بسم الله .. والحمد لله ..
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من العاملين في الرد على الالحاد مسألة أن الله خارج الزمان وأنه خالق الزمان هكذا بإطلاق ، ويبنون على هذا الأمر تقريرات متعلقة بازلية الله تعالى وكيفية هذه الأزلية .. يقول ابن تيمية في تلبيس الجهمية :
إن الزمان قد يراد به الليل والنهار كما يراد بالمكان السموات والأرض ، فبهذا الاعتبار فإن الله منزه عن الزمان والمكان ، بل هو خالقهما .. وقد يراد بالزمان مجرد التقدير بالحوادث كما يقال : هذا قبل هذا بكذا وكذا وهذا بعد هذا بكذا وكذا . فيكون المراد به تقدير ما بين الحوادث بحوادث أخر ، وهذا ليس أمرا موجودا في الخارج لجوهر قائم بنفسه أو عرض قائم فيها ... وهذا موضع تغلط فيه الأذهان حيث يشتبه عليها ما يأخذه الذهن من الحقائق الموجودة في الخارج بنفس الحقائق الموجودة في الخارج ، كما يشتبه على بعض الناس الصور الذهنية الكلية المطلقة انها توجد في الخارج ، حتى يظن انها بعينها موجودة في الخارج .
ابن تيمية ، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ، ج1 ص297-299 باختصار وتصرف
فالمقصود أن الزمان في حقيقته ليس كيانا وجوديا ، بل هو مجرد مفهوم اعتباري يشير إلى تتابع الأحداث ، فإن كانت هذه الأحداث حوادث مخلوقة جاز القول إن هذا الزمان (المتعلق بالمخلوقات) مخلوق ، لكن إن كانت هذه الأحداث افعالا لله تعالى ، فلا يصح عندها أن نقول إن هذا الزمان مخلوق .. والتحقيق هو أن الزمان مفهوم اعتباري وليس كيانا وجوديا له وجود في الخارج ، فلا نطلق عليه القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق إلا باعتبار ارتباطاته وتعلقاته ، وقد أشار ابن القيم في النونية إلى هذا بقوله:
والزمان نسبة حادث إلى حادث :: :: تلك حقيقة الأزمان
وهذا طبعا خلاف ما تقرره النظرية النسبية لاينشتين التي جعلت الزمن بعدا رابعا في الكون وجعلت له وجودا ماديا في النموذج المعياري الحديث للكون المعروف باسم الزمكان ، ونحن لا مانع لدينا من تبني نموذج الزمكان بشرط ألا ينسحب تطبيقه على خارج هذا العالم ، ولا يصح ان نقول مثلا إنه لا وجود للزمان خارج العالم وان الله خارج الزمان وغيرها من التقريرات المشكلة عقديا وعقليا ، والله أعلم.
رابط الموضوع من هنا
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من العاملين في الرد على الالحاد مسألة أن الله خارج الزمان وأنه خالق الزمان هكذا بإطلاق ، ويبنون على هذا الأمر تقريرات متعلقة بازلية الله تعالى وكيفية هذه الأزلية .. يقول ابن تيمية في تلبيس الجهمية :
إن الزمان قد يراد به الليل والنهار كما يراد بالمكان السموات والأرض ، فبهذا الاعتبار فإن الله منزه عن الزمان والمكان ، بل هو خالقهما .. وقد يراد بالزمان مجرد التقدير بالحوادث كما يقال : هذا قبل هذا بكذا وكذا وهذا بعد هذا بكذا وكذا . فيكون المراد به تقدير ما بين الحوادث بحوادث أخر ، وهذا ليس أمرا موجودا في الخارج لجوهر قائم بنفسه أو عرض قائم فيها ... وهذا موضع تغلط فيه الأذهان حيث يشتبه عليها ما يأخذه الذهن من الحقائق الموجودة في الخارج بنفس الحقائق الموجودة في الخارج ، كما يشتبه على بعض الناس الصور الذهنية الكلية المطلقة انها توجد في الخارج ، حتى يظن انها بعينها موجودة في الخارج .
ابن تيمية ، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ، ج1 ص297-299 باختصار وتصرف
فالمقصود أن الزمان في حقيقته ليس كيانا وجوديا ، بل هو مجرد مفهوم اعتباري يشير إلى تتابع الأحداث ، فإن كانت هذه الأحداث حوادث مخلوقة جاز القول إن هذا الزمان (المتعلق بالمخلوقات) مخلوق ، لكن إن كانت هذه الأحداث افعالا لله تعالى ، فلا يصح عندها أن نقول إن هذا الزمان مخلوق .. والتحقيق هو أن الزمان مفهوم اعتباري وليس كيانا وجوديا له وجود في الخارج ، فلا نطلق عليه القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق إلا باعتبار ارتباطاته وتعلقاته ، وقد أشار ابن القيم في النونية إلى هذا بقوله:
والزمان نسبة حادث إلى حادث :: :: تلك حقيقة الأزمان
وهذا طبعا خلاف ما تقرره النظرية النسبية لاينشتين التي جعلت الزمن بعدا رابعا في الكون وجعلت له وجودا ماديا في النموذج المعياري الحديث للكون المعروف باسم الزمكان ، ونحن لا مانع لدينا من تبني نموذج الزمكان بشرط ألا ينسحب تطبيقه على خارج هذا العالم ، ولا يصح ان نقول مثلا إنه لا وجود للزمان خارج العالم وان الله خارج الزمان وغيرها من التقريرات المشكلة عقديا وعقليا ، والله أعلم.
رابط الموضوع من هنا