بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا معتقد الولاء والبراء؟
الولاء والبراءة من أهم إيمانيات المسلم، والمسلمات العقائدية....
هذا الإيمان قد شوهت سمعته وصورته في عصرنا الحديث بوسائل متعمّدة ومنظمة، وبمنهجية مشوهة.....
فدائما ما ينسب هذا المعتقد إلى السلفية، والسلفية الجهادية ، والتكفرية، والقطبية، والداعشية...
والحق أنه يُنسب لكل مسلم آمن بالله وبدينه بالتبعية....
واليوم في عصرنا ومصرنا صار جدل واسع حوله، واتهم بُجرم من ناقش صوره زاعمين أن هذا من قبيل العنصرية والعرقية والهمجية.....
ومن هذا التشجيع الإعلامي الذي أظهر وردد شبهات من المنصرين والملحدين والعالمنين بدعوى أنها عقيدة القتل، والغل، والبغض، والكراهية... لغير المسلم، ولا إنسانية.....وهو أساس الفتن الطائفية، ولا يعترف بوطنية أو قومية او عرقية...!!
والحق أنّ هذا المعتقد أساسه أنه لله وفي لله ؛ محبة ونصرة للمؤمنين الصادقين لله وفي الله... .
وبُغض ومُعادة أفعال الكافرين الظالمين المحاربين لله وفي الله....
أنه معتقد بياني وعملي للأمر بمعروف والنهي عن منكر، ومحاربة الأفعال الإجرامية بمناهج ربانية...
ليس هذا المعتقد في دين الإسلام وحده، بل في كل دين وحين، وعرف جماعي على وجه الكرة الأرضية... وما دفعهم لمحاربته إلا غل دفين قديم؛ هدفه تخلي المسلم عن دينه والتعمية....
الولاء والبراء شرط من شروط الإيمان الصحيح...
قال تعالى : " تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)"(المائدة)
الآية تبين لنا خطورة الولاء للكافرين الظالمين المحاربين... فعقوبته سخط رب العالمين ... وتبين أنّ الولاء"النصرة والمحبة" لله وللنبي شرط من شروط السلامة الإيمانية...
الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" أوثق عرى الإيمان الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله".(كنز العمال برقم43525).
وبالتالي: رأيتُ لازمًا علي أن أكتب فيه بشكل جديد ، وبحق واضح وسديد ، وفقًا لحال عصرنا وديننا الذي يحارب بشتى السبل الوحشية ...
كما رأيتُ أنّ هناك من غالوًا وبالغًا في استعماله فضلوا وأضلوا....فمنهم من تعصب من أجل جماعتهم وحزبهم... بدعوى المحبة النصرة وأنهم على الحق المبين، وأما غيرهم فقد ضل عن سبيل الإسلام، ووجب عليهم هجرة شرعية.... وهم بذلك قد أساءوا إلى المجتمع الإسلامي بدعواهم أن الإسلام هو الحل ، وأن الإسلام مختزل في جماعتهم الشرعية ....!!
فعبارة " الإسلام هو الحل" ظاهرها حقٌ ، ولكن تعني ضمنًا أن المجتمع كافر وينبغي عليه أن يسلم ويترك المناهج الكفرية ...!
كما رأيتُ مشايخَ نافقوا حكامًا وخدعوا وشعوبًا فضلوا وأضلوا، وسموا بالجامية والرسلانية ، والمدخلية... وقد زعموا أن من خالفهم هم جماعات تكفيرية إرهابية....!
وبهذا فقد ضل الحقُ بين متشدد ومفرط، ورأيت أن أكتب عن هذه العقيدة الوسطية...
ثم أذهب كُتب اليهود والنصارى المقدسة لأظهر للقارئ معتقد "الولاء والبراء" مؤكدًا بأنه ليس خاصًا بدين الإسلام وحده؛ بل هو معتقد كل الأمم؛ فأهل الأديان يحبون وينصرون أهل دينهم وأمتهم، ويبغضون ويحاربون عدوهم على جبهتهم ... فهذا المعتقد غُرس في الفطرة والإنسانية...
تعريف الولاء والبراء:
رأيتُ البُعدَ عن ذكر كثرةِ التعريفات الحشوية بين لغوية واصطلاحية....
الولاء: كلمة تعني النُصرة والتأيد ؛ والنُصرة قلبية وفعلية لا تكون إلا لله، ولدين الله، وكل من ولاه ...
البراء: كلمة تعني التبرؤ، والمعادة ، والمخالفة لأعمال الكفر، والمعاصي، وأعمال الظلم بأنواعه ، ولكلِّ أيدّه وتبناه...
فكلّ من الولاء والبراء يكونا لله تعالى وحده ؛ يولى المسلم من ولاه الله ، ويتبرأ مما تبرأ منه الله أفعالًا، أو أشخاصًا ،أو رموزًا، أو عبارات وشعارات شركية ....
منْ أدلة الولاء والبراء منْ القرآن الكريم والكتب الحديثية:
أولًا:أدلة الولاء:
1-قول الله تعالى : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) " (المائدة).
2- قول الله تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) " (التوبة).
قول الله تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) " (الحجرات).
3-قول الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) " (الحشر).
4-قول النبي محمد r:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". (صحيح مسلم برقم 4685).
5-قول النبي محمد r:"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(صحيح البخاري برقم 2262).
6-قول النبي محمد r:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ".( صحيح البخاري برقم 459).
ثانيًا :أدلة البراء:
1-قول الله تعالى: " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " (آل عمران).
2-قول الله تعالى: " تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) " (المائدة).
3-قول الله تعالى:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) " (الزخرف).
4-قول الله تعالى: " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) " (الممتحنة).
5-قول الله تعالى: " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " (المجادلة).
6-قول النبي محمد r:"أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ " ( سنن أبي داود برقم 3983).
7-قول النبي محمد r:"ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" (صحيح البخاري برقم 15 ).
صورة لمخالفات عقيدة الولاء والبراء قديمة وعصرية:
7- مبادرة حكام وملوك المسلمين إلى مولاة حكام الكافرين خوفًا من غضبهم أو تحالفهم على طردهم من عروشهم بشكل مُهين....
8-تولية الحاكم المسلم لكافر غير أمين مناصبَ رفيعةً وحساسةً تحمل أسرار ومسار المسلمين، واتخاذهم بطانة وثقة ومستشارين في أمور تتعلق بحال المجتمع والدين...
9-منافقة غير المسلمين إعلاميًّا حول كلمة "كافر" أو "كفار" وكأنها كلمة عدوانية أو سُبة أو غير أخلاقية...فقاموا بتحريف معناها ومبتغاها...سعيًّا لإرضائهم و وإظهار محبتهم؛ بقضاء رغبتهم؛ وإن كانت من لعين...!
10-منافقة الملحدين والمشكيكين إعلاميًّا؛ فسمحوا بظهورهم، ولبوا رغباتَهم ، وقاموا بمحاورتِهم،وجعلوا منهم قامة وقيمة علمية...بُغيةَ التمكين!!
11-محاربة الخطاب الديني بدعوى التجديد...فسُمح لكل جاهل أنْ يدلس ، ويسُب، ويطعن في ثوابت أصولية ، وقامات علمية .... بدعوى أنه باحث ومُجاز في دراسة التراث الإسلامي الرصين....!
12-مقابلات إعلامية لفئات لا أخلاقية تدعو إلى محاربة الحياء، وتشجيع التبرج، والسفور، والفجور...بشعارات ودعوات مغرضة ،أهمها :الحجاب رجعية وتخلف ... مظلومية المرأة في المجتمع العربي والإسلامي، وانحطاطها بخلاف الغربيين ...
13-تجويع وتهميش وتقليل من شأن طلاب العلم الشرعي، والدعاة والوعاظ والعلماء؛ بينما يُنعم أهل الفسق والملاهي، ومن صار على نهج الشياطين...
14- تنحية شريعة الله (الشريعة الإسلامية) عن أن يُحكم بها ،بل ورميها بالجمود والقصور، وعدم مسايرة العصر ، ومواكبة الإحداث... ومحبة وتولية قوانين بشرية كفرية جُلها غربية أو هجين....
15- التطبيل لحاكم متغلب ظالم على حاكم عادل مستضعف ومظلوم ...وإلحاق الوصف بأنه كان من المفسدين....!
16-التمسك والعمل بالتاريخ الميلادي وهو ذكرى مولد المسيح -عليه السلام- بحسب ما ابتدعوه واخلفوا علينا فيما طرحوه....وترك العمل بالتاريخ الهجري الذي عمل به الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- منذُ عهد عمر -رضي الله عنه –تأثرًا بحادثة الهجرة للنبي محمد، وذلك لمخالفة الكفار ويكون من خصائص المسلمين ؛أُرخت به كتب المسلمين وأحداثهم وحديثهم وأعمالهم...بينما هُجر وهُمش منذُ القرن العشرين...
17- ترك التمسك بالهوية الإسلامية ، والسعي لنيل هوايات جديدة ، مع دعوات جاهلية ، مثل : أصولي الفرعونية، قوميتي طورانية، كردية ، تركية، قوقازية، عربية ... وهم بذلك قد قطعوا عرق قلب المسلمين من الوتين...
18-الإقامة في بلاد الكفار؛قصد السياحة والمتعة، وهجر ديار الرجعية والتخلف...فلم يسافر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم، أو لدراسة نافعة لبلاده ، أو لتجارة ترفع من شأن أسرته وبلاده اقتصاديا..أو عمل يُرجى منه عزةً وتمكين...
19-التسمي بأسماء الكفار ؛لاسيما الأسماء الأجنبية، والرموز الدينية، وترك الأسماء العربية الإسلامية ، بل وعمل البعض على تشويهها والتنفير منها.......
أيضًا التسمي بأسماء شركية محرمة، وذلك إرضاءً لصديق أو رفيق أو جار أو مدير...مثل: عبد المسيح، عبد الملاك... وترك تسميات أوصى بها محمد خير النبيين...
20- الاستغفار للكفار والترحم عليهم...وذلك إذا خُتم لهم بكفر واضح بيّن ومبين قال تعالى :" مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) " (التوبة).
ولا شك أن الصور المُشرّفة في عصرنا ومصرنا صارت قليلة جدًا ، فبعد سقوط الخلافة العثمانية وتولى الاحتلال أعماله القمعية والخيرية والإصلاحية ، وبعد زمن حدث انفتاح على دولهم الأوربية ، وصارت اليوم نداءات للتطبيع مع الكيانات المعادية و الصهيونية ...كل هذا أدى إلى زعزعه الثوابت والأعراف الدينية ، وحلت مكانها هزائم نفسية ، وأعراف عنصرية، فهُزمت أجيال أمتنا الإسلامية...
لكن تبقى وبقي أمل وأعمال بطولية إصلاحية شبابية آتية تعيد الأمجاد، وترفع البلاد القمة والقامة العصرية لصالح العادلة الإنسانية...
بقلم / أكرم حسن مرسي
لماذا معتقد الولاء والبراء؟
الولاء والبراءة من أهم إيمانيات المسلم، والمسلمات العقائدية....
هذا الإيمان قد شوهت سمعته وصورته في عصرنا الحديث بوسائل متعمّدة ومنظمة، وبمنهجية مشوهة.....
فدائما ما ينسب هذا المعتقد إلى السلفية، والسلفية الجهادية ، والتكفرية، والقطبية، والداعشية...
والحق أنه يُنسب لكل مسلم آمن بالله وبدينه بالتبعية....
واليوم في عصرنا ومصرنا صار جدل واسع حوله، واتهم بُجرم من ناقش صوره زاعمين أن هذا من قبيل العنصرية والعرقية والهمجية.....
ومن هذا التشجيع الإعلامي الذي أظهر وردد شبهات من المنصرين والملحدين والعالمنين بدعوى أنها عقيدة القتل، والغل، والبغض، والكراهية... لغير المسلم، ولا إنسانية.....وهو أساس الفتن الطائفية، ولا يعترف بوطنية أو قومية او عرقية...!!
والحق أنّ هذا المعتقد أساسه أنه لله وفي لله ؛ محبة ونصرة للمؤمنين الصادقين لله وفي الله... .
وبُغض ومُعادة أفعال الكافرين الظالمين المحاربين لله وفي الله....
أنه معتقد بياني وعملي للأمر بمعروف والنهي عن منكر، ومحاربة الأفعال الإجرامية بمناهج ربانية...
ليس هذا المعتقد في دين الإسلام وحده، بل في كل دين وحين، وعرف جماعي على وجه الكرة الأرضية... وما دفعهم لمحاربته إلا غل دفين قديم؛ هدفه تخلي المسلم عن دينه والتعمية....
الولاء والبراء شرط من شروط الإيمان الصحيح...
قال تعالى : " تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)"(المائدة)
الآية تبين لنا خطورة الولاء للكافرين الظالمين المحاربين... فعقوبته سخط رب العالمين ... وتبين أنّ الولاء"النصرة والمحبة" لله وللنبي شرط من شروط السلامة الإيمانية...
الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" أوثق عرى الإيمان الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله".(كنز العمال برقم43525).
وبالتالي: رأيتُ لازمًا علي أن أكتب فيه بشكل جديد ، وبحق واضح وسديد ، وفقًا لحال عصرنا وديننا الذي يحارب بشتى السبل الوحشية ...
كما رأيتُ أنّ هناك من غالوًا وبالغًا في استعماله فضلوا وأضلوا....فمنهم من تعصب من أجل جماعتهم وحزبهم... بدعوى المحبة النصرة وأنهم على الحق المبين، وأما غيرهم فقد ضل عن سبيل الإسلام، ووجب عليهم هجرة شرعية.... وهم بذلك قد أساءوا إلى المجتمع الإسلامي بدعواهم أن الإسلام هو الحل ، وأن الإسلام مختزل في جماعتهم الشرعية ....!!
فعبارة " الإسلام هو الحل" ظاهرها حقٌ ، ولكن تعني ضمنًا أن المجتمع كافر وينبغي عليه أن يسلم ويترك المناهج الكفرية ...!
كما رأيتُ مشايخَ نافقوا حكامًا وخدعوا وشعوبًا فضلوا وأضلوا، وسموا بالجامية والرسلانية ، والمدخلية... وقد زعموا أن من خالفهم هم جماعات تكفيرية إرهابية....!
وبهذا فقد ضل الحقُ بين متشدد ومفرط، ورأيت أن أكتب عن هذه العقيدة الوسطية...
ثم أذهب كُتب اليهود والنصارى المقدسة لأظهر للقارئ معتقد "الولاء والبراء" مؤكدًا بأنه ليس خاصًا بدين الإسلام وحده؛ بل هو معتقد كل الأمم؛ فأهل الأديان يحبون وينصرون أهل دينهم وأمتهم، ويبغضون ويحاربون عدوهم على جبهتهم ... فهذا المعتقد غُرس في الفطرة والإنسانية...
تعريف الولاء والبراء:
رأيتُ البُعدَ عن ذكر كثرةِ التعريفات الحشوية بين لغوية واصطلاحية....
الولاء: كلمة تعني النُصرة والتأيد ؛ والنُصرة قلبية وفعلية لا تكون إلا لله، ولدين الله، وكل من ولاه ...
البراء: كلمة تعني التبرؤ، والمعادة ، والمخالفة لأعمال الكفر، والمعاصي، وأعمال الظلم بأنواعه ، ولكلِّ أيدّه وتبناه...
فكلّ من الولاء والبراء يكونا لله تعالى وحده ؛ يولى المسلم من ولاه الله ، ويتبرأ مما تبرأ منه الله أفعالًا، أو أشخاصًا ،أو رموزًا، أو عبارات وشعارات شركية ....
منْ أدلة الولاء والبراء منْ القرآن الكريم والكتب الحديثية:
أولًا:أدلة الولاء:
1-قول الله تعالى : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) " (المائدة).
2- قول الله تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) " (التوبة).
قول الله تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) " (الحجرات).
3-قول الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) " (الحشر).
4-قول النبي محمد r:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". (صحيح مسلم برقم 4685).
5-قول النبي محمد r:"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(صحيح البخاري برقم 2262).
6-قول النبي محمد r:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ".( صحيح البخاري برقم 459).
- قول النبي محمد r:"لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ".(صحيح مسلم برقم 81).
ثانيًا :أدلة البراء:
1-قول الله تعالى: " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " (آل عمران).
2-قول الله تعالى: " تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) " (المائدة).
3-قول الله تعالى:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) " (الزخرف).
4-قول الله تعالى: " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) " (الممتحنة).
5-قول الله تعالى: " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " (المجادلة).
6-قول النبي محمد r:"أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ " ( سنن أبي داود برقم 3983).
7-قول النبي محمد r:"ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" (صحيح البخاري برقم 15 ).
صورة لمخالفات عقيدة الولاء والبراء قديمة وعصرية:
- الرضا والتشجيع على قتل المسلمين فعليا وقلبيا من قِبل كافرين متجبرين مجرمين...
- القتال بجانب صفوف الكفارين الظالمين ضد مسلمين مستضعفين...
- القتال بالوكالة ضد مسلمين نيابة عن الكافرين بمقابل مادي، أو بمقابل معنوي، مثل: تمني رضاهم، أو تجنب أذاهم مذعنين ....
- اقتتال المسلمين بعضهم بعض كفرق وجماعات وأحزاب وتوجهات....وطلب المدد والسلاح من الأعداء الكافرين المُتربصين...
- تقليد الكفار في عادتهم، وتقليدهم في لباسهم (المُوضة)... وكذلك أعيادهم، ومساعدتهم على إقامتها، بل وتهنئتهم على ما يخالف معقد سائر المسلمين...
7- مبادرة حكام وملوك المسلمين إلى مولاة حكام الكافرين خوفًا من غضبهم أو تحالفهم على طردهم من عروشهم بشكل مُهين....
8-تولية الحاكم المسلم لكافر غير أمين مناصبَ رفيعةً وحساسةً تحمل أسرار ومسار المسلمين، واتخاذهم بطانة وثقة ومستشارين في أمور تتعلق بحال المجتمع والدين...
9-منافقة غير المسلمين إعلاميًّا حول كلمة "كافر" أو "كفار" وكأنها كلمة عدوانية أو سُبة أو غير أخلاقية...فقاموا بتحريف معناها ومبتغاها...سعيًّا لإرضائهم و وإظهار محبتهم؛ بقضاء رغبتهم؛ وإن كانت من لعين...!
10-منافقة الملحدين والمشكيكين إعلاميًّا؛ فسمحوا بظهورهم، ولبوا رغباتَهم ، وقاموا بمحاورتِهم،وجعلوا منهم قامة وقيمة علمية...بُغيةَ التمكين!!
11-محاربة الخطاب الديني بدعوى التجديد...فسُمح لكل جاهل أنْ يدلس ، ويسُب، ويطعن في ثوابت أصولية ، وقامات علمية .... بدعوى أنه باحث ومُجاز في دراسة التراث الإسلامي الرصين....!
12-مقابلات إعلامية لفئات لا أخلاقية تدعو إلى محاربة الحياء، وتشجيع التبرج، والسفور، والفجور...بشعارات ودعوات مغرضة ،أهمها :الحجاب رجعية وتخلف ... مظلومية المرأة في المجتمع العربي والإسلامي، وانحطاطها بخلاف الغربيين ...
13-تجويع وتهميش وتقليل من شأن طلاب العلم الشرعي، والدعاة والوعاظ والعلماء؛ بينما يُنعم أهل الفسق والملاهي، ومن صار على نهج الشياطين...
14- تنحية شريعة الله (الشريعة الإسلامية) عن أن يُحكم بها ،بل ورميها بالجمود والقصور، وعدم مسايرة العصر ، ومواكبة الإحداث... ومحبة وتولية قوانين بشرية كفرية جُلها غربية أو هجين....
15- التطبيل لحاكم متغلب ظالم على حاكم عادل مستضعف ومظلوم ...وإلحاق الوصف بأنه كان من المفسدين....!
16-التمسك والعمل بالتاريخ الميلادي وهو ذكرى مولد المسيح -عليه السلام- بحسب ما ابتدعوه واخلفوا علينا فيما طرحوه....وترك العمل بالتاريخ الهجري الذي عمل به الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- منذُ عهد عمر -رضي الله عنه –تأثرًا بحادثة الهجرة للنبي محمد، وذلك لمخالفة الكفار ويكون من خصائص المسلمين ؛أُرخت به كتب المسلمين وأحداثهم وحديثهم وأعمالهم...بينما هُجر وهُمش منذُ القرن العشرين...
17- ترك التمسك بالهوية الإسلامية ، والسعي لنيل هوايات جديدة ، مع دعوات جاهلية ، مثل : أصولي الفرعونية، قوميتي طورانية، كردية ، تركية، قوقازية، عربية ... وهم بذلك قد قطعوا عرق قلب المسلمين من الوتين...
18-الإقامة في بلاد الكفار؛قصد السياحة والمتعة، وهجر ديار الرجعية والتخلف...فلم يسافر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم، أو لدراسة نافعة لبلاده ، أو لتجارة ترفع من شأن أسرته وبلاده اقتصاديا..أو عمل يُرجى منه عزةً وتمكين...
19-التسمي بأسماء الكفار ؛لاسيما الأسماء الأجنبية، والرموز الدينية، وترك الأسماء العربية الإسلامية ، بل وعمل البعض على تشويهها والتنفير منها.......
أيضًا التسمي بأسماء شركية محرمة، وذلك إرضاءً لصديق أو رفيق أو جار أو مدير...مثل: عبد المسيح، عبد الملاك... وترك تسميات أوصى بها محمد خير النبيين...
20- الاستغفار للكفار والترحم عليهم...وذلك إذا خُتم لهم بكفر واضح بيّن ومبين قال تعالى :" مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) " (التوبة).
ولا شك أن الصور المُشرّفة في عصرنا ومصرنا صارت قليلة جدًا ، فبعد سقوط الخلافة العثمانية وتولى الاحتلال أعماله القمعية والخيرية والإصلاحية ، وبعد زمن حدث انفتاح على دولهم الأوربية ، وصارت اليوم نداءات للتطبيع مع الكيانات المعادية و الصهيونية ...كل هذا أدى إلى زعزعه الثوابت والأعراف الدينية ، وحلت مكانها هزائم نفسية ، وأعراف عنصرية، فهُزمت أجيال أمتنا الإسلامية...
لكن تبقى وبقي أمل وأعمال بطولية إصلاحية شبابية آتية تعيد الأمجاد، وترفع البلاد القمة والقامة العصرية لصالح العادلة الإنسانية...
بقلم / أكرم حسن مرسي