الكلام
(العُمدة في الشرح هو للشيْخ خالد الأزهري والشيخ محيي الدين عبدالحميد).
(العُمدة في الشرح هو للشيْخ خالد الأزهري والشيخ محيي الدين عبدالحميد).
قال المصَنِّف : وهو أبو عبد الله بن محمد بن داود الصّنْهَاجِيُّ، نسبة إلى صنهاجة قبيلة في المغرب، المعروف بابن آجُرُّوم ، والمولود في سنة672 اثنين وسبعين و ستمائة ، والمتوفى في سنة723 ثلاث وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية ـ رحمه الله تعالى.
الكلامُ: هو اللفظُ المُرَكَّبُ المُفيدُ بالوَضْع. وأقسامُه ثلاثة: اِسمٌ، وفعلٌ، وحَرفٌ جاءَ لمَعنى.
فالاسم يُعرَفُ: بالخَفضِ، والتنوينِ، ودخولِ الألف واللام، وحروفِ الخَفضِ, وهي: مِن، وإلى، وعَن، وعلى، وفِي, ورُبَّ، والباءُ، والكافُ، واللامُ، وحروفِ القَسَم وهي: الواو، والباء، والتاء.
والفعلُ يُعرَفُ بقد، والسِّين، وسَوف، وتاء التأنيث الساكنة.
والحرفُ ما لا يَصلُحُ معه دليلُ الاسم ولا دليل الفعل.
الكلامُ: هو اللفظُ المُرَكَّبُ المُفيدُ بالوَضْع.
يقول ابن مالك -رحمه الله تعالى- في تعريف الكلام: كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم ...
أولًا: أنواع الكلام
1- الكلامُ هذا مُصطلح: والمصطلح هو ما اتّفق عليْهِ أهل كُلِّ فنٍ من الفنون. وهو أوّلُ ما تدخُل بِهِ إلى أيِّ علمٍ من العلوم. فيكون تعريفُ الكلامِ في المصطَلَحِ النحويِّ: هو اللفظُ المُرَكَّبُ المُفيدُ بالوَضْع.
2-إذًا لِلفْظِ "الكلامِ" معنيَانِ: أحدهما لغوي والثاني نحوي.
3- أما الكلام اللغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة. فإذا قال لك قائِلٌ: " هل أحضرت الكِتاب الذي طلبتُهُ منك؟" فأشَرْتَ إليهِ برأسِك من فوق إلى أسْفَل، فهو يفْهَم أنّكَ تقولُ لهُ: "نعم". وهناك بعض المصطلحات التي استخدمها علماء اللغة في حديثهم أو في بدايات الحديث عن هذا العلم، وهي ثلاثة مصطلحات:الكلمة والكلام والكلم.
.
الكلمة: قالوا نعني بها هنا اللفظ المفرد، أي: الكلمة الواحد، لأن الكلمة قد تُطلَق ويُراد بها كلمات، كقول الله تعالى: "كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا". هو ماذا قال؟ "رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ".إذن ليس المقصود الخطبة أو الحديث الطويل، نقصد بالكلمة هي الكلمة المفردة، نمثل عليها ونقول: (رجل، يكتب، محمد، قبل) كل هذه كلمات عبارة عن ألفاظ مفردة.
أمَّا الكلام: فهو اللفظ الذي يفيد فائدة يحصل السكوت عليها. لا بد أن يفيد الكلام معنى، وحتى تفيد لما أطلق الكلمة مفردة هي لا تفيد معنى في هذه الحالة، لما أقول: (رجل) لم تفيد أي معنى، لما أقول: (أقتل) لم يكن هناك معنى يحسن أن أسكت عليه. إذن هو أدنى المعنى الذي يحسن السكوت عليه أن يتكون الكلام من اسمين كحد أدنى، أو يتكون من اسم وفعل، أو يتكون من فعل واسم. والكلام قد يتكون من كلمتين، من ثلاث، من أربع، المهم أن يفيد.
أما الكَلِم: فهو ما تكون من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أو لم يفد. إذن المناط الرئيسي في الكلام يُعنى الفائدة، أما الكلم فيُعنى بالعدد، ولا بد أن يتجاوز كلمات ثلاث فأكثر، ثم أفاد أو لم يفد ليس هذا هو المقصود في مفهوم الكلم.
تمارين:
(العلمُ نور) هي كلام لا كلم
(فهم الطالِبُ الدرسَ) ثلاث كلمات، هي كلام وكلم.
(سعيد) لا كلام ولا كلم
(ليس البر أن) هذا ليس كلامًا لكنه كلم.
أمَّا الكلام: فهو اللفظ الذي يفيد فائدة يحصل السكوت عليها. لا بد أن يفيد الكلام معنى، وحتى تفيد لما أطلق الكلمة مفردة هي لا تفيد معنى في هذه الحالة، لما أقول: (رجل) لم تفيد أي معنى، لما أقول: (أقتل) لم يكن هناك معنى يحسن أن أسكت عليه. إذن هو أدنى المعنى الذي يحسن السكوت عليه أن يتكون الكلام من اسمين كحد أدنى، أو يتكون من اسم وفعل، أو يتكون من فعل واسم. والكلام قد يتكون من كلمتين، من ثلاث، من أربع، المهم أن يفيد.
أما الكَلِم: فهو ما تكون من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أو لم يفد. إذن المناط الرئيسي في الكلام يُعنى الفائدة، أما الكلم فيُعنى بالعدد، ولا بد أن يتجاوز كلمات ثلاث فأكثر، ثم أفاد أو لم يفد ليس هذا هو المقصود في مفهوم الكلم.
تمارين:
(العلمُ نور) هي كلام لا كلم
(فهم الطالِبُ الدرسَ) ثلاث كلمات، هي كلام وكلم.
(سعيد) لا كلام ولا كلم
(ليس البر أن) هذا ليس كلامًا لكنه كلم.
(ما سبق مُستفاد من موقِع زادي)
4- الكلامُ النحوي: فلابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي .
.
فائِدة 1: والكلام عند الفقهاء هو ما يُفهم منه المراد ولو قلّ، ولو كان من حرفٍ واحد.
فائِدة 2: والكلام عِنْدَ المتكلمين(ممن تلبّس بشوب بدعة) هو الحديث النفسي، وهذا باطِلٌ من وجوه:
.
فائِدة 2: والكلام عِنْدَ المتكلمين(ممن تلبّس بشوب بدعة) هو الحديث النفسي، وهذا باطِلٌ من وجوه:
.
1- أن الكلام عند النحويين هو اللفظ، وبهذا يرد على المتكلمين؛ لأنه لا ينسب لمن لم يلفظ كلام.
2- هم يقولون: هو الكلام النفسي، نعم الشخص يُزوِّر ويؤلف الكلام في نفسه ثم ينطق به؛ لكنه قبل النطق به لا يسمى كلام، وإنما يسمى حديث نفس، وحديث النفس ليس بكلام، بدليل أن حديث النفس معفو عنه ما لم يتكلم، فدل على أن حديث النفس غير الكلام.
3- والمبتدعة هؤلاء من المتكلمين زعموا أن الكلام هو الحديث النفسي، لكي لا يصفوا كلام الله -جل وعلا- بأنه حرف وصوت، كما قال سلف الأمة وأئمتها، ثم لا يثبتون الكلام الحرفي الصوتي!.. الله -جل وعلا- تكلم. تكلم ويتكلم، تكلم في الأزل في الماضي، ويتكلم متى شاء بكلام وصوت وحرف يسمع، وهؤلاء لا يثبتون الحرف ولا الصوت وأن كلامه أزلي، تكلم به في القدم ولا يتكلم بعد ذلك، وهذا كلام مردود، سلف الأمة وأئمتها على خلاف ذلك.
2- هم يقولون: هو الكلام النفسي، نعم الشخص يُزوِّر ويؤلف الكلام في نفسه ثم ينطق به؛ لكنه قبل النطق به لا يسمى كلام، وإنما يسمى حديث نفس، وحديث النفس ليس بكلام، بدليل أن حديث النفس معفو عنه ما لم يتكلم، فدل على أن حديث النفس غير الكلام.
3- والمبتدعة هؤلاء من المتكلمين زعموا أن الكلام هو الحديث النفسي، لكي لا يصفوا كلام الله -جل وعلا- بأنه حرف وصوت، كما قال سلف الأمة وأئمتها، ثم لا يثبتون الكلام الحرفي الصوتي!.. الله -جل وعلا- تكلم. تكلم ويتكلم، تكلم في الأزل في الماضي، ويتكلم متى شاء بكلام وصوت وحرف يسمع، وهؤلاء لا يثبتون الحرف ولا الصوت وأن كلامه أزلي، تكلم به في القدم ولا يتكلم بعد ذلك، وهذا كلام مردود، سلف الأمة وأئمتها على خلاف ذلك.
6- اللفظ: أي صوت. واللفظ مصدر يراد به اسم المفعول الملفوظ، والأصل في اللفظ: الطرح والإلقاء كما تقول: (لفظت النواة) إذا طرحتها. وهو كل ما ينطِقُ بهِ الإنسان، مشتملاً على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء ومثاله " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإن كل واحدةٍ من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صَوْتاَ مشتملاً عَلَى أربعة أحْرُفٍ هجائية : فالإشارة مثلاً لا تسمَّى كلاماً عند النحويين ؛ لعدم كونها صوتاً مشتملاً علي بعض الحروف ، وإن كانت تسمى عند اللغويين كلاماً ؛ لحصول الفائدة بها. وكُلُّ لفظٍ يتكوّن من أمريْن: حروف و حركات أصليّة.
.
والحروف تُسمى الحروف الألفبائِيّة، وأحيانًا تُسمى الحروفُ الهِجائِيّة
والفرقُ بيْنهما في الترتيبِ فقط، "فالألِفبائِيّة: أ، ب، ت، ث..."
بينما "الهِجائِيّة: أبجد هوز". وكل حرفٍ من الحروف لا معنى لهُ بِمُفْرَدِه.
أما الحركات الأصليّة: فتنقسِمُ إلى قسْميْن (حركات قصيرة وحركات طويلة).
والفرقُ بيْنهما في الترتيبِ فقط، "فالألِفبائِيّة: أ، ب، ت، ث..."
بينما "الهِجائِيّة: أبجد هوز". وكل حرفٍ من الحروف لا معنى لهُ بِمُفْرَدِه.
أما الحركات الأصليّة: فتنقسِمُ إلى قسْميْن (حركات قصيرة وحركات طويلة).
- والفرق بيْنهما في الكميّةِ الزمنية.
- فالحركاتُ القصيرة (ضمة، كسْرة، فتحة) كما في "كُتِب"، تأخُذُ كما عُلِّمنا في التجويدِ مقدارَ حركةِ واحِدة من حركةِ الإصْبَع.
- والحركاتُ الطويلة (واو المد " يقول"، ياء المدِّ "قيل" ثم ألف المد "قال")، تأخُذُ كما عُلِّمنا في التجويدِ مقدارَ حركتيْنِ من حركةِ الإصْبَع.
- والحرفُ نبْدأ بِهِ أولًا في النُّطْقِ ثمّ الحركة.
- والسُّكونُ ليْسَ ضِمن الحركاتِ الأصليّةِ لأنّ السُّكونَ انْعِدامٌ للحركة.
- فائِدة: وهذا الكلام الذي ذكرهُ علماء التجويد منذ منتصف القرن الثاني الهجري، يُؤكِّدهُ العلم اليومَ في كل لغاتِ العالم، لأن كل لغة في العالم تتكونُ من حروفٍ وحركات. فاللغة الإنجليزية اليوم يُقسِّمها العلماء الى: حروف ثابتة Consonants، وحركات: vowels. وهذا ما سبق بِهِ علماء الأمة منذ ظهور الإسْلام في علم التجويد، فقالوا إن الحركاتِ هي أبعاضُ حروفِ المد. وإن الضمّةَ بعْض واوِ المد، والكسْرَةُ بعضُ ياء المد. والفتحةُ بعضُ ألِفِ المد. وهذا قد ذكره عالمٌ لغوي اسمُهُ ابن جِنِّي. وهذا الكلام بنصِّهِ هو ما فاضت به قريحةُ اللغويين الغربيين في العصْرِ الحديث. ولذا فمن العلوم التي للمسلمين فيها قدمٌ راسِخة " عِلْمُ الأصواتِ والتجويد"، وما وصلوا إليهِ فيهِ هو ما يُقال ويُردد الآن. فلماذا وصلوا إلى هذه الدرجةِ من الدِّقّةِ التي تُعد اعجازًا وإلْهامًا، ولازلنا نُدرِّسُهُ في أحكام تجويد القرآن؟ لأنّهُم يخْدِمونَ القرآن الكريم! فبذلوا الجهْدَ مُخْلِصينَ لدينِ الله، فكانت آراؤهم في غايةِ الدِّقّةِ العِلْمِيّة. وقد وُضِع علم الأصواتِ في الكُتُب ودُوِّن سنة 150 هجريّة، والذي وضَعهُ تُوُفِّيَ سنة 175 ه، وهو الإمام الخليلُ بن أحمد الفراهيدي.نشأ علم الصوتيات في بلاد الغرب في عام 1888 ثم توسع ليشمل جميع الصوتيات الغربية في اوائِل القرن العشرين، إلى ان كانت الطفرة في عام 1989م، ليصِل إلى ماهو عليْهِ اليوم ليكون ما قالوه هو تكرار لما أبدعه علماء المسلمين منذ أكثر من 1200 عام!. وقد توقف الدكتور غانم قدوري الحمد عند تعريفيْنِ آخريْنِ للغة عند علماء العربية يتضمنانِ تعريف ابن جني ويضيفان إليه عناصر جديدة، وهما تعريف ابن الجبّان وابنِ خلدون، وقد أضفْتُ تعريفًا رابِعًا لفخْرِ الدينِ الرازي، أراه العُمْدَةُ والقول الفصْل، وأكتفي بعرِض التعريفاتِ الثلاثة وتحليلات الدكتور غانم ومقارنتها مع التعريفات العلمية الحديثة من كتابه مع إضافة تعريفِ الرازي ففيها الكفاية على هذا الرابِط . أخي الحبيب، لدينا موروثٌ عظيم لن نفهَمَهُ إلا إذا فهِمنا اللِّسان العربي. وهناك حرب ضروس تِجاه التراث العربي الإسْلامي، لأنهم يُريدون أن يُبعدوك عن مصْدرِ قوتِّك، فإذا فهمت مصدر قوتك، تتمسَّكُ بدينِك ولغتِك فيصيرُ حِصْنًا منيعًا ضدّ مكرِهِم. فإذا ما استطاعوا ضربك في لُغتِك فإنهم يكونون قد صنعوا لك عُجْمَةً بيْنَكَ وبيْن دينِك. فباللُّغَةِ تتصِلُ بالقرآنِ والحديث، وباللغة تتصِل مع الموروثِ الضّخْمِ في العلوم الشرعيّة واللغوية. فإذا فهِمت فقد عرفت، من لا يفهم دينَهُ فهو عدوٌّ له ومن لا يفهَمُ لغةَ دينِهِ فهو عدو له. أما إذا عرفت وأدركت العِزّة فستهتم وتحرِص على نشْر ما تعرف وتعلم, قال الشافعِيّ "ما ضلّ الناس واختلفوا فيما بيْنَهُم إلا لجهلِهِم بلِسانِ العرب".
6- المُركّب: ومعنى كونه مركباً : أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ ، فالكلمة الواحدة لا تسمَّى كلاماً عند النحاة إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرها، سواءٌ أَكان انضمام غيرها إليها حقيقةً، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهْ "، أم تقديراً ، كما إذا قال لك قائل : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ، فهذه الكلمة تُعتَبَرُ كلاماً ، لأن التَّقدِير : مُحَمَّدٌ أَخِي : فهي في التقدير عبارة مؤلَّفة من ثلاث كلمات .
- نحنُ نُركِّبُ من الحروفِ والحركاتِ كلماتٍ، ونُركِّبُ من الكلمات جُمل، ونُركِّبُ من الجُمَلِنصًا.
- اللغة هي أصوات يُعبر بها كل قومٍ عن أغراضِهم، فالتركيب يجِب أن يكون على حسْب كل لغةٍ.
- ثم إن النحو كله على التركيب، تعرف أن الكلمة مبنية وتعرف أنها معربة أو تعرف أنها فاعل أو تعرف أنها مبتدأ أو تعرف أنها خبر إذا كانت مركبة، أما إذا كانت غير مركبة كقولك مثلاً بيت، وجدار وأرض وسقف وإلى أخره هذه ليست كلاماً، ولا تعتبر نحواً، لا نعرف لا نقول فاعل
- فائِدة: لما تُعدِّد حروف الهجاء مثلاً: ألِفْ ، بْاءْ ، تاءْ ، ثاءْ تسكنها كلها ولا تقول ألِفٌ ، بْاءٌ ، تاءٌ ، ثاءٌ. لماذا؟ لأن ليس لها محال من الإعراب ما لم تكن مركبة، فإذا كان الكلام مركباً بعضه إلى بعض فهو علم النحو فالمقصود بالمركب هنا أن يكون أكثر من كلمة.
7- المفيد: لغةً: أي ما ترتب عليه فائدة ، وكلمة (المفيد) اسم فاعل من : فَيَدَ . ومعناه في الاصطلاح : كل ما أفهم معنى يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر كـ (قام زَيْدٌ) فهذا كلام، خلافاً لـ (إن قام زَيْدٌ) لا يسمى ذلك كلاماً ، ولو أَنَّه لفظ مركب من ثلاث كلمات وفي هذه الحالة يُسمّى "كلِم" أي كلام لا يُفيد، مركب من ثلاث كلماتٍ فأكثر ؛ وهو غير مفيد لأن المخاطب ينتظر ما تقوله بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على قيامِ زيْدٍ . فإذا قلت : " إن قام زَيْدٌ فارحلوا " صار كلاماً لحصول الفائدة.
8- بالوضع: يعني ما كان بلغة العرب، فكل لغة من اللغات هي ظاهرة اجتماعية عُرفية، فنشأت في مجتمع وتعارف واتفق الناطقون بها على تلك المعاني والدلالات. وعليه فالوضْع أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة علي معنى من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًى ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " محمد " قد وضعها العربُ لمعنًى ، وهو ذات الشخص المسمى بهذا الاسم ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكون قد استعملت كلمتين كُل منهما مما وَضعه العرب ، بخلاف ما إذا تكلمْتَ بكلام مما وضعه العَجَمُ : كالفرس ، والترك ، والبربر ، والفرنج ، فإنه لا يسمى في عُرف علماءِ العربية كلاماً ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلاماً. ويُراد بالوضع كذلِك القصد، فيخرج بذلك ما لم يكن مقصوداً ككلام النائم والساهي والغافل، فهذا ليس بكلام لأنه غير مقصود، وكذلِك كلام بعض الطيور المعلمة لا يسمى كلام؛ لأنه غير مقصود؛ لأن الطيور لا قصد لها.
.
والوضع من معانيهِ اتفاق علماءِ النحوِ على معاييرِ الصوابِ والخطأ، فعندما تُركِّب فأنت تُركِّب وفقًا لقواعِدِ اللغة. وهنا نُوضِّح مصطلحَ "المعياريّة" أي اعتماد قواعِدِ اللغة في تحديدِ الصوابِ والخطأ ، فمُخالفة الوضعِ تُسمى مخالفةً لمعياريّةِ اللغة فتقول "جاء زيدًا"، فهذا خطأ، لأنك خالفت الوضعَ أي خالفتَ معياريّة اللغةِ، لأن زيد فاعِل مرفوع بالضمّة، فالصوابُ "جاء زيْدٌ".
أسئلة على ما تقدم
ما هو الكلام ؟ ما معنى كونه لفظاً ؟
ما معنى كونه مفيداً ؟ ما معنى كونه مُركَّباً ؟
ما معنى كونه موضوعاً بالوضع العربي ؟
مَثِّلْ بخمسة أمثلِة لما يسمى عند النحاة كلاماً .
تعليق