تأثير الاسلام على الآدب الديني المسيحي-3
مؤسس ومدير مركز التراث العربي المسيحي في لبنان
اعداد وتنسيق الأب انطونيوس مقار ابراهيم
اعداد وتنسيق الأب انطونيوس مقار ابراهيم
أولا ً: ترجمة الإنجيل لدى المسلمين
المقدمة
لقد بدأ التراث العربي المسيحي في جزيرة العرب والبلاد المجاورة لها في ما قبل الاسلام، وتمركز في بلاد الشام أيَّامَ الأموييّن، ثم انتقل إلى بغداد مع نشأة الدولة العباسيّة، وترعرع في مصر مع الفاطميّين والأيّوبيّين، حتى عمّ الشرق العربي كلّه .
بل أن هذا الأدب وصل إلى الأندلس مع الفتح العربي، فنشأ أدب عربي بين نصارى الأندلس، واشتهر بعضهم أمثال: جواد الطبيب 46)) أيام الأمير محمَّد (238-273/852-886)، وخالد بن يزيد بن رومان (47) (نحو سنة320/932)، وابن ملوكة الجرَّاح (48) (نحو سنة 290/902)، وإسحاق الطبيب (49) والد الوزير (نحو300-350/912-961)، وابنه يحيى ابن اسحاق (50)وزير الناصر عبد الرحمان (300-350/912-961)، وأصبغ بن عبدالله بن نبيل (51) ووليد بن خَيزران (52) حاكماً النصارى في قرطبة، معاوية بن لُب الكومس(53) وغيرهم. بل إنّ الأساقفة كانوا يترجمون ويؤلفون بالعربية، أمثال عيسى ابن منصور (54)، وعُبيَد الله بن القاسم (55))، وربيع بن زيد، وصاحب كتاب ” تفصيل الزمان ومصالح الأبدان” (56)والحَفص بن البَر القوطي (57).
ولقد أثّر أسلوب القرآن على كثيرٍ من المفكّرين المسيحيّين، وحاول بعضُ الأُدباء أن يقدّموا الكُتبَ المقدّسة بصيغةٍ أدبية تناسبها. وأكثر مَن اعتنى بهذا اللون من الأدب نصارى العرب من المشارقة، الذين ترجموا الأناجيل سجعاً منذ القرن التاسع. واشتدت هذه النزعة بعد انتشار البديع في الأدب العربي.
قلنا اننا لن نجد ترجمة للاناجيل في الجاهلية لاسباب مشتركة مع الادب العربي قبل الاسلام عموما. فلم تصل الينا مؤلفات نثرية. وقد حاول بعض المفكرين المسيحيين في العصور الوسطى الوصول الى نص عربي للانجيل قبل الاسلام. يقول المفكر ابو الفرج الاسعد ابن العسال القبطي في مقدمة ترجمته للاناجيل التي وضعها سنة 1252 يقول: “واقمت مدة طويلة اطلب نسخة عربية يكون تاريخها من قبل الهجرة لتكون منقولة مما بشر به الحواريون العرب عربيا، فلم اجد .” ونشعر، من وراء هذا الاعتراف، حسرة ابن العسال لعدم وجوده لهذه النسخة، الا اننا نستطيع ان نؤكّد ان الانجيل كان معروفا في المدينة في مطلع القرن الثامن للميلاد ذلك اعتمادا على ما جاء في سيرة النبي التي كتبها محمد ابن اسحاق. وابن اسحاق هذا حفيد مسيحي أُسِر في كنيسة عين الطمر في العراق وأُتي به الى المدينة. ولد محمد ابن اسحاق نحو سنة 704 في المدينة، ثم انتقل الى مصر وعاد الى المدينة سنة 733 واخيرا توفي في بغداد سنة 767.
قال ابن اسحاق: “لقد كان فيما بلغني عن ما كان وضع عيسى ابن مريم فيما جاءه من الله في الانجيل لاهل الانجيل في صفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مما اثبت يوحنس الحواري لهم، حينما نسخ لهم الانجيل في عهد عيسى ابن مريم، عليه السلام، في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اليهم، انه قال: من ابغضني فقد ابغض الرب، ولو انني صنعت بحضرتهم صنائعا لم يصنعها احد قبلي ما كانت لهم خطيئة. ولكن من الان بطروا وظنوا انهم يعزونني وايضا للرب. ولكن لابد من ان تتم الكلمة التي في الناموس انهم ابغضونني مجانا أي باطلا. فلو قد جاء “المُنَحَنَّنا”هذا الذي يرسله الله اليكم من عند الرب وروح القِسط، هذا الذي من عند الرب خرج، فهو شهيد علي وانتم ايضا. لانكم قديما كنتم معي، في هذا قلت لكم لكي ما لاتشكوا”.
ويضيف ابن اسحاق: “والمنحننا بالسريانية محمد وهو بالرومية البرقليطوس، صلى الله عليه وعلى اهله وسلم”. ذكر ابن اسحاق هذه الايات من انجيل يوحنا حرفيا لكي يستدل بها على نبوة محمد وعلى ان محمد هو البراقليط. وهذه الآيات مأخوذة بالحرف الواحد من انجيل يوحنا الآيات 23-27 والفصل ال16 الاية الاولى. لقد بحث المستشرقون هذه الايات واتضح لهم انها ترجمة حرفية للانجيل حسب الترجمة السريانية الفلسطينية. وكلمة “منحننا” السريانية وتعني المعزي لا ترد الا في الترجمة السريانية الفلسطينية. هذا يدل على ان الانجيل ليوحنا كان منتشرا في مطلع القرن الثامن في المدينة. ويلاحَظ ايضا ان هذه الترجمة ترجمة حرفية ركيكة.
وهناك ترجمات اخرى للأناجيل وصلت الينا عن طريق المؤلفين المسلمين. اليكم مَثَل الزارع كما ذكره ابو عبد الله حارث ابن اسد المعروف بالمحاسِبي في مطلع كتاب “الرعاية للحقوق الله والقيام بها”. والمحاسبي هذا فقيه شافعي متصوف ولد في البصرة حوالي سنة 780 وتوفي في بغداد سنة 857.
يقول المحاسبي في مطلع كتاب الرعاية: “ان الباذر خرج ببذره وملئ منه كفه فبذر. فوقع منه شيء على ظهر الطريق فلم يلبث ان حط الطير عليه فاختطفه. ووقع بعضه على صفا، يعني حجر املس، عليه تراب يسير وندى قليل، فنبت حتى اذا وصلت عروقه الى الصفا لم يجد مساغاً ينفذ فيه فيبس. ووقع منه شيء في ارض طيبة فيها شوك نابت، فنبت البذر، فلما ارتفع خنقه الشوك فاختلط به. فوقع منه شيء على ارض طيبة ليس على ظهر الطريق ولا على صفا ولا فيها شوك، فنبت ونما وصلح. فمثل الباذر كمثل الحكيم. ومثل البذر كمثل صواب بالكلام، يتكلم به الحكيم. ومثل ما وقع على ظهر الطريق مثل الرجل يستمع الكلام وهو لا يريد ان يسمعه، فلا يلبث الشيطان ان يخطتفه من قلبه فينساه. مثل الذي وقع على الصفا مثل الرجل يستمع الكلام ويستحسنه، ثم يفضي الى قلب ليس فيه عزم على العمل فينفسخ من قلبه. ومثل الذي وقع في ارض طيبة فيها شوك، مَثَل الرجل يستمع الى الكلام وهو ينوي ان يعمل به، فاذا اعترضت له الشهوات عند مواقع الاعمال خنقته فافسدته. ومثل الذي وقع في ارض طيبة ليس على ظهر طريق ولا فيها شوك ولا على صفا مثل الرجل يستمع الى الكلام وهو ينوي ان يعمل به فيفهمه ثم يصبر على العمل به عند مواقع الاعمال ويجانب الشهوات”.
هذه الفقرة مأخوذة بالحرف الواحد من انجيل متى الفصل ال 13. ومن الواضح انها من اصل مسيحي سرياني كما يبدو استعماله لكلمة الصفا بمعنى الحجر، وبشرحه لهذه الكلمة .
وفي مطلع القرن التاسع وصلت الينا ترجمة مسجعة للاناجيل بسجع لطيف. وصلت الينا عن طريق الامام الزيدي ترجمان الدين القاسم ابن ابراهيم طَبَطَباء الرّسي المتوفى سنة 246 هجرية أي 860 ميلادية وهو من سلالة الامام علي بن ابي طالب. وقد اسس القاسم دولة زيدية في اليمن فشاع صيطه في تلك البلاد فانتشرت مؤلفاته هناك. وقد وضع حوالي 30 كتابا منها “كتاب الرد على النصارى” الذي نحن في صدده واستشهد المؤلف بالاناجيل المقدسة كما فعل من بعده الشيخ الجليل حجة الاسلام ابو حامد محمد الغزالي في كتاب”الرد الجميل على من قال بالاهية المسيح بصريح الانجيل”. قال طبطباء الرسي مستشهدا بانجيل متى ذكر التطويبات، قال: “فلما راى عيسى، صلى الله عليه، تلك الجموع وما اجتمع منها اليه، صعد على جبل مرتفع، فارتفع عليه ليسمع قوله كل من اجتمع. فلما على، قعد عليه ثم ادنى منه حواريه ثم قال: طوبى بالروح عند الله غدًا للمساكين ذوي التقوى، كيف يكون ثوابهم في ملكوت الله ودار الاقامة والمثوى طوبى للمحزونين على خطاياهم في الدنيا كيف يغفر الله لهم خطياهم غداً . طوبى للمتواضعين لله، كيف يرثون ارض الله. طوبى للجياع العطاش في الله في البِر، كيف يشبعون ويُروون في يوم البعث والحشر. طوبى للرحماء في الله، كيف يفزون برحمة الله. طوبى للنقية قلوبهم اذا نظروا الى ربهم، كيف يصنع غداً بهم، وكيف ينتفعون عنده بكسبهم. طوبى لعمال السلام لله، كيف يدعون اصفياء الله. طوبى للذين يُطردون لاعمال البِر، كيف يملكون في ملك السماء الى اخر الدهر” .
يقول ايضا في غير موضع: “انتم ملح الارض، فاذا انتن الملح فبما يملح؟ فحينئذ لا يصلح الا ان يرمى به ويطرح فيكون شيئا ملقى وتراب ارض يوطى. انتم نور العالمم الذي لا يخفى على من يبصر ويرى. وهل تستطيع مدينة ظاهرة على الجبل ان تخفى او تتوارى؟ وهل يُسرَّج السراج ويحمل تحت الاغطية؟ لا ولكن يحمل فوق المنارة العالية لكي يُنير فيُضئ، ويظهر فلا يختفي. كذلك انتم تنيرون للناس بنوركم المضئ لينظروا عيانا الى عملكم الرضي ليحمدوا الله ربكم الذي زكّاكم واعطاكم من توفيقه ما اعطاكم” .
يقول في الشريعة الجديدة: “حقا اقول لكم لان لم تكونوا من الابرار ويكن بركم افضل من بر الكتبة والاحبار، لا تدخلون غدا في ملكوت الله الغفار. الا ان سمعتم وقد قيل في التوراة لا تقتل النفس المجرمة ومن قتلها استوجب في الدنيا العقوبة المؤلمة. وانا فاني اقول لكم: ان من قال لاخيه كلمة قبيحة تؤذيه فقد استوجب العقوبة الا ان احدث الله منها توبة. ومن قال لاخيه ليعيره انك لارعل لم تختتن، فقد استوجب في الآخرة نار جهنم. وبل من قرب من بينكم قربانه على المذبح وادناه ليذبحه ثم ذكر ان اخاه واجد عليه فليدع قربانه وليذهب الى اخيه ليصالحه .”
اخيرا أستشهد بفقرة من هذا الرد على النصارى في الحب للجميع: “الا وقد سمعتم ان قيل احبوا اوليائكم وابغضوا من الناس اعدائكم وانا اقول لكم احبوا في الله اعداكم وباركوا منهم على من لعنكم وآذاكم، واحسنوا منهم الى مبغضيكم، وصلوا منهم لمن يؤذيكم، لكي تكونوا من اصفياء الله ولتفوزوا بالكرامة والرضى من الله الذي يطلع شمسه على المُتقين والفجرة وينزل امطاره على الظالمين والبرره. فان كنتم انما تحبون من يحبكم فاي اجر حينئذ لكم؟ اوليس المكسة والعشارون كذلك فيما بينهم يفعلون؟” .
تمتاز هذه الترجمة بخفتها، لا سيما اذا قارناها بترجمات اخرى مسجعة. يتضح ذلك من سماع ترجمته للصلاة الربية؛ يقول: “ربنا الذي في السماء، تقدس اسمك وحكمتك، وعظُم مُلكك وجبروتك. اظهر حُكمك في ارضك كما اظهرته في سمائك. وارزقنا طعاما فاقة يومنا، واغفر لنا سالف جرمنا كما نغفر لمن ظلمنا. واعفو عنا برحمتك وان اجرمنا. ولا تبتلنا ربنا بالبلاء وخلصنا من مكاره الاسواء. فان لك الملك والقدرة ومنك الحكم والمغفرة ابد الآبدين ودهر الداهرين. اذهبوا بنا الى ابينا وقولوا يا ابانا انزل من سمائك طعاما علينا. يا ابانا، تقدس اسمك، لتُنزل في الارض ملكوتك وحكمك”.
ونرى هنا، من هذه الاضافة تاثير، القرآن في الآية الاخيرة “انزل من سمائك طعاما علينا”. ونرى كيف ان القرآن أوّل الصلاة الربية عندما قال في صورة المائدة. أن الحواريين طلبوا من المسيح ان يُنزل الله عليهم طعاما ومائدة. كما ان هذه الترجمة ليست ترجمة حرفية انما تُترجم معنى الانجيل. يقول، مثلا: “اظهر حكمك في ارضك كما اظهرته في سمائك”. ويريد هنا “لتكن مشيئتك على الارض كما في السماء”.
نقدم هنا مثالين: الأوّل من ترجمة المزامير التي وضعها الأسقف الحَفص بن ألبر القوطي سنة 889م، والثاني من ترجمة الأناجيل التي ألفّها عبد يشوع مطران نصيبين على المشارقة سنة 1299م(58). وهذه النصوص مخطوطة، تُنشر هنا لأول مرّة .
النموذج الأوّل: ترجمة مزامير الحَفص بن ألبر القوطي (889م)
إليك نموذجين من ترجمة الحَفص بن ألبر القوطي، الموضوعة سنة 889م، نقلاً عن المخطوط الفريد المحفوظ في ميلانو، وقد نسخه المستشرق David Colvilleسنة1625م (59).
المزمور الأول
1- ” قد أفلَحَ المرءُ الذي لم يذهَبِ
في رأي أهلِ الجُرمِ فِعلِ الُمذنِبِ
2- ” ولم يقُم على سبيلِ الأئِمِه ،
ولا يكُن يجلسُ بينِ الظَلَمَه ،
3- ” في مقعَدِ الإزراء والتداهي ؛
لاكِن هواه في كتابِ اللهِ
4- ” كان وفيه تالياً مُرَدَّداً ،
نهاره وليله مُجتهِداً .
5- ” مثالُه شجرةٌ قد غُرِست
على سواقي الماء حينَ نُقلت .
6- ” ثمارها لَوقتِها قد تثمرُ ،
وليس منها ورقٌ ينتثرُ .
7- ” وكلُّ ما يفعله قد يصلُحُ ،
وفعله فعلُ صعيد sic) ) مُفِلح
8- ” ليس كذلك الكفَّارُ بالتَّصحيحِ ،
بل كغبارٍ ذاهبٍ بالريحِ
9- ” لذلك لن يُبعَثَ أهلُ الفضلِ (sic)
يومَ القصاصِ والجَزَا والفَصلِ .
10- ” عَرِفَ سُبلَ الصالحينَ الربُّ ،
والكافرونَ سُبلُهم تتََبُّ ” (60) .
في رأي أهلِ الجُرمِ فِعلِ الُمذنِبِ
2- ” ولم يقُم على سبيلِ الأئِمِه ،
ولا يكُن يجلسُ بينِ الظَلَمَه ،
3- ” في مقعَدِ الإزراء والتداهي ؛
لاكِن هواه في كتابِ اللهِ
4- ” كان وفيه تالياً مُرَدَّداً ،
نهاره وليله مُجتهِداً .
5- ” مثالُه شجرةٌ قد غُرِست
على سواقي الماء حينَ نُقلت .
6- ” ثمارها لَوقتِها قد تثمرُ ،
وليس منها ورقٌ ينتثرُ .
7- ” وكلُّ ما يفعله قد يصلُحُ ،
وفعله فعلُ صعيد sic) ) مُفِلح
8- ” ليس كذلك الكفَّارُ بالتَّصحيحِ ،
بل كغبارٍ ذاهبٍ بالريحِ
9- ” لذلك لن يُبعَثَ أهلُ الفضلِ (sic)
يومَ القصاصِ والجَزَا والفَصلِ .
10- ” عَرِفَ سُبلَ الصالحينَ الربُّ ،
والكافرونَ سُبلُهم تتََبُّ ” (60) .
وها هو المزمور الثامن :
1- ” ياربَّ، ياملِكَنا، ماأعظم
في كل الأرضٍ اسمُكَ المُكَرَّم !
2- ” قد اعتلاَ على السماءِ عِزُّكَ،
وفوقَ كلَّ شامخٍ عُلُوَّكَ .
3- جعلتَ مِن السِنةِ الأطفالِ ،
والمُرضعينَ الحَمدَ ذا كمالِ .
4- ” لأجل شأني، ليُهَدى المبغِضُ ،
والواثرُ المخالف الُممَرَّضُ .
5- أرى السماءَ، ما بَرَت (sic) أصابِعَكَ ،
والبدرَ فيها من مصانِعِكَ ،
6- ” والأنجُمَ الزُّ التي جعلتَ،
مُشرِقة فيها كما قدَّرتَ .
7- ” مَن هوَ الأنسانُ حتَّى تذكَُره ؟
وما ابنُه، إذ بالبَلاَ تختَبِرُه ؟
8- ” نقَّصتَهُ القليل عن اللهِ،
وستُحَليَّهِ بتاجٍ باهِ (61))،
9- ” عِزاً وقدراً وعظيم الجاهِ،
مقدَّماً له بلا اشتباهِ .
10- ” جعلتَ كلَّ ما بَرَت (Sic) يداكَ ،
من تحتِ رجلَيهِ جمعَ ذاك .
11- من يقرٍ ومن صُنوفِ الشاءِ ،
ومن مواشي الفقََرِ في الصحراءِ،
12- ومن طُيورِ الجوَّ والحيتانِ ،
اللاتي في الموجِ وفي القيعانِ،
13- ” السالكاتِ سُبُلَ البحارِ ،
جَرياً بلا حثٍّ ولا آثارِ .
14- ” ياربَّ، يامِلكَنا، ما أعظَمَ
في كلَّ أرضٍ اسمُك المكرَّمَ ! (61)
في كل الأرضٍ اسمُكَ المُكَرَّم !
2- ” قد اعتلاَ على السماءِ عِزُّكَ،
وفوقَ كلَّ شامخٍ عُلُوَّكَ .
3- جعلتَ مِن السِنةِ الأطفالِ ،
والمُرضعينَ الحَمدَ ذا كمالِ .
4- ” لأجل شأني، ليُهَدى المبغِضُ ،
والواثرُ المخالف الُممَرَّضُ .
5- أرى السماءَ، ما بَرَت (sic) أصابِعَكَ ،
والبدرَ فيها من مصانِعِكَ ،
6- ” والأنجُمَ الزُّ التي جعلتَ،
مُشرِقة فيها كما قدَّرتَ .
7- ” مَن هوَ الأنسانُ حتَّى تذكَُره ؟
وما ابنُه، إذ بالبَلاَ تختَبِرُه ؟
8- ” نقَّصتَهُ القليل عن اللهِ،
وستُحَليَّهِ بتاجٍ باهِ (61))،
9- ” عِزاً وقدراً وعظيم الجاهِ،
مقدَّماً له بلا اشتباهِ .
10- ” جعلتَ كلَّ ما بَرَت (Sic) يداكَ ،
من تحتِ رجلَيهِ جمعَ ذاك .
11- من يقرٍ ومن صُنوفِ الشاءِ ،
ومن مواشي الفقََرِ في الصحراءِ،
12- ومن طُيورِ الجوَّ والحيتانِ ،
اللاتي في الموجِ وفي القيعانِ،
13- ” السالكاتِ سُبُلَ البحارِ ،
جَرياً بلا حثٍّ ولا آثارِ .
14- ” ياربَّ، يامِلكَنا، ما أعظَمَ
في كلَّ أرضٍ اسمُك المكرَّمَ ! (61)
النموذج الثّانيّ: ترجمة عبد يشوع لإنجيل عيد مار جرجس الشهيد (889م)(62)
1- ” وقال المخلصُ لتلاميذه الرَّفاق :
2- لاتظنّوا أنيّ أتيت لأوُقعَ في الأرضِ الصلحَ والوفاق .
3- لم آتٍ لأُقعَ السلامَ،، بل الحربَ والشقاق .
4- فإنّي أتيتُ لأجعلَ المؤمنَ يخالفُ على أبيه ذي النفاق ،
5- وأباعد بينَ الإبنة المؤمنّة وأمَّهَّا الكافرة، والكنّة وحماتها بالفراق .
6- وأعداءُ الرجل آلُ بيِته الفُسّاق .
7- فَمن أحبَّ أباً أو أمّاً أفضلَ مني، فليس هو لي بأهل الاعتلاق .
8- ومَن أحبّ ابناً أو أبنةً أكثر مني، فلا يستحقني بإطلاق .
9- ومن لايحتمل صليبه ويتبَعني، فما هو لي من أهل الميثاق .
10- ومَن وجد نفسه، فقد أهلكها، وعرضها للانمحاق ،
11- ومن أهلك نفسه، فسوف يجدها بجوار الخلاّق .
12- ومَن تقّبلكم، فإياي تقبَّل، بالنيّة والاشتياق ،
13- ومَن تقبَّلني، فقد تقبَّل الذي أرسلني، باعثاً علىّ مكارمَ الأخلاق .
14- ومَن تقبَّل نبّياً باسم نبيٍّ في الطراق ،
15- لإفأجر نبيٍّ يأخذ، وما لِمَغاة إخفاق .
16- ومَن تقبَّل صِدّيقاً، باسم صديقٍ صَدَّاق،
17- فأجرُ صديقٍ يأخذ، ولا عاق .
18- وكلّ مَن سقى أحدَ هؤلاءَ الأصاغر شَرَبةَ ماءٍ بارد، وعَذ[ّ المَذَاق ،
19- باسم تلميذٍ ذي استشراق ،
20- الحقّ أقولُ لكم: إنَّه لايضيع أجره الذي فاق (63).
21- مَن شاء أن يتبَعَني، فَليكفِر بنفسه، ويولي الدينا الطلاق ،
22- وَليأخذ صليبه، وَليكن من اقتفاء إثري على لحاق .
23- إنَّ مَن احبّ أن يُحيى نفسَه، فقد أبادها، وإلى الهلاكِ انساق .
24- ومَن أهلك نفسَه من أجلي، سيجدُها في نعيمٍ باق.
25- فما الذي يستفيده المرءُ من الحذاَّق ،
26- وإذا كسب الدنيا وخسِر نفسه بعد المشاقّ؟
27- أو ماذا يُعطي الإنسانُ فديةً عن نفسه، إذا نزل به البلاء وحاق ؟
28- إنّ إبن البشر لَعَتيدٌ أن يأتيَ في مجد أبيه مع ملائكته الأطهار، بالنور والإشراق،
29- ويُجازيَ كلَّ أحدٍ بحسب أفعاله والاستحقاق (64) ..
30- عندَها، أجاب شمعون الصفا، وقال له، على سبيل الاستيثاق:
31- ” ها نحن قد زهدنا في جميع متاع الدنيا، وجئنا وراءك على الأّحداق ،
32- فما تراه أن يكونَ لنا في الأرزاق ؟
33- قال له المخَّلصُ في النُطاَّق :
34- ” الحقّ أقول لكم المِصداق .
35- إنكم أنتم الذّين اتّبعتموني، وبذلتم دوني الأعناق
36- في العالم الجديد، إذا ما جلس ابنُ البشر على عرش مجده الذي راق ،
37- تجِلسون أنتم على اثنى عشرة مَسَدَّةٍ وصفُها لا يُطاق .
38- حاكمين على اثنى عشر سبطاً لإسرائيلَ بن إِسحاق ،
39- وكلُّ إنسانٍ يترك بيوتاً أو إخوةً أو أخواتٍ بالاتّفاق ،
40- أو أباً أو أماً ذاتَ إِشفاق،
41- أو زوجةً أو أولاداً ذوي إرفاق ،
42- أو ضياعاً، من أجل أسمي ويوم التَّلاق،
43- فيقبل عن الواحدة مائةً بلا اعتياق ،
44- ويرثُ حياةَ الأبد بالاستغراق .
45- كثيرون من المتقدَّمين يصيرون من المتأخَّرين متقدَّمين في الالتحاق “(65) .
2- لاتظنّوا أنيّ أتيت لأوُقعَ في الأرضِ الصلحَ والوفاق .
3- لم آتٍ لأُقعَ السلامَ،، بل الحربَ والشقاق .
4- فإنّي أتيتُ لأجعلَ المؤمنَ يخالفُ على أبيه ذي النفاق ،
5- وأباعد بينَ الإبنة المؤمنّة وأمَّهَّا الكافرة، والكنّة وحماتها بالفراق .
6- وأعداءُ الرجل آلُ بيِته الفُسّاق .
7- فَمن أحبَّ أباً أو أمّاً أفضلَ مني، فليس هو لي بأهل الاعتلاق .
8- ومَن أحبّ ابناً أو أبنةً أكثر مني، فلا يستحقني بإطلاق .
9- ومن لايحتمل صليبه ويتبَعني، فما هو لي من أهل الميثاق .
10- ومَن وجد نفسه، فقد أهلكها، وعرضها للانمحاق ،
11- ومن أهلك نفسه، فسوف يجدها بجوار الخلاّق .
12- ومَن تقّبلكم، فإياي تقبَّل، بالنيّة والاشتياق ،
13- ومَن تقبَّلني، فقد تقبَّل الذي أرسلني، باعثاً علىّ مكارمَ الأخلاق .
14- ومَن تقبَّل نبّياً باسم نبيٍّ في الطراق ،
15- لإفأجر نبيٍّ يأخذ، وما لِمَغاة إخفاق .
16- ومَن تقبَّل صِدّيقاً، باسم صديقٍ صَدَّاق،
17- فأجرُ صديقٍ يأخذ، ولا عاق .
18- وكلّ مَن سقى أحدَ هؤلاءَ الأصاغر شَرَبةَ ماءٍ بارد، وعَذ[ّ المَذَاق ،
19- باسم تلميذٍ ذي استشراق ،
20- الحقّ أقولُ لكم: إنَّه لايضيع أجره الذي فاق (63).
21- مَن شاء أن يتبَعَني، فَليكفِر بنفسه، ويولي الدينا الطلاق ،
22- وَليأخذ صليبه، وَليكن من اقتفاء إثري على لحاق .
23- إنَّ مَن احبّ أن يُحيى نفسَه، فقد أبادها، وإلى الهلاكِ انساق .
24- ومَن أهلك نفسَه من أجلي، سيجدُها في نعيمٍ باق.
25- فما الذي يستفيده المرءُ من الحذاَّق ،
26- وإذا كسب الدنيا وخسِر نفسه بعد المشاقّ؟
27- أو ماذا يُعطي الإنسانُ فديةً عن نفسه، إذا نزل به البلاء وحاق ؟
28- إنّ إبن البشر لَعَتيدٌ أن يأتيَ في مجد أبيه مع ملائكته الأطهار، بالنور والإشراق،
29- ويُجازيَ كلَّ أحدٍ بحسب أفعاله والاستحقاق (64) ..
30- عندَها، أجاب شمعون الصفا، وقال له، على سبيل الاستيثاق:
31- ” ها نحن قد زهدنا في جميع متاع الدنيا، وجئنا وراءك على الأّحداق ،
32- فما تراه أن يكونَ لنا في الأرزاق ؟
33- قال له المخَّلصُ في النُطاَّق :
34- ” الحقّ أقول لكم المِصداق .
35- إنكم أنتم الذّين اتّبعتموني، وبذلتم دوني الأعناق
36- في العالم الجديد، إذا ما جلس ابنُ البشر على عرش مجده الذي راق ،
37- تجِلسون أنتم على اثنى عشرة مَسَدَّةٍ وصفُها لا يُطاق .
38- حاكمين على اثنى عشر سبطاً لإسرائيلَ بن إِسحاق ،
39- وكلُّ إنسانٍ يترك بيوتاً أو إخوةً أو أخواتٍ بالاتّفاق ،
40- أو أباً أو أماً ذاتَ إِشفاق،
41- أو زوجةً أو أولاداً ذوي إرفاق ،
42- أو ضياعاً، من أجل أسمي ويوم التَّلاق،
43- فيقبل عن الواحدة مائةً بلا اعتياق ،
44- ويرثُ حياةَ الأبد بالاستغراق .
45- كثيرون من المتقدَّمين يصيرون من المتأخَّرين متقدَّمين في الالتحاق “(65) .
الأناجيل المسجَّعة
هناك لونٌ آخر من التفاعل الحادث بين المسيحية والإسلام في العصور الوسطى، تفاعل تمَّ على الصعيد الأدبي، أعني تلك المحاولات التي قام بها نساطرة العراق لترجمة الأناجيل بأسلوب قريبٍ من اسلوب القرآن لدينا اليوم أكثر من مئة ترجمة عربية مختلفة للأناجيل المقّدسة. ومن بين هذه الترجمات أربعٌ مسجَّعةٌ، وضُعت أقدمها في القرن التاسع الميلادي فوصلت إلينا عن طريق الإمام الزيدي القاسم بن ابراهيم الحسني الطباطبائي المتوفيَّ سنة 860م (66) وأخرى لابن داود يشوع المشرقيّ، لم تصل إلينا. والثالثة، لمؤلف شرقي مجهولٍ، من القرن العاشر، موجودة اليوم في ثلاث مخطوطات. والرابعة لعبد يشوع الصوباويّ، مطران النساطرة، الموضوعة سنة 1299/1300م (67)
إن الغرض من هذه الأناجيل هو توصيل الرسالة المسيحية إلى قلب الإنسان المسلم، كي تكون قريبة من ثقافته القرآنية. ولدينا عدة ترجمات عربية قديمة للأناجيل سجعا، مسجعة. ومنها الترجمة التي ذكرتها في الحلقة السابقة. ومنها ترجمة وصلت إلينا في مخطوطين قبطيين، وأحدهما موجود في المكتبة الفاتيكانية والآخر في المكتبة الشرقية بلايدن هولندا.
إليكم النص الأول عن قدوم المجوس إلى القدس من إنجيل متى الفصل الثاني الآيات 1-13، قال المترجم:
“فلما أن ولد عيسى في بيت لحم من قرى هود أيام هيرود من القيول إذا المجوس وفود جاءوا من مشرق الأرض إلى بيت المقدس قائلين:
أين ملك اليهود المولود؟ لقد كنا رائين كوكبه في الشرق فجئنا له ساجدين ،
فارتاع لهم هيرود وذووي البيت أجمعون وجمع الخبراء في الكاهنين
ومن كان سواهم من السافرين في الأمة والقبيل فكان لهم من السائلين:
أين ميلاد المسيح؟ قالوا: في بيت اليهود، هكذا كُتب في صحف النبي: يا بيت لحم يهود ما أَنت مقصرة عن أملاك اليهود وليبدونّ منك ملك يرعى بني إسرائيل. ودعا هيرودس المجوس في السر الكتيم وعلم منهم وقت ظهور الكوكب لهم. وكان باعثهم إلى بيت لحم ومن القائلين: اذهبوا مجدين وكونوا عن المولود منقّبين، فإذا ما ألفيتموه فكونوا لي معلمين، لأكون له أيضا من الساجدين.
فحين استمعوا هذه من القيل انطلقوا ذاهبين، والكوكب الذي كانوا شاهديه في الشرق يسير أمامهم حتى صار مُطلا على محل الصبي. فلما ان بصروا بالكوكب سروا السرور العظيم ودخلوا إلى البيت فكانوا رائين الصبي وانه مع أمه مريم. فخروا له ساجدين واخرجوا عيباتهم فإذا هم منها مهدون ذهبا ومرا ومن اللبان. واشعروا في الحلم ألاّ يرجعوا إلى هيرود فعادوا إلى بلدهم في غير الطريق .”
أين ملك اليهود المولود؟ لقد كنا رائين كوكبه في الشرق فجئنا له ساجدين ،
فارتاع لهم هيرود وذووي البيت أجمعون وجمع الخبراء في الكاهنين
ومن كان سواهم من السافرين في الأمة والقبيل فكان لهم من السائلين:
أين ميلاد المسيح؟ قالوا: في بيت اليهود، هكذا كُتب في صحف النبي: يا بيت لحم يهود ما أَنت مقصرة عن أملاك اليهود وليبدونّ منك ملك يرعى بني إسرائيل. ودعا هيرودس المجوس في السر الكتيم وعلم منهم وقت ظهور الكوكب لهم. وكان باعثهم إلى بيت لحم ومن القائلين: اذهبوا مجدين وكونوا عن المولود منقّبين، فإذا ما ألفيتموه فكونوا لي معلمين، لأكون له أيضا من الساجدين.
فحين استمعوا هذه من القيل انطلقوا ذاهبين، والكوكب الذي كانوا شاهديه في الشرق يسير أمامهم حتى صار مُطلا على محل الصبي. فلما ان بصروا بالكوكب سروا السرور العظيم ودخلوا إلى البيت فكانوا رائين الصبي وانه مع أمه مريم. فخروا له ساجدين واخرجوا عيباتهم فإذا هم منها مهدون ذهبا ومرا ومن اللبان. واشعروا في الحلم ألاّ يرجعوا إلى هيرود فعادوا إلى بلدهم في غير الطريق .”
إليكَ، أيها القارئ نموذج من الترجمة الثالثة، وتحتوي نصَّ الطوباويّات ( متى 5/1-12) حسب ترجمة القرن العاشر(68) .
هذه الفقرة تأتي بكاملها على قافيةٍ واحدة ( قافية الميم المؤنّثة)، وعلى وزنٍ واحد (وزن “فاعلة” ). ولم تتكرّر القوافي أبداً، كما يتضح من القائمة التالية: حاكمة، الدائمة، ظالمة، كارمة، الحاطمة، كاتمة، فاحمة، الداعمة(69). إلاّ أنّ الأبيات تختلف في الطول، وهي عادةً طويلة .
إليك هذا النصّ، كما جاء في مخطوط ليدن (70):
1- ” ويوم الطور، لّما أن صعِدَه عيسى ودنا منه الحواريّون ،
فجاءهم بخطبةٍ حاكمة .
2- ” قال: الطوبى للذين كان افتقارهم لله،
فلهم ملكوتُ اللهِ الدائمة .
3- ” والطوبى للذين اكتأبوا في طاعة الله ،
فإنّهم يعتقون من الحزن ما يُسرىَ عنهم في الخاتمة .
4- ” والطوبى للمتواضعين ،
فإنّهم سوف يرثون الأرض ما دامت قائمة .
5- ” والطوبي للذين جاعوا وعطشوا في مرضاة الله ،
فإنّهم يشبعون وتروى لهم كِظّة حائمة .
6- والطوبي للراحمين، ( ورقه 5 ظهر)
فكان قد وصلَتهم نظرةٌ راحمة .
7- ” والطوبى للطاهرة قلوبُهم،
فإنّهم لَيَرون الله جهاراً رؤيةً عالمة .
8- ” والطوبى للذين يفعلون الخيرات،
فإنّهم يُدعون للهِ أبناء بصنيعهم، ما كانت صنيعتهم سالمة .
9- والطوبى للذين أودوا في الحقّ ،
فلهم جنَّاتٌ إقامة ما فيها دائمة .
10- ” وطوبي لكم، إذا نَبَزُوكم وقادوكم لِيَهِددوكم ،
11- وقالوا فيكم السوء من اجلي، بإفكٍ نشأتُه ظالمة.
12- ” أَلاَ فاجذِلوا حينئذٍ، وَلتَعلُكُم بهجةٌ:
إنَّ وَفرّ أجركم في السماء .
فهكذا نِيلَ فيما قبلُ من النبيين ،
وفيهم أُسوة كارمة .
وأخيرا أقرأ عليكم نص تجلي يسوع المسيح كما جاء في إنجيل لوقا، الفصل التاسع، قال المترجم:
“ومضى بعد هذا الكلامُ زهاء ثمانيةٍ من أيام
ودعا عيسى شمعون ويعقوب ويحيا ورقىّ بهم الجبل وكان من الصلاة على إلمام
وبين هو مُصلٍ إذ حال منظر وجهه وابيضت ثيابه فكان لها لمع وبريق دام
وإذا برجلين يفاوضانه وانهما لموسى والياس ولقد روؤيا بإكرام
وهما يتنجيان في مبعثه وما قد أزمع عليه وله في البيت المقْدس تمام
وسمعون والذين معه قد ثقلوا في منام،
واستيقظوا بعد لائي من رقدة في لزام
وتبينوا بالرؤية مجده والرجلين اللذين كانا معه في المقام
فلما كان لهما بفرقته اعتزام
قال له سمعون: يا سيدي لقد حسن بنا ان نكون في موضعنا بالقيام
وان نجعل ثلاثا من خيام
فلك واحدة ولموسى أخرى ولالياس ثالثة في وئام
وما درى ما قال وانقضى منه الخطاب فأظلت عليهم غمام
وجزعوا إذ رأوا موسى والياس قد دخلا في قِوام
وكان منها صوت يهجر بإعلان: هذا هو ابني الحبيب فاستمعوا له وإياه فأطيعوا. وكما كان الهتاف وجدوا عيسى ذا انفراد فأرَنّوا وما كانوا مخبرين أحدا بما شاهدوه بها من أيام”.
واعتقد ان هذه الترجمات القديمة التي وصلت الينا عن طريق المسلمين قد تساعدنا على اعادة النظر في ترجماتنا، لا سيما ان اردنا ان نوصل بشارة الانجيل لاخواننا المسلمين .فجاءهم بخطبةٍ حاكمة .
2- ” قال: الطوبى للذين كان افتقارهم لله،
فلهم ملكوتُ اللهِ الدائمة .
3- ” والطوبى للذين اكتأبوا في طاعة الله ،
فإنّهم يعتقون من الحزن ما يُسرىَ عنهم في الخاتمة .
4- ” والطوبى للمتواضعين ،
فإنّهم سوف يرثون الأرض ما دامت قائمة .
5- ” والطوبي للذين جاعوا وعطشوا في مرضاة الله ،
فإنّهم يشبعون وتروى لهم كِظّة حائمة .
6- والطوبي للراحمين، ( ورقه 5 ظهر)
فكان قد وصلَتهم نظرةٌ راحمة .
7- ” والطوبى للطاهرة قلوبُهم،
فإنّهم لَيَرون الله جهاراً رؤيةً عالمة .
8- ” والطوبى للذين يفعلون الخيرات،
فإنّهم يُدعون للهِ أبناء بصنيعهم، ما كانت صنيعتهم سالمة .
9- والطوبى للذين أودوا في الحقّ ،
فلهم جنَّاتٌ إقامة ما فيها دائمة .
10- ” وطوبي لكم، إذا نَبَزُوكم وقادوكم لِيَهِددوكم ،
11- وقالوا فيكم السوء من اجلي، بإفكٍ نشأتُه ظالمة.
12- ” أَلاَ فاجذِلوا حينئذٍ، وَلتَعلُكُم بهجةٌ:
إنَّ وَفرّ أجركم في السماء .
فهكذا نِيلَ فيما قبلُ من النبيين ،
وفيهم أُسوة كارمة .
وأخيرا أقرأ عليكم نص تجلي يسوع المسيح كما جاء في إنجيل لوقا، الفصل التاسع، قال المترجم:
“ومضى بعد هذا الكلامُ زهاء ثمانيةٍ من أيام
ودعا عيسى شمعون ويعقوب ويحيا ورقىّ بهم الجبل وكان من الصلاة على إلمام
وبين هو مُصلٍ إذ حال منظر وجهه وابيضت ثيابه فكان لها لمع وبريق دام
وإذا برجلين يفاوضانه وانهما لموسى والياس ولقد روؤيا بإكرام
وهما يتنجيان في مبعثه وما قد أزمع عليه وله في البيت المقْدس تمام
وسمعون والذين معه قد ثقلوا في منام،
واستيقظوا بعد لائي من رقدة في لزام
وتبينوا بالرؤية مجده والرجلين اللذين كانا معه في المقام
فلما كان لهما بفرقته اعتزام
قال له سمعون: يا سيدي لقد حسن بنا ان نكون في موضعنا بالقيام
وان نجعل ثلاثا من خيام
فلك واحدة ولموسى أخرى ولالياس ثالثة في وئام
وما درى ما قال وانقضى منه الخطاب فأظلت عليهم غمام
وجزعوا إذ رأوا موسى والياس قد دخلا في قِوام
وكان منها صوت يهجر بإعلان: هذا هو ابني الحبيب فاستمعوا له وإياه فأطيعوا. وكما كان الهتاف وجدوا عيسى ذا انفراد فأرَنّوا وما كانوا مخبرين أحدا بما شاهدوه بها من أيام”.
والآن ننتقل إلى نهاية القرن الثالث عشر كي نتعرف على مؤلف سرياني من اكبر المؤلفين في عصره هو عبد يشوع ابن باريخة المشهور بعبد يشوع الصباوي من الكنيسة المشرقية أو ما تسمى أحيانا بالآشورية أو النسطورية.
ولد عبد يشوع في منتصف القرن الثالث عشر وفي نحو سنة 1285 أقيم أسقفا على سنجار وعلى بيت عربي وعين مطرانا لنصبين وأرمينيا سنة 1290 ليس لدينا معلومات أخرى عن حياة هذا الكاتب الذي خَلّد لنا أسماء كثيرين من الأدباء في جدوله الشهير وأعطى في النهاية لائحة بأسماء الكتب التي أنتجها هو نفسه. ولولا هذا الجدول لما اطلعنا على تراث آبائنا السريان الذي أتي عليه الزمان ولم يبقى منه إلا القليل. ومات عبد يشوع في شهر تشرين الثاني سنة 1318 بعد أن حضر المجمع الذي عقد في شباط وفيه اختير يوسف مطران اربيل جاثوليقا على الآشوريين باسم طيموتاوس الثاني.
ترك لنا عبد يشوع كتابات عديدة باللغة السريانية واللغة العربية. قال في جدوله: “أنا عبد يشوع الصباوي الضعيف وضعت شرحا للكتاب المقدس القديم والجديد بالسريانية، وسفرا جامعاً للتدبير العجيب بالسريانية، وكتاب الأشعار المدعو “فردوس عدن” بالسريانية، ومجموعة مختصرة للقوانين المجمعية بالسريانية، وكتاب “شهمروريد” الذي وضعته بالعربية، وكتاب “المرجانة في صحة الإيمان” بالسريانية والعربية، وكتاب “الأسرار الخفية للفلاسفة اليونان” بالسريانية، وكتابا مدرسيا لدحض جميع البدع بالسريانية، وكتاب “نظم الأحكام والشرائع الكنسية” بالسريانية أيضا، وذلك الذي يتضمن اثني عشر ميمرا تحتوي على كل العلوم بالسريانية، وتراجم وتعازي ومقالات في شتى المواضيع وشرح الرسالة التي كتبها ارسطوطاليس الكبير العجيب إلى الاسكندر في الفن العجيب، ورسائل مختلفة في مواضيع شتى، وحل المسائل العويصة والألغاز والرؤوس والأمثال بالسريانية .”
كما أن له كتب أخرى بالعربية منها كتاب عن الإيمان كتبه سجعا.
وقد اشتهر عبد يشوع لمؤلفاته الشعرية، لا سيما كتاب “فردوس عدن” وكتاب “نظم الأناجيل” سجعا. ألف هذه الترجمة للأناجيل في اواخر سنة 1299 وقد وضع في بداية هذه الترجمة مقدمة شرح فيها هدفه من الترجمة وسبب وضعه هذه الترجمة الجديدة. قال في منتصف مقدمته:
“أما بعد، فلما كان النقل من لغة إلى لغة أخرى من غير إفساد ولا تبديل للمعنى، ولا تخليط لجمل الكلام ومقاطعه، ولا تحريف للقول عن اراد مبدعه مع محاولة الفصاحة في اللغة المنقول إليها، ولزوم الشروط المعول في الإحاطة بغريب اللغتين، عليها هو القانون المعتمد والأصل الذي إليه المستند، سلكت هذا السبيل في ترجمتي إلى العربية فصول الإنجيل مع ألفاظ من التفسير المحقق والتأويل. وان كان من تقدمني من النقلة أهمل هذه الشرائط وعني بنقل الألفاظ البسائط، مثل الشيخ أبى الفرج ابن الطيب رئيس المتأخرين ومار أُشعياب ابن ملكون مطران نصيبين، قدس الله نفسيهما ونور رمثيهما، إذ كان قصدهما التفهيم للجمهور بالألفاظ السواذج فاعتمادا اسهل المخارج. وأما الشيخ ابن داد يشوع، رحمه الله، فمع كونه دعى البلاغة في نقله وأبان عن فصاحته وفضله فانه خلط جمل الكلمات وقلقل مباني الآيات وغيّر الأسماء تعريبا وبّدل الألقاب تغريبا. وذلك من افظع خطأ واجتراء، وأشنع بدعة وافتراء. فما أجازته الشريعة ولا قُرأ على منابر البيعة. وأنا فمع اعترافي بقصوري وجلالة الأمر وتضاؤلي عن خوض ذا الغمر، فإنني اشتذيت شرائط المذكورة فيما ترجمته وأخرجت إلى العربية الفصول الإنجيلية على ما قدمته. وبدأت بإنشاء المقدمات الثمان لكل من الأربعة الرسل اثنتان. وأنا ضارع إلى من حث على السؤال ووعد بالإجابة وبلوغ الآمال أن يُسدد مني غريزة العقل إلى حقيقة النقل ويعصم الذهن من الزلل ويحرس الخاطَرة عن الخطل. فإياه أدعو واليه توسلي وبه ثقتي وعليه توكلي” .
وقد اسبق عبد يشوع كل فصل بمقدمة ملائمة بالإنجيل المقروء، كما قال في فاتحة كتابه التي قرأناه الآن. فلكل إنجيلي من متى ومرقس ولوقا ويوحنا مقدمتان تقرأ احداهما قبل قراءة الانجيل. اليكم مثلا على هذه المقدمات وهي المقدمة الاولى لأنجيل متى. قال عبد يشوع:
“ان أعذب ما اوردته الأفهام، من حيراد ماء الحياة الابدية، وأهذب ما ارطادت به الاوهام، في رياض المعاني المشتملة على المقاصد السيدية، واغرب ما طرق اسماع الانام، من الانباء الالهية والالفاظ المهُدية ، واعجب ما بَده الالباب من بدائع علم اليقين الصابِ عن الطرق الردية ، واصوب ما جعل دستورا في اكتساب الفضائل الاجتهادية، ما جاء به المؤتمن على كنوز الحقائق، والمطلع على اسرار السياسة الربانية في تقويم الخلائق، السالك للسبل النبوية في الاخبار الغرائب والسابك للسُنة الموسوية في قوالب شريعة الفضل مع اظهار المعجزات والعجائب، باذر بذور الايمان في اراض القلوب الابراهامية النسب، والجامع لها بين نفاسة الادب وجلالة الحسب، مدون الاقصاصيص الالهية ودواهير التنزيل، وموقوم اعوجاج الاذهان الاسرائيلية باوامر الانجيل في النفس الطاهرة والفكرة القدسية، والمكمل بالمحاسن العقلية والمناقب الحسية. فاتح ابواب السعادة امام الامة الارثوذكسية، ومانح ارباب الافادة قانون صحة الاعتقاد وصالح العمل مستغرقا بالكمال للسنن الناموسية، قائلا قوله فوق كل ماقول وفاعلا فعله يفوق كل مفعول، وعاء روح القدس احد الاثني عشر متى الرسول اذا يبشر ويقول .”
وبعد ذلك تأتي الفقرة الانجيلية فكأنه قد هيأ قلوب المستمعين الى سماع الانجيل .
وها مقدمة الانجيل لوقا، قال عبد يشوع:
“ان الطف الاشارات وافضلها واظرف العبرات واجملها، واطرف الحكايات وانبلها، واشرف الروايات وامثلها، واثقف التنبيهات واكملها، ما ازال ظلام الضلال عن افاق القلوب، وانال الهدى والتًقى لسائر الامم والشعوب، درياق الاخطية والذنوب، ودواء امراض الاثام والجنوب، دستور المناقب والفضائل وكنز الحقائق، الذي افتخر به الاواخر على الاوائل، بل بالغ الى اقصى امد في الخير بالحظ والنائل، والمقدس بتلاوته نفس السامع والقائل، القائد للسامعين الى حظائر القدس والانوار، والزائد للضائعين عن النقص بشعائر الاشرار، القامع شرة الجهل بسطوة صوارم الاوامر والنواهي، والدافع بسنّة الفضل الى ذُروة المفاخر والمباهي، جَنة الاذهان والفهوم، وفردوس المعاني والعلوم، حديقة الآلاء والوعود، ودقيقة المعالي والصعود، قاعدة بنيان الامانة، ودعامة اركان الديانة، اساس الشريعة الروحانية ورأس السياسة الربانية، كلام بارئ الخليقة ورب الارباب ونور الحقيقة، المنزل على الرسول الكريم والعبد المؤتمن الحكيم . انسان النعمة المسيحية ولسان الحكمة الساليحية، للرأس الصحيح والعقل الرجيح، والمتجر الربيح والسعي النجيح، صفوة السيد المسيح المؤيد بالعلم والعمل لوقا الصليح .”
تطرقنا سلفاً إلى بعض النماذج من الأناجيل المسيحية في القرن العاشر، وقدمنا الأناجيل المسيحية التي وضعها عبد يشوع الصوباوي في نهاية القرن الثالث عشر، والآن نريد أن نقرأ معكم بعض الفصول البديعة التي وضعها عبد يشوع، هذه الفصول كانت تقرأ في قداس، فلم يؤلف عبد يشوع إنجيلاً أو ترجمة للأناجيل، إنما ترجم الفصول التي كانت تقرأ في الأحاد والأعياد، وأعطى عنواناً لكل فصل توضحياً لموقعه في الطقس الكلداني إليكم بعض الأمثلة على هذه الفصول . النص الأول: هو بداية عظة يسوع المسيح على الجبل، والقافية التي استعملها عبد يشوع لهذه القراءه كلها على قافية الراء، إذ أن كل فصل من فصول الأناجيل يجري على قافية واحده، حتى إن طال هذا الفصل مئات من الأبيات. قال عبد يشوع:" في تلك الأيام، بعد الدغ أي الأشراق والتنور ،كان المخلص يصيح في سائر الجليل ويدعى بالكبير، وهو في مجامعهم ذو تبصر ومبشر بالملكوت منادٍ بشير، ويشفي كل مرض ووصب بالجمهور، فشاع خبره في سائر بلاد الشام بالشفاء والتبشير، وقدموا إليه جميع الممسوسين بالأمراض المختلفة بشر الشرور، والمجهدين بأنواع العذاب ودنق الحصور، والمجانين وذوي السطوح الذين يعتريهم صراع في رؤوس الشهور، والمقعدين فأبرأهم بلا كسور، وانطلق وراءه تابعاً جمع كثير من الجليل ومن عشرات المدن ذات السور، ومن أورشليم ومن يهوذا البلد المشهور، ومن عبر الأردن وماله من كور. فلما رأى المخلص جموعه كثرت رقى إلى الطور، وإذ جلس وهو قرير، نحاه التلاميذ مقتربين منه في الحضور، ففتح فاه وجعل يعلمهم ويقول في الحكم المتأثور: الطوبى للمسكين بالروح والضمير، فلهم ملك السماء معدّ ومذخور، الطوبى للمحزنين فالعاقبة لهم في السرور، الطوبى للمتواضعين فلهم أن يرثوا الأرض والتنعم مصير، الطوبى للسغدى والظمأ ( الظمئة ) للعدالة فانهم سوف ينالون شبعاً ورياً عند وفاء الأمور، الطوبى للرحماء الواسعي الصدور، لأنه عليهم تحل الرحمة في اليوم الأخير، الطوبى للطاهرين قلوباً صنعوها بلا تكدير، فسيرون الله بالعقل المستنير، الطوبى لصانعي الصلح والسلم لذوي النفور، إنهم يبقون أبناء الله القدير، الطوبى لكم متى استهجنكم وكادكم أهل الغرور وقالوا فيكم كل لفظ سوءٍ من أجلي بالكذب والزور، فحين إذٍ إبتهجوا وأكثروا الخيور، فأجركم في السماء موفور، فهكذا اضطهدوا الأنبياء الذين تقدموكم بالظهور. إنكم أنتم ملح الأرض ففي كل الأمور، فاذا ما فسدت الملح واتفهت بما إلى الصلاح تصير، فما تصلح لشيء ولا تنجع فيها التدابير، إلا لتلقى نبذاً فيطو ضؤها الناس في المجيء والمرور، أنتم للعالم ضياء نور، لا يمكن إخفاء مدينة شيدت على طورشهر، ولا سرج مصباح فيكمن تحت سرُر مستور، بل هولأن يرفع على منارة جدير، فيضيء جميع ما في البيت ويستنير، هكذا يضئ نوركم أمام الناس ونير، ليروا أعمالكم الصالحة وفعلكم المبرور، ويمجدوا أباكم السماوي المشكور، لا تظنوا أني أتيت ناقضاً للتوراة وما في صحف الأنبياء مسطور، ما جئت لانقض بل لاكمل المذكور، والحق أنا القائل لكم والذكور، إن للسماء والأرض إنقضاء وتغيير وياءٌ واحده أو خط سطير، ليس بزائل من الناموس حتى يصير لكله من تأثير، فكل من يحلل الآن أمراً هو في الأوامر صغير، ويعلم الناس كذلك مرخصاً في التقصير، يدعى ناقصاً في ملك السماء الأثير، وكل من يعلم ويعلّم المأمور، من أيدى عظيما في ملكوت الله يوم الفتور".
وأمامنا فقرة ثانية من فصل إنجيل عيد مار جريس الشهيد، مقتبسة من، إنجيل متى الفصل السادس عشر، وهي على قافية القاف أيضاً:
"من شاء أن يتبعني فليكفر بنفسه ولولي الدنيا الطلاق، وليأخذ صليبه وليكن في إقتفاء أثري على لحاق، إن من أحب أن يحيي نفسه نقد أبادها وإلى الهلاك إنساق، ومن أهلك نفسه من أجلي فسيجدها في نعيم باق، فما الذي يستفيده المرء من الحذاق، إذا كسب الدنيا وخسر نفسه بعد المشاق، أو ماذا يعطي الإنسان فدية عن نفسه إذا نزل به البلاء وحاقّ، إن ابن البشر لعتيد أن يأتي في مجد أبيه مع ملائكة الأطهار بالنور والإشراق، فيجازي كل أحد بحسب أفعاله والاستحقاق" .
وأمامنا فقرة ثالثة:
"عندما أجاب شمعون الصغار، وقال له على سبيل الإستيثاق، ها نحن قد زهدنا في جميع بقاع الدنيا وجئنا وراءك على الأحداث، فما تراه أن يكون لنا في الأرزاق؟ قال له المخلص في النطّاق، الحق أقول لكم المصداق، إنكم أنتم اتبعتموني وبذلتم في العالم الجديد إن أماجلس ابن البشر على عرس مجده الذي راق، تجلسون أنتم على إثنى عشر مسدةٍ وصفها لايطاق، حاكمين على اثني عشر سبطاً لإسرائيل بن اسحق، وكل إنسان يترك بيوتاً أو اخوتاً أو أخوات بالاتفاق، أو أباً او أماً ذات إشفاق، أو زوجة أو أولاد ذوي ارزاق، أو ضياعاً من أجل إسمي ويوم التلاق، فيقبل عن الواحدة مئة بالاعتياق، ويرث حياه الأبد بالاستغراق، وكثيرون من المتقدمين يصيرون من المتأخرين ومن المتأخرين متقدمين في الإلتحاق .
وهو نصٌ أخر من بشاره متى الرسول الفصل الثامن والعشرين ترجمة انجيل رازيل السبت الأعظم مساءً،، يوم القيامة، قال عبد يشوع:
وفي عشية السبت المسفره عن صباح الأحد، أتت مريم ذات المجدل ومريم الأخرى ليطالعا الملتحد، وإذا زلزال عظيم حدث ومرتعد، إذ ملاك الرب من السماء وقد دنا ودحرج الصخرة عن القبر وعليها قعد، وكان ملمحه كبرق اتقد ولباسه مبيض كالثلج والبرد، ومن هيبته ذعر الذين كانوا من الإحتراس على رصد، فانقلبوا صرعى كالأموات في همد، أجاب الملاك وقال للمرأتين إعتمد، إنما لا تجزعا واربطا الجأش والجلد، فاني لأعلم أنكما تطلبان يسوع الذي صلب فتمجد، فما هو ههنا وإن كان رقد، فإنه قد قام كماوعد، هلما فانظرا المكان الذي كان وضع فيه من سيدنا الجسد، وانطلقا على عجل فقولا لتلاميذه إنه قد قام ومن الأموات صعد، وها هو يسبقكم إلى الجليل فثم ترونه مع من قصد، ها لقد قلت لكما القول المقتصد، فمضتا من القبر على وحي محتشد، بخيفة ومسرة عظيمة في الخلد، وحاضرتا في العدد، لتقولا لتلاميذه إذ كانوا الإنهائه بصدد، وإذا المخلص قد صار منهما وقال لهما إذ ورد: السلام لكما والرشد، فقبلتا قدميه وسجدتا له على المدد، حينئذٍ قال لهما المخلص لا ترهبا وكونا كمن أتلد، بل أذهبا فقولا لإخوتي في المعتقد، ليقصدوا الجليل فسوف يعاينون فيمن شهد، وإذ مضتاعن عمد، صار قوم من أولئك الحرس إلى البلاد فاخبروا عظماء الكهنة بكل شيءً حدث بلا فند، فاجتمع المشايخ وعقدوا المشوره على نكد، وبذلوا للحراس مالاً غير قليل في الوزن والعدد، وقالوا لهم قول من نكد، وقولا إنا صحبه وافوا فسرقوه ليلاً وكلِ منا كان هجد، وإن سمع ذلك أو ذكر بحضر الوالي رثاء منه الحرد، فنحن نرغب إليه ونبالغ في المجتهد، فنصرف عنكم الهم والكمد، والحرس لما أخذوا المال المنتقد، فعلوا حسب ما علمهم أولموا الكيد والحسد، فذاعت هذه الكلمة بين اليهود إلى اليوم وإليها المستند، فأمّ التلاميذ الأحد عشر ذووا السدد، فمضوا إلى الجليل حيث واعدهم المخلص المتحد، فلما شاهدوه فكل منهم له سجد، ومنهم من ارتاب فيما إعتقد، فاقترب منهم المخلص وقال لهم فيما عهد، لقد منحت كل سلطان في السماء والأرض في المدد، فكلما أرسلني أبي فأنا أرسلكم وتلك لكم من عود، إذهبوا الآن فتلمذوا سائر الأمم ممن دنا وبعد، وعمدوهم للذين عمد، باسم الآب والإبن والروح القدس الإلهي الأحد، وعلموهم أن يمتثلوا جميع مارسمت لكم الحكم المضطرد، وها أنا معكم كل الأيام ما طال لها الأمد، إلى منتهى العالم حقاً إلى الأبد .
قد يتساءل البعض لماذا وضع عبد يشوع الأناجيل بهذه الصيغة ؟ لا شك أنه كان يقصد أخواننا المسلمين وهذه رسالتنا في الشرق، أن نواصل بشرى الإنجيل للعالم كله لا سيما للعالم العربي ولإخوتنا المسلمين .تعليق للدكتور طه حُسَين
هذه محاولة لترجمة الأناجيل بصيغة عربيّة، قد يستجودها القارئ أو يستنكرها. ويذكّرني ذلك بما كتبه أستاذنا الأكبر، الدكتور طه حُسَين، في الباب الحادي عشر من كتابه: ” مستقبل الثقافة في مصر “. قال:
"ولا بدّ مِن أن أُصارح المثقّفين مِنَ الأقباط بأنّهم مقصِّرون أشدَّ التقصير في ذات تعليمهم الدينيّ، وبأنَّ كلَّ شيءٍ يمكن أن يُفهَمَ إلاّ هذا الفرق الشنيع بينهم وبين قِسّيسيهم ورهبانهم في الثقافة. وقد دعتني الظروف الحسنة والسيّئة، كما تدعو غيري من المصريِّين، إلى مشاركة بعض الأصدقاء من الأقباط في ما يلمُّ بهم من الخير والشرّ، وشهود بعض حفلاتهم الدينيّة في الكنائس وفي الفنادق وفي الدور. فلست أدري كيف أصف هذا الألمَ الذي يثيره في نفسي الاستماعُ إلى صلواتهم، يتلونها في لغةٍ عربيّةٍ محطّمة، أقلُّ ما توصَفُ به أنّها لا تلائمُ كرامة الدّين مهما يكن، ولا تلائمُ ما ينبغي للمصريِّين جميعاً من الثقافة الُّلغَويّة. ولقد عجزتُ أحياناً من مقاومة هذا الضيق، فصارحتُ به بعضَ كبار الأقباط، وألححتُ عليهم في وجوب العناية بالترجمة الصحيحة النقيّة لكتبهم المقدّسة إلى الّلغة العربيّة، وفي تعويد القسّيسين النطقَ الصحيحَ النقيَّ بهذه الّلغة.] [ … وأنا أعلم أنَّ الّلغةَ العربيّة ليست هي الّلغةَُ الأولىّ للتوراة و الإنجيل، ولكنّي أعلم أنَّ الإنجليزيّةَ والفرنسيّةَ والألمانيّةَ ليست هي الّلغاتُ الأولى للتوراة و الإنجيل. ومع ذلك، فالتوراة و الإنجيل قد تُرجما إلى هذه الُّلغات تراجمَ لا أقولُ إنّها صحيحةٌ فحسب، بل أقولُ إنّها رائعةٌ أيضا. بل أنا أعلم أنَّ النصَّ الأوّلَ للتوراة و الإنجيل لم يكن لاتينيًّا ولا يونانيًّا. ومع ذلك، فترجمته إلى هاتينِ الّلغتين لا غُبارَ عليها (71)
الترجمات الدينيّة العربيّة
لقد أشرت إلى هذه الترجمات في الجزء الأوّل، عندما ذكرت سعة التراث العربيّ المسيحيّ. وضاق بنا الوقت. لتذك أكتفي هنا بعرض سريع جداً لأبرز الترجمات الدينيّة .
1- الترجمات الكتابيّة:
تُرجم الكتاب المقدّس كله إلى اللغّة العربيّة مّرات عديدة ومن لغات مختلفة. وتعد هذه الترجمات بالعشرات أحياناً. أمّا الأناجيل، فيبدو أن عدد الترجمات العربيّة يفوق المائة، ولم تحصر حتّى الآن، وقد ظهر حديثاً بحثاً للمستشرق Knutsson عن ترجمة سفر القضاة إلى العربيّة، بَينّ فيه أنّ لدينا خمس ترجمات مختلفة له، وثلاث منها عن السريانيّة واثنتان عن اليونانيّة .
2- الترجمات الأبائية :
اعتنت الكنائس الشرقيّة بمؤلفات الآباء. لذلك أخذت كل طائفة تترجم أشهر مؤلفاتهم إلى العربية فترجموا من اليونانية مؤلفات اكليمندس الرومانيّ، واغناطيوس الأنطاكي النوارنيّ، وبوليكربوس الآزميري، وايرويناوس اللجدني، واكليمندس الإسكندريّ، وثاوفيلوس الإسكندريّ ،وناماسيوس الحمصيَّ، وايبوليدس الرومانيّ، وغريغوريوس العجائبيّ، واثناسيوس الإسكندريّ، ويوحنّا فم الذهبي، وباسيليوس الكبير، غريغوريوس النيسيّ، وغريغوريوس اللاهوتيّ، وكيرلس الاورشليمي، وكيرلس الإسكندري، وابرقلس بطريرك القسطنطينية، وثادوسيوس القورنثي، وأنسطاسيوس الأنطاكيّ، وديونيسوس الأريوباجيّ، وصفرونيوس المقدسيّ، ومكسيموس المعترف، وأنسطاسيوس السينائيّ، وثادورس المصيصيّ المفسر، واندرواس الدمشقيّ أسقف كريت وجرمانوس القسطنطيني، ويوحنّا الدمشقيّ .
أمّا الآباء السريان الذين ترجموا إلى العربيّة ( من السريانيّة ) فأهمهم، افرام السريانيّ، والشيخ الروحانيّ ( وهو يوحنّا سابا) ويعقوب السروجيّ، واسحق النينويّ، ويوحنّا الرهاويّ، وإبراهيم النفتريّ، قرياقس النصيبىّ، فيلوكسانس المنبجيّ، ويعقوب البرادعيّ، وماروثا التكريتيّ، ويعقوب الرهاويّ، ودينسيوس بن الصليبيّ، وغريغوريوس العبريّ
أمّا الآباء الآقباط المترجمون، فأشهرهم انطونيوس أبو الرهبان، وباخوميوس، وشنودة، وطيموثاوس الإسكندريّ، وبيزنطيوس القفطيّ، وقسطنطين الأسيوطيّ، ويوحنا البرلسيّ، وبنيامين البطريرك، قرياقس البهنسيّ، وماكريوس المصريّ، ومكاريوس الإسكندريّ، واسطفانوس التباثسي، وموسى الحبشي، والمؤَّلفات الآبائّية النسكيّة أمثال ” بستان الرهبان ” وفردوس الرهبان ” و” أقوال الآباء ” .
3- ترجمات الكتب المنحولة :
لدينا اليوم 43 مؤَّلفاً من أبوكريفية العهد القديم، امثال ” عبد آدم وحّواء ” و ” مغارة الكنوز ” وقصّة الرحابيّين ” ومناجاة موسى الكليم، و” نحو 50 مؤَّلفاً من ابوكريفيّة العهد الجديد، أمثال ” إنجيل الطفولة ” و ” قصّة يوسف النجّار ” واعمال فيلبّس ” و ” رؤيا بطرس ” وغيرها.
4- الترجمات القانونيّة :
ترجم المسيحيّون العرب المجموعات القانونيّة الكنسيّة القديمة، أمثال ” قوانين الرسل ” و” قوانين المجامع ” ( اللاذقّية /سرديقة، وثيوقيسريّة، ونيقية … الخ ) وقوانين السنودسات، وقوانين البطاركة. لكل مجموعة قانونيّة عّدة ترجمات ( ثلاث أو أكثر ) بسبب تنوّع الطوائف .
5- ترجمات سِيَر القدّيسين :
هذه الترجمات عديدة جداً وكان المسيحّيون القدماء يقرأون سير القدّيسين كما نقرأ نحن القصص والروايات ويقّوون إيمانهم بالإمتثال بحياتهم وتعّد هذه السير بالمئات ثم أنّ كلّ كنيسة جمعت هذه السير في كتب طقسية معروفة بكتاب ” السنكسار ” مرتبة على مدار أيّام السنة وبالاضافة إلى هذه السير انتشرت بعض الروايات الدينيّة الروحيّة أشهرها ( قصّة الإسكندر) وقصّة برلام ويواصاف المنسوبة خطأ إلى يوحنّا الدمشقيّ .
6- ترجمات طقسيّة :
7- الخـلاصـة:
إنّ لهذه الترجمات الدينية شأناً كبيراً في أياّمنا هذه لدراسة اللاهوت في الإكليريكيّات والمعاهد اللاهوتيّة لأننّا نحتاج دائماً إلى معرفة آباء الكنيسة غير أنّ هذه النصوص غير متوفّرة لدينا اليوم أمّاالترجمات الآبائية الحديثّة فكثيراً ما تعتمد على الترجمات الأوروبيّة الحديثة ( الانجليزيّة، الفرنسّية ) لا على الأصل اليونانيّ أو السريانيّ أو القبطيّ .
ثم إنّ ترجمة النصوص الأبائيّة عمليّة صعبة وطويلة بينما تحقّق الترجمات العربية القديمة من المخطوطات أسهل وأسرع والأمر العجيب أننّا نعمل كأننّا أوّل جيل مسيحيّ عربيّ فنسعى في ترجمة تلك النصوص وننسى أن أباءنا ترجموها قبلنا عندما كانت اللغات الكنسيّة القديمة ( اليونانيّة والسريانيّة والقبطيّة ) لغاتً حيّةً مفهومة .
وكذلك تفتقر مكتباتنا المسيحيّة إلى المؤّلفات النسكيّة الرهبانيّة وهي التي كوّنت أجيالاً من المسيحيين الشرقييّن وكانت الينبوع الحيّ الذي يستقي منه كلّ عليل وغذاء القلب الجائع. وقد نسينا اليوم وأني لمقتنع كلّ الاقتناع أنّ هذه المؤّلفات النسكيّة مازالت ذات طعم اليوم، وإنّ كلّ نهضة صحيحة لابدّ لها من العودة إلى تراث الأجداد بجوار معالجة المشاكل العصريّة والتفتّح على الآراء الجديدة أمّا عدم أهمال تراثنا القديم، المترجم إلى العربيّة فهو أمر يساعدنا على القيام بالنهضة الكنسيّة المنشودة .
المؤلفات الدينية
اليك الآن عزيزي القارىء قائمة بأبرز الموضوعات والمؤلفات:
1- التفاسير الكتابيّة :
1- فردوس النصرانيّة ” لأبي الفرج عبدالله بن الطيّب ” الفيلسوف والطبيب الكبير المتوفي سنة 1043م في بغداد اعتمد على التفاسير السريانيّة، ولاسيّما على ايشوعداد المروى وله أيضاً تفسير كامل لسفر المزامير، وتفسير كبير للأناجيل الأربعة وقد طبع حتى اليوم تفسير سفر التكوين، وتفسير الاناجيل وجزء من تفسير المزامير .
2- ” تفسير التوارة ” لأبي الفخر مرقس بن قنبر، المعروف بمرقس الضرير وهو مصلح قبطيّ عاش في أواخر القرن الثاني عشر وطبع منه تفسير التكوين، وهو تفسير رمزي عميق .
3- ” تفسير الرؤيا ” لأبي كاتب قيصر وهو عالم قبطيّ عاش في بداية القرن الثالث عشر وله أيضاً تفسير رسالة بولس إلى أهل رومية والكتابان مطبوعان .
4- ” تفسير رسائل القديس بولس ورؤيا يوحنّا الحبيب ” لأبي الفرج الأسعد العسّال في منتصف القرن الثالث عشر وهو غير مطبوع .
5- “القول الصحيح في آلام السيد المسيح ” لبطرس السدمني، وهو راهب قبطي عاش في منتصف القرن الثالث عشر وتعتبر مقدَّمته في علم التفسير من أجود ما كتب في هذا الموضوع حتى يومنا هذا. طُبع التفسير مرتين وطبعت المقدَّمة أربع مرات مع ترجمة فرنسيّة وبحث .
6- ” تفسير سفر المزامير ” لديونيسوس بن الصليبيّ، في القرن الثالث عشر وقد طبع جزء صغير منه .
2- الفقه الكنسي :2- ” تفسير التوارة ” لأبي الفخر مرقس بن قنبر، المعروف بمرقس الضرير وهو مصلح قبطيّ عاش في أواخر القرن الثاني عشر وطبع منه تفسير التكوين، وهو تفسير رمزي عميق .
3- ” تفسير الرؤيا ” لأبي كاتب قيصر وهو عالم قبطيّ عاش في بداية القرن الثالث عشر وله أيضاً تفسير رسالة بولس إلى أهل رومية والكتابان مطبوعان .
4- ” تفسير رسائل القديس بولس ورؤيا يوحنّا الحبيب ” لأبي الفرج الأسعد العسّال في منتصف القرن الثالث عشر وهو غير مطبوع .
5- “القول الصحيح في آلام السيد المسيح ” لبطرس السدمني، وهو راهب قبطي عاش في منتصف القرن الثالث عشر وتعتبر مقدَّمته في علم التفسير من أجود ما كتب في هذا الموضوع حتى يومنا هذا. طُبع التفسير مرتين وطبعت المقدَّمة أربع مرات مع ترجمة فرنسيّة وبحث .
6- ” تفسير سفر المزامير ” لديونيسوس بن الصليبيّ، في القرن الثالث عشر وقد طبع جزء صغير منه .
1- ” فقه النصرانيّة لأبي الفرج عبدالله بن الطيب المشرقي ( ت 1043). مطبوع في مجلدين ومترجم إلى الألمانيّة .
2- مخطوط أنبا ميخائيل مطران دمياط، ألفّه سنة 1188م، مخطوط .
3- المجموع الصفويّ لصفيّ الدولة أبي الفضل ابن العسّال العصريّ القبطيّ، ألفّه أوّلاً في دمشق سنة 1236م، ثم اختصره في القاهرة سنة 1238م. وهو أهم مرجع قانونيّ مسيحي حتى اليوم. تُرجِمّ إلى اللغة العربيّة، ومنها إلى الإيطاليّة والإنجليزيّة. وهو أساس القانون الكنسيّ المارونيّ ( والقبطيّ والحبشيّ )..
4- الفرائض الكاملة لفرج الله الاخميميّ، في القرن الرابع عشر .
3- المؤّلفات الطقسية:2- مخطوط أنبا ميخائيل مطران دمياط، ألفّه سنة 1188م، مخطوط .
3- المجموع الصفويّ لصفيّ الدولة أبي الفضل ابن العسّال العصريّ القبطيّ، ألفّه أوّلاً في دمشق سنة 1236م، ثم اختصره في القاهرة سنة 1238م. وهو أهم مرجع قانونيّ مسيحي حتى اليوم. تُرجِمّ إلى اللغة العربيّة، ومنها إلى الإيطاليّة والإنجليزيّة. وهو أساس القانون الكنسيّ المارونيّ ( والقبطيّ والحبشيّ )..
4- الفرائض الكاملة لفرج الله الاخميميّ، في القرن الرابع عشر .
إليك بعض المؤّلفات الطقسيّة للأقباط:
1- كتاب الدر الثمين في إيضاح الدين لساويروس بن المقفَّع ( توفي سنة 1050) مطبوع.
2- كتاب ترتيب الكهنوت المنسوب خطأ إلى ساويروس وهو من القرن الثالث عشر، مطبوع .
3- كتاب الأعمال الرئيسية في الآداب الكنسيّة لمؤتمن الدولة ابي اسحق ابراهيم ابن العسّال، في منتصف القرن الثالث عشر .
4-كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لأبي زكرّيا يوحنّا بن السباع ( نهاية القرن الثالث عشر) مطبوع .
5- كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، لشمس الرئاسة أبي البركات ( ت 1324)، مطبوع نصفه .
4- المؤلفات العقائدية :2- كتاب ترتيب الكهنوت المنسوب خطأ إلى ساويروس وهو من القرن الثالث عشر، مطبوع .
3- كتاب الأعمال الرئيسية في الآداب الكنسيّة لمؤتمن الدولة ابي اسحق ابراهيم ابن العسّال، في منتصف القرن الثالث عشر .
4-كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لأبي زكرّيا يوحنّا بن السباع ( نهاية القرن الثالث عشر) مطبوع .
5- كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، لشمس الرئاسة أبي البركات ( ت 1324)، مطبوع نصفه .
هذه المؤَّلفات لاتُحصى لكثرتها. وقد وضُعت عشرات من المقالات في التوحيد والتثليث مثلاً لأبي رائطة التكريتيّ ( نحو سنة 815م) وثادوس أبو قرّة ( المتوفيّ نحو سنة 820) وطيموثاوس الجاثليق ( المتوفيّ نحو سنة 824م)، وعمّار البصريّ ( في القرن التاسع ) وعبد المسيح الكنديّ ( نحو سنة 830)، ومخطوط طور سيناء رقم 154 ( القرن التاسع)، ويحيى بن عدي ( ت974)، وساويروس بن المقفَّع (ت نحو سنة 1000) وعيسى بن زرعة ( ت 1008) وأبي الفرج عبدالله بن الطيّب ( ت1043) وايلّيا مطران نصيبين ( المتوفي سنة 1046)، وابي الفتح عبدالله بن الفضل الأنطاكيّ المتوفيّ ( نحو سنة 1051) … الخ .
فمنهم من شرح مفهوم التثليث اعتماداً على التشبيهات والرموز الطبيعيّة، ومنهم من شرحه بالفلسفة الأفلاطونيّة الحديثة أو الأرسطوطاليّة، ومنهم من اعتمد على القرآن الكريم أو الكتاب المقدّس .
وأكثر هذه المؤَّلفات دفاعيّة، يردّ فيها المسيحيّ على اتّهامات المسلمين، ويشرح لهم معنى العقيدة المسيحيّة من دون مجادلتهم أو مهاجمتهم. وقد بدأت منذ عدة سنوات بحصر المؤَّلفات الدفاعيّة وتحليلها في مجلة ISLAMO CHRISITIANO التي تظهر في روما منذ سنة 1975، فمن أراد مزيداً من المعلومات فعليه بها .
كما يجد القارىء نموذجاً بسيطاً على هذا النوع من التأليف، في صفي الدولة أبي الفضائل ابن العسّال عن إتحاد الله بالإنسان في التجسّد
5-الموسوعات المسيحية :
أبدأ هذا العرض بذكر أبرز الموسوعات المسيحية التي وضعت في القرنين الثالث والرابع عشر الميلاديّ .
1- المجدل
لعمرو بن متّى المشرقيّ، في نهاية القرن الثاني عشر .
2- مجموع أصول الدين ومجموع محصول اليقين :
لمؤتمن الدولة أبي اسحق ابن العسّال ( نحوسنة 1260) وهي موسوعة لاهوتيّة في غاية الأهميّة، جمعت أقوال المتقدَّمين .
3- كتاب البرهان وكتاب الشفاء :
لأبي شاكر ابن الراهب نحو سنة 1270.
4- الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة:
لأبي زكريا يوحنا بن سباع القبطيّ ( نهاية القرن الثالث عشر ). وهي ذات طابع شعبي .
5- مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة :
لشمس الرئاسة ابي البركات ابن كبر، ألفّه في السنوات 1300-1310. وهي موسوعة قيمة جّداً لاسيّما في الطقوس جمع فيها المؤلف اقوال المتقدَّمين .
6- المجدل :
لماري بن سليمان المشرقيّ، ومثله لصليبا بن يوحنّا المشرقيّ، المؤلف سنة 1338م.
7- كتاب مختصر البيان في تحقيق الإيمان :
للقسّ القبطيّ المتطبب والراهب المتوَّحد في مدينة طرة ( جنوب القاهرة )، المكين جرجس بن العميد. ألّفه في النصف الثاني من القرن الرابع عشر موسوعة لاهوتيّة مهمّة ذات طابع شخصيّ .
لعمرو بن متّى المشرقيّ، في نهاية القرن الثاني عشر .
2- مجموع أصول الدين ومجموع محصول اليقين :
لمؤتمن الدولة أبي اسحق ابن العسّال ( نحوسنة 1260) وهي موسوعة لاهوتيّة في غاية الأهميّة، جمعت أقوال المتقدَّمين .
3- كتاب البرهان وكتاب الشفاء :
لأبي شاكر ابن الراهب نحو سنة 1270.
4- الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة:
لأبي زكريا يوحنا بن سباع القبطيّ ( نهاية القرن الثالث عشر ). وهي ذات طابع شعبي .
5- مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة :
لشمس الرئاسة ابي البركات ابن كبر، ألفّه في السنوات 1300-1310. وهي موسوعة قيمة جّداً لاسيّما في الطقوس جمع فيها المؤلف اقوال المتقدَّمين .
6- المجدل :
لماري بن سليمان المشرقيّ، ومثله لصليبا بن يوحنّا المشرقيّ، المؤلف سنة 1338م.
7- كتاب مختصر البيان في تحقيق الإيمان :
للقسّ القبطيّ المتطبب والراهب المتوَّحد في مدينة طرة ( جنوب القاهرة )، المكين جرجس بن العميد. ألّفه في النصف الثاني من القرن الرابع عشر موسوعة لاهوتيّة مهمّة ذات طابع شخصيّ .
46)) راجع ابن جلجل، ص 93-94 (رقم 36).
(47) راجع بن جلجل، ص 96، (رقم38).
(48) راجع بن جلجل، ص97 ( رقم 39) .
(49) راجع ابن جلجل، ص 97-98 (رقم40).
(50) راجع ابن جلجل، ص 100-102، (رقم 43).
(51) 2/150 و177 و 286-287 و 3/219 ز Levi- Provencal راجع
(52) 2/177 و3/219. Levi- Provencal راجع
(53) المرجع نفسه.
(54) 2/177 و3/222 .Levi- Provencal راجع.
(55) 2/177 و3/221. Levi- Provencal راجع.
(56) 2/139، 148- 149 ن 161 ؛ و3/222-223 ،239-240، 290 .Levi- Provencal راجع (أ-)
Le Calendrier de Cordoue , publié ,par R. Dozy ; nouvelle éditiion accompadnée d’une traduction française annotée par Charles Pellat ( Leiden , Brill, 1961) pp. vii –xi. (ب)
P. Sj. van Koningsveld , the Latin – Arabic Glossary of the Leiden Univeresity Library ( Leiden, New Rhine , 1977), p. 59b ج)
(57) لانستطيع أن نذكر هنا ما كُتبَ عن حَفص بن البر القوطي، لكثرة المراجع.
(58) ) لقد حدّدت تاريخ وضع هذا التأليف في مقال صغير. راجع Khalil SAMIR , Date de composition de l’évangéliaire rimé de “Abdisû” , in: Mélanges de l’Université Saint-Joseph 47 (1972 ), p. 173-181.
(59) ) Oscar LOFGREN and Renato TRAINI , Catalogue of the Arabic Manuscripts in the Biblioteca Ambrosiana , vol. I Antico fondo and medio fondo , coll. Fontes Ambrosiani , 51 (Vicenza , Neri Pozza ed .1975 ) , p. 24-26 (N°XXIII ) .cote: &120 sup .
(60) راجع المخطوط الوحيد لهذه الترجمة، وهو محفوظ في ميلانو بإيطاليا. Milano , Biblioteca Ambrosiana , & Sup > 120 , fol. 12 verso
(61) ) في المخطوط بالِهِ .
(61) المرجع نفسه، الورقه 16 ظهراً .
(62) حققّتُ النصّ اعتماداً على مخطوطين، وإن لم أذكر هنا الاختلافات إذ هي إملائية. وهما: مخطوط المكتبة الشرقية في بيروت رقم 431 (قرن19ً) ص71-72 ؛ ومخطوط مكتبة الفاتيكان رقم 1354 عربي (قرن 20ً) ورقة 73ج -73 ظ .
(63) ) الأبيات 1-20 = (متى10/34-42).
(64) ) الأبيات 21-29 =(متى 16/24-27) .
(65) الابيات 30-45 = متى 19 /27-30 .
(66) إنّ قافية الميم تستّمر حتّى الآية 16، والكلمات الأربع الأخيرة ( الحاطمة، كاتمة، فاحمة، الداعمة) مقتبسة من تلك الآيات .
(67) راجع مخطوط ليدن شرقي561leiden or.561)(، ورقة 5ج-5ظ
(68) ) راجع مجموعة مقالات العلمية التي تُنشر تباعاً في مجلة Islamochristiana Bibliographie du dialogue islamo – chrétien .
(69) 0) إنّ قافية الميم تستّمر حتّى الآية 16، والكلمات الأربع الأخيرة ( الحاطمة، كاتمة، فاحمة، الداعمة) مقتبسة من تلك الآيات .
(70) راجع مخطوط ليدن شرقي561leiden or.561)(، ورقة 5ج-5ظ
(71) )طه حسين: ” مستقبل الثقافة في مصر ” ج2، القاهرة، دار المعارف، 1938) ص 485-486
خصائص التراث العربي المسيحي: الجزء الثالث