[B]
عاش روني ديفيرا فترة متغيرت أخلاق والدي.. فعرفت أن الإسلام حق.. !!
عاناة بعد انفصال والديه عن بعضهما البعض..
كان الضيق والأسى يخيم على صدره كلما تذكر بُعد والده عنهم، وتركه لهم في الفلبين ليعيش هو وأخوه في الرياض بعد أن قررا الدخول في الإسلام..
شعر بالشفقة على أمه التي رفضت اتباع والده، وآثرت الحياة منفصلة عنه في بلادها، لتظل متمسكة بدينها الذي نشأت عليه..
كما أنه كان يخفي شعوراً بالشوق لرؤية والده، ومعرفة أخباره..
وظل على هذه الحال إلى أن سنحت له فرصة للعمل في المملكة العربية السعودية في مؤسسة تجارية كطابع على جهاز الحاسوب..
وحملته الطائرة لتحط به في مطار جدة..
وكانت المرة الأولى التي يعيش فيها بين المسلمين في مجتمع الأمن والأمان..
وبعد فترة شعر بأن الحياة مع المسلمين مختلفة، وأنها ليست كما كان يظن.. فالمودة والألفة شائعة بينهم، ومظاهر الإخاء والمساواة شائعة كثيرة.. والطهر والنقاء والبعد عن الرذائل سمة المجتمع المسلم..
ومرت الأيام لتأتي فرصة اللقاء بوالده وعمه..
فقد نقل إلى الرياض، وتعرف على مكان والده وعمه، فبادر بزيارتهما..
وعندما تم اللقاء رأى علامات الفرح والسرور بادية على وجه كل من أبيه وعمه المسلمين..
كان اللقاء حاراً ومفعماً بكل معاني الود الأبوي، والعاطفة الأسرية..
وكان الحوار الأول بين الطرفين يدور حول الإسلام..
جعل الوالد يبين لابنه مزايا الإسلام وعظمته، ويدعوه لاتباعه وترك نصرانيته، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة..
لم يستجب الابن لتلك النصائح والتوجيهات الأبوية..
وآثر البقاء على دينه..
كان والده يتأمل ألا يسلمه عقله إلا إلى خير.. فقد عرفه باراً بوالديه، محباً للخير.. وهو بالرغم من عدم إسلامه إلا أنه كان لا يقارف ما يقارفه أمثاله من الشباب من شرب الخمر، والعلاقات النسائية، وغير ذلك مما يحرمه الله..
وجعل في كل زيارة يراقب والده وعمه..
تعجب كثيراً لتغير أخلاقهما، وسلوكهما..
كان يحس بأن النور خالط بشاشة وجوههما..
وكم كان يعجبه منظرهما وهما يصليان أو يقرآن القرآن..
كان يتأمل ذلك الخشوع الغريب، وتلك الطمأنينة التي تزين محيا كل منهما، فينشرح صدره، ويغمره الإحساس بأن ما هم عليه خير مما هو عليه..
وبعد ذلك جعلت تخالجه أفكار تدعوه للتعرف على الإسلام..
وزوجتي .. وأولادي .. ماذا سيكون موقفهم مني ؟!! وماذا سأقول لهم ؟
- لكنني لست صغيراً.. وأستطيع أن أفعل مثل ما فعله أبي من قبل..
- نعم أستطيع أن أتخذ قراري بنفسي.. فإن كان الحق في غير ما أنا عليه، فلماذا الإصرار على الخطأ..
وبعد فترة عاش خلالها يصارع تلك الأفكار، قرر أن يتعرف على هذا الدين الذي لم يسبق له أن دُعي إليه إلا من قبل والده وعمه..
كان يسمع في الفلبين عنه سماعاً، ويعرف أن سكان إقليم منداناو من المسلمين.. إلا أنه لم يلتق بأي واحد ليسأله عن دينه، أو يتعرف على أخلاقه وسلوكه..
وشاء الله تعالى أن يأتي إلى هذا البلد الطيب، حيث يقول:
تعرفت على بعض أصدقائي ممن دخلوا في الإسلام، فطلبت بعض الكتيبات لأقرأ عن هذا الدين.. فأعجبت بعقيدة المسلمين، حيث يؤمنون بإله واحد، وأعجبت بأخلاقهم وسلوكهم، وعلمت أن ما كنت عليه من الاعتقاد بأن الإله أب وابن إنما هو اعتقاد خاطئ، وأن علي أن أتركه..
وقرر (روني) أن يعتنق الإسلام..
وبعد تفكير وتساؤل رأى أن يخبر والدته.. فاتصل بها ، وأعلمها بقراره..
كان يخشى أن تصده وتنهاه.. ولكنه فوجئ بها تقول له: "أنت لست صغيراً يا بني.. وتعرف الحق من الباطل... تستطيع أن تميز الصحيح من الخطأ..".
فرأى في ذلك فرصة لدعوتها إلى الإسلام، فقالت:
"اترك لي فرصة لأفكر في الأمر.."
ابتسم وهو يذكر ذلك وقال: أحس بأنها ستسلم إن شاء الله.. وسأستمر في دعوتها حتى يحقق الله ذلك بعونه وتوفيقه..
ولما أراد التوجه لمكتب الدعوة لإعلان إسلامه خاطب زوجته قائلاً لها: لقد قررت اعتناق الإسلام.. فهو الدين الحق ولا شك..
لم يكن في ذلك مفاجأة لزوجته.. حيث كانت تشعر من خلال كلامه وتصرفاته من قبل أنه يتجه نحو الإسلام.. فقالت له: "لك الخيار في ذلك.." ويجب عليك أن تذكر لي كل شيء تعرفه عن الإسلام..".
ابتسم وهو يروي لي ذلك ثم قال: "لا بد أن تسلم.. ولديها الاستعداد لذلك.. وربما أحضرها في المرة القادمة لتعلن إسلامها هنا.."
ونطق بالشهادتين وهو يحس بالاطمئنان يغمر قلبه.. وقرر أن يغير اسمه ليصبح (عبد العزيز) بدلاً من روني..
شعر بالإيمان يغمر كيانه، وخالط قلبه إحساس بالخشوع وهو يقف خلف الإمام لأداء الصلاة..
كان الإمام يقرأ وقلبه يهتز تأثراً بالرغم من أنه لا يفهم ما يقول الإمام.. لكنه كان يدرك أنها المناجاة بين العبد وخالقه..
بهذه الكلمات عبر عن شعوره عند أول صلاة له مع المسلمين..
ثم أبدى استعداده لتعلم أحكام الإسلام، ودراسة القرآن وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم أطرق ملياً وقال: إن الإسلام دين عظيم.. وهو اليوم ينتشر بشكل كبير، خاصة في بلادي الفلبين.. ومن يدري.. فلربما عشنا وشهدنا الفلبين كلها تدخل في هذا الدين.. فالشعب الفلبيني متعطش لمعرفة الحقيقة، ولديه الاستعداد لتقبلها، ولكن الأمر يحتاج إلى دعاة مخلصين، يضحون بجهدهم وأوقاتهم، ويجوبون البلاد طولاً وعرضاً لنشر الإسلام..
وحول أهم المميزات التي لمسها في المسلمين، ابتسم ثم قال: أخلاقهم السامية، وخاصة بعدهم عن الحقد والحسد.. فهم قوم متحابون لا يتباغضون ولا يتحاسدون.. وهذا ما كنت أعانيه في مجتمعي قبل الإسلام..
وفي نهاية اللقاء نهض وهو يقول:
- أتمنى لو أستطيع أن ألتقي بالمسلمين فرداً فرداً، لأقول لهم جميعاً:
تمسكوا بدينكم، ولا تعبدوا إلا الله وحده، وأدوا جميع ما أوجب الله عليكم حتى تفوزوا بمرضاة الله..
عجبت لذلك الشاب الذي دخل بوابة الإسلام بكل ذلك الحماس للتمسك بأهداب هذا الدين العظيم..
وقبل أن نتفرق سألته..
- هل علم والدك وعمك بإسلامك؟
ضحك ثم قال: كلا لم أعلمهما بعد.. وسأجعلها مفاجأة..
قلت له: ألا تستطيع الاتصال بهما الآن لنعرف ردة فعلهما..
أجاب: أحب أن أذهب إليهما بنفسي، وذلك لتكون المفاجأة أبلغ.. فلهما الفضل بعد الله تعالى في إسلامي.. لأنني خطوت أولى خطواتي نحو الإسلام بعدما لمست ذلك التغير الرائع في سلوكهما وأخلاقهما نحو الأفضل بعد اعتناقهما لهذا الدين العظيم !![/B]
عاش روني ديفيرا فترة متغيرت أخلاق والدي.. فعرفت أن الإسلام حق.. !!
عاناة بعد انفصال والديه عن بعضهما البعض..
كان الضيق والأسى يخيم على صدره كلما تذكر بُعد والده عنهم، وتركه لهم في الفلبين ليعيش هو وأخوه في الرياض بعد أن قررا الدخول في الإسلام..
شعر بالشفقة على أمه التي رفضت اتباع والده، وآثرت الحياة منفصلة عنه في بلادها، لتظل متمسكة بدينها الذي نشأت عليه..
كما أنه كان يخفي شعوراً بالشوق لرؤية والده، ومعرفة أخباره..
وظل على هذه الحال إلى أن سنحت له فرصة للعمل في المملكة العربية السعودية في مؤسسة تجارية كطابع على جهاز الحاسوب..
وحملته الطائرة لتحط به في مطار جدة..
وكانت المرة الأولى التي يعيش فيها بين المسلمين في مجتمع الأمن والأمان..
وبعد فترة شعر بأن الحياة مع المسلمين مختلفة، وأنها ليست كما كان يظن.. فالمودة والألفة شائعة بينهم، ومظاهر الإخاء والمساواة شائعة كثيرة.. والطهر والنقاء والبعد عن الرذائل سمة المجتمع المسلم..
ومرت الأيام لتأتي فرصة اللقاء بوالده وعمه..
فقد نقل إلى الرياض، وتعرف على مكان والده وعمه، فبادر بزيارتهما..
وعندما تم اللقاء رأى علامات الفرح والسرور بادية على وجه كل من أبيه وعمه المسلمين..
كان اللقاء حاراً ومفعماً بكل معاني الود الأبوي، والعاطفة الأسرية..
وكان الحوار الأول بين الطرفين يدور حول الإسلام..
جعل الوالد يبين لابنه مزايا الإسلام وعظمته، ويدعوه لاتباعه وترك نصرانيته، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة..
لم يستجب الابن لتلك النصائح والتوجيهات الأبوية..
وآثر البقاء على دينه..
كان والده يتأمل ألا يسلمه عقله إلا إلى خير.. فقد عرفه باراً بوالديه، محباً للخير.. وهو بالرغم من عدم إسلامه إلا أنه كان لا يقارف ما يقارفه أمثاله من الشباب من شرب الخمر، والعلاقات النسائية، وغير ذلك مما يحرمه الله..
وجعل في كل زيارة يراقب والده وعمه..
تعجب كثيراً لتغير أخلاقهما، وسلوكهما..
كان يحس بأن النور خالط بشاشة وجوههما..
وكم كان يعجبه منظرهما وهما يصليان أو يقرآن القرآن..
كان يتأمل ذلك الخشوع الغريب، وتلك الطمأنينة التي تزين محيا كل منهما، فينشرح صدره، ويغمره الإحساس بأن ما هم عليه خير مما هو عليه..
وبعد ذلك جعلت تخالجه أفكار تدعوه للتعرف على الإسلام..
وزوجتي .. وأولادي .. ماذا سيكون موقفهم مني ؟!! وماذا سأقول لهم ؟
- لكنني لست صغيراً.. وأستطيع أن أفعل مثل ما فعله أبي من قبل..
- نعم أستطيع أن أتخذ قراري بنفسي.. فإن كان الحق في غير ما أنا عليه، فلماذا الإصرار على الخطأ..
وبعد فترة عاش خلالها يصارع تلك الأفكار، قرر أن يتعرف على هذا الدين الذي لم يسبق له أن دُعي إليه إلا من قبل والده وعمه..
كان يسمع في الفلبين عنه سماعاً، ويعرف أن سكان إقليم منداناو من المسلمين.. إلا أنه لم يلتق بأي واحد ليسأله عن دينه، أو يتعرف على أخلاقه وسلوكه..
وشاء الله تعالى أن يأتي إلى هذا البلد الطيب، حيث يقول:
تعرفت على بعض أصدقائي ممن دخلوا في الإسلام، فطلبت بعض الكتيبات لأقرأ عن هذا الدين.. فأعجبت بعقيدة المسلمين، حيث يؤمنون بإله واحد، وأعجبت بأخلاقهم وسلوكهم، وعلمت أن ما كنت عليه من الاعتقاد بأن الإله أب وابن إنما هو اعتقاد خاطئ، وأن علي أن أتركه..
وقرر (روني) أن يعتنق الإسلام..
وبعد تفكير وتساؤل رأى أن يخبر والدته.. فاتصل بها ، وأعلمها بقراره..
كان يخشى أن تصده وتنهاه.. ولكنه فوجئ بها تقول له: "أنت لست صغيراً يا بني.. وتعرف الحق من الباطل... تستطيع أن تميز الصحيح من الخطأ..".
فرأى في ذلك فرصة لدعوتها إلى الإسلام، فقالت:
"اترك لي فرصة لأفكر في الأمر.."
ابتسم وهو يذكر ذلك وقال: أحس بأنها ستسلم إن شاء الله.. وسأستمر في دعوتها حتى يحقق الله ذلك بعونه وتوفيقه..
ولما أراد التوجه لمكتب الدعوة لإعلان إسلامه خاطب زوجته قائلاً لها: لقد قررت اعتناق الإسلام.. فهو الدين الحق ولا شك..
لم يكن في ذلك مفاجأة لزوجته.. حيث كانت تشعر من خلال كلامه وتصرفاته من قبل أنه يتجه نحو الإسلام.. فقالت له: "لك الخيار في ذلك.." ويجب عليك أن تذكر لي كل شيء تعرفه عن الإسلام..".
ابتسم وهو يروي لي ذلك ثم قال: "لا بد أن تسلم.. ولديها الاستعداد لذلك.. وربما أحضرها في المرة القادمة لتعلن إسلامها هنا.."
ونطق بالشهادتين وهو يحس بالاطمئنان يغمر قلبه.. وقرر أن يغير اسمه ليصبح (عبد العزيز) بدلاً من روني..
شعر بالإيمان يغمر كيانه، وخالط قلبه إحساس بالخشوع وهو يقف خلف الإمام لأداء الصلاة..
كان الإمام يقرأ وقلبه يهتز تأثراً بالرغم من أنه لا يفهم ما يقول الإمام.. لكنه كان يدرك أنها المناجاة بين العبد وخالقه..
بهذه الكلمات عبر عن شعوره عند أول صلاة له مع المسلمين..
ثم أبدى استعداده لتعلم أحكام الإسلام، ودراسة القرآن وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم أطرق ملياً وقال: إن الإسلام دين عظيم.. وهو اليوم ينتشر بشكل كبير، خاصة في بلادي الفلبين.. ومن يدري.. فلربما عشنا وشهدنا الفلبين كلها تدخل في هذا الدين.. فالشعب الفلبيني متعطش لمعرفة الحقيقة، ولديه الاستعداد لتقبلها، ولكن الأمر يحتاج إلى دعاة مخلصين، يضحون بجهدهم وأوقاتهم، ويجوبون البلاد طولاً وعرضاً لنشر الإسلام..
وحول أهم المميزات التي لمسها في المسلمين، ابتسم ثم قال: أخلاقهم السامية، وخاصة بعدهم عن الحقد والحسد.. فهم قوم متحابون لا يتباغضون ولا يتحاسدون.. وهذا ما كنت أعانيه في مجتمعي قبل الإسلام..
وفي نهاية اللقاء نهض وهو يقول:
- أتمنى لو أستطيع أن ألتقي بالمسلمين فرداً فرداً، لأقول لهم جميعاً:
تمسكوا بدينكم، ولا تعبدوا إلا الله وحده، وأدوا جميع ما أوجب الله عليكم حتى تفوزوا بمرضاة الله..
عجبت لذلك الشاب الذي دخل بوابة الإسلام بكل ذلك الحماس للتمسك بأهداب هذا الدين العظيم..
وقبل أن نتفرق سألته..
- هل علم والدك وعمك بإسلامك؟
ضحك ثم قال: كلا لم أعلمهما بعد.. وسأجعلها مفاجأة..
قلت له: ألا تستطيع الاتصال بهما الآن لنعرف ردة فعلهما..
أجاب: أحب أن أذهب إليهما بنفسي، وذلك لتكون المفاجأة أبلغ.. فلهما الفضل بعد الله تعالى في إسلامي.. لأنني خطوت أولى خطواتي نحو الإسلام بعدما لمست ذلك التغير الرائع في سلوكهما وأخلاقهما نحو الأفضل بعد اعتناقهما لهذا الدين العظيم !![/B]
تعليق