مغالطات بندكت الصليبي وأحقاده
الكنيسة في خدمة الحرب على الإسلام والصليب على كل سلاح وكل طلقة توجه نحو المسلمين. هذا هو واقع الكنيسة الكاثولكية في الفاتيكان منذ الحروب الصليبية، ثم ماسمى بالحملات الاستعمارية الهولندية والبرتغالية والأسبانية، ثم الفرنسية والبريطانية حتى جاء بوش وجدد الحرب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين.
والكنيسة الكاثولكية تسارع فى خدمة آلة الحرب والدمار الموجهة ضد المسلمين، وإن كانت مواقفها ناعمة خبيثة عندما كان يتولى يوحنا قيادة الفاتيكان الذي والى اليهود وبرئهم من اعتقاد النصارى أنّ اليهود هم قتلة المسيح بحسب مايزعمون. وهنا لايفوتني الإشارة إلى أنّ القرآن نفى أنّ المسيح عليه السلام قتل بل رفعه الله إليه، يقول الله تعالى في سورة النساء الآية [157 - 158] {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158)}.
وعندما تولى بندكت قيادة الكنيسة الكاثولكية خلفا ليوحنا في الفاتيكان، سرعان ماتحولت الكنيسة إلى التأييد الصاخب الملفت لحرب المسلمين وللدمار، وكانت لبندكت مواقف واضحة في حرب الإسلام والعداء الحاقد للمسلمين لم يخفيها عقب توليه كرسي البابوية مباشرة، ففي لقاء جمع بندكت بطلاب العالم في مايو عام 2005 وجه كلامه للطلاب المسلمين قائلا: "إنّني أتمنى أن يأتي اليوم الذي ينزع فيه الحقد والغل من قلوب المسلمين". وعجبا لحقده الأعمى الذي أعماه عن رؤية الحقد والغل الصليبي الذي لايخفى على ذي عينين ضد المسلمين طوال التاريخ، سواء ماسمى بالمستعمرات حتى وصلنا إلى احتلال العراق وأفغانستان، فالآلاف من النساء والأطفال والشيوخ قتلوا بدون ذنب إلاّ أنّهم يشهدون أنّ "لا إله إلاّ الله محمدا رسول الله".
وحديثا هل نسى بندكت مافعله أتباعه في مسلمي البوسنة وهي على بعد خطوات منه؟
ثم وهل المسلمون احتلوا بلدا نصرانيا وفعلوا بشعبه ما يظهر ذلك الحقد أم عباد الصليب في كل بلد مسلم هم الفاعلون الحاقدون؟
وفي شهر سبتمبر عام 2006 أخرج بندكت كل ما في قلبه من قيح الحقد على الإسلام والمسلمين عندما كان يلقي محاضرة في جامعة ألمانية، حيث أدخل على محاضرته كلمات لإمبراطور بيزنطي يتهم فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنّه لم يأتي إلاّ بكل شر ولم يأتي بشيء إنساني، ويتطاول بندكت ويتهم الإسلام أنّه دين عنف، وعندما طالبه المسلمون بالاعتذار كان رده مملؤ بالكبر والغرور والتحقير المسلمين، حيث قال أنّ المسلمين لم يفهموا قوله، ويلاحظ التوقيت في شهر سبتمبر الذي يحمل دلالات معينة عند الشعب الأمريكي لحادثة 11 سبتمبر.
الحقيقة أنّنا نفهمك جيدا يابندكت ونفهم كل من يدينون بضلالك، وفهمنا من كتاب ربّنا وليس بأهوائنا، فأنت كبير الضالين تؤمهم في الضلال وترشدهم إلى الضلال، وموالاتك للولايات المتحدة الأمريكية ومن معها في حربهم على المسلمين لاتخفى، ولكني أذكرك بما فعلتموه في حروبكم الصليبية التي ارتدى فيها كل جندي الصليب على صدره عند احتلالكم للقدس، وعلى لسان أتباعكم يقول ستيفن رنسيمان في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية) عما حدث في القدس يوم أن دخلها هؤلاء، فقد قال: "وفي الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين، فأجهزت على جميع اللاجئين إليه، وحينما توجه قائد القوة ريموند أجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه، لقد تركت مذبحة بيت المقدس أثرا عميقا في جميع العالم، ومع أنّه ليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها، غير أنّها أدت إلى خلو المدينة من سكانها". أمّا غوستاف لوبون فقد أكد تلك المجزرة، في كتابه (الحضارة العربية) نقلا عن روايات رهبان ومؤرخين، ممن رافقوا الحملة الصليبية على القدس، فكان من هؤلاء الراهب روبرت الذي استحسن سلوك قومه ووصف ذلك بقوله: "كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، كانوا كاللبؤات التي خطفت صغارها! كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا إربا، كانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ذهبية! فيا للشره وحب الذهب، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث".
هذا شركم معروف مكتوب بأيديكم أمّا نحن والحمد لله فخيرنا ورحمتنا معروفة للعالمين، وأذكرك بما كان من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس، لم تراق الدماء للركب كما فعلتم ولم يقتل كل سكان المدينة رجالها ونساءها وأطفالها كما فعلتم، إنّما أمن كل إنسان على نفسه وترككم ودينكم وكنائسكم لم يهدمها، وكذلك فعل السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي عندما فتح القدس، لم يرد بالمثل كما فعلتم ولم يغرق المدينة في أنهار الدم كما فعلتم يا أهل الشر، بل عفى وتجاوز ووهب ورحم ممّا أثار عجبكم من فعله وسطره أتباعك في كتبهم.
فهل عقلت وعرفت من أتباع الشر ومن أتباع الخير والرحمة؟
وفي شهر مارس 2008 وبينما العالم الإسلامي يموج بالغضب من إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في الدنمارك والإعلان عن فيلم هولندي يسيء للقرآن والإسلام، خرج على العالم بندكت المعروف عنه كراهيته للإعلام وانعزاله وعدم حبه للظهور الإعلامي، إلاّ أنّه وفي تقليد غير مسبوق خرج على العالم فيما يسمى عند النصارى احتفال عيد الفصح بتعميد صهيوني كان مصريا إسمه مجدي علام صاحب كتاب (تحيا إسرائيل) وانتسب للإسلام إسما، فماذا يريد بندكت من رسالته الإعلامية تلك؟ هل هو تعبير عن الفرح بالنصر بتعميد ذلك الضال؟
خسئت وضاع سراب حلمك الواهن فما فعلته أشبه بضراط في مكان عام، فمن عمدته ربيب للصهيونية أعداء الله والإنسانية قتلة الأنبياء، ولايشرف الإسلام بانتسابه له حتى اسما ولو ذرة، بل يفرح المسلمون بلفظه لكم، لكن مافعلته يكشف عن كم هائل في نفسك من العداء للإسلام والمسلمين ورغبة دفينة في نفسك الخبيثة.
ثم أين أنت ممّا تتشدق به من قول منسوب للمسيح عليه السلام أحبوا أعدائكم، لكني والله أقول لك أنّ المسيح عليه السلام بريء منك ومن أمثالك، وأذكرك أنّك يامن تدعي المحبة والسلام أنّك تنفخ في رماد الشر، وأنّك تدعو أتباعك إلى محاولة استفزاز المسلمين بأي طريقة ووسيلة، فهل ذلك من الدعوة للسلام والخير للعالم؟
ولكن لتعلم يابندكت إن تغافلت عن العلم أنّ المسلمين أقوياء جدا بإيمانهم وعقيدتهم، فرغم ماترصدونه من مليارات للتنصير إلاّ أنّ أتباعكم في أوروبا يسلمون لله، وفي ميدان الحرب ذاق أتباعك الذين عمدت وصلبت وبخرت أسلحتهم الحربية ذاقوا في أفغانستان والعراق قوة وبأس المسلمين رغم الفارق الكبير جدا في الإمكانيات العسكرية. ولكنها يابندكت قوة العقيدة الإسلامية، إنّها أقوى من أي سلاح تحتمون به، وهاهو أكبر حليف ونصير لك وأقوى قوة عسكرية واقتصادية في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" تئن من قوة المسلمين، وتتجرع الويلات من بأس وجهاد المسلمين وتبحث عن مفر للهروب ولكن أنّى لهم.
ويبقى أنّ رسالتك للشر والعدوان والحقد لابد أن يعييها كل المسلمين السذج المخدوعين بسراب حوار الأديان والتعايش مع عدو يسعى علانية وسرا لتدمير المسلمين، نعم لابد أن يفيق هؤلاء من غفلتهم فالبر والعدل مع من لايحاربنا، أمّا من يحاربنا فالعدل هو أن نرده عن غيه وشره.
وأخيرا يابندكت أنت مغالط وحاقد وصليبي عدواني، نعم ولكن نحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة لن نكذب ولن نسعى إلى الشر، بل ندافع عن حقنا وعقيدتنا بكل مانملك ولانلين ونمد أيدينا بكل قوة وعزة إليك وإلى كل حاقد ونقول لك: أسلم واستغفر لذنبك يؤتك الله أجرك مرتين وإلاّ أنت ومن معك في ضلال مبي
تعليق