه حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ «
[40]- ، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ومن ورائهم ثلاث أمم تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا»
[41]- عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون السدّ كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا، ولا يستثني، فإذا أصبحوا وجدوه قد رجع كما كان، فإذا أراد اللّه بخروجهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه إن شاء اللّه ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في السماء وعلونا من في السماء قسوة وعلوّا، فيبعث اللّه عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون». قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «فو الذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا «1» من لحومهم» «
[42]- عن عبد اللّه بن عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدّتهم إلا اللّه تعالى: منسك، وتأويل، وتأريس، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم، فإذا غربت خرّت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول: يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد، فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلعي من حيث غربت، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ ويقال: لو كان بالأمس.
فأما أول الآيات ظهور الدجّال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبيّن ذلك أن الكفّار في وقت عيسى عليه السلام يفنون، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم، وتضع الحرب أوزارها فيستغنى عن القتال على الدين، وبذلك أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أمام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من يسلم منهم «
طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة
[44]- عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه أ رأيتم قول اللّه: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ «»، ما ذا يعني بها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال:
إنها إذا غربت سجدت له وسبّحته وعظّمته، ثم كانت تحت العرش، فإذا حضرها طلوعها سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنت فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنته فيقال لها: تأنّى، فتحبس قدر ليلتين، قال: ويفزع المجتهدون، وينادي الرجل تلك الليلة جاره: يا فلان ما شأننا الليلة؟ لقد نمت حتى شبعت وصلّيت حتى أعييت، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ «
[45]- ، عن عبد اللّه بن عمرو قال: حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابّة ضحى، فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على اثرها، ثم قال عبد اللّه- وكان قرأ الكتب- وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا للّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع فلا يردّ عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللّه أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت:
ربّ ما أبعد المشرق من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها». ثم تلا عبد اللّه هذه الآية لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً «
[46]- ، عن أبي ذر قال:
كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على حمار، وعليه بردعة وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أ تدري أين تغيب هذه»؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم! قال: «فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب إن سيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « مسلم ».
[47]- ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها» « مسلم ».
[48]- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « البخاري ».
[49]- عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب اللّه عليه» « مسلم ».
[50]- عن صفوان بن عسال عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن اللّه جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله فذلك قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها «.
: أول الآيات ظهورا خروج الدجال، ثم نزول عيسى ابن مريم، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابّة، ثم طلوع الشمس من مغربها، قال: لأنها إذا طلعت من مغربها آمن من عليها، فلو كان نزول عيسى بعدها لم يكن كافرا
في خروج دابة الأرض
[52]- عن حذيفة بن أسيد الأنصاري قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدابّة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة بأقصى اليمن، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية- يعني مكة- ثم تكمن زمانا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية» - يعني مكة- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على اللّه حرمة وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب فانفضّ الناس عنها شتى، وبقيت عصابة من المؤمنين، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا اللّه فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرّي، وولّت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي؟
فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر اقضني حقي، وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن اقضني حقي» «1».
[53]- ، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان « الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل » يعرف المؤمن من الكافر»
[54]- عن أبي الطفيل قال: تخرج الدابّة من الصفا أو المروة.
[55]- عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سبتيتي « النعال » هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض، وإنها تخرج وهي آية للناس، تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكية فيسودّ لها وجهه، وهي دابّة ذات زغب وريش، فتقول: أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «.
[56]- ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «بئس الشعب جياد» « ويقال أجياد: موضع بمكة يلي الصفا » مرتين أو ثلاثا، قالوا: وبم ذلك يا رسول اللّه؟ قال: «تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين « هما طرفا السماء والأرض، وقيل: المغرب والمشرق »» «
[57]- عن قتادة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: إن دابّة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسودّ لها وجهه «6».
[58]- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «تخرج دابّة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد، قال: وهي دابّة ذات وبر وقوائم» «
: وأصحّ أقوال المفسرين أنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا، لا يفوتها أحد، فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسودّ وجهه وتكتب بين عينيه كافر.
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[39]- عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردّوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها فردّوا أمرهم إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا اللّه تعالى، وفيما عهد إليّ ربي أن الدجّال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، فيهلكه اللّه إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله، فيهلكهم اللّه، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون البلاد لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرّون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو اللّه عليهم، فيهلكهم ويميتهم، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، فينزل اللّه المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، وفيما عهد إليّ ربي ان كان ذلك أن الساعة كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا.
قال ابن مسعود: فوجدت تصديق ذلك في كتاب اللّه حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ «
[40]- ، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ومن ورائهم ثلاث أمم تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا»
[41]- عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون السدّ كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا، ولا يستثني، فإذا أصبحوا وجدوه قد رجع كما كان، فإذا أراد اللّه بخروجهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه إن شاء اللّه ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في السماء وعلونا من في السماء قسوة وعلوّا، فيبعث اللّه عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون». قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «فو الذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا «1» من لحومهم» «
[42]- عن عبد اللّه بن عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدّتهم إلا اللّه تعالى: منسك، وتأويل، وتأريس، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم، فإذا غربت خرّت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول: يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد، فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلعي من حيث غربت، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ ويقال: لو كان بالأمس.
فأما أول الآيات ظهور الدجّال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبيّن ذلك أن الكفّار في وقت عيسى عليه السلام يفنون، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم، وتضع الحرب أوزارها فيستغنى عن القتال على الدين، وبذلك أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أمام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من يسلم منهم «
طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة
[44]- عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه أ رأيتم قول اللّه: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ «»، ما ذا يعني بها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال:
إنها إذا غربت سجدت له وسبّحته وعظّمته، ثم كانت تحت العرش، فإذا حضرها طلوعها سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنت فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنته فيقال لها: تأنّى، فتحبس قدر ليلتين، قال: ويفزع المجتهدون، وينادي الرجل تلك الليلة جاره: يا فلان ما شأننا الليلة؟ لقد نمت حتى شبعت وصلّيت حتى أعييت، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ «
[45]- ، عن عبد اللّه بن عمرو قال: حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابّة ضحى، فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على اثرها، ثم قال عبد اللّه- وكان قرأ الكتب- وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا للّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع فلا يردّ عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللّه أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت:
ربّ ما أبعد المشرق من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها». ثم تلا عبد اللّه هذه الآية لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً «
[46]- ، عن أبي ذر قال:
كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على حمار، وعليه بردعة وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أ تدري أين تغيب هذه»؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم! قال: «فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب إن سيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « مسلم ».
[47]- ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها» « مسلم ».
[48]- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « البخاري ».
[49]- عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب اللّه عليه» « مسلم ».
[50]- عن صفوان بن عسال عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن اللّه جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله فذلك قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها «.
: أول الآيات ظهورا خروج الدجال، ثم نزول عيسى ابن مريم، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابّة، ثم طلوع الشمس من مغربها، قال: لأنها إذا طلعت من مغربها آمن من عليها، فلو كان نزول عيسى بعدها لم يكن كافرا
في خروج دابة الأرض
[52]- عن حذيفة بن أسيد الأنصاري قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدابّة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة بأقصى اليمن، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية- يعني مكة- ثم تكمن زمانا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية» - يعني مكة- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على اللّه حرمة وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب فانفضّ الناس عنها شتى، وبقيت عصابة من المؤمنين، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا اللّه فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرّي، وولّت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي؟
فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر اقضني حقي، وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن اقضني حقي» «1».
[53]- ، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان « الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل » يعرف المؤمن من الكافر»
[54]- عن أبي الطفيل قال: تخرج الدابّة من الصفا أو المروة.
[55]- عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سبتيتي « النعال » هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض، وإنها تخرج وهي آية للناس، تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكية فيسودّ لها وجهه، وهي دابّة ذات زغب وريش، فتقول: أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «.
[56]- ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «بئس الشعب جياد» « ويقال أجياد: موضع بمكة يلي الصفا » مرتين أو ثلاثا، قالوا: وبم ذلك يا رسول اللّه؟ قال: «تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين « هما طرفا السماء والأرض، وقيل: المغرب والمشرق »» «
[57]- عن قتادة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: إن دابّة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسودّ لها وجهه «6».
[58]- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «تخرج دابّة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد، قال: وهي دابّة ذات وبر وقوائم» «
: وأصحّ أقوال المفسرين أنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا، لا يفوتها أحد، فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسودّ وجهه وتكتب بين عينيه كافر.
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين