بالتأكيد سيكون كل حديثًا منذ هذه اللحظة في الانجيل كشاهِد على الصلب ..ونرى كيف تكون شهادته..

أولًا: مفهوم الصلب والفداء والخلاص والخطية ليْست تعاليم المسيح عليْهِ السلام ولا أنبياء الله جميعًا في الكتاب المقدس .. وأول مَن أورد هذا الفِكْر في المسيحية كان بولُس الرسول أو نُسِب إليه في الرسائِل المنسوبةِ له.

ثانيًا: أعلم أن قضية الصلب قضيّة شائِكة جدًا لكل مسيحي فقد ترعرت منذ نعومةِ أظفارِك تتربّى على ان " ربنا مات عشانك" .. وربما تساءلت منذ الصغر بينك وبين نفسك، وأجهضت هذا التساؤل كيف يكون الإله الرحمن الرحيم " كُلّي الرحمة" بهذا العُنْفِ والقسْوةِ مع ابنِه الوحيد في سبيل أن يرحمني أنا !.. أما كان يكفي للإله الرحمن أن يرحَم كليْنا؟.. أنا العبد الخاطىء وابنه يسوع؟! .. أو ماكان يكفي الإله أن يؤكد كما قال دائِمًا على لسان كل الانبياء أنه يغفر الذنوب جميعًا بالتوبة؟ .. أما كان يكفينا قول المسيح: "اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل"، أما كان يكفي أن نؤمِن بهذا الإله الذي يقبل التوبة والذي كان يكرِزُ به يوحنا المعمدان في البريّةِ " ويكرز بمعمودية التوبةِ لمغفرة الخطايا"؟.. أين ذهب كلام الله عزّ وجل من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى؟ لماذا يتحمل يسوع خطئية لا ذنب له فيها؟. أين الفطرة أما أقد مضجعك هذا التناقض الصارِخ؟ .. ألم يقُل الله: " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون "..وأي ذهب قول الله :" لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته".

ثالِثا: وأعلم أنهُ إذا بطُل الصلب فقد بطُل كل المعتقد، وإذا بطُل الصلب لم يعُد يبقى الا الاقرار بما قاله الانجيلُ صراحة أن اللهَ واحدٌ أحد، وأن المسيحَ عبد الله ورسوله .. كُلّ ما يمنعكمن رؤيةِ الحق وقبول اقوال المسيح هي تلك الحواشي والتفسيرات التي وضعها كل كاتب في الإنجيل .. ولو انهم تركوا انجيل المسيح واقواله بدون افكارهم المتخالفة لظهر الحق والهُدى .. أعلم أن ما يمنعك عن اعتناق اقوال المسيح والأخذ بها أنهم منذ الطفولة جعلوا اقوال بولس هي التفسير الوحيد حتى ولو خالف رأي المسيح وقوله .. فقول بولس هو الصواب ويج[ أن يؤوّل رأي المسيح إلى ما يتفق مع رأي بولس.

هذه هي المُعضِلة باختصار .. انت لو تربيت من الصغر على انك مهما عملت من ذنوب ولجأت إلى الله، فسيغفر لك اذا تُبت وعملت صالح .. لو كان هذا .. ماكانش يبقى فيه اي اشكالية ولكُنت ترى ببصرٍ من حديد كيف أنهُ يستحيل ان يُطلق على بشَر إنه إله الأكوان .. فطرتك تمقتها .. عقلك لا يقبلها عن الله عزّ وجل .. ولكِن طعموها لك صغيرًا .. فشبّ عودك متذبذِب متشكك لأنك خالفت الفطرة وابسط الأشياء .. ولا كنا نحتاج كل هذه الفلسفيات في الصلب والفداء والخطيئة .. وجعل المسيح لعنه وجعل ناموس موسى وشريعة الله لعنة !! .. كُل هذا التاريخ بجرة قلم يسقُط بسبب افراد في الكنيسة في وقتٍ متأخر ارتأوا بأن رسائِل بولس موحاة من الله !!

تخيل معي أخي الكريم .. ماذا حدث حتى الآن بسبب الصلب:

هذا بعْض من كل .. فأنا أعلم أن الحديث في الصلب حديث شائِك لكنه سيُعيد لك الفطرة السليمة .. تجرد للحق حتى ترُد الأمور لنصابِها .. أو لأعرِض عليك هذا الإقتراح.. كلنا حتى انت نؤمِن أن الله واحد .. تعالى نبدأ من هذه البداية الطاهِرة .. وننسى كل ما طُعِّمناه في الصغر .. نسيان مؤقت حتى يُمكنك أن ترى الحق..ومن أقوال الله وأقوال المسيح.

وبهذا التجرُّد سنبدأ في الرسائِل التالية في إثبات أن صلب المسيح لا يمكن اثباتُه اصلا من الانجيل..

أنتظِر إن كان لك تعقيب على ما سبق قبل أن أبدأ في الصلب .. وقولُك في التجرد لله من كل فكر.

انا اوافقك الراى ففى النهاية انا هنا للحوار وليس للجدال ثانيا انت قلت ان الابحاث الكاثوليكية والبروتستانتية اكثر قوة لماذا لا تؤمن اذن بصلب المسيح وفق تلك الادلة ثم ننتقل للصلب

حين تُقارن بين قوة بحْثيْن فتقول هذا قوي وهذا ضعيف فأنت تتحدّث فيما يخُص نقاط أكاديمية معينة .. لكِن كثيرا ما تكون النتائِج غير صحيحة برغم قوة البحث .. لأن الباحث لايلتزم الأكاديمية او الصدق حتى النهاية .. لذا فالحديث عن مقارنة بين فريقين في كيفية البحث وليس في صحة عقيدتين.. فلا نقول هذا عقيدته قوية او صحيحة والاخر لا ..

ومن يتحدث ياكاديمية في الصلب ينتهي به المطاف الى الاقرار بالوحدانية ويترك المسيحية .. أو يظل على مسيحيته ويؤولها الى ان اقصى ما يقال ان المسيح لم يمت على الصليب ثم يتحكم فيه هوى النفس وما تربى عليه فيقر العقائِد كما هي .. وما هي المحصلة؟ ..

"فقرة الثالوث" مثلا هل هي من اصل الانجيل أم لا.. ستجد الابحاث البروتستانتية تحتج بكل المخطوطات اليونانية لاثبات انها مضافة في القرن السادس عشر وما قبله ماكانت موجودة اصلا .. بينما تجد الارثوذكس لا يريدون مواجهة المخطوطات اليونانية مع انهم يؤكدون ان الكتاب يوناني منذ البدء ويلجأون الى التراجم او اعتباره ايمان وعقيدة وبس .. ويتركون كل شيء كما هو عليه ..

تفتح الكتاب المقدس لأي نسخة كاثوليكية ستجد أن النص في 1 يوحنا 5: 7 تم حذف الثالوث منه ويُكتب هذا في الحاشية انه غير موجود في المخطوطات قبل القرن الفلاني .. بينما تجد النص غير محذوف في نسخة الفاندايك التي يتبعها الارثوذكس دون ان يعقبوا بشيء !

فإذا طلبت من البروتستاتني أن يكمل بحث الحق ليتتبع أصل الثالوث عند اباء الكنيسة .. فإنه لن يُواجه هذا ..

يستمر الكاثوليكي او البروتستاتني في ايمانه بالثالوث برغم انه اخرجه من كتاب الله ! .. فالميْل والهوى يتمكن كثيرًا ممن لا يجعل الحق حاكمه.. وبرغم هذا الميل والهوى فبحثهم أقوى من بحث الأرثوذكسي.

أولا: استدعاء الشهود:
قد يرفُض المسيحي الاستشهاد بالقرآن الكريم في نفي صلب المسيح لأنه لا يؤمن او يراه من عند الله، وبالتالي فنبي الاسلام بالنسبة له لم يرى ويُشاهد ليُثبِت أو ينفي صلب المسيح .. وفي هذا المنطِقِ وجاهة عند من لا يؤمن بوحي القرآن الكريم وأن الله عزّ وجلّ هو من قال هذا. ويُطالبنا المسيحي بأن نُناقِشَهُ من وثائِق من شاهَد وعايَن! وهذا مقبول .. قال تعالى " قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين"

1- شهود القضيّة الرئيسيون بالنسبة للمسيحي (كتبة الأناجيل):

(متى، مرقس، لوقا، ويوحنا)، هؤلاء هم كتبة الأناجيل ووثائِقهم المنسوبة لهم موجودة بيْن أيدينا اليوم. وسنذكُر بدونِ تفصيل - ليس مجاله هنا- إلى أن نسبة هذه الكتب الى اصحابها لم يثبثت أصلا:
-

يتبع

متابعة شيقة....

لكن انت تقول ان الابحاث الغربية لاتتعامل بموضوعية واكاديمية فى الابحاث فهل انت خبير اكثر منهم او دارس اكثر منهم

الضيف الكريم! عليك الالتزام ببنود الحوار، و على رأسها عدم مقاطعة محاورك إلى حين إتمام مداخلته، أما رأيته قد كتب (يتبع)؟

2- شهود القضيّة الرئيسيون بالنسبة للمسيحي (بولس الرسول وأتباعه):

لم يرى بولس الرسول المسيحَ أو آمن به في حياتِه، وهذا معلوم، ولكِن نذكُر شهادتهُ هنا لأنه هو أول من وضع فلسفة الصلب، ولأنه هو من يُعول عليهِ الكنائِس اليوم، وتصحيحًا للصورة التي قد يعتقدها الكثيرون ممن أن بولس قد يكون شاهِد على الأحداث.

1- لم يؤمن بولس بالمسيح ولم يراه ولكن كان مضطهِدا للقديسين في اورشاليم: والدليل واضِح في أعمال الرسل، وقد كان يضطهِد الكنيسة بعد رفع المسيح فيقول تلميذه لوقا في الأعمال: " و أما شاول فكان يسطو على الكنيسة و هو يدخل البيوت و يجر رجالا و نساء و يسلمهم إلى السجن " ( أعمال 8 : 3 ). وكان موافقا على قتل الشهيد اسطيفانوس تلميذ المسيح فيقول لوقا " " وكان شاول موافقا على قتله " ( أعمال 8 : 1 ). و يقول : " أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب" ( أع 9 :1-2 )

2- رؤية بولس للمسيح بعد رفعه شهادتها الوحيدة هي ادعاؤه التي نقله لنا تلميذه لوقا .. فلم يكن شاهِدًا على الصلب ولا كان مؤمنا، ولكنها كانت رؤية اقرب للايمان الصوفي اوالغنوصي فادّعى أنه شاهد يسوع في السماء يكلمه!! .. وشاهده وهو ذاهب إلى دمشق لقتل تلاميذه الذين هربوا الى هناك، فيقول انه ظهر له المسيح في السماء وقال له "شاول شاول لماذا تضطهدني" ثم بعدها آمن وذهب بولُس يُبشر لرسالته عن المسيح التي أمره بها !!، وشهادة التلميذ لأستاذه ليْسَت شهادة، لأن لوقا نفسه لم يرى شيْئًا وإنما نقل ما سمعه من بولس ..

3- بولس يحكي رؤية جديدة صوفيّة "غيبة" ليسوع يتبين اتفاق يسوع مع بولس ضد الرسل الاثنى عشر:فرُسُل المسيح يرفُضون رسولية بولس وادعاؤه عن المسيح .. والمسيح يظهر لبولس يأمره بالهروب الفوري من اورشاليم لأن الرُسُل لا يُصدقونه!، فيقول لوقا "" و حدث لي بعدما رجعت إلى أورشليم و كنت اصلي في الهيكل أني حصلت في غيبة، فرايته قائلا لي أسرع و اخرج عاجلا من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عني".!"

4- ونلْحَظُ أن كتابات لوقا التاريخية نفسُها عن بولس محل تساؤلٍ بيْن العلماء اليوم: فهي كلها وُضِعت لتثبيت تاريخية ايمان بولس وصحة معتقده .. أو بمعنى أصح تذويب واخفاء وتبرير الخلاف بين الرُسُل وبين بولس في أعين المؤمنين الجُدد الذين لم يُعاصروا الأحداث .. فعمد إلى بولسة الرسُل وبطرسة بولُس !! .. ليُظهر بولس انه يهوديٌ محب للشريعه .. مثل رُسُل المسيح، وأن الخلاف مع الرُسُل كان خلافا وقتيا وانتهى !!!

بولس مع كونِهِ من طرسوس في آسيا الصغرى تحت الحكم الروماني ويتحدّث اليونانية، أو لو شِئْت ان تقول كان تُركيًا بمفهومنا اليوم، فإن بولس قال عن نفسه انه كان من يهود الشتات من سبْط بنيامين، وذكر تلميذه لوقا أن أول ظهور قد نعرفه له في أورشاليم هو لتعلم الشريعة الموسوية التي ولع بها على يد الرابي غالمائِيل، وهنا ملاحظتان:

1. أن قراءة بولس لتوراة موسى لابد أن تكون إذن بالنص العبري: وبما أن بولس من أهل المجامع وتلميذ الحبر غلمائيل، فقراءته للتوراة تكون بالعبرية لأن العبرية كانت لغة الخاصّة ولغة الحاخامات والاحبار والمجامع، ولايُعلمون التوراة او يتحدثون بها في مجامعهم الا بها، لكن كل اقتباساتِ بولس من التوراة هي من النص اليوناني وليْس العبراني وهذا يُنافي هذا الإدعاء الذي قاله لوقا.
2. ومخاطبته العامة يجِب أن تكون بالآرامية حتى يفهمون المتحدث: لأن اليهود العامة في أورشليم ماعادوا يتكلمون العبرية .. التي اقتصرت على علمائِهم ودارسي الشريعة، وإنما كانوا يتحدثون الآرامية. لكِن لوقا يُضيف أن بولس كان يعرف العبرية وخاطب العامة بالعبرية !!.. فكيف يُخاطب الآراميين بالعبرية؟!

وهذا الخِلاف الوقتي الذي انتهى تسبب في اختفاء كل الرسائِل التي قد تُنسب الى التلاميذ وأصبحت رسائِل بولس كلها تأخذ الحيّز الأكبر في الإنجيل .. بل صار كل قولٍ وفلسفة لبولُس مُقدّم ويجِب أن يُؤوّل قول المسيح ليُوافق قولَ بولس وليْس العكس!. ولعل ظهور الرسائِل الاكليمندوسية يكون تاريخًا شاهِدًا لهذه الفترة، والتي بيّنت الكثير من الغموض الذي كان يحكيه لوقا ويُحاول تذويبه، فهذه الرسائل تحكي عن الصراع والخلاف الرهيب بين بولس وبين الرُسُل بل وتتهم بولس بأنه هو من قتل يعقوب أخو الرب.

5- جميعُ من آمن ببولس .. لم يشهدوا صلب المسيحِ أصْلًا !..ولكِن شُبِّه لهم تشبيها غنوصيًا!: فقد قال بولس في رسالته لأهل غلاطية 1 /3 " أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رُسِم يسوع المسيح بينكم مصلوبا ".. الغلاطيون أهل غلاطية في تُركيا !! .. غلاطية في تركيا والمسيح صُلِب في فلسطين !! .. رُسِم .. أمام عيونكم .. أين في تركيا؟! .. لا يُمكِن تفسيرُ هذا الا بنفس ايمان بولس الصوفي ..رُسِم أمام أعينهم .. أي شُبِّه لهم .. كما رُسِم أمام عينِه هو نفسه أنه رأي المسيح وآمن به !!!


6- تطور فلسفة الصلب عند بولس:

1- نهي اتباعه عن لعن المسيح في عام 56:كان أتباع بولس في كورينْثوس يَلعَنُونَ المسيح ، و نهاهم بولس عن ذلك في رسالته إليهم و التي كتبها في عام 56 م:" فَلِذَلك أعْلِمُكم أنْ ليس أحَدٌ يَنطِقُ بِروح الله و يقول يسوع مَلعونٌ، و لا يستطيعُ أحدٌ أن يقول يسوع رَبٌّ إلاّ بالرّوح القُدس"( أنظر I كو 12/3). وتُحاول التراجم الحديثة تخفيف حدة هذا الحدث فتترجم اللعن بكلمة " أناثيما".

2- وفي أقل من عام يُقر بلعن المسيح في 57م: و يكتب إلى أهل غلاطية ، أنّ المسيحَ يسوع ملعونٌ :" فالذي افتَدَانا مـن لَعـنةِ النَّامــوس هـو المسيـحُ الـذي صَارَ لَعنَةً لأجْلِنَا بِحَسَب مَا كُتِب مَلعونٌ كُلّ مَنْ عُلّقَ على خشبةٍ لِتكون على الأمَم بَركةُ ابراهيم في المسيحِ يسوع "( غلا 3/13).

تغيرت أقوال بولس لأهل غلاطية .. وفي رسالتِهِ هذه نُلاحظ أمور :
وهكذا في أقل من عامٍ يتغير نفيه من لا تقولوا ملعون إلى ان يضطر ان يُقر هو بانه ملعون !

وهنا لنا وقفات حول فلسفة بولُس ولعنِ المسيح!
1- هل اعتبار المسيح لعنةً وانه ملعون وأن شريعة اليهود ملعونة .. هل هذا يتفِق أم يختلف مع ما قال بولس "فأنا ارتأيت في نفسي انه ينبغي أن اصنع أمورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري , و فعلت ذلك أيضا في أورشليم". كيف ترى ذلِك أخي الكريم ؟! .. هل تاب بولس وانتهى عن كل ماهو ضدّ اسْمَ يسوع الناصري؟!.. أم أن هذا يُبيّنُ حقيقة الأمور التي تفضحُها النفوس؟

2- عيسى مُبارك الله .. عيسى المسيح رسول الله .. هل يُلعَن؟!.. هل تعلم أنّ لاعِنَ المسيح عيسى ملعونٌ ، و مُبارِكَه مُباركٌ ، قياساً على قول الله لعبده ابراهيم " و أبَارِكُ مُبارِكِيك و ألعَنُ لاَعِنِيكَ "( تكوين 12/3؛ 27/29). و أوحى الله لبلعام بن باعور :"لا تَلعَن الشّعبَ ( إسرائيل ) لأنّه مُبَارَكٌ " ( عد 22/12). هل يوجد في كلّ أديان الدنيا منذ خلق الله الخلْق أيّ دينٍ يلعن رّبه و إلهه إلا بولس و أتباعه؟!.. حتّى عابد البقر لا يلعنُ بقرتَه.


هذا هو النتاجُ الحتْميّ لفلسفةٍ وُضِعت من مضطهِدٍ للمسيحِ واهله أخذ على عاتقه ان يفعل كل شيء ضد اسمِ يسوع، وكُل هذا من شاهِد ما شافش حاجة.. لم يرَ المسيحَ أصْلًا .. ولم يقبله تلاميذُ المسيح .. تخيّل أخي الكريم أن تقوم عقيدة كاملة على رجل تواتر واجمع الجميع على قتله واضطِهادِه لأهلك ثم يأتيك ويُرسل أحد اتباعه يقول لك لقد أحبّ أهلك لأنهم ظهروا له في المنام والدليلُ على ذلِك أنه يناديك الآن أن تتبع أفكاره هو وليْس أفكار أهلك وتؤمن أن أهلك ملعونين !!



يتبع

3- شهود العيان لواقعة الصلب:

عرفنا أن الوثائِق نفسها لم يُعاين أصحابها الحدث، فلعلهم نقلوا عن الذين عاصروا الحدث وهم تلاميذ المسيح .. فماذا عن التلاميذِ؟.. هل كانوا شهود عيان للصلب؟

1- الشهود المزعومون هربوا جميعا:
2- التناقُض في من حضروا واقعة الصلب:


3- شك أم يقين؟! ..
4- تغيُّر هيِْئَةِ المسيح وحتى يهوذا والجنود لم يعرفوه !!:

هكذا أستاذ جورج سردت النقطة الأولى التي تنسِف ادعاء وجود شهود عيانٍ لواقعةِ الصلب .. ولك أن ترى بنفسك .. هل هذا يُعد شهادة عين او شهادة حق .. أم هو زور وبهتان وادعاء على الله بالظن ومالم يثبُت؟!

لم نبدأ بعد نفي الصلب .. فهذه البداية النقطة الأولى والمُقدمة .. من أكثر من ثلاثين نقطة .

إلى هنا أتوقف مؤقتا حتى يكون لك مساحتك من التعقيب.. والنقاش.

انت لم تاتى اى دليل كله كلام مرسل لم تقرا اى تفاسير غير القليل او لم تقرا اصلا ثم انك قلت ان الابحاث الغربية غير اكاديمية هل انت اكثر خبرة منهم

انا جءت باحثا عن الحق وليس عن التدليس

جزاك الله خيرا أخي د.أمير عبدالله على هذا الصبر العظيم لقد أبنت وأجدت وأقمت الحجة وأرى أن محاورك ليس جادا في حواره أو أنه غير ملم بعظم القضية التي أتى من أجلها أو أنه إنسان بسيط - وعلى قد حاله - وعلى كل حال إن لم يستفد هو من الحوار فلا شك أن هناك من يتابع بصمت
أسأل الله أن ينفع بعلمكم وأن يجمعنا وإياكم في مستقر رحمته

ما سبق أعلاه كبداية أعلم أنها قاسية عليك .. وأعلم أنك احتطت وُسْعَك لكِن لم تجِد منفذًا فظهر انقطاعك وعدم مقدرتك على المجاراة في البحث .. لكِن المقدمة أعلاه - ولم ندخل في التفاصيل- كافية لكل باحِثِ حقٍ يقرأ، أن يُعيد حسابه، والموضوع مفتوح لأي مسيحي يستطيع أن يناقش الصلب.. عزيزي جورج التدليس والكذِب أن يُكْذَب على الله ويُنسب إليه معتقد لم يعرفه الله ولا مسيحه من صلب وثالوث وشرك ووثنيّة.. الله لم يدعو إلا الى التوحيد، الوحدانية، المسيح عليه السلام دعى إلى عبادة الله وحده وهذا في كتابِك واضِح جلي، فتش الكتُب لعل الله يهدِيك وينور لك عقلك وقلبك.

اللهم آمين، بارك الله فيكم وحفظكم أخي الحبيب ابن حيان.. ونسأل الله تعالى الهداية لجورج وكل قارىء باجثٍ عن الحق.