نعم صحيح ، الله لا يحتاج لذلك فعلا كما ذكر ، ولكن الانسان يحتاج هذا ليتحقق العدل من تحقيق الارادة الحرة .

فهذه الرسالة لها طرفان لماذا نظرنا الى حاجة المرسل ولم نقدر وننظر الى حاجة المرسل له إليها ؟!!
أم ان هذا لمجرد الجدل فحسب !!..

نعم اخي الحبيب :
فمن يريد السيطرة والتحكم فحسب لن ليسعى لايجاد ارادة حرة قد لا تفعل ما يريد دائما ، بل وقد تتمرد .

ولكن الحاصل انه على الرغم من كل هذا الانتظام والدقة الشديدة ، نجد ان هذا كله ما هو الا من تيسير الله للناس في حياتهم وتسبيب أسبابها ، فلا يلومن أحد الا نفسه بعد ذلك إن عذب على عصيانه .

-----------
وبالمناسبة :
أعتقد انه يمكن للجميع هنا الافادة من المنتدى الانجليزي لطريق الإيمان الى جانب الحوارات الدائرة هاهنا :
http://www.imanway.com/en/

تقييم الأسباب قد يسبب بعض الآلام
مهم أن نركز على الخطوة القادمة
هذه روابط لموضوعات بها فوائد متعددة إلى جانب الحوار :

اثبات النبوات، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام

إثبات وجود الخالق

دليل الامكان لاثبات وجود الله

إثبات وجود الله / سليمان الخراشى

اثبات نبوة محمد صلى الله عليه و سلم

الإيمان بالله و الدلائل العلميـة علـى وجـود الله

أدلـــــة الأيــــمــان

إثبات وجود الله بالعقل ..والإذعان إلى الرسل .. غاية ما وصل إليه فلاسفة الدنيا

أدلة وجود الله عز وجل

المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم

أعتذر للجميع استاذي الفاضل "سيف الكلمة" ان كان كلامي أو حتى كلام أحد الإخوة قد أفاد بذلك فوالله عن نفسي لم أقصد هذا أبدا
وإنما فقط قصدت تلافيه فمن حق الأم معرفة مواطن الضرر لتتلافاها مستقبلا بإذن الله ، لا سيما ان كان هناك من الابناء والبنات غيرها وهذا أشد خطرا .
فصعب علي أنا أيضا ان أرى سببا لمشكلة ما وضرر ولا أتحرك و أسعى لحلها وتلافيه لا سيما تكراره أو استمرار بقاءه بشكل أو بآخر ..

بل أنا من يعتذر لك أستاذى الحبيب
لم تخطىء أخى الكريم والتوجه هام وهناك ابن آخر قد يحتاج الأمر لتأمينه ببعض الخطوات
كأن تحصل الأم على وعد من الأخت بعدم الحديث مع أخيها فى هذه الأمور

فقط أردت التركيز على الخطوات اللازمة بشأن الفتاة كأولوية أولى
الأم فى محنة عظيمة أوصلت لها بعض ما تحتاج إليه وقائيا
والمجتمع الأمريكى له خصائص مقيدة لتدخلات الأسرة
والمؤثرات السلبية من عناصر بالمجتمع خارج الأسرة
كن بجانبها فلا تمتنع عن خير وأعلم أنك تستطيع المساعدة
فقط توجيه المسار كأولويات
بالبدء بالعناصر الإيجابية لدى الفتاة
مثل الترابط الأسرى ومحبتها لمها واحترامها لأبيها وهى قيم مفتقدة فى المجتمعات اللادينية
واعتقادها بأن هناك قوة عظمى تنظم هذا الكون وهذه الحباة فهذه البداية أساس مناسب لبدء الحوار مع الفتاة

الأم الفاضلة والحبيبة | الحائرة

اعذريني على كلماتي التالية , لأنني صراحة آثرت أن أعلق قبلا على هذا الموضوع ولكن للأسف وجدته يتكرر , ولذا لا يمكن أن أترك هذه النقطة تمر مرور الكرام هكذا

الحبيبة الحائرة:

اسمحي لي أن أعترض على اتهامك أو بالأحرى اتهام ابنتك الدائم للمسلمين والمسلمات وأن سلوكهم سيء في حين أن اللاديني يحمل السلوك الممتاز الذي يبهر ابنتك

اسمحي لي أن لأقل لكِ أن ابنتك عندما كانت في دولة عربية لمدة عامين , أنا أشك بل ومتأكدة أن كل ما قالته لكِ ابنتك -معظمه وليس كله- ناتج عن كرهها لمجتمع لم تعتاده ولحياة وتقاليد وتعاملات لم تستطع التأقلم معها

ففي كل الدول العربية يوجد ليس مصريات مواليد أمريكا , بل وأمريكيات وجميع الجنسيات , ولم يكن المسلمون في انتظار أي أجنبية ليتعاملوا معها بسلوك سيء
بل واسمحي لي أن أقل لكِ أن هناك الكثير من الأجنبيات في المجتمعات العربية يعجبون بالمسلمين فيها وما يلبثون إلا أن يسلموا ويتزوجوا

أما عن سلوك المحجبات التي لم تعجب ابنتك : فوآسفاه أن تقولي هذا في مجتمع أمريكي متحرر من كل التقاليد والقيود , إلا عندما يكن هناك قيود دينية تحكم الإنسان
فإن كانت المحجبة تخطيء , فهذا طبيعي لأننا جميعا نخطيء وكلنا من أبناء آدم , ولكن لا تقولي لي أن المحجبة متحررة أكثر من كل من تعرفهم ابنتك

فقط من كل سرد هذه القصص عن المسلمين مع ابنتك : يتضح لي أنها مليئة بالأفكار تجاه أي مسلم مسبقا , وأن هذا ليس بجديد عليها , وما أن يصدر منه أي خطأ ولو صغير يكن بالنسبة لها أن هذا هو الإسلام ......> هذا الإتجاه يسلكه جميع من يسمع من أعداء الإسلام

ومعذرة أولا وأخيرا على كلماتي ولكن هو توضيح وجب الإنتباه إليه

نسأل الله لنا ولها الهداية

الاخت الكريمة في حب الله

ساحاول ان اختصر في كلامي قدر الامكان اولا اشكر حرصك وغيرتك على المحجبات الملتزمات لانني واحدة منهن لكن هناك امور نحن كمسلمات نتعاضى عنها
كوني محجبة لا يعني ان جميع المحجبات سلوكهن جيد بالنسبة لابنتي او اي انسان عنده عقل يفكر لا يمكن ان يفضل المحجبة ذات الاخلاق السيئه على اي فتاة دينها غير الاسلام لكنها تتحلى بالاخلاق وتعرف حدودها وتحترمني وتحترم ديني وعاداتي لدرجة انهم عندما يزورون ابنتي في البيت يأتون بملابس محتشمة نوعا ما احتراما لي وهنالك نقطة مهمة يجب معرفتها ان الفتاة الامريكية عندما يكون عندها صاحب الجميع يعرف ذلك بما فيهم اهلها واهله وهذه طبيعة حياتهم وعاداتهم اما عندما تصاحب المحجبة من وراء اهلها وتسافر من ولايه لاخرى من اجل اللقاء مستترة بالحجاب فهذا هو النفاق والغش بعينه ارجو ان تميزي بين الحرية والتحرر وبين طعن الاهل في الظهر والاساءة للاسلام
ابنتي تنظر للشخص انه يمتلك الحرية الكاملة يفعل ما يريد بدون ان يؤذي الغير وبعدين يا اختي الفاضلة في اي بقعة على الارض هنالك السيء وهنالك الجيد وللعلم صديقتي المفضلة مصرية وهي من الصحبة الصالحة نتعاون على حفظ وتثبيت القران وهي قمة في الاخلاق في نفس الوقت هنالك ايضا اخت مصرية الله يستر عليها مسلمة ومحجبة وعندها اولاد لكن لا اسمح لها بدخول بيتي فشتان بين الثرى والثريا!!!!!!!
ارجوك سيدتي لا اريد الموضوع ان يخرج عن هدفة ويتشعب ويضيع
كلامي كان واضحا جدا ومحدد وتكلمت عن البنات المحجبات اللواتي عرفتهن على ابنتي ودائما لا للتعميم
الحمدلله على نعمه الاسلام والحجاب انا دخلت طلبا للمساعدة وانا الان اتعرض للاتهام والتجريح وكنت اتمنى مثل هيك كلام ان يكون على الخاص لتوضيح ما التبس من الكلام
اشكر الجميع على كل كلمة ووقت وجهد وجزاكم الله كل خير

استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

معك كل حق أختنا في الله "الحائرة" :

ولكن لماذا اشعر انكِ كنتي تحاولين ان تفرضي على ابنتك بعض الصديقات اللاتي لم يكن ظاهرهن كباطنهن مع الأسف، رغم انه باعتقادي كان بإمكانك أيضا ان تجعلي ابنتك هي من يختار ثم تنتقي أنتي منهم الأفضل لصالح ابنتك كتوجيه لا كفرض وكذلك أيضا تثنيها عن الآخرين الغير ملائمين .

وبذلك تمارسين حقك في الحرص على سلامة ابنتك وفي ذات الوقت تكوني حريصة أكثر على حرية ابنتك في اختيار أصدقائها وتحسين قدرتها على هذه الاختيارات بحيث تكون سليمة قدر الإمكان .

و كما يمكن أيضا معرفة توجهات الآخرين من حولها التى ليس لها علاقة بالاسلام كالشيوعية واللادينية وما الى ذلك قد يعطيكي فرصة مثالية لانتقاد تصرفاتهم من خلال الفهم السليم للاسلام لاظهار التباين الشاسع بين مفهوم الاسلام الحريص على الحريات السليمة ، التى تنتهي فيها حرية الشخص حيثما بدأت حريات الآخرين والمجتمع ، وبين تلك الحرية العبثية غير المسؤولة التى لا يعرف صاحبها أين تنتهي ولهذا ستجدينه يعتدى على حريات الآخرين بدعوى حريته هو ، وحتى ان لم يعتدي هو بنفسه و لكن مفهومه هو عن الحرية انه لا يمانع من ذلك ، وبمعنى آخر ان تظهري وتنتقدي نقاط ضعف هذه التوجهات ونقاط تقصيرها تجاه بعض الأولويات والاحتياجات الأساسية والفطرية لنا .

فإبراز مثل هذه النقاط في اصحاب الاعتقادات المخالفة للاسلام ، لعله من أكبر الدوافع للمرء لاعادة النظر في أشخاص أصحاب هذه الاعتقادات ومدى سلامة وصواب تفكيرهم .

فالمجتمعات قد تعطي الحرية لكثيرين من اشخاص وحيوانات مثلا ، و لكن هذا لا يعني ان نتصرف كالحيوانات (مثلا - استغفر الله العظيم) مادام القانون لا يمنع ذلك (ومعذرة على التشبيه ، فلم أخص أحدا به) .

ومن ناحية أخرى ، فالسفر له العديد من الفوائد و يوجد العديد من الأصدقاء ، وأعتقد انه بامكانك مثلا اصطحابها في الاجازات المختلفة للتعرف على تقاليد وعادات البلدان العربية والاسلامية المختلفة بين الحين والآخر فيستفيد الجميع ، على الأقل لتستطيع تفهم تصرفات المسلمين مع الوقت ، لأنها ستحتاج للسؤال بين الحين والآخر والاستفسار عن ذلك ان لم يكن لك مباشرة فسيكون لمن تتعرف عليهم في هذه الرحلات المختلفة .

وأعتقد انه بذلك تنتفي الحاجة للدراسة مثلا في البلد الأصل أو الحاجة للتعامل مع غير الملتزمين حين ذلك ، فالدنيا لا لن تتوقف عند ذلك ، صحيح ؟!! . وأعتقد ان ذلك متيسر كثيرا ولله الحمد حتى داخل البلد الواحد نفسه من خلال رحلات المدارس والنوادي والمؤسسات المختلفة طوال السنة تقريبا .

أختنا الحائرة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ملاحظات الأخت "في حب الله" لم تكن بهدف انتقادك .. ولكن بهدف التفريق بين ما هو خاص وما هو عام.
- فالفتاه التي تختار أن تلتزم بالزي الإسلامي في الولايات المتحدة مع ما يرتبه ذلك من مضايقات وصعوبات في التعامل؛ هي في الغالب فتاه شجاعة ملتزمة وليست منافقة .. لأنها لو كانت منافقة .. لكان الاختيار الأكثر منطقية بالنسبة لها هو السفور وليس الحجاب !!!
- فإن كان من بين المحجبات القليلات الموجودات في أمريكا واحدة أو اثنتين ترتدين الحجاب تحت ضغط الأسرة، وليس عن اقتناع، ولا يمنعهن حجابهن من المشاركة في العادات السيئة للمجتمع الامريكي، فيجب أن نبين بوضوح أن هذا هو الاستثناء وليس القاعدة.
نحن نثق أنك غيورة على الإسلام وعلى صورته، ولكنك مشغولة بابنتك أكثر من انشغالك بأي أمر آخر - وهذا طبيعي - أما مشرفي المنتدى - مثل الأخت في حب الله - فمن واجبهم أن ينتبهوا .. ويصححوا ما يمكن أن يقع فيه القارئ من لبس ..
فهذا الموضوع وإن كان مخصصاً لمساعدتك في التعامل مع ابنتك، إلا أنه موضوع مفتوح، يقرأه كل رواد المنتدى، ويستفيدون منه .. وقد يتأثرون به سلباً لو تم من خلاله طرح مفاهيم مغلوطة دون أن يتم تصحيحها.

ولأن هذه الأفكار تم طرحها على العام .. فكان من الواجب تصحيحها على العام، وليس على الخاص.

وأي ملاحظات تتم الإشارة إليها عن دور المجتمع المحيط، ودور الأسرة، ومخاطر الحياه في مجتمع غير مسلم، وغيرها من العوامل التي ذكرها أو قد يذكرها الإخوان كأسباب ساعدت على وقوع ابنتنا فيما هي فيه من البلاء .. كل هذه الملاحظات .. لا تهدف لانتقادك، ولا لانتقاد أسرتك الكريمة، وإنما تهدف لتحليل الموقف، والتعرف على أسباب المشكلة، كما تهدف أيضاً لتنبيه القارئ الذي قد يجد نفسه في ظروف مشابهة حتي يأخذ بأسباب النجاة.

أعتذر لك عن أي ألم تسببنا لك فيه، وأؤكد لك أنه ليس بيننا من يتعمد مضايقتك ..

المهم !!
هل لديكِ أخبار جديدة؟
أم أن ابنتنا مازالت مشغولة؟

الأخت الحائرة والإخوة والأخوات
السلوك الإسلامى فى السر والعلن إنضباط مع منهج الله
والتقصير فى أحد الأوامر لا يدل على التخلى عن المنهج كلية
فالعبرة بالنية وبالقناعة الذاتية وليست بمجرد السلوك
وما يفعله الرجل أو المرأة لمرضاة أهله أو الناس وهو غير مقتع به فهذا لأهله وللناس وليس لله
وليس له علاقة بالإيمان بل يدل على نقصان فى الإيمان ولا يؤاخذ به منهج الله

يمكن مناقشة بعض الأمور على الخاص والتركيز هنا على الهدف من الحوار
هدفنا المحورى تعديل قناعات ابنتكم حول الإسلام
لهذا الهدف أولوية أولى الآن فتعاونوا فى هذا الإتجاه

ألاحظ توقف ابنتكم عن التفاعل بعد سفر الأخ ياسر فى الرابط الآخر
لها أن تنتظر الأخ ياسر أو أن تكمل معى حول دلائل النبوة
أو يكون الحوار مفتوح حول نظريات الفيزيائيين المادية عن نشأة الكون والحياة
أو أى مدخل مناسب للحوار
فقط أعرف إن كانت راغبة فى الحوار لإعادة تقييم تجربتها مع الإيمان ومع اللادينية بعد أن نقدم لها ما نعلم أنها تجهل بعضه عن الدين وعن اللادينية
فى الدين ضوابط لاشك فى ذلك وهذه الضوابط لصالح الفرد والمجتمع
التأخر العلمى والمادى للمسلمين دليل على تركهم منهج الله وليس بسبب التزامهم به
هناك ما يمكن مناقشته مع ابنتك بشرط وجود الرغبة
فالتخلص من القيود سبب غير كاف لترك الإسلام
هناك أسباب أخرى قابلة للمناقشة

بسم الله

الأم الفاضلة - وفقها الله ..

تقول الابنة المتعلمة :

" لا توجد عندي أسئلة حول جمال الدين أو أهمية تعاليم الرسل " و تقول " لذلك أنا لا توجد عندي أي أسئلة عن النص القرآني أو أي نص آخر." و تقول " أنا لا أحتاج إليها في هذا الوقت , ولكن يوما ما ربما أعتنق ديانة , ولكن أشك أنني سأكون مقتنعة بها , ربما تذكرني الديانة بالطفولة وربما تجلب لي السلام النفسي " اهـ .

الابنة تريد أن تضع نفسها في موقف " لا أبالي " "i don't care " ، فهي - هداها الله - لا تبغي أن تسأل و لا تظن أنها ستقتنع لكنها قد تعتنق ..

ها هنا دورك - أيتها الأم الفاضلة - و دور الإخوة المحاورين وفقهم الله ، ينبغي جعل الابنة تبالي و تهتم للأمر ، لا يكون ذلك في حالتها من خلال التخويف بالنار ، لكن من خلال استفزازها للبحث العلمي و هي التي تحب العلم ، من خلال إذكاء وقود حب المعرفة و القول بالصواب لديها ، و إلى الأم الفاضلة مثالًا لتنبيهها لأهمية البحث في أمر الدين ...

الابنة - هداها الله - ترى عيبًا في قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَـزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " ، ظنًّا منها أن الإسلام ينهى المسلمين عن البحث حتى لا يصلوا إلى حقيقة الدين ، و ترى في هذا دليلًا على بشرية الإسلام ، فإذن الإسلام عند الأخت - المتفوقة دراسيًّا - لا يشجع كثيرًا على البحث و المناظرات و الجدال ..

لكن العجب من موقف الابنة الباحثة لا تبالي و أولئك الذين يفترض بهم الخوف من المناظرة يبالون ..

الدارسة - وفقها الله - تظن في الإسلام حكرًا على الأسئلة و المسلمون أنفسهم يدعونها إلى الأسئلة ..

ألا يدعوكِ ذلك أيتها الابنة إلى التأمل : " لماذا لا أبالي و هم يبالون ؟!! لماذا أنا على صواب لا أبالي و هم على خطأ و يبالون ؟!! "

الابنة الفاضلة تقول إن المسلمين يريدون لها الهداية لأنهم يحبون الثواب لأنفسهم لا لأنهم يحبون الخير ...

نعم !!
إنني مستعد أن أموت إن كان ذلك هو السبيل لأن تصل كلمة الحق إلى الابنة !!
نعم !!
أريد الثواب لنفسي و أريد الخير لها ، لكن ...

لكني لا أستحل أن أكذب عليها كذبة واحدة تبهرها بالدين !! لا أستحل أن أغرر بها إلى دين ليس هو الدين !! لا أستحل أن أصنع دينًا غير ديني لمجرد أني أظن أنها ستعجب به !!

ألا يدعوك ذلك أيتها الابنة إلى التأمل : " لماذا رغم حرصهم على الثواب لا يكذبون لأجله ؟!! كذبة صغيرة مقابل كومة من الحسنات !! إنها صفقة رابحة !! فلماذا لا يستحلونها ؟!! لماذا و كذبتهم لن تصل إلى كذبات كثيرة ثبتت على تطوريين ؟!! "

و لو أن الابنة - هداها الله - تأملت في ذلك لعجبت ، و لو عجبت لعرفت السبب فهي ذكية منصفة - نرجو لها ذلك ..

السبب أن الآية لا تنهى المسلمين عن السؤال لأن السؤال سيكشف لهم مخبوءًا !!
السبب أن المسلمين لا يبحثون عن الثواب لأنفسهم و حسب ، و ليسوا براجماتيين من أجل الحسنات !!

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَـزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )

ألم تقرأ الابنة " وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَـزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ " ؟؟

فليست المشكلة في الإجابة ، المشكلة ليست في موقف المسئول من السؤال ، بل في موقف السائل من الإجابة ، فهذا إرشاد للمسلمين بعدم السؤال عما لا ينفعهم و لو أجيب لأنزل بقلوبهم الأسى أو الضيق ..

لكن إن الإجابة لن تمثل مشكلة للسائل لو عرفها بل ستفيده فحينها نقول له " اسأل " - أستغفر الله - بل يقول الله تعالى له :

( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

فحين تكون الإجابة ضيقًا أو حزنًا ينزل في صدر السائل فالسؤال مكروه أو ممنوع ، و حين تكون الإجابة مصدرًا للعلم النافع فهي مستحبة أو مفروضة ، و في كل الحالات المسئول يملك الإجابات ..

لذلك - أيتها الابنة - نطالب بالحوار معك ، و نطلب منك أن تسألي .. لأننا نبالي " we do care "

و لو أنك سألتِ لعرفتِ أن المسلمين يحبون هدايتك لأنهم يحبون الخير ، و بحبهم الخير ينالون الثواب ، و لا يريدون الثواب إن كانت وسيلتهم هي الشر مهما كانت وسيلتهم - تبدو - بسيطة ، و لو كانت كذبة - تبدو - صغيرة !!

و لعرفت كذلك أن المسلمين مؤمنون أنهم لو اجتمعوا أولهم و آخرهم لإقناعك بالإسلام قد لا تقتنعين ، و قد تجلسين مع نفسك جلسة تتأملين فيها دقة شريط DNA فتقتنعين بحكمة الخالق و قدرته فضلًا عن وجوده !!

---------------------------------

تقول الابنة - وفقها الله و هداها -

( أعتقد أنه لم يثبت أحد أن وجود الله ولن يستطيع أحد إثبات ذلك ، هناك ما يخفي حقيقة بعض الأشياء , فالحياة مليئة بالعجائب والغرائب وكل منها له جواب سيتم اكتشافه في المستقبل ، من السخافة أن نملأ الفراغات ونضع التبريرات لما لا نعلمه بأن الله هو سببه .) اهـ .

لماذا ينسحب هذا الخطأ على الإيمان !! بل أظنه اخترع لمواجه المؤمنين !! أي خطأ ؟!!
خطأ منهجي معروف لعل الابنة تحترز منه كثيرًا أثناء دراستها ..
خلاصة هذا الخطأ هو افتراض علاقة السبب و النتيجة لمجرد الترتيب الزمني بين الأحداث ..

بمعنى ..

شربت الماء و شعرت بالصداع .. إذن الماء يسبب الصداع .. سأستغني عن الماء حتى لا يتكرر الأمر ..

أو بمعنى ..

ركبت المترو و أخفقت في الامتحان .. إذن ركوب المترو يسبب فقدان الذاكرة أمام ورقة الأسئلة .. في المرة القادمة سأركب تاكسي .

أو بمعنى ..

كان الجهل في الناس منتشرًا و كذلك الإيمان بالله .. إذن الجهل سبب في الإيمان .. مادمت دارسة تحب التفوق فلن أكون هناك في صفوف المؤمنين ...

أليس هذا ظلمًا للإيمان و المؤمنين و الابنة - نرجو لها - تحب الإنصاف ؟؟

حين تقول الابنة الفاضلة :

( من السخافة أن نملأ الفراغات ونضع التبريرات لما لا نعلمه بأن الله هو سببه .)اهـ .

الطبيعة تكره الفراغ .. قاعدة أرسطو طاليس التي ثبت مع الزمن عدم صحتها ..
يحاول غير المؤمنين - بوعي أو بدونه - تطبيقها على المؤمنين ..
المؤمن يرى فراغًا لا يستطيع تبريره ، هذ الفراغ مكروه ، هذا الفراغ نملؤه بالإيمان ..

المؤمن لا يرى شيئًا من ذلك في نفسه .. و أحيانًا لم يسمع شيئًا عن أرسطو أكثر من اسمه .. لكنه يفاجأ باتهامه أنه أرسطيًّا رغم أنفه !!

أليس هذا ظلمًا للإيمان و المؤمنين و الابنة - نرجو لها - تحب الإنصاف ؟؟

أليس هذا ظلمًا أيتها الابنة المتعلمة الدارسة ؟!

أليس هذا خرقًا للمنهج العلمي ؟؟

أصالة عن نفسي و نيابة عن كل مؤمن بالله ، إننا نؤمن بالله عز و جل قبل و بعد معرفة التبريرات لكل عجائب و غرائب الكون ، نؤمن بالله قبل اكتشافات كوبرنيكس ، و كذا نؤمن به بعدها ، نؤمن بالله قبل اكتشافات باستور و كذا بعدها ، و الأكثر أهمية أن إيماننا بالله يزيد بعد هذه الاكتشافات !!

نعم أيتها الابنة ..

يوم أن أرى المريض يمرض و لا أعرف السبب ، سأقول مرض بإذن الله و يُشفى بإذنه ..
فإذا عرفت أن مرضه أساسه تغير نسبة السكر في الدم ، سأقول تغيرت نسبة السكر في الدم بإذن الله و يُشفى بإذن الله ..
فإذا عرفت أن مرضه سببه اختلال في عمل الهرمونات و خاصة الأنسولين ، سأقول : سبحان من خلق الأنسولين و نظم عمله و خلق مستقبلاته و إشاراتها و نظم الجلوكوز بهذه الكيفية ثم شاء فتغير ذلك بآلية دقيقة ثم يشاء فيُشفى بإذنه سبحانه !!
فإذا عرفتُ أن مرضه له علاج دوائي أو غذائي ، سأقول : سبحان من خلق الأنسولين و نظم عمله و خلق مستقبلاته و إشاراتها و نظم الجلوكوز و شاء أن تحدث آلية دقيقة ليتغير ذلك ثم علمني كيف أعالج هذا المرض و إن شُفي فهو شفاء بإذن الله !!

هكذا أيتها الابنة الدارسة ..
هكذا يزيد إيماننا بالعلم و ليس سبب الإيمان فراغًا علميًّا .. لم نُطالب بملء كل الفراغات .. بل لنا الفخر أننا قيل لنا في مثل هذه الحالات " لا تَسْأَلُوا " ، فسبحان من علمنا متى نسأل و متى لا نسأل !!

-----------------------------------------


تقول الابنة ( لا أعتقد أن الناس يستحقون الحرق في النار ,لأن الناس في الغالب يتشكلون من العالم الذي حولهم .نحن تقريباً مثل الآلات , لا أعتقد أننا نمتلك إرادة حرة ) اهـ.

الناس يتشكلون مما حولهم .. الناس إذن آلات .. الناس إذن لا يملكون إرادة حرة .. الناس إذن لا يستحقون الحرق في النار ..

لماذا لا ينطبق عليك هذا الكلام أيتها الابنة المتعلمة ؟؟

هل أستطيع أن أقول ..

الناس يتشكلون مما حولهم .. الناس إذن آلات .. الناس إذن لا يملكون إرادة حرة .. إذن الابنة التي لا تؤمن بالله تأثرت بأحد في أخذ قرارها ..

هل هذا يرضيكِ ؟؟

أنا لا أرضاه لكِ رغم كونه قد يكون واقعًا .

هذه المصادرات على المطلوب لا تفيد ، و هذه الإطلاقات لا تنفع في مقام البحث العلمي ، و كذلك التعميمات ، و كذلك هذه النتائج لا تأتي من تلك المقدمات فضلًا عن عدم صحة المقدمات ..

إن كل ما أطالب به الابنة - هداها الله - أن تحتكم إلى المنهج العلمي ، و أن تحكّم القواعد الأساسية للتفكير العلمي ، عندها ستجد أن الإيمان هو الحق ، و لهذا المؤمن يبالي بالسؤال و الحوار معك ، و لذا هو لا يبالي بالفراغات التي لم يتم ملؤها و لا يسأل عنها إن كان السؤال لا يفيد ..


ليس غرضي الرئيس من هذا الرد : إثبات صحة الإسلام ، لكن غرضي كان التركيز على مقدمة لابد منها و هي حث الابنة على اتباع المنهج العلمي كما تتبع منهجًا في دراستها - أيًّا كانت - و من خلال هذا المنهج الذي يتفق عليه مسبقًا يمكن عرض الأدلة و عندها لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت من ناحية إثبات صحة الإيمان و بطلان الإلحاد ، أما الهداية و الضلال فالله أسأل أن يهدي الابنة و ينور بصيرتها و ييسر لها رفقة الخير و يقيها السوء و يوفقها لما يحبه و يرضاه و يرحم أمها و يربط على قلبها و يدخل السعادة عليه بإسلام ابنتها ...

وفق الله المحاورين الأستاذ الفاضل ياسر جبر و الأخ الفاضل سيف الكلمة .

قد يتبع بإذن الله ..

أرحب بالأخ الفاضل حسام الدين حامد فى أول مشاركاته بالمنتدى هنا
وهو من أعمدة منتدى التوحيد للحوار مع الملحدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزى الله الاخوة خيرًا , وقد صدق فيكم قوله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) فبارك الله فيكم ووفقكم لما فيه الخير والصلاح والاصلاح .

لم اقرأ الموضوع كاملًا فى الحقيقة ولكن اود التعليق على نقطة من النقاط التى طرحتها السائلة الفاضلة ..

بالنسبة لمسألة "ملأ الفراغات" التى طرحتها الاخت السائلة , فهى حجة ليست فى صالح الالحاد , وقد تؤدى هذه الحجة- بالملحد - الى خلل منهجى واضح , اذ ان الالحاد يقوم على رفض حجة "السببية" التى يطرحها المؤمن , ويلقى الملحد بالحجة فى سلة المهملات , ثم يعود لاسترجاعها من "السلة" حتى يقول ان المؤمن يملأ الفراغات! وهذا خلل منهجى واضح. (كما هى عادتهم).

وفلسفتنا الايمانية ليس فيها رقع للفراغات , ومن الظلم محاكمتنا بفلسفات القرن الثامن عشر ! حيث تبلورت هذه الفكرة حين ذاك مع التقدم والتطور المعرفى .

نحن نقول بالاسباب المباشرة والاسباب الاولية , ونؤمن بهذا تمام الايمان .

وكمثال فلو اخترعنا روبوت قاتل مثلًا , وحصل ان هذا الروبوت قتل بعض البشر , وحصل تحقيق فى المسألة , فسنجد ان الشرطة ستبحث عن السبب الاول وهو مصمم الروبوت , اما المبرمجين والفنيين فسيبحثون فى الروبوت نفسه وكيف تم صنعه .
والقران نفسه يؤكد على الاسباب و (النظم) الموجودة فى الكون .. وايضًا الاحاديث الصحيحة ..

عندما حصل كسوف للشمس بعد موت ولد نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام) إبراهيم فقال بعضهم : إن الشمس كسفت لموته!
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته." (متفق عليه).
هى سنن كونية ..
وهذا الحديث من ادلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , فلو كان شخصًا مخادعًا كاذبًا , لكان استغل هذه الفرصة بسهولة ليثبت للجميع انه نبى ومؤيد بالمعجزات , وكان سيصدقها الجميع بكل بساطة (بل انهم صدقوها فعلًا بدون كلام بدليل قولهم "إن الشمس كسفت لموته") ولكنه صلى الله عليه وسلم قال " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت احد ولا لحياته ! .. فلماذا قال هذا ان كان كاذبًا ؟ وما سبب هذا الصدق العجيب ؟!

نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع ..

اهلا وسهلا بالاخ حسام الدين حامد
اسأل الله الهداية لتلك الفتاة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخوة والاخوات الافاضل

اريد ان اشكر كل من ساهم في مساعدتي لارشاد ابنتي الى طريق الهدى والنور وانما شخصيا استفدت من نصائحكم في توجيهيها وان شاءالله تكون في ميزان حسناتكم
لقد ناقشت زوجي في الموضوع وهو الان على دراية بما يجري لكنة كعادتة اخذ الامور ببساطة
وقال لي انها مازالت في مرحلة استكشاف وستكون اقوى من قبل ووعدني بالتدخل الغير مباشر
ومراقبة الوضع عن بعد
واعتقد ان زوجي على حق لانه بعد عودة ابنتي من السفر تناقشنا عن عرضها للمادة الدراسية
في المؤتمر وعن الخطبة التي قدمتها مع ان الموضوع سياسي لكنها قالت لي بأنها ابتدئت
الكلام بالبسملة مع ان الموضوع باللغة الانكليزية !!
هذه االبدية جعلتني اشعر بالارتياح بان الفطرة عند ابنتي مازالت سليمة والحمدلله لذلك لم افتح معها اي نقاش بالنسبة لوجود الله سبحانه وتعالى وساتركها كما طلب زوجي علها ترجع الى رشدها
وربنا ينور بصيرتها واذا حدث اي تطورات جديدة ساوفيكم بها بأذن الله
دعواتكم
جزاكم الله كل خير