نشأة علم الاعجاز:
من خلال استقرائنا لتأريخ (علم الإعجاز) توصلنا إلى أن المصطلح (الإعجاز) لم يرد في القرآن ولا في السنة النبوية بـهذا اللفظ، بل ورد بألفاظ أخرى قريبة من هذه الدلالة أو مرادفة لها، وهي: (الآية، والبينة، والسلطان، والبرهان)، وأنها أتت لإثبات دعوى النبوة عن طريق إقناع المنكرين، وليس لإرغامهم على الإيمان.
وقد وردت لفظة (الآية) بمعنى المعجزة في قوله تعالى{ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا } (الأنعام:109)،
ووردت لفظة (البينة) بمعنى البرهان والمعجزة في قوله تعالى :{ قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}، (هود: 53) .
ووردت لفظة (السلطان) بمعنى الحجة القاهرة في قوله تعالى:{ قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، (إبراهيم: 10)،
ووردت لفظة (البرهان) بمعنى الحجة القاطعة في قوله تعالى:{ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} القصص:32) .
وقد ظهر مصطلح (الإعجاز) في القرن الثالث الهجري، وشاع واشتهر في القرن الرابع الهجري، وما زال يُتداول ويستعمل إلى يومنا هذا، وقد اقترن بالإعجاز مصطلح (التحدي). وهذا يعني أن مقدمات هذا العلم وإرهاصاته كانت موجودةً في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تناولها الصحابة (رضوان الله عليهم) واستشعروا بها، وأدركوا محاسن النظم ودقة التأليف، وعمق المعاني وجرس الألفاظ والدليل على ذلك أن عددا منهم أمنوا به بسبب علو نظمه وسمو بلاغته وتفوقه على نظم العرب واشعارهم، وقد اقر بذلك عدد من بلغاء المشركين، منهم وليد بن المغيرة.
أما جمعه وتدوينه بوصفه علماً مستقلاً في مصنفات خاصة فقد جرى ذلك في القرن الثالث الهجري، على يد أبي عثمان الجاحظ (ت 255 هـ) في كتابه (نظم القرآن)، وكان من أبرز المؤلفين في عصره وأكثرهم شهرة.
ثم جاء بعده أبو عبدالله محمد بن يزيد البسطامي (306هـ) فألف كتاباً وسمه بـ(إعجاز القران في نظمه وتأليفه)، وهو أول من استعمل مصطلح الإعجاز دليلاً على مؤلفه بحسب ما توصل إليه عدد من الباحثين.
ثم أشتهر هذا العلم وانتشر واستحسنه كثير من العلماء؛ لأهميته في الدعوة وضرورته في إقامة الحجة على المخالف، فألَّفوا في ذلك كتباً مختصة، وتوسَّعوا فيها واستنبطوا وجوهاً جديدةً لإعجاز القرآن، وقسَّموها على أنواع عدة كما سنوضحه في المنشورات القادمة ان شاء الله
من خلال استقرائنا لتأريخ (علم الإعجاز) توصلنا إلى أن المصطلح (الإعجاز) لم يرد في القرآن ولا في السنة النبوية بـهذا اللفظ، بل ورد بألفاظ أخرى قريبة من هذه الدلالة أو مرادفة لها، وهي: (الآية، والبينة، والسلطان، والبرهان)، وأنها أتت لإثبات دعوى النبوة عن طريق إقناع المنكرين، وليس لإرغامهم على الإيمان.
وقد وردت لفظة (الآية) بمعنى المعجزة في قوله تعالى{ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا } (الأنعام:109)،
ووردت لفظة (البينة) بمعنى البرهان والمعجزة في قوله تعالى :{ قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}، (هود: 53) .
ووردت لفظة (السلطان) بمعنى الحجة القاهرة في قوله تعالى:{ قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، (إبراهيم: 10)،
ووردت لفظة (البرهان) بمعنى الحجة القاطعة في قوله تعالى:{ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} القصص:32) .
وقد ظهر مصطلح (الإعجاز) في القرن الثالث الهجري، وشاع واشتهر في القرن الرابع الهجري، وما زال يُتداول ويستعمل إلى يومنا هذا، وقد اقترن بالإعجاز مصطلح (التحدي). وهذا يعني أن مقدمات هذا العلم وإرهاصاته كانت موجودةً في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تناولها الصحابة (رضوان الله عليهم) واستشعروا بها، وأدركوا محاسن النظم ودقة التأليف، وعمق المعاني وجرس الألفاظ والدليل على ذلك أن عددا منهم أمنوا به بسبب علو نظمه وسمو بلاغته وتفوقه على نظم العرب واشعارهم، وقد اقر بذلك عدد من بلغاء المشركين، منهم وليد بن المغيرة.
أما جمعه وتدوينه بوصفه علماً مستقلاً في مصنفات خاصة فقد جرى ذلك في القرن الثالث الهجري، على يد أبي عثمان الجاحظ (ت 255 هـ) في كتابه (نظم القرآن)، وكان من أبرز المؤلفين في عصره وأكثرهم شهرة.
ثم جاء بعده أبو عبدالله محمد بن يزيد البسطامي (306هـ) فألف كتاباً وسمه بـ(إعجاز القران في نظمه وتأليفه)، وهو أول من استعمل مصطلح الإعجاز دليلاً على مؤلفه بحسب ما توصل إليه عدد من الباحثين.
ثم أشتهر هذا العلم وانتشر واستحسنه كثير من العلماء؛ لأهميته في الدعوة وضرورته في إقامة الحجة على المخالف، فألَّفوا في ذلك كتباً مختصة، وتوسَّعوا فيها واستنبطوا وجوهاً جديدةً لإعجاز القرآن، وقسَّموها على أنواع عدة كما سنوضحه في المنشورات القادمة ان شاء الله