رد شبهة : نبيٌّ يقول : ( لا تبدءوا اليهودَ و النصارى بالسلام ) !
قالوا: لقد دعا نبيُّ الإسلامِ أتباعَه إلى العنصريةِ والعداء وكراهية غير المسلم حتى في إلقاءِ السلام الذي هو علامة من علامات الألفة والمودة .... !
جاء في
صحيح مسلم كِتَاب ( السَّلَامِ ) بَاب ( النَّهْيِ عَنْ ابْتِدَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ وَكَيْفَ يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ) برقم 4030 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ".
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ح و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ كُلُّهُمْ عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ إِذَا لَقِيتُمْ الْيَهُودَ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: فِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ.
فمن أين ادعيتم أنه دين سلام، ومودة، ومحبة .....؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن من ادعى أنَّ النبيّ محمدًا r دعا أتبَاعه إلى العنصريةِ والعداء وكراهية غير المسلم حتى في إلقاءِ السلام الذي هو علامة من علامات الألفة والمودة .... ! فقد جهل جهلًا مبينًا....
دلل على ذلك ما يلي:
6- صحيح البخاري برقم 11 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ r أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ:" تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
نلاحظ : " وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
7-صحيح البخاري برقم 5559 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ".
الملاحظ: أنهr أمر بإكرامِ الضيف وإنْ كان كافرًا
ومن المودة والألفة بجانب إلقاء السلام ،السؤال عن صحتهم وأحوالهم ، ومساعدتهم....
قال تعالى:" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"(الممتحنة8).
ثانيًا : إنّ هناك سؤال يطرح نفسه هو : هل هذا الحديث عام أم خاص ؟!
أعني : هل يطبق في كل زمان ومكان ومع كلٍّ من اليهود والنصارى وغيرهم أم وفي أوقات وأماكن بعينها، ولأناس بعينهم....؟!
الجواب : إنه حديث خاص يطبق في أوقات وأماكن معينة، ولأناس بعينهم...وذلك في حالة الحروب مع اليهود والنصارى والمشركين...أو من يُخشى منهم غدرًا أو خيانة من قوم جبلوا على تلكم الصفات... فإلقاء السلام هو إلقاء عهد بالأمان ، وهو يكون لأهل السلم والسلام ...
وهذا هو الذي يظهر لي بعد الجمع بين الأحاديث ، فأصله أنّه قيل عن يهود بني قريظة لما ركب إليهم النبي محمد محاربا لهم بعد خيانتهم وغدرهم ... أمر النبيُّ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أصحابَه بعدمِ بدئهم بالسلام....ثم عمم بعد ذلك بالمحاربين من اليهود والنصارى والمشركين...كما جاء في حديث صحيح مسلم:" :" لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ ...".
دلل على ما سبق أدلةٌ منها:
1- سنن ابن ماجة كِتَاب (الْأَدَبِ) بَاب (رَدِّ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّة )ِ برقم 3689 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: َقالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى الْيَهُودِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم 3699 .
2-السنن الكبرى للبيهقي (ج9/ص203)عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنكم لاقون اليهود غدًا فلا تبدؤهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم".
3-كنز العمال للهندي برقم25312عن أبي عبد الرحمن الجُهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني راكب غدا إلى يهود فمن انطلق منكم معي فلا تبدؤهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" .
4-مسند أحمد برقم 25976 عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ يَقُولُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّا غَادُونَ إِلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ":
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح.
..
فمن حارب المؤمنين والمستضعفين... وحاد الله ورسوله، فليس له عند المسلمين تحية ولا ألفة ولا مودة ...قال:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)"(المجادلة).
وحينما يخُشى من ناس قد يظهر منهم شرًا....يقال: السلامُ على من اتبع الهدى. أي : أن اتبعتم الحق فسيشملكم
إن قيل : ما معني قولِ النبيِّ محمد r : " وَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِه ".
قلت : في حال الذهاب إلى ارض العدو فينبغي أن يرى من المسلمين العزة والقوة ...فالخائن والغادر لا يستحق وقومه الاحترام والإكرام؛لذا فلَا يترك لَهُمْ صَدْر الطَّرِيق في حال الِازْدِحَام، بل يتوجهوا لأضيقه ، وَأَمَّا إِذَا لم يكن مزدحما فلا داعي لذلك ....
ثالثًا: إن قيل : إن هناك حديثًا يوضح مدى العداء والكراهية حتى في رد السلام وليس في إلقائه .... وهو ما جاء في صحيح البخاري برقم 5788 عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r :" إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
قلتُ: إن هذا الحديثَ له سببٌ خاص؛ فاليهودُ قالوا للنبيِّ محمد: " السام عليك ". أي: الموت والهلاك لك، فأوصى أصحابه إذا سمعوا من أحدهم تلك التحية" السام عليكم ". يقولون :" وعليكم " ... أي: ما قلتموه يشملكم...
دلل على ذلك ما جاء في الآتي :
1-صحيح البخاري برقم 6414 عن أَنَس بْن مَالِكٍ t قال: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ :السَّامُ عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :"وَعَلَيْكَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ ؟ قَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه:ِ أَلَا نَقْتُلُهُ ؟
قَالَ: " لَا إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
2-سنن ابن ماجة برقم 4530 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
تحقيق الألباني : صحيح ، الإرواء ( 5 / 112 - 113 ، 1275 ).
لذلك أمر r أن نرد عليهم إن سلموا بطريقتهم المذكورة بقولنا: " وعليكم " للاحتراز أعني : لو قالوا : السام عليكم ، أو لا سلام عليكم .... فيكون الرد ( وعليكم ، أو عليكم ) ...
فإن ألقوا خيرًا نرد بأحسن منه أو بمثله ... فاللهI يقول : ]وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً[ (النساء86) .
جاء في تفسيرِ الطبري : قال أبو جعفر : يعني I بقوله : " وإذا حييتم بتحية " ، إذا دعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة. فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها "، يقول: فادعوا لمن دعا لكم بذلك بأحسن مما دعا لكم "أو ردوها " يقول: أو ردّوا التحية. اهـ
رابعًا : إن الكتابَ المقدس نسب إلى يسوع المسيح أنه نهى أتباعه عن إلقاءِ السلامِ لمن ليسوا من أتباعه و مخالفيه ، وكذلك يوحنا الرسول ، ونسب أيضا إلى الربِّ في العهد القديم بذلك... كما يلي :
1- إنجيل لوقا أصحاح 10عدد 3اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيسًا وَلاَ مِزْوَدًا وَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.
2-رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ أصحاح 1 عدد 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. 11لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.
1-سفر إِشَعْيَاء أصحاح 48 عدد 22لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ.
وأتساءل: هل يحق لأحدٍ من المعترضين بعد هذا الطرح أن يطعن في حديثِ النبيِّ : r " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ... ". ؟!
ثم ما هو جوابهم على نصوصِ كتابِهم وبعد بيان حديث أشكل عليهم أفهامهم.... ؟
كتبه أكرم حسن مرسي
قالوا: لقد دعا نبيُّ الإسلامِ أتباعَه إلى العنصريةِ والعداء وكراهية غير المسلم حتى في إلقاءِ السلام الذي هو علامة من علامات الألفة والمودة .... !
جاء في
صحيح مسلم كِتَاب ( السَّلَامِ ) بَاب ( النَّهْيِ عَنْ ابْتِدَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالسَّلَامِ وَكَيْفَ يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ) برقم 4030 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ".
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ح و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ كُلُّهُمْ عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ إِذَا لَقِيتُمْ الْيَهُودَ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: فِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ.
فمن أين ادعيتم أنه دين سلام، ومودة، ومحبة .....؟!
الرد على الشبهة
أولًا: إن من ادعى أنَّ النبيّ محمدًا r دعا أتبَاعه إلى العنصريةِ والعداء وكراهية غير المسلم حتى في إلقاءِ السلام الذي هو علامة من علامات الألفة والمودة .... ! فقد جهل جهلًا مبينًا....
دلل على ذلك ما يلي:
- قوله تعالى:" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"(الممتحنة8).
- قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)"(النساء).
- قوله تعالى:" وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً " (البقرة83). أي: لكلِّ الناسِ مؤمن وكافر ..
- السلسة الصحيحة برقم 569 قوله r : " يا أيها الناس ! أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام ".
- صحيح سنن ابن ماجة بتحقيق الألباني برقم3692 عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا أنتم فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ".
6- صحيح البخاري برقم 11 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ r أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ:" تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
نلاحظ : " وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ".
7-صحيح البخاري برقم 5559 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ".
الملاحظ: أنهr أمر بإكرامِ الضيف وإنْ كان كافرًا
- سنن الترمذي برقم 1910 عَنْ أَبِي ذَرٍّ t قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r:" اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ". قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
ومن المودة والألفة بجانب إلقاء السلام ،السؤال عن صحتهم وأحوالهم ، ومساعدتهم....
قال تعالى:" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"(الممتحنة8).
ثانيًا : إنّ هناك سؤال يطرح نفسه هو : هل هذا الحديث عام أم خاص ؟!
أعني : هل يطبق في كل زمان ومكان ومع كلٍّ من اليهود والنصارى وغيرهم أم وفي أوقات وأماكن بعينها، ولأناس بعينهم....؟!
الجواب : إنه حديث خاص يطبق في أوقات وأماكن معينة، ولأناس بعينهم...وذلك في حالة الحروب مع اليهود والنصارى والمشركين...أو من يُخشى منهم غدرًا أو خيانة من قوم جبلوا على تلكم الصفات... فإلقاء السلام هو إلقاء عهد بالأمان ، وهو يكون لأهل السلم والسلام ...
وهذا هو الذي يظهر لي بعد الجمع بين الأحاديث ، فأصله أنّه قيل عن يهود بني قريظة لما ركب إليهم النبي محمد محاربا لهم بعد خيانتهم وغدرهم ... أمر النبيُّ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أصحابَه بعدمِ بدئهم بالسلام....ثم عمم بعد ذلك بالمحاربين من اليهود والنصارى والمشركين...كما جاء في حديث صحيح مسلم:" :" لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ ...".
دلل على ما سبق أدلةٌ منها:
1- سنن ابن ماجة كِتَاب (الْأَدَبِ) بَاب (رَدِّ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّة )ِ برقم 3689 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: َقالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى الْيَهُودِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم 3699 .
2-السنن الكبرى للبيهقي (ج9/ص203)عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنكم لاقون اليهود غدًا فلا تبدؤهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم".
3-كنز العمال للهندي برقم25312عن أبي عبد الرحمن الجُهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني راكب غدا إلى يهود فمن انطلق منكم معي فلا تبدؤهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" .
4-مسند أحمد برقم 25976 عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ يَقُولُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّا غَادُونَ إِلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ":
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح.
..
فمن حارب المؤمنين والمستضعفين... وحاد الله ورسوله، فليس له عند المسلمين تحية ولا ألفة ولا مودة ...قال:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)"(المجادلة).
وحينما يخُشى من ناس قد يظهر منهم شرًا....يقال: السلامُ على من اتبع الهدى. أي : أن اتبعتم الحق فسيشملكم
إن قيل : ما معني قولِ النبيِّ محمد r : " وَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِه ".
قلت : في حال الذهاب إلى ارض العدو فينبغي أن يرى من المسلمين العزة والقوة ...فالخائن والغادر لا يستحق وقومه الاحترام والإكرام؛لذا فلَا يترك لَهُمْ صَدْر الطَّرِيق في حال الِازْدِحَام، بل يتوجهوا لأضيقه ، وَأَمَّا إِذَا لم يكن مزدحما فلا داعي لذلك ....
ثالثًا: إن قيل : إن هناك حديثًا يوضح مدى العداء والكراهية حتى في رد السلام وليس في إلقائه .... وهو ما جاء في صحيح البخاري برقم 5788 عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r :" إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
قلتُ: إن هذا الحديثَ له سببٌ خاص؛ فاليهودُ قالوا للنبيِّ محمد: " السام عليك ". أي: الموت والهلاك لك، فأوصى أصحابه إذا سمعوا من أحدهم تلك التحية" السام عليكم ". يقولون :" وعليكم " ... أي: ما قلتموه يشملكم...
دلل على ذلك ما جاء في الآتي :
1-صحيح البخاري برقم 6414 عن أَنَس بْن مَالِكٍ t قال: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ :السَّامُ عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :"وَعَلَيْكَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ ؟ قَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه:ِ أَلَا نَقْتُلُهُ ؟
قَالَ: " لَا إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
2-سنن ابن ماجة برقم 4530 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ".
تحقيق الألباني : صحيح ، الإرواء ( 5 / 112 - 113 ، 1275 ).
لذلك أمر r أن نرد عليهم إن سلموا بطريقتهم المذكورة بقولنا: " وعليكم " للاحتراز أعني : لو قالوا : السام عليكم ، أو لا سلام عليكم .... فيكون الرد ( وعليكم ، أو عليكم ) ...
فإن ألقوا خيرًا نرد بأحسن منه أو بمثله ... فاللهI يقول : ]وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً[ (النساء86) .
جاء في تفسيرِ الطبري : قال أبو جعفر : يعني I بقوله : " وإذا حييتم بتحية " ، إذا دعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة. فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها "، يقول: فادعوا لمن دعا لكم بذلك بأحسن مما دعا لكم "أو ردوها " يقول: أو ردّوا التحية. اهـ
رابعًا : إن الكتابَ المقدس نسب إلى يسوع المسيح أنه نهى أتباعه عن إلقاءِ السلامِ لمن ليسوا من أتباعه و مخالفيه ، وكذلك يوحنا الرسول ، ونسب أيضا إلى الربِّ في العهد القديم بذلك... كما يلي :
1- إنجيل لوقا أصحاح 10عدد 3اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيسًا وَلاَ مِزْوَدًا وَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.
2-رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ أصحاح 1 عدد 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. 11لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.
1-سفر إِشَعْيَاء أصحاح 48 عدد 22لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ.
وأتساءل: هل يحق لأحدٍ من المعترضين بعد هذا الطرح أن يطعن في حديثِ النبيِّ : r " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ... ". ؟!
ثم ما هو جوابهم على نصوصِ كتابِهم وبعد بيان حديث أشكل عليهم أفهامهم.... ؟
كتبه أكرم حسن مرسي
تعليق