هل التاريخ يكتبه المنتصر ؟!
=============
كلا !
إنما يكتبه المنتصر وغير المنتصر ومن لم يكن في قلب المعركة أصلاً وإنما حكيت له ! ....
عبارة التاريخ يكتبه المنتصر تستخدم أحياناً للتدليس على السذج أن غالب ما لدينا من قصص بطولية أو قصص تاريخية ما هو إلا زيف !
والواقع أن التاريخ مكتوب بين أيدينا بحلوه ومره وأقتبس من فقرات بتصرف كتبها الدكتور حسام الدين حامد فيقول :
( إن طرح الملاحدة لمسألة أن التاريخ يكتبه المنتصر .. في مقابل الأدلة المتتابعة التي يطرحها المسلمون .. هذا الطرح ما هو إلا حيلة العاجز! فإنك ترى أنّ هذا القول "التاريخ يكتبه المنتصر" مجرد دعوى تحتاج للدليل، فنسأل بدايةً ما الدليل على أنّ التاريخ الإسلامي قد زُيّف كله فلم يبق منه شيء؟! إن ما يوردونه هو مجرد احتمال بعيد، وإيراد الاحتمال استدلالًا به ليس من العلم في شيء، بل العلم يكون بإثبات أن المنتصر حرّف التاريخ بالفعل، لا أن المنتصر "قد" يحرف التاريخ، فهذه "القدقدة" يستطيعها كل أحد، ويمكن أن نقول، قد تكون مخدوعًا في نتائج العلم الحديث، قد تكون مخدوعًا – أيها الملحد – في أنك ابن أبيك الذي نسبت إليه، فجوابه على هذه "القدقدة" هو جوابنا أيها الزميل، وهو أن مجرد الاحتمال لا يقوم به علم!
ثانيًا: إنّ كل ما يورده المعترض من أمثلة نجد فيه ذاته الرد عليه، ولنأخذ مثلًا ما ذكرته عن هتلر، فإنّ هتلر رغم ما اشتهر عنه من منفرات، وما عملته الآلة الإعلامية اليهودية في تشويه صورته، وما عملوه من أفلام سينمائية سخرية منه، .....رغم كل هذا فإن التاريخ لم يخلُ من ذكرٍ لمحاسن لهتلر، ولم يخل من منتصرين له، ولم يخل من كاتبين يمجدونه، وبين هذا وذاك يعمل الناقد في استخراج الحقيقة.
ثالثًا: إننا نقول إنّه لو كان التاريخ يكتبه المنتصر، فلماذا لم يغير اليهود ما يظهر بطلان دينهم ويأخذه عليهم أعداؤهم في كتبهم؟؟ لماذا لم ينسب البوذيون لبوذا تاريخًا يجعله ملهمًا لا باحثًا يظل سنين يبحث عن الحقيقة؟؟ لماذا عجز القاديانيون عن إخفاء النبوءات الفاشلة لميرزاهم واكتفوا بمحاولات ساذجة لتبريرها؟؟ لمَ لم تكتب الكنيسة في العصور الوسطى في أوربا تاريخ النصرانية من جديد!؟ لماذا لم تستطع الكنيسة أن يمنع ما كان يكتبه فولتير وجاليليو وغيرهم تحت أسماء مستعارة؟؟ لماذا لم تستطع الكنيسة تزوير التاريخ والحقائق رغم ما كانت تستعمله من وسائل قهر وتعذيب ونفي وسجن وقهر؟! لماذا لم يتغير التاريخ تمامًا في أيّ من هذه الأحوال، وظل الباطل مدحورًا والعلم ظاهرًا؟؟ ثم لماذا نرى أن التاريخ لا يحرّف كلية في أي من هذه الأحوال ثم يزعمون أنه تغير كلية في الإسلام؟!)
ويقول أيضاً : (
ألم تقرأ قول الحافظ ابن حجر في شرح كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك)، فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخالفًا لكلام أهل التشريح في عصر ابن حجر رحمه الله، فلو حرّف المسلمون التاريخ لكانوا جعلوا كلام رسولهم موافقًا لأهل التشريح لا مخالفًا، ثم تمضي الأيام ويثبت خطأ كلام أهل التشريح، ويثبت أن الصواب والموافق للواقع هو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهاهي الشريعة الإسلامية أمامنا، ونصوصها أمامنا، ومنها نستنتج خصائص هذه الشريعة من الوضوح، والثبات ومناسبة كافة البشر وشموله لما فيه صلاح البشر، ونهيه عن الخوض في السفاسف والشطحات، مع اعتبارٍٍ لطبيعة النفس البشرية في غير مثاليةٍ لا تقوم إلا في الخيال، مع تشريعٍ يرفع النفس البشرية إلى سقف ما يمكن لها من كمال، بل ومعالجةٍ لما يعرض للنفس البشرية من خطرات الشيطان، وأول هذا وآخره بناء عقيدةٍ كاملةٍ على التوحيد .. فهذا نراه أمامنا دون خوضٍ في شيء من التاريخ يا مماجد، هذا هو الشرع الذي بين أيدينا، والذي عجز الكافرون أن ينسبوا منه شيئًا للباطل، أو أن يأتوا بمثله، وهاهم يضعون الاشتراكية ويعملون بها حتى تفضي بهم إلى خراب، ويعملون برأسمالية ويصبرون على ما لها من ضحايا حتى انتهت بهم إلى الأزمات .. بينما عمل الخلفاء بالتشريع الإسلامي فلم يُنقل لنا أن شرع الله أفضى بالدولة العباسية أو الأموية أو العثمانية إلى أزمة احتاجوا معها إلى الاشتراكية أو الرأسمالية .. وقس على هذا في شؤون الاجتماع والأسرة وغير ذلك ...
وقد نظرنا إلى شخص الرسول الكريم، فوجدناه يوحي إليه "غلبت الروم في أدنى الأرض * وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين"، ووجدناه يقول في الساعة "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، ووجدناه يبلغ ما قالت الصديقة رضي الله عنها أنه لو كان كاتمًا شيئًا من الوحي لكتمه، وهكذا .... فالمسألة ليست مسألة التاريخ يكتبه المنتصر، بل نحن نقول إن المنتصر الكذاب الدجال لو كان هو الذي كتب التاريخ، لكان كتبه على خلاف هذه الصورة .. ثم نقول إنّ هذا الشرع الذي وصلنا يعجز المستشرقون إلى يومنا هذا عن تفسيره إلا أن يقروا بالرسالة والنبوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
=============
كلا !
إنما يكتبه المنتصر وغير المنتصر ومن لم يكن في قلب المعركة أصلاً وإنما حكيت له ! ....
عبارة التاريخ يكتبه المنتصر تستخدم أحياناً للتدليس على السذج أن غالب ما لدينا من قصص بطولية أو قصص تاريخية ما هو إلا زيف !
والواقع أن التاريخ مكتوب بين أيدينا بحلوه ومره وأقتبس من فقرات بتصرف كتبها الدكتور حسام الدين حامد فيقول :
( إن طرح الملاحدة لمسألة أن التاريخ يكتبه المنتصر .. في مقابل الأدلة المتتابعة التي يطرحها المسلمون .. هذا الطرح ما هو إلا حيلة العاجز! فإنك ترى أنّ هذا القول "التاريخ يكتبه المنتصر" مجرد دعوى تحتاج للدليل، فنسأل بدايةً ما الدليل على أنّ التاريخ الإسلامي قد زُيّف كله فلم يبق منه شيء؟! إن ما يوردونه هو مجرد احتمال بعيد، وإيراد الاحتمال استدلالًا به ليس من العلم في شيء، بل العلم يكون بإثبات أن المنتصر حرّف التاريخ بالفعل، لا أن المنتصر "قد" يحرف التاريخ، فهذه "القدقدة" يستطيعها كل أحد، ويمكن أن نقول، قد تكون مخدوعًا في نتائج العلم الحديث، قد تكون مخدوعًا – أيها الملحد – في أنك ابن أبيك الذي نسبت إليه، فجوابه على هذه "القدقدة" هو جوابنا أيها الزميل، وهو أن مجرد الاحتمال لا يقوم به علم!
ثانيًا: إنّ كل ما يورده المعترض من أمثلة نجد فيه ذاته الرد عليه، ولنأخذ مثلًا ما ذكرته عن هتلر، فإنّ هتلر رغم ما اشتهر عنه من منفرات، وما عملته الآلة الإعلامية اليهودية في تشويه صورته، وما عملوه من أفلام سينمائية سخرية منه، .....رغم كل هذا فإن التاريخ لم يخلُ من ذكرٍ لمحاسن لهتلر، ولم يخل من منتصرين له، ولم يخل من كاتبين يمجدونه، وبين هذا وذاك يعمل الناقد في استخراج الحقيقة.
ثالثًا: إننا نقول إنّه لو كان التاريخ يكتبه المنتصر، فلماذا لم يغير اليهود ما يظهر بطلان دينهم ويأخذه عليهم أعداؤهم في كتبهم؟؟ لماذا لم ينسب البوذيون لبوذا تاريخًا يجعله ملهمًا لا باحثًا يظل سنين يبحث عن الحقيقة؟؟ لماذا عجز القاديانيون عن إخفاء النبوءات الفاشلة لميرزاهم واكتفوا بمحاولات ساذجة لتبريرها؟؟ لمَ لم تكتب الكنيسة في العصور الوسطى في أوربا تاريخ النصرانية من جديد!؟ لماذا لم تستطع الكنيسة أن يمنع ما كان يكتبه فولتير وجاليليو وغيرهم تحت أسماء مستعارة؟؟ لماذا لم تستطع الكنيسة تزوير التاريخ والحقائق رغم ما كانت تستعمله من وسائل قهر وتعذيب ونفي وسجن وقهر؟! لماذا لم يتغير التاريخ تمامًا في أيّ من هذه الأحوال، وظل الباطل مدحورًا والعلم ظاهرًا؟؟ ثم لماذا نرى أن التاريخ لا يحرّف كلية في أي من هذه الأحوال ثم يزعمون أنه تغير كلية في الإسلام؟!)
ويقول أيضاً : (
ألم تقرأ قول الحافظ ابن حجر في شرح كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك)، فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخالفًا لكلام أهل التشريح في عصر ابن حجر رحمه الله، فلو حرّف المسلمون التاريخ لكانوا جعلوا كلام رسولهم موافقًا لأهل التشريح لا مخالفًا، ثم تمضي الأيام ويثبت خطأ كلام أهل التشريح، ويثبت أن الصواب والموافق للواقع هو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهاهي الشريعة الإسلامية أمامنا، ونصوصها أمامنا، ومنها نستنتج خصائص هذه الشريعة من الوضوح، والثبات ومناسبة كافة البشر وشموله لما فيه صلاح البشر، ونهيه عن الخوض في السفاسف والشطحات، مع اعتبارٍٍ لطبيعة النفس البشرية في غير مثاليةٍ لا تقوم إلا في الخيال، مع تشريعٍ يرفع النفس البشرية إلى سقف ما يمكن لها من كمال، بل ومعالجةٍ لما يعرض للنفس البشرية من خطرات الشيطان، وأول هذا وآخره بناء عقيدةٍ كاملةٍ على التوحيد .. فهذا نراه أمامنا دون خوضٍ في شيء من التاريخ يا مماجد، هذا هو الشرع الذي بين أيدينا، والذي عجز الكافرون أن ينسبوا منه شيئًا للباطل، أو أن يأتوا بمثله، وهاهم يضعون الاشتراكية ويعملون بها حتى تفضي بهم إلى خراب، ويعملون برأسمالية ويصبرون على ما لها من ضحايا حتى انتهت بهم إلى الأزمات .. بينما عمل الخلفاء بالتشريع الإسلامي فلم يُنقل لنا أن شرع الله أفضى بالدولة العباسية أو الأموية أو العثمانية إلى أزمة احتاجوا معها إلى الاشتراكية أو الرأسمالية .. وقس على هذا في شؤون الاجتماع والأسرة وغير ذلك ...
وقد نظرنا إلى شخص الرسول الكريم، فوجدناه يوحي إليه "غلبت الروم في أدنى الأرض * وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين"، ووجدناه يقول في الساعة "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، ووجدناه يبلغ ما قالت الصديقة رضي الله عنها أنه لو كان كاتمًا شيئًا من الوحي لكتمه، وهكذا .... فالمسألة ليست مسألة التاريخ يكتبه المنتصر، بل نحن نقول إن المنتصر الكذاب الدجال لو كان هو الذي كتب التاريخ، لكان كتبه على خلاف هذه الصورة .. ثم نقول إنّ هذا الشرع الذي وصلنا يعجز المستشرقون إلى يومنا هذا عن تفسيره إلا أن يقروا بالرسالة والنبوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم)