رد شبهة: نبيٌّ يقول: " أنكتها " ؟!
من الشبهاتِ التي أثاروها للطعنِ في نبوةِ النبيّ محمد r ... أنهم قالوا: محمدٌ رسول الإسلام يتلفظُ بألفاظٍ خارجةٍ عن الأدبِ والذوقِ، ولا تليق بالنبوةِ ...!
فإنْ قلتَ: وما هي تلك الكلمات... ؟!
سوف يأتون بحديث ماعز ويقولون: نحن لا نتكلم إلا بدليل فقد قال نبيُّكم لماعز: " أنكتها " ؟!
وذلك حينما جاء إليه ماعز ليعترف على نفسِه بجريمة بالزنا ، فهل هذه هي أخلاق الأنبياءِ الصادقين ...؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبيَّ محمدًاr منْ أعظم الناس خَلقا وخُلُقًا... دلل على ذلك ما يلي:
4- كان rيدعو أصحابَه لحسنِ الخلقِ، ويقرب منه أحسنهم خُلقا...
ثبت ذلك في الآتي :
ب- سنن أبي داودَ برقم 3562 أن النبيَّr نصح لرجلٍ قائلاً له : " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ". قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً. قَالَ :" وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْه " . تحقيق الألباني:( صحيح ) انظر حديث رقم : 98 في صحيح الجامع .
د- الحاكم في المستدرك برقم 29 عن عبد الله بن مسعود عن النبي r قال:" ليس المؤمنُ بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء ".
تحقيق الألباني: ( صحيح ) انظر حديث رقم 5381 في صحيح الجامع.
وسوف أثبت ذلك وأكثر من خلالِ الحديثِ نفسِه "محل الاعتراض" ، وأثبتُ أنّ أخلاقَه r أفضل من أخلاقِ يسوعَ المسيح التي نُسبت له في الأناجيلِ ...
ثانيًا : إنّ الأحاديثَ التي جاءت فيها كلمةِ " أنكتها " أحاديث صحيحة ، ولا أنكرها ذلك البتة... وهذه بعض من الروايات القصة كاملة شاملة الكلمة "محل الاعتراض" كما يلي :
2- سنن أبى داود برقم 3843 عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ :جَاءَ الْأَسْلَمِيُّ نَبِيَّ اللَّهِ r فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ r فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: أَنِكْتَهَا ؟قَالَ: نَعَمْ قَالَ: حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ .قَالَ :كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ؟ قَالَ :نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنْ امْرَأَتِهِ حَلَالًا. قَالَ :فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَسَمِعَ r رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ :أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ زَادَ وَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ :رُبِطَ إِلَى شَجَرَةٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :وُقِفَ .
3- مسند أحمد 2307 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ؟ قَالَ: لَا.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " أَنِكْتَهَا لَا يُكَنِّي" قَالَ :نَعَمْ. قَالَ :فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح.
4-سنن الدار قطني 3491 عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جَاءَ الأَسْلَمِي نبي اللَّهِ r فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ فَأَقْبَلَ في الْخَامِسَةِ فَقَالَ كَلِمَةً "أَنِكْتَهَا ". قَالَ :نَعَمْ . قَالَ: " حَتَّى غَابَ في ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ في الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ في الْبِئْرِ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِى مَا الزِّنَا " قَالَ : نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يأتي الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً. قَالَ: " فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ". قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تطهرني فَأَمَرَ بِهِ النبي r فَرُجِمَ فَسَمِعَ النبيُّ r رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ :انْظُرْ إِلَى هَذَا الذي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ النبيُّ r ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: " أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ "؟. قَالاَ :نَحْنُ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: " انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ سَهْمًا ". فَقَالاَ: يَا نبي اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا قَالَ: « فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلِ الْمَيْتَةِ والذي نفسي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لفي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيهَا ». الرشاء : حبل الدلو، المرود : العود من الزجاج أو المعدن يكتحل به.
5-شرح السنة للإمام البغوي كتاب الحدود ( ج5 / ص 262 ) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبيَّ r، فَقَالَ لَهُ : لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ ، أَوْ غَمَزْتَ ، أَوَ نَظَرْتَ ، قَالَ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَنِكْتَهَا لا يَكْنِي" ، قَالَ : " فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
6-السنن الصغرى للبيهقي برقم 2566 وروينا في حديث أبي هريرة أن الأسلمي ، جاء إلى النبيِّ r ، فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه ، فأقبل في الخامسة ، فقال : " أنكتها ؟ " قال : " نعم " . قال : " حتى غاب ذلك منك في ذلك منها ؟ " قال : "نعم " قال : " كما يغيب المرود في المكحلة ، والرشا في البئر ؟ " قال : نعم . قال : " هل تدري ما الزنا ؟ " قال : " نعم "، أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا . قال : " فما تريد بهذا القول ؟ " قال : أريد أن تطهرني ، فأمر به ، فرجم .
وأتساءل: هل كلمة ( أنكتها ) كلمة قبيحة وقذرة كما يزعم المعترضون... ؟!
الجواب: لا؛ لأن هذه الكلمة لها أصل في اللغةِ العربية، كلمة فصيحة معروفة في كتب اللغة غير مستقبحٍ، ولا مهين، ولا شنيعٍ ....!
جاء ذكرها على سبيل المثال لا الحصر في الآتي :
1- كتاب تهذيب اللغة : باب (كفى) فَكُنْ أَنْوَكَ النّوْكَي إذا مَا لَقِيَّهُمْ (نيك)
قال الليث : النَّيِكُ : معروف ، والفاعل: نائكٌ ، والمفعول به: مَنِيكٌ ومَنْيوكٌ ، والأنثى: مَنُيوكةٌ . اهـ
2- كتاب العين الجزء الخامس : النيك : معروف ، والفاعل ، نائك ، والمفعول به: منيك ومنيوك ، والأنثى: منيوكة.
نكي : نكيت في العدو أنكي نكاية ، [ إذا هزمته وغلبته ].
ولغة أخرى: نكأت أنكؤ نكأ . اهـ
إذًا : اللفظُ كنايةٌ عن الجماعِ ، وهو لفظٌ مستترٌ عند العربِ ، والدليل على ذلك أنه لم يرد في القرآنِ الكريم مرة واحدة، ولم يرد في أحاديث النبيّ محمد r إلا في تلك الواقعة فقط ...
وبالتالي فإن اللفظ كناية عن الجماعِ والوطءِ، ولكنْ لما انتُهك هذه الكلمة من قِبَلِ الفُسقةِ، والسوقةِ، والعامةِ...وصارت قبيحةً بين العوامِ والجهّلة... أصبح من الصعب علينا بأن نتلفظ بها في أيامنا ...
ويؤكد ما سبق أيضًا أنَ الكافرين والمشركين العرب أنفسهم وغيرهم من الذين كانوا يتربصون بالنبيّ محمد r الدوائر.... لم ينكروا عليه هذه اللفظة أبدًا ....
ولا استنكر واحد من الصحابة y الذين قيل أمامهم هذا الحديث وهذه اللفظة، ولم يتساءل وأحدٌ منهم لماذا قالها النبيُّ محمد r إذا كانت قبيحة شنيعة ... ؟!
إذًا: الكلمة لها أصلُ عند العربِ ، وليس فيها قبح ، أو قذارة أو بشاعة ؛ ولكن مع مرورِ الأيام اُنتهكت من قبل السوقة والعامة والفسقة كما هو الحال الآن...!!
مثال توضيحي:
كلمة ( مأتم ):
معناها عند العربِ قديمًا هو: اجتماع مجموعة من الناسِ في مكانٍ معينٍ لحزنٍ أو فرحٍ.
لكن مع تغيرِ الأعرافِ والأزمنةِ صار معناها:هو اجتماع مجموعة من الناسِ في مكانٍ معينٍ لحزنٍ على فقيدٍ ميتٍ فقط ...
ثالثًا: إن النبيَّ محمدًا r كان قاضيًا فلابد للقاضي أن يتثبت قبل حكمه ،لاسيما إذا كانت القضية تتعلق بحياةِ إنسانٍ قد تُزهق روحه ظلما ....
لذا قال لَهُ النبيُّ محمد r: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ ؟ " قَالَ: " لَا ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : "أَنِكْتَهَا لَا يُكَنِّي" قَالَ : " نَعَمْ ". فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ ".
نلاحظ من روايةِ أبي داود أن ماعزًا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ محمد r فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: " أَنِكْتَهَا" ؟
قَالَ : " نَعَمْ ".
ونلاحظ أيضًا: حتى غاب ذاك منك في ذلك منها ،كما يغيب المرود في المكحلة، والرشاء في البئر ؟ قال نعم
وعليه : لا يجوز التصريح باسم العورة إلا إذا كانت هناك ضرورة اقتضتها المصلحة الحكمية للقاضي؛لا سيما في باب الحدودِ التي لا يصح فيها الكناية والتلميح أو التعريض ....لا سيما أن أصل القضاء هو: "درء الحدود بالشبهات"
فكم من كلمةٍ فُهمت خطأً كانت سببًا في قتلِ أبرياء لا ذنب لهم ؛ كما كان من خالد بن الوليد لما قتل ناسًا قبل معركةٍ قالوا له : " صبأنا " !
فهمها هو أنهم أرادوا أن يقولوا: ( كفرنا )؛ ولكنّ المعنى كان على العكسِ من ذلك لَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ:" صَبَأْنَا صَبَأْنَا " .
فقال r بعد علمِه بما حدث : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ ".
رواه البخاري في صحيحه برقم3994 .
وقد عاتب اللهُI نبيَّه داودَ u لما جاءه رجلان ليتحاكما إليه في قضية... فتسرع u في الحكمِ؛ سمع للأول فحكم له قبل أن يستمع من الآخر...
قال I: ] يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) [ (ص).
وما فهمتُه فهمه قبلي وعلمه علماءٌ أجلاءٌ منهم ما يلي:
2- قال ابنُ بطال في شرحِه للبخاري وللحديث : قال المهلب وغيره : في هذا الحديث دليل على جواز تلقين المقر في الحدود ما يدرأ بها عنه ألا ترى أن النبي rقال لماعز : " لعلك غمزت أو قبلت " ليدرأ عنه الحد إذ لفظ الزنا يقع على نظر وجميع الجوارح، فلما أتى ماعز بلفظ مشترك لم يحده النبي r حتى وقف على صحيح ما أتاه بغير إشكال؛ لأن من سننه r درء الحدود بالشبهات، فلما أفصح وبين أمر برجمه.
قال غيره: وهذا يدل أن الحدود لا تقام إلا بالإفصاح دون الكنايات، ألا ترى لو أن الشهود شهدوا على رجل بالزنا، ولم يقولوا رأيناه أولج فيها كان حكمهم حكم من قذف لا حكم من شهد، رفقًا من الله بعباده وسترًا عليهم ليتوبوا.
قال المهلب : وقد استعمل التلقين بعد النبي r أصحابه الراشدون ...... اهـ
3-قال الشيخُ ابن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين : يسال الإنسان عن دينه ولا يستحي ولهذا لما جاء ماعز بن مالك -رضي الله عنه- إلى النبي r جاء يقر بالزنا يقول إنه زنى فأعرض عنه النبي r ثم جاء ثانية وقال إنه زنى فأعرض عنه ثم جاء ثالثة وقال إنه زنى فاعرض عنه النبي r يريد أن يتوب فيتوب الله عليه فلما جاء الرابعة ناقشة النبي r قال: أبك جنون قال لا يا رسول الله قال أتدرى ما الزنا ؟ قال: نعم الزنا أن يأتي الرجل من المرأة حراما ما يأتي الرجل من زوجته حلالا فقال له: أنكتها لا يكني بل صرح هنا مع أن هذا مما يستحي منه لكن الحق لا يستحي منه قال له: أنكتها ؟ قال: نعم قال حتى غاب ذاك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر ؟ قال نعم فهذا شيء يستحي منه لكن في باب الحق لا تستحي جاءت أم سليم إلى رسول الله r تسأله فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال: نعم إذا هي رأت الماء هذا السؤال ربما يخجل منه الرجل أن يسأله ولا سيما في المجلس لكن أم سليم لم يمنعها الحياء من أن تعرف دينها وتتفقه فيه وعلى هذا فالحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤال عنه حياء مذموم ولا ينبغي أن نسميه حياء بل نقول : إن هذا خور وجبن وهو من الشيطان فاسأل عن دينك ولا تستح أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة فالحياء خير من عدم الحياء إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.... اهـ
ومن المعلوم أن الإسلامَ دين منبع المحاسن، والأخلاق الحميدة لكل الأزمنة والأماكن... فقد نهي الإسلامُ عن كل ما يؤذي الآخرين من قولٍ أو فعلٍ.... فقد نهى عن السخريةِ ، ونهى عن التنابزِ بالألقابِ ، ونهى عن والتجسس والغيبةِ والنميمةِ....
قال I : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ (الحجرات11).
وكان النبيُّ محمد r يتستر عن أسماء أناسٍ يخطئون بالأفعالِ أو الأقوالِ... فعندما يخطئون كان يقول :" ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا ".
جاء في صحيحِ مسلمٍ برقم 2487 عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ r عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :لَا آكُلُ اللَّحْمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ".
وكان النبيُّ محمد r أشدَّ حياء من العذراءِ في خِدرِها ... وذلك من الآتي:
2- مسندِ أحمد برقم 6526 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ r فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: " مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ".
وغيرها الكثير من سيرته...
رابعًا: بعد أن قمتُ بتوضيح الكلمة وبينّتُ أصلها في اللغة العربية، وبينّتُ لماذا قالها النبيُّ محمد r بعد عدة أسئلة طرحها لماعز...
وأن الحديثَ يدلُ على عدلِه ورحمتِه r ، وليُعلم الأمةَ من بعدِه التحقق، والتثبت من الأخبارِ، وعدم التسرع في الحكم عند القضاء ، والبعد عن التلميحِ والتعريضِ بحسب الضرورةِ خصوصًا في مسائلِ الحدودِ التي تتعلق بأرواحِ العبادِ ....
فالحديثُ أراه بيانًا عمليًّا لما جاء في كتاب الله المجيد:
3-قولهI : ]وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ [ (الإسراء33) .
4-قولهI : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) [ ( الحشر ).
وقد تثبّت النبيُّ محمد r من أمرِ ماعزٍ كما ظهر لنا من مجموع الروايات.... سأل r أبه جنون أم به سكر ...؟!
والحق أنه لم يكن مريضِ اكتئاب أراد الموت كما يزعم الساخرون...
بل أراد أن يطهر نفسه بحد الله ؛فيلقى ربَّه بغير أثم كبير...
جاء في روايةِ مسلمِ في صحيحه برقم 3207 أنه r سأل عن حالِه قائلًا : أَبِهِ جُنُونٌ ؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ. فَقَالَ: أَشَرِبَ خَمْرًا ؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : أَزَنَيْتَ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ . وتذكر الروايات أن النبيَّ قال لَهُ : " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ" " ؟ قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي " قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ .
و قد تثبّت النبيُّ محمد r من المرأةِ التي زنت بقولِها عن نفسِها :" إني حُبلى من الزنا" !
وذلك في صحيحِ مسلم برقم 3207 جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الْأَزْدِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ :وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ :أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى مِنْ الزِّنَى فَقَالَ: آنْتِ؟ قَالَتْ :نَعَمْ. فَقَالَ لَهَا: "حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ ". قَالَ :فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ. قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتْ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ : " إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا .... ".
وأتساءل: ماذا لو أقام النبيُّ محمد r حدَ الرجمِ على معاذٍ دون بينةٍ واضحةٍ، وتبين له بعد ذلك أنه بريء؛ أراد أن ينهى حياته منتحرًا...؟!
ثم هب أنه قتله دون أن يسأله تلك الأسئلة ...ماذا سيقول المعترضون عن ذلك ؟!!
الجواب: سوف يقولون: نبيٌ قاتلٌ ؛قتل الرجلَ دون أن يتثبت، ويعدل بين الناس ؛وقد ظلمه ظلمًا مبينًا، وكان ماعزا بريئًا....!!!
خامسًا: قبل أن أطرق البابَ إلى الكتابِ المقدس أقول: إن المسيحَ u من أعظمِ الناسِ خلقا وخُلقًا، من أولي العزم من الرسل... إنني لم ولن أطعن فيه كما طعنوا بالنبي محمد طعونًا.....
إنني أعتقد تمام الاعتقاد أن المسيحَ u معصومٌ من الأخطاءِ الكبيرة كغيره من الأنبياءِ، ولكنّ كتبة الأناجيل نسبوا إليه أنه كان صاحب أخلاق سيئة ... وهذا أمر عجيب وغريب أن يسوعَ المسيح u كان شاتمًا سبابًا أثيمًا ... !!
والأعجب من هذا أنّ بولس الرسول قد أعلن في رسالته الأولى إلى كورنثوس أصحاح 6 عدد 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
الملاحظ من كلامِه: أن الشاتمين لا يرثون ملكوتَ اللهِ !
فبحسب كلامِ بولس الرسول.
نلاحظ بعد النظر في الأناجيل أنّ يسوع لن يدخل الملكوت ( الجنة )! للآتي:
القصةَ كاملةَ جاءت في إنجيلِ متي أصحاح 15 عدد 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.
الملاحظ : أن كلَّ من ليس يهوديًا فهو من الكلاب بحسب كلامِ يسوع في الأناجيل...!
وأتساءل: كيف يصدر تعبير مهين قاس شنيع هكذا من إله المحبة " يسوع " بحسب معتقد المعترض ؟!
قام بشتم معلمي الشريعة قائلاً لهم: " يا أولاد الأفاعي " (متى 3 / 7 ).
شتمهم في موضعٍ آخرٍ قائلاً لهم : " أيها الجهالُ العميان " ( متى 23 / 17 ).
وشتمهم في موضعٍ آخر قائلاً لهم : " يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ " ( لوقا11/40).
الملاحظ : أنه شتمهم في حين أن بولس نفسه اعتذر حين سب أحدَهم قائلًا: " ما كُنتُ أعرِفُ ، أيُّها الإخوةُ، أنَّهُ رَئيسُ الكَهنَةِ. فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تَقولُ: " لا تَلعَنْ رَئيسَ شَعبِكَ " ( أعمال الرسل 23/ 5).
فالملاحظ من النصوصِ : إما أن بولس الرسول كان يجهل تعاليم إلهه "يسوع" ،أو ان بولس كان يعلمُها وخالف حُكمِه.... !
3 - أخلاق يسوع تجاه أمه ؛ قام بإهانتها وسط الحضور بقوله لها : " مالي ولك يا امرأة ". (يوحنا 2 /4 ).
بينما يقول المسيحُ u عن حالِه مع أمِه في القرآن الكريم : ]وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [ (مريم32).
وأكتفي بهذا القليل المنسوب إلى يسوع في الأناجيل من الكتبة الذي ذكروا الكثير...
وأما عن ألفاظ غير لائقة... الواردة في الكتابِ المقدس فما أكثرها وأشنعها....!!
فقط أكتفي بذكرِ نصين فيهما ذكر العورة ...
الأول : في سفر صموئيل الأول أصحاح 20 عدد 30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْت أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ ؟!
الثاني : في سفر الأمثال أصحاح 30 عدد15لِلْعَلُوقَةِ بِنْتَانِ: «هَاتِ، هَات!». ثَلاَثَةٌ لاَ تَشْبَعُ، أَرْبَعَةٌ لاَ تَقُولُ: «كَفَا».
وبحسب الترجمة اليسوعية : " للعلقة بنتان تقولان: "هات هات" ، ثلاث لا تشبع ، وأربع لا تقول : " كفا " !
قلتُ : ما هو تفسيرهم للفظ "العلقة" وهي كلمة تقال الآن على سبيل السب الفاحش لوصف امرأة بالعهر والدعارة....!!
لا تعليق!!
كتبه / أكرم حسن مرسي
نقلًا عن كتابه / رد السهام عن خير الأنام
من الشبهاتِ التي أثاروها للطعنِ في نبوةِ النبيّ محمد r ... أنهم قالوا: محمدٌ رسول الإسلام يتلفظُ بألفاظٍ خارجةٍ عن الأدبِ والذوقِ، ولا تليق بالنبوةِ ...!
فإنْ قلتَ: وما هي تلك الكلمات... ؟!
سوف يأتون بحديث ماعز ويقولون: نحن لا نتكلم إلا بدليل فقد قال نبيُّكم لماعز: " أنكتها " ؟!
وذلك حينما جاء إليه ماعز ليعترف على نفسِه بجريمة بالزنا ، فهل هذه هي أخلاق الأنبياءِ الصادقين ...؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ النبيَّ محمدًاr منْ أعظم الناس خَلقا وخُلُقًا... دلل على ذلك ما يلي:
- زكاه اللهُI في خُلقِه قائلًا: ] وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ ( القلم4).
- كانr قرآنًا يمشي على الأرضِ ؛ ثبت ذلك في مسندِ أحمدَ برقم 24139 عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ :سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّه ِr ؟ فَقَالَتْ : " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ".
- لم يكن rفاحشًا ولا متفحشًا... وذلك في مسندِ أحمدَ برقم 24247 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ r فَاحِشًا ، وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ ".
4- كان rيدعو أصحابَه لحسنِ الخلقِ، ويقرب منه أحسنهم خُلقا...
ثبت ذلك في الآتي :
- مسند أحمدَ برقم6526 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ r فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ".
ب- سنن أبي داودَ برقم 3562 أن النبيَّr نصح لرجلٍ قائلاً له : " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ". قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً. قَالَ :" وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْه " . تحقيق الألباني:( صحيح ) انظر حديث رقم : 98 في صحيح الجامع .
- صحيح الجامع برقم : 1176 قال r : " أقربكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحسنكم خلقا ". تحقيق الألباني: ( حسن ) .
د- الحاكم في المستدرك برقم 29 عن عبد الله بن مسعود عن النبي r قال:" ليس المؤمنُ بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء ".
تحقيق الألباني: ( صحيح ) انظر حديث رقم 5381 في صحيح الجامع.
وسوف أثبت ذلك وأكثر من خلالِ الحديثِ نفسِه "محل الاعتراض" ، وأثبتُ أنّ أخلاقَه r أفضل من أخلاقِ يسوعَ المسيح التي نُسبت له في الأناجيلِ ...
ثانيًا : إنّ الأحاديثَ التي جاءت فيها كلمةِ " أنكتها " أحاديث صحيحة ، ولا أنكرها ذلك البتة... وهذه بعض من الروايات القصة كاملة شاملة الكلمة "محل الاعتراض" كما يلي :
- صحيح البخاري كِتَاب ( الْحُدُودِ ) بَاب ( هَلْ يَقُولُ الْإِمَامُ لِلْمُقِرِّ لَعَلَّكَ لَمَسْتَ أَوْ غَمَزْتَ ) برقم 6324 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ r قَالَ لَهُ: لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ ؟ قَالَ:لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ .قَالَ: " أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي " قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.
2- سنن أبى داود برقم 3843 عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ :جَاءَ الْأَسْلَمِيُّ نَبِيَّ اللَّهِ r فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ r فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: أَنِكْتَهَا ؟قَالَ: نَعَمْ قَالَ: حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ .قَالَ :كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ؟ قَالَ :نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنْ امْرَأَتِهِ حَلَالًا. قَالَ :فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَسَمِعَ r رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ :أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ زَادَ وَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ :رُبِطَ إِلَى شَجَرَةٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :وُقِفَ .
3- مسند أحمد 2307 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ؟ قَالَ: لَا.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " أَنِكْتَهَا لَا يُكَنِّي" قَالَ :نَعَمْ. قَالَ :فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح.
4-سنن الدار قطني 3491 عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جَاءَ الأَسْلَمِي نبي اللَّهِ r فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ فَأَقْبَلَ في الْخَامِسَةِ فَقَالَ كَلِمَةً "أَنِكْتَهَا ". قَالَ :نَعَمْ . قَالَ: " حَتَّى غَابَ في ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ في الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ في الْبِئْرِ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِى مَا الزِّنَا " قَالَ : نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يأتي الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً. قَالَ: " فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ". قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تطهرني فَأَمَرَ بِهِ النبي r فَرُجِمَ فَسَمِعَ النبيُّ r رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ :انْظُرْ إِلَى هَذَا الذي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ النبيُّ r ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: " أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ "؟. قَالاَ :نَحْنُ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: " انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ سَهْمًا ". فَقَالاَ: يَا نبي اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا قَالَ: « فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلِ الْمَيْتَةِ والذي نفسي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لفي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيهَا ». الرشاء : حبل الدلو، المرود : العود من الزجاج أو المعدن يكتحل به.
5-شرح السنة للإمام البغوي كتاب الحدود ( ج5 / ص 262 ) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبيَّ r، فَقَالَ لَهُ : لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ ، أَوْ غَمَزْتَ ، أَوَ نَظَرْتَ ، قَالَ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَنِكْتَهَا لا يَكْنِي" ، قَالَ : " فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
6-السنن الصغرى للبيهقي برقم 2566 وروينا في حديث أبي هريرة أن الأسلمي ، جاء إلى النبيِّ r ، فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه ، فأقبل في الخامسة ، فقال : " أنكتها ؟ " قال : " نعم " . قال : " حتى غاب ذلك منك في ذلك منها ؟ " قال : "نعم " قال : " كما يغيب المرود في المكحلة ، والرشا في البئر ؟ " قال : نعم . قال : " هل تدري ما الزنا ؟ " قال : " نعم "، أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا . قال : " فما تريد بهذا القول ؟ " قال : أريد أن تطهرني ، فأمر به ، فرجم .
وأتساءل: هل كلمة ( أنكتها ) كلمة قبيحة وقذرة كما يزعم المعترضون... ؟!
الجواب: لا؛ لأن هذه الكلمة لها أصل في اللغةِ العربية، كلمة فصيحة معروفة في كتب اللغة غير مستقبحٍ، ولا مهين، ولا شنيعٍ ....!
جاء ذكرها على سبيل المثال لا الحصر في الآتي :
1- كتاب تهذيب اللغة : باب (كفى) فَكُنْ أَنْوَكَ النّوْكَي إذا مَا لَقِيَّهُمْ (نيك)
قال الليث : النَّيِكُ : معروف ، والفاعل: نائكٌ ، والمفعول به: مَنِيكٌ ومَنْيوكٌ ، والأنثى: مَنُيوكةٌ . اهـ
2- كتاب العين الجزء الخامس : النيك : معروف ، والفاعل ، نائك ، والمفعول به: منيك ومنيوك ، والأنثى: منيوكة.
نكي : نكيت في العدو أنكي نكاية ، [ إذا هزمته وغلبته ].
ولغة أخرى: نكأت أنكؤ نكأ . اهـ
- كتاب لسان العرب : باب ( نيك ) النَّيْكُ معروف والفاعل نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً والنَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة وفي المثل قال من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ غلبهم النُّعاسُ وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ انطبق بعضها على بعض الأَزهري في ترجمة نكح ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها. اهـ
- كتاب الْمُغْرِبِ فِي تَرْتِيبِ الْمُعْرِبِ باب (النون): ( النَّيْكُ ) مِنْ أَلْفَاظِ التَّصْرِيحِ فِي بَابِ النِّكَاحِ ( وَمِنْهُ ) حَدِيثُ [ مَاعِزٍ أَنِكْتَهَا قَالَ: نَعَمْ ] ( وَقَوْلُهُمْ ) حَتَّى ذِكْرُ الْكَافِ وَالنُّونِ كِنَايَةٌ عَنْهُ حَسَنَةٌ إلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْهُ فِيمَا عِنْدِي مِنْ كُتُبِ الْأَحَادِيثِ . اهـ
إذًا : اللفظُ كنايةٌ عن الجماعِ ، وهو لفظٌ مستترٌ عند العربِ ، والدليل على ذلك أنه لم يرد في القرآنِ الكريم مرة واحدة، ولم يرد في أحاديث النبيّ محمد r إلا في تلك الواقعة فقط ...
وبالتالي فإن اللفظ كناية عن الجماعِ والوطءِ، ولكنْ لما انتُهك هذه الكلمة من قِبَلِ الفُسقةِ، والسوقةِ، والعامةِ...وصارت قبيحةً بين العوامِ والجهّلة... أصبح من الصعب علينا بأن نتلفظ بها في أيامنا ...
ويؤكد ما سبق أيضًا أنَ الكافرين والمشركين العرب أنفسهم وغيرهم من الذين كانوا يتربصون بالنبيّ محمد r الدوائر.... لم ينكروا عليه هذه اللفظة أبدًا ....
ولا استنكر واحد من الصحابة y الذين قيل أمامهم هذا الحديث وهذه اللفظة، ولم يتساءل وأحدٌ منهم لماذا قالها النبيُّ محمد r إذا كانت قبيحة شنيعة ... ؟!
إذًا: الكلمة لها أصلُ عند العربِ ، وليس فيها قبح ، أو قذارة أو بشاعة ؛ ولكن مع مرورِ الأيام اُنتهكت من قبل السوقة والعامة والفسقة كما هو الحال الآن...!!
مثال توضيحي:
كلمة ( مأتم ):
معناها عند العربِ قديمًا هو: اجتماع مجموعة من الناسِ في مكانٍ معينٍ لحزنٍ أو فرحٍ.
لكن مع تغيرِ الأعرافِ والأزمنةِ صار معناها:هو اجتماع مجموعة من الناسِ في مكانٍ معينٍ لحزنٍ على فقيدٍ ميتٍ فقط ...
ثالثًا: إن النبيَّ محمدًا r كان قاضيًا فلابد للقاضي أن يتثبت قبل حكمه ،لاسيما إذا كانت القضية تتعلق بحياةِ إنسانٍ قد تُزهق روحه ظلما ....
لذا قال لَهُ النبيُّ محمد r: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ ؟ " قَالَ: " لَا ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : "أَنِكْتَهَا لَا يُكَنِّي" قَالَ : " نَعَمْ ". فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ ".
نلاحظ من روايةِ أبي داود أن ماعزًا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ محمد r فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: " أَنِكْتَهَا" ؟
قَالَ : " نَعَمْ ".
ونلاحظ أيضًا: حتى غاب ذاك منك في ذلك منها ،كما يغيب المرود في المكحلة، والرشاء في البئر ؟ قال نعم
وعليه : لا يجوز التصريح باسم العورة إلا إذا كانت هناك ضرورة اقتضتها المصلحة الحكمية للقاضي؛لا سيما في باب الحدودِ التي لا يصح فيها الكناية والتلميح أو التعريض ....لا سيما أن أصل القضاء هو: "درء الحدود بالشبهات"
فكم من كلمةٍ فُهمت خطأً كانت سببًا في قتلِ أبرياء لا ذنب لهم ؛ كما كان من خالد بن الوليد لما قتل ناسًا قبل معركةٍ قالوا له : " صبأنا " !
فهمها هو أنهم أرادوا أن يقولوا: ( كفرنا )؛ ولكنّ المعنى كان على العكسِ من ذلك لَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ:" صَبَأْنَا صَبَأْنَا " .
فقال r بعد علمِه بما حدث : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ ".
رواه البخاري في صحيحه برقم3994 .
وقد عاتب اللهُI نبيَّه داودَ u لما جاءه رجلان ليتحاكما إليه في قضية... فتسرع u في الحكمِ؛ سمع للأول فحكم له قبل أن يستمع من الآخر...
قال I: ] يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) [ (ص).
وما فهمتُه فهمه قبلي وعلمه علماءٌ أجلاءٌ منهم ما يلي:
- قال ابنُ حجر في الفتح في شرحه : وَقَوْله " فِي خِدْرهَا " ِبكَسْرِ الْمُعْجَمَة أَيْ فِي سِتْرهَا، وَهُوَ مِنْ بَاب التَّتْمِيم ، لِأَنَّ الْعَذْرَاء فِي الْخَلْوَة يَشْتَدّ حَيَاؤُهَا أَكْثَر مِمَّا تَكُون خَارِجَة عَنْهُ ، لِكَوْنِ الْخَلْوَة مَظِنَّة وُقُوع الْفِعْل بِهَا ، فَالظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد تَقْيِيده بِمَا إِذَا دُخِلَ عَلَيْهَا فِي خِدْرهَا لَا حَيْثُ تَكُون مُنْفَرِدَة فِيهِ ، وَمَحَلّ وُجُود الْحَيَاء مِنْهُ rفِي غَيْر حُدُود اللَّه ، وَلِهَذَا قَالَ لِلَّذِي اِعْتَرَفَ بِالزِّنَا أَنِكْتَهَا لَا يُكَنِّي كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي الْحُدُود ....اهـ
2- قال ابنُ بطال في شرحِه للبخاري وللحديث : قال المهلب وغيره : في هذا الحديث دليل على جواز تلقين المقر في الحدود ما يدرأ بها عنه ألا ترى أن النبي rقال لماعز : " لعلك غمزت أو قبلت " ليدرأ عنه الحد إذ لفظ الزنا يقع على نظر وجميع الجوارح، فلما أتى ماعز بلفظ مشترك لم يحده النبي r حتى وقف على صحيح ما أتاه بغير إشكال؛ لأن من سننه r درء الحدود بالشبهات، فلما أفصح وبين أمر برجمه.
قال غيره: وهذا يدل أن الحدود لا تقام إلا بالإفصاح دون الكنايات، ألا ترى لو أن الشهود شهدوا على رجل بالزنا، ولم يقولوا رأيناه أولج فيها كان حكمهم حكم من قذف لا حكم من شهد، رفقًا من الله بعباده وسترًا عليهم ليتوبوا.
قال المهلب : وقد استعمل التلقين بعد النبي r أصحابه الراشدون ...... اهـ
3-قال الشيخُ ابن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين : يسال الإنسان عن دينه ولا يستحي ولهذا لما جاء ماعز بن مالك -رضي الله عنه- إلى النبي r جاء يقر بالزنا يقول إنه زنى فأعرض عنه النبي r ثم جاء ثانية وقال إنه زنى فأعرض عنه ثم جاء ثالثة وقال إنه زنى فاعرض عنه النبي r يريد أن يتوب فيتوب الله عليه فلما جاء الرابعة ناقشة النبي r قال: أبك جنون قال لا يا رسول الله قال أتدرى ما الزنا ؟ قال: نعم الزنا أن يأتي الرجل من المرأة حراما ما يأتي الرجل من زوجته حلالا فقال له: أنكتها لا يكني بل صرح هنا مع أن هذا مما يستحي منه لكن الحق لا يستحي منه قال له: أنكتها ؟ قال: نعم قال حتى غاب ذاك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر ؟ قال نعم فهذا شيء يستحي منه لكن في باب الحق لا تستحي جاءت أم سليم إلى رسول الله r تسأله فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال: نعم إذا هي رأت الماء هذا السؤال ربما يخجل منه الرجل أن يسأله ولا سيما في المجلس لكن أم سليم لم يمنعها الحياء من أن تعرف دينها وتتفقه فيه وعلى هذا فالحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤال عنه حياء مذموم ولا ينبغي أن نسميه حياء بل نقول : إن هذا خور وجبن وهو من الشيطان فاسأل عن دينك ولا تستح أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة فالحياء خير من عدم الحياء إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.... اهـ
ومن المعلوم أن الإسلامَ دين منبع المحاسن، والأخلاق الحميدة لكل الأزمنة والأماكن... فقد نهي الإسلامُ عن كل ما يؤذي الآخرين من قولٍ أو فعلٍ.... فقد نهى عن السخريةِ ، ونهى عن التنابزِ بالألقابِ ، ونهى عن والتجسس والغيبةِ والنميمةِ....
قال I : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ (الحجرات11).
وكان النبيُّ محمد r يتستر عن أسماء أناسٍ يخطئون بالأفعالِ أو الأقوالِ... فعندما يخطئون كان يقول :" ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا ".
جاء في صحيحِ مسلمٍ برقم 2487 عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ r عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :لَا آكُلُ اللَّحْمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ".
وكان النبيُّ محمد r أشدَّ حياء من العذراءِ في خِدرِها ... وذلك من الآتي:
- صحيح البخاري برقم 3298 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ y قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ r أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ".
2- مسندِ أحمد برقم 6526 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ r فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: " مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ".
وغيرها الكثير من سيرته...
رابعًا: بعد أن قمتُ بتوضيح الكلمة وبينّتُ أصلها في اللغة العربية، وبينّتُ لماذا قالها النبيُّ محمد r بعد عدة أسئلة طرحها لماعز...
وأن الحديثَ يدلُ على عدلِه ورحمتِه r ، وليُعلم الأمةَ من بعدِه التحقق، والتثبت من الأخبارِ، وعدم التسرع في الحكم عند القضاء ، والبعد عن التلميحِ والتعريضِ بحسب الضرورةِ خصوصًا في مسائلِ الحدودِ التي تتعلق بأرواحِ العبادِ ....
فالحديثُ أراه بيانًا عمليًّا لما جاء في كتاب الله المجيد:
- قوله I : ] وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [ (النساء58) .
- قولهI : ] وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) [ (الأنعام ).
3-قولهI : ]وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ [ (الإسراء33) .
4-قولهI : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) [ ( الحشر ).
وقد تثبّت النبيُّ محمد r من أمرِ ماعزٍ كما ظهر لنا من مجموع الروايات.... سأل r أبه جنون أم به سكر ...؟!
والحق أنه لم يكن مريضِ اكتئاب أراد الموت كما يزعم الساخرون...
بل أراد أن يطهر نفسه بحد الله ؛فيلقى ربَّه بغير أثم كبير...
جاء في روايةِ مسلمِ في صحيحه برقم 3207 أنه r سأل عن حالِه قائلًا : أَبِهِ جُنُونٌ ؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ. فَقَالَ: أَشَرِبَ خَمْرًا ؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : أَزَنَيْتَ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ . وتذكر الروايات أن النبيَّ قال لَهُ : " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ" " ؟ قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي " قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ .
و قد تثبّت النبيُّ محمد r من المرأةِ التي زنت بقولِها عن نفسِها :" إني حُبلى من الزنا" !
وذلك في صحيحِ مسلم برقم 3207 جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الْأَزْدِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ :وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ :أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى مِنْ الزِّنَى فَقَالَ: آنْتِ؟ قَالَتْ :نَعَمْ. فَقَالَ لَهَا: "حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ ". قَالَ :فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ. قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتْ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ : " إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا .... ".
وأتساءل: ماذا لو أقام النبيُّ محمد r حدَ الرجمِ على معاذٍ دون بينةٍ واضحةٍ، وتبين له بعد ذلك أنه بريء؛ أراد أن ينهى حياته منتحرًا...؟!
ثم هب أنه قتله دون أن يسأله تلك الأسئلة ...ماذا سيقول المعترضون عن ذلك ؟!!
الجواب: سوف يقولون: نبيٌ قاتلٌ ؛قتل الرجلَ دون أن يتثبت، ويعدل بين الناس ؛وقد ظلمه ظلمًا مبينًا، وكان ماعزا بريئًا....!!!
خامسًا: قبل أن أطرق البابَ إلى الكتابِ المقدس أقول: إن المسيحَ u من أعظمِ الناسِ خلقا وخُلقًا، من أولي العزم من الرسل... إنني لم ولن أطعن فيه كما طعنوا بالنبي محمد طعونًا.....
إنني أعتقد تمام الاعتقاد أن المسيحَ u معصومٌ من الأخطاءِ الكبيرة كغيره من الأنبياءِ، ولكنّ كتبة الأناجيل نسبوا إليه أنه كان صاحب أخلاق سيئة ... وهذا أمر عجيب وغريب أن يسوعَ المسيح u كان شاتمًا سبابًا أثيمًا ... !!
والأعجب من هذا أنّ بولس الرسول قد أعلن في رسالته الأولى إلى كورنثوس أصحاح 6 عدد 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
الملاحظ من كلامِه: أن الشاتمين لا يرثون ملكوتَ اللهِ !
فبحسب كلامِ بولس الرسول.
نلاحظ بعد النظر في الأناجيل أنّ يسوع لن يدخل الملكوت ( الجنة )! للآتي:
- يسوع شتم المرأة الكنعانية، وجعلها من زمرةِ الكلابِ، وذلك عندما جاءته تسترحمه بأن يشفى ابنتَها.. رد عليها ردًا مُهينا أليمًا: " لا يجوز أن يأخذ خبز البنيين ويرمى للكلاب "! وبعدها ظلت تسترحمه كي يشفى ابنتها ففعل.......!
القصةَ كاملةَ جاءت في إنجيلِ متي أصحاح 15 عدد 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.
الملاحظ : أن كلَّ من ليس يهوديًا فهو من الكلاب بحسب كلامِ يسوع في الأناجيل...!
وأتساءل: كيف يصدر تعبير مهين قاس شنيع هكذا من إله المحبة " يسوع " بحسب معتقد المعترض ؟!
- يسوع ينقض وصيته للتلاميذ بمحبةِ الأعداءِ والإحسانِ إليهم ...
قام بشتم معلمي الشريعة قائلاً لهم: " يا أولاد الأفاعي " (متى 3 / 7 ).
شتمهم في موضعٍ آخرٍ قائلاً لهم : " أيها الجهالُ العميان " ( متى 23 / 17 ).
وشتمهم في موضعٍ آخر قائلاً لهم : " يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ " ( لوقا11/40).
الملاحظ : أنه شتمهم في حين أن بولس نفسه اعتذر حين سب أحدَهم قائلًا: " ما كُنتُ أعرِفُ ، أيُّها الإخوةُ، أنَّهُ رَئيسُ الكَهنَةِ. فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تَقولُ: " لا تَلعَنْ رَئيسَ شَعبِكَ " ( أعمال الرسل 23/ 5).
فالملاحظ من النصوصِ : إما أن بولس الرسول كان يجهل تعاليم إلهه "يسوع" ،أو ان بولس كان يعلمُها وخالف حُكمِه.... !
3 - أخلاق يسوع تجاه أمه ؛ قام بإهانتها وسط الحضور بقوله لها : " مالي ولك يا امرأة ". (يوحنا 2 /4 ).
بينما يقول المسيحُ u عن حالِه مع أمِه في القرآن الكريم : ]وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [ (مريم32).
وأكتفي بهذا القليل المنسوب إلى يسوع في الأناجيل من الكتبة الذي ذكروا الكثير...
وأما عن ألفاظ غير لائقة... الواردة في الكتابِ المقدس فما أكثرها وأشنعها....!!
فقط أكتفي بذكرِ نصين فيهما ذكر العورة ...
الأول : في سفر صموئيل الأول أصحاح 20 عدد 30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْت أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ ؟!
الثاني : في سفر الأمثال أصحاح 30 عدد15لِلْعَلُوقَةِ بِنْتَانِ: «هَاتِ، هَات!». ثَلاَثَةٌ لاَ تَشْبَعُ، أَرْبَعَةٌ لاَ تَقُولُ: «كَفَا».
وبحسب الترجمة اليسوعية : " للعلقة بنتان تقولان: "هات هات" ، ثلاث لا تشبع ، وأربع لا تقول : " كفا " !
قلتُ : ما هو تفسيرهم للفظ "العلقة" وهي كلمة تقال الآن على سبيل السب الفاحش لوصف امرأة بالعهر والدعارة....!!
لا تعليق!!
كتبه / أكرم حسن مرسي
نقلًا عن كتابه / رد السهام عن خير الأنام