تويت
من هو القديس جيروم؟
القديس جيروم أو ايرونيموس من بلاد دلماسيا (يوغسلافيا)، وقد كان سكرتيرًا للبابا داماسوس أسقف روما (383 م) والذي فوّضَهُ بإعداد ترجمة لاتينية رسمية للكتاب المقدسِ يعتمد عليها. وكان الداعي إلى هذا أن الترجمات اللاتينية التي كانت شائعة آنذاك كانت قد اتّخذت الترجمة اليونانية السبعينية مرجعاً لها، فجاءت ذات إنشاء ركيك وحرفي.
فحضر القديس جيروم إلى بيت لحم بـرفقة أربع نساء نذرن أنفسهن لخدمة الكنيسة، وأخذ يعمل على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية، وقد أمضى القديس جيروم سنوات طويلة من عمره في المغاور والأقبية تحت كنيسة المهد معتكفاً على كتبه، ليقدم أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس بمنهجية واضحة، فترجَمَ العهد القديم من اللغة العبرية إلى اللاتينية، وترجم العهد الجديد عن اليونانية مباشرة إلى اللاتينية، ودعيت ترجمته هذه بالفولجاتا أى العامة والتي صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية على مدى عشرة قرون، ولا زال مسيحيو العالم إلى اليوم يعتمدون على ترجمته. وهذا يغطي صورة عن حجم تأثير العمل الذي أنجزه وقيمة وقامة جيروم بالنسبة للمسيحية.
إلى جانب هذا العمل الضخم كانت هناك أعمال أخرى للقديس إيرونيموس لا تقل أهمية عن هذه الترجمة ومنها: قاموس الأسماء الكتابية والأصول اللغوية وتفسيرات كتابية اعتمد فيها بشكل كبير على أوريجانوس رغم أنهُ وقف ضدّه في الأمور العقائدية. كتب جيروم أيضاً سيرة بعض القديسين المتوحّدين وبعض الكتب الدفاعية ضدّ من كان ينقد حياة التوحُّد. إضافة إلى هذا ترك لنا جيروم 150 رسالة.
القديس جيروم وسفر الأعمال:
إذا كان بولس قد ولد في طرسوس ، مدينة من أعمال كليكية (قِيلِيقِيَا جنوب الأناضول - تركيا اليوم) كما ذكر لوقا في (أعمال الرسل: 22/ 3) ، فما الذي يدعو جيروم ، القديس والكاتب المسيحي في القرن الرابع ، إلى أن يتبنى تقليدا، مخالِفًا ومتناقِضًا لما قاله لوقا في الأعمال؟
يقول جيروم: إن والِدَيْ بولس كانا من جيشالا ، وهي بلدة يهودية في الجليل ، على بعد حوالي 25 ميلًا من صفورية ، شمال الناصرة، وأن بولس قد ولد هناك. [Jerome, De Viris Illustribus, 5]وفقًا لجيروم ، فقد حدث هذا عندما اندلعت الثورات في جميع أنحاء الجليل بعد وفاة هيرودوس العظيم في السنة الرابعة قبل الميلاد ، حيثُ تم أسر بولس ووالديه وإرسالهم إلى طرسوس في كليكية كجزء من نفي هائل للسكان اليهود من قبل الرومان، لتخليص المنطقة من المزيد من المتاعب المحتملة.
وجيروم كان يعرف بالتأكيد التقليد الذي نقله لوقا عن بولس ، في سفر أعمال الرسل ، بأنه ولد في طرسوس ، فهو بنفسِه قد ترجم أعمال الرسل واعتنى به، ولِذا فمن غير المرجح أن يلجأ إلى مناقضةِ ذلك المصدر دون أدلة جيدة بين يديْه. ولِذا فإن هذه الشهادة التي يُقدمها القديس جيروم لها أهميتها التاريخية، وليْس هذا فحسْب بل يضَع التاريخَ الذي يُقدمه لوقا في أعمال الرسل على المحك. وينزَعُ عنه القُدسية التي انتشرت فيما بعد في القرون التالية وتنتشر اليوم بين النصارى. فهؤلاء القديسون الأخوف على كلمة الله، لا يروْن غضاضة في مخالفة ما يقول لوقا في سرده التاريخي للأحداث وهذا يدل على انهم لم يكونوا ينظرون إلى نص الأعمال بأنه موحى به من الله ومن الروح القدس، بل هو عمل كأي عملٍ فيه الصواب وفيهِ الخطأ.
وحسسب جيروم، وإذا كان ما يقوله صحيحًا، فإننا قد نكون قد حصلنا على الإشارة التاريخية الوحيدة التي تُنبِؤنا بشأن العمر التقريبي لبولس. فهو كيسوع ، يجب أن يكون بولس قد ولد قبل عام 4 قبل الميلاد ، لكن ليس باستطاعتنا تحديد كم كمان عمره بالضبط بناءًا على تلك المعلومات المقدمة. إلا أننا نستطيع أن تستدل بالقرائِن من اقوال بولس نفسه على صحة ما قد يقوله جيروم، حيثُ أشار بولس إلى نفسه بأنه "رجل مسن" في إحدى رسائله الأخيرة إلى مسيحي اسمه فليمون ، (كتبت حوالي عام 60 م) ، وهي كلمة تعني شخصًا في الستينيات من عمره.
القديس جيروم أو ايرونيموس من بلاد دلماسيا (يوغسلافيا)، وقد كان سكرتيرًا للبابا داماسوس أسقف روما (383 م) والذي فوّضَهُ بإعداد ترجمة لاتينية رسمية للكتاب المقدسِ يعتمد عليها. وكان الداعي إلى هذا أن الترجمات اللاتينية التي كانت شائعة آنذاك كانت قد اتّخذت الترجمة اليونانية السبعينية مرجعاً لها، فجاءت ذات إنشاء ركيك وحرفي.
فحضر القديس جيروم إلى بيت لحم بـرفقة أربع نساء نذرن أنفسهن لخدمة الكنيسة، وأخذ يعمل على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية، وقد أمضى القديس جيروم سنوات طويلة من عمره في المغاور والأقبية تحت كنيسة المهد معتكفاً على كتبه، ليقدم أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس بمنهجية واضحة، فترجَمَ العهد القديم من اللغة العبرية إلى اللاتينية، وترجم العهد الجديد عن اليونانية مباشرة إلى اللاتينية، ودعيت ترجمته هذه بالفولجاتا أى العامة والتي صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية على مدى عشرة قرون، ولا زال مسيحيو العالم إلى اليوم يعتمدون على ترجمته. وهذا يغطي صورة عن حجم تأثير العمل الذي أنجزه وقيمة وقامة جيروم بالنسبة للمسيحية.
إلى جانب هذا العمل الضخم كانت هناك أعمال أخرى للقديس إيرونيموس لا تقل أهمية عن هذه الترجمة ومنها: قاموس الأسماء الكتابية والأصول اللغوية وتفسيرات كتابية اعتمد فيها بشكل كبير على أوريجانوس رغم أنهُ وقف ضدّه في الأمور العقائدية. كتب جيروم أيضاً سيرة بعض القديسين المتوحّدين وبعض الكتب الدفاعية ضدّ من كان ينقد حياة التوحُّد. إضافة إلى هذا ترك لنا جيروم 150 رسالة.
القديس جيروم وسفر الأعمال:
إذا كان بولس قد ولد في طرسوس ، مدينة من أعمال كليكية (قِيلِيقِيَا جنوب الأناضول - تركيا اليوم) كما ذكر لوقا في (أعمال الرسل: 22/ 3) ، فما الذي يدعو جيروم ، القديس والكاتب المسيحي في القرن الرابع ، إلى أن يتبنى تقليدا، مخالِفًا ومتناقِضًا لما قاله لوقا في الأعمال؟
يقول جيروم: إن والِدَيْ بولس كانا من جيشالا ، وهي بلدة يهودية في الجليل ، على بعد حوالي 25 ميلًا من صفورية ، شمال الناصرة، وأن بولس قد ولد هناك. [Jerome, De Viris Illustribus, 5]وفقًا لجيروم ، فقد حدث هذا عندما اندلعت الثورات في جميع أنحاء الجليل بعد وفاة هيرودوس العظيم في السنة الرابعة قبل الميلاد ، حيثُ تم أسر بولس ووالديه وإرسالهم إلى طرسوس في كليكية كجزء من نفي هائل للسكان اليهود من قبل الرومان، لتخليص المنطقة من المزيد من المتاعب المحتملة.
وجيروم كان يعرف بالتأكيد التقليد الذي نقله لوقا عن بولس ، في سفر أعمال الرسل ، بأنه ولد في طرسوس ، فهو بنفسِه قد ترجم أعمال الرسل واعتنى به، ولِذا فمن غير المرجح أن يلجأ إلى مناقضةِ ذلك المصدر دون أدلة جيدة بين يديْه. ولِذا فإن هذه الشهادة التي يُقدمها القديس جيروم لها أهميتها التاريخية، وليْس هذا فحسْب بل يضَع التاريخَ الذي يُقدمه لوقا في أعمال الرسل على المحك. وينزَعُ عنه القُدسية التي انتشرت فيما بعد في القرون التالية وتنتشر اليوم بين النصارى. فهؤلاء القديسون الأخوف على كلمة الله، لا يروْن غضاضة في مخالفة ما يقول لوقا في سرده التاريخي للأحداث وهذا يدل على انهم لم يكونوا ينظرون إلى نص الأعمال بأنه موحى به من الله ومن الروح القدس، بل هو عمل كأي عملٍ فيه الصواب وفيهِ الخطأ.
وحسسب جيروم، وإذا كان ما يقوله صحيحًا، فإننا قد نكون قد حصلنا على الإشارة التاريخية الوحيدة التي تُنبِؤنا بشأن العمر التقريبي لبولس. فهو كيسوع ، يجب أن يكون بولس قد ولد قبل عام 4 قبل الميلاد ، لكن ليس باستطاعتنا تحديد كم كمان عمره بالضبط بناءًا على تلك المعلومات المقدمة. إلا أننا نستطيع أن تستدل بالقرائِن من اقوال بولس نفسه على صحة ما قد يقوله جيروم، حيثُ أشار بولس إلى نفسه بأنه "رجل مسن" في إحدى رسائله الأخيرة إلى مسيحي اسمه فليمون ، (كتبت حوالي عام 60 م) ، وهي كلمة تعني شخصًا في الستينيات من عمره.
فمتى ظهرت هذه القداسة المزعومة لهذا الكتاب وما مدى موثوقيته التاريخية، سؤال يحتاج عناية الباحثين عن الحق.
