أهلا أستاذ باحِث ومرحبًا بكم في حُرّاس العقيدة

شُكرًا على التوضيح، أعدك أنه عِنْدَ الإجابةِ على السؤال لن نفتَح موضوعًا جانبيًا، لكِن قبل الإجابة فيحِق لنا أن نسألك كما لك الحق أن تسألنا، وقد ذكرت أنك تُريد الحقيقة، او غرضك الوصول إلى حقيقةِ الأمر، فيُمكِنُك أن تُفيدُنا: بمعنى الحقيقة وطرُقُها عندك - دون أن تعتبر هذا موضوع جانبي - وكيف قد يُمثِّل معتقدنا كمسلمين جزء من بحثِك في الحقيقة؟

---

سؤالك الأول:

أولا: نعم يوجد مخلوقاتٍ خارِج كوْكبِ الأرضِ وداخِله، بل في الكونِ كُلِّهِ:
فنعم، نحنُ نؤْمِن بل من أصول الإيمان، أن نعتقِد في مخلوقاتٍ نوْرانيّةٍ خُلِقت من نور، بيدهم تدبير شؤونِ هذا الكوْنِ كله، وقد وكّل الله كلًّا منهم بمهمة يقوم بها. بل نعتقِدُ أنّ كُلّ حركة في السماوات والأرض من حركات الأفلاك، والنجوم، والكواكِب، والشمس، والقمر، والرياح، والسحاب، والنبات، والحيوان، فهي ناشئة عن هؤلاءِ الموكّلين بالسماوات والأرض، كما قال تعالى: ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا )، وقال: ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا )، وهؤلاءِ هم: الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل عليهم السلام.

ثانيًا: نؤمِن أن هناك مخلوقاتٍ أخرى في السماواتِ والأرضِ خلقها اللهُ لا نعلمها:
فالذي خلق الإنسان من عَدَم (من لاشيء) وصوره ونفخ فيه من روحه، وأحكم صنع هذا الكون بما فيه من عجائب قادر على إيجاد مخلوقات فضائية، وقد دل القرآن الكريم على وجود مخلوقات ليست معلومة لدى البشرية في عصر النبوة، يقول جل من قائل: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"، ودل كذلك على دور الاكتشافات العلمية، وأن لكل خبرٍ موعداً سيظهر في وقتِه، فقال تعالى : "لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ".

ثالثًِا: يجوز أن يكون هناك مخلوقاتٍ ودوابّ أخرى غيرِ الملائِكة، في السماواتِ لا نعلمها ولا نُثْبِت هذا أو ننفيه:
وقد وردت في القرآن آيات تشير إلى وجود دواب في السماوات والأرض، منها قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ"، وقال بعض العلماء إن لفظ (دابة) يدل على أنها مخلوقات غير الملائكة لأن الله عز وجل فرق بين الدواب والملائكة في الذكر في قوله: "وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ"، فذكر دواب السماوات ودواب الأرض ثم أخّر ذكر الملائكة. وملِك الملوك له أن يخلُق ما يشاء "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" وبمثل هذه الآيات ذكر بعض أهل العلم أنه لا مانع من أن تكون هذه إشارة إلى وجود عوالم أخرى، ولكن لا ينبغي القطع بمثل هذا، لأن مثل هذه الآيات تحتمل أكثر من وجه من التأويل.

---

سؤالك الثاني:

​​​​​​​هذا القولُ باطِلٌ وغيرُ صحيح، ومن يعتقِدهُ كمُسْلِم فهو كافر، قائِلٌ بتعدد الآلِهة، وعلى هذا فليذهب كل إلهٍ بما خلق، ولانتفى هذا الإتقان المُحكَمِ للكونِ كُلِّه، فالقول بأن هذه المخلوقات هي التي خلقت الإنسان بشكل يشبهها بواسطه DNA، وبأنها قوة خارقة أدت إلى وجود البشرية، وغير ذلِك من الاقاويل والتصوُّراتِ فإن هذا في الحقيقة قول باطل مناف لما يجب اعتقاده. وقد بيّن الله أن أبا البشرية هو آدم عليه السلام، وقد خلقه الله تعالى من طين، ثم جعل ذريته بعد ذلك تتكاثر بواسطة النطف، مروراً بمراحل قصها الله علينا في محكم كتابه، حيث يقول: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ". وكُلُّ مافي الكونِ يشْهدُ بأن صانِعهُ واحِد من أدقِّ خليّةٍ إلى أكبر جُرْمٍ فيه. وفِطْرةُ البشر مجبولةٌ على عِبادةِ إلهٍ واحد مهما تشتت تصوُّراتُهم وخيالاتهم، فلا راحة ولا قرار نفسي أو روحي إلا بالعودةِ إلى هذه الفطرة.

نسأل الله أن يرزُقكم الهداية إلى الحق، وإلى دينِ التوحيد، قبل مماتِك، فهي إما جنّةٌ وإما نار، فلا تتردد في أي سؤالٍ في دينِ الله " إنّ الدينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلام"، وخُذ خطوةً جادّة بالبحث والنقاش ونسْعدُ بهذا، هنا في منتداك.

شكرا على الرد

يعني الاسلام لاينفي وجود حضاره عاقله ممكن ان تكون على سطح كوكب ثاني غير الارض ,ليسوا ملائكه او بشر او جن ؟؟

جوابا على هذا السؤال
الحقيقه هي صحه الدين من بطلانه اولا
ثانيا اكتشاف الدين الحق من خلال المقارنه الكثيفه
وثالثا اكتشاف المذهب الحق من خلال الدراسه والمقارنه الطويله
وشكرا

نعم لا ننفي ولا نثبت " ويخلق ما لا تعلمون" , " "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ" .. فيُترك الأمر الى ما قد يُثبِته العلم فنحن مأمورون باتباع قال الله وقال رسوله ونأخذ بالعلم الضروري ونأخذ بما صح من العلم التجريبي .. ويقينا لا يُخالف صحيح العلم او صريح العقل النقل (الوحي) لأن موجد العلم وفاطر العقول هو منزل الوحي والنقل.

استفدت من إجابة الإخوة .. شكرا