تعد الفطرة والوجدان من الأدلة البدهية على وجود الله لأنهما نابعان من شعور كامن في نفس الإنسان، وإحساس مجبول على جاذبيةٍ نحو الخالق وتعلق به غريزةً وطبعاً، بعيداً عن الاستدلال والتجربة العلمية.
والمقصود بالفطرة: ما جبل الله الإنسان عليه في أصل الخِلقة من الأشياء المادية والأمور المعنوية الظاهرة والباطنة، التي يعد الإخلال بها إخلالاً بمقتضى الإنسان. (ينظر: الأساس في السنة وفقهها، ،ج1/271.)
وثمة أدلة نقلية صريحة وادلة واقعية ومنطقية وعقلية وعلمية على وجود الفطرة.
وإن الدراسات الحديثة كشفت عن أمور جمة حرية بالتأمل والنظر فيها، منها إثبات أن فطرة وجود الله سبحانه وتعالى صفة عامة عند البشر أجمع قديماً وحديثاً، والدليل على ذلك أنه لم يعثر على أمة لا دين لها، وقد أيد كثير من العلماء هذه الفكرة، منهم أستاذ الطبيعة الحيوية الدكتور
بول أبرسولد:– برفيسور من جامعة كاليفورنيا، مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل أوك ريدج -عضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعية النووية. (نخبة من العلماء الأمريكيين ،الله يتجلى في عصر العلم،. ص:41).
وقد أكد ذلك الفيلسوف والمؤرخ ول ديورات بقوله " وكثير من القبائل البدائية يستعمل كلمة (الله) لتعنى (السماء)، ولفظ الله عند (اللوبارى) و(الدنكا) معناه المطر، وكذلك كان السماء عند المنغوليين هي الإله الأعظم، وكذلك الحال في الصين، وفي الهند الفيدية أيضاً معنى كلمة الله هو (السماء الوالدة)، والله عند اليونان هو سماء مرغمة السحاب، وهو (أوهرا) عند الفرس، أي السماء الزرقاء" (كتاب قصة الحضارة1/103-104)
وقد ذكر ول ديورات في كتابه قول المؤرخ الإغريقي بلوتارخ: إذ قال: "لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم أجد أبدا مدن بلا معابد" نستدل مما يقول المؤرخ "بلوتارخ" أن الإلحاد منذ قديم الزمان فكرة مستبعده ، لإن العقول البشريه تؤمن بإن هناك إله خالق مبدع .
ويمكن الاستدلال بدليل الفطرة على وجود الله بالصياغة المنطقية التالية:
المقدّمة الأولى: الاعتراف بوجود إله ذي كمالٍ مطلق، علمٌ ضروري لكلّ إنسان.
المقدّمة الثانية: كلّ علم ضروري للإنسان لا بدّ أن يكون له وجود واقعي خارج ذهنه.
النتيجة: إذن: المعرفة الفطرية الضرورية بالله ذي كمال مطلق دالّة على وجوده الواقعي خارج إطار الذهن.
إلى النتيجة أن الإيمان بالله مربوط بقوّة في جينات الإنسان. وهذا الكتاب ليس مبنيًا على أسس دينية، بل المؤلّف نفسه يصنّف بأنه (لا أدري).
.
وألّف البروفسور جاستن باريت كتابه المشهور:
مؤمنون بولادة - علم الإيمان الديني لدى الأطفال
(Born Believers: The Science of Children's Religious Belief)
وقد توصل في كتابه الى القول: "بغضّ النظر عن الثقافة ودون الحاجة إلى تلقين بالإكراه، ينمو الأطفال بنزعة للبحث عن معنى محيطهم وفهمه، وعند منح المجال لتطوّر عقولهم ونموّها طبيعيًا يؤدّي بهم هذا البحث إلى اعتقاد بعالمَ مصمّم له غاية، وأن صانعًا حكيمًا قد صمّمه، ويفترضون أن هذا الصانع المقصود كلّي القدرة، وكلّي العلم، وكلّي الإدراك وأبدي. ولا يحتاج هذا الصانع أن يكون مرئيًا أو متجسّدًا مثل البشر. ويربط الأطفال بسهولة هذا الصانع بالخير الأخلاقي وبأنّه مصدر الإلزام بالقيم الأخلاقية"
ويظهر مما سبق أن الإنسان مؤمن بالفطرة والوجدان، إلا أن دلالتهما على وجود إله حجة خطابية مبنية على الظن الغالب المقبولة عند العقلاء، إذ لابد من اتباع الأدلة العلمية، والاستنتاجات العقلية والمنطقية للوصول إلى نتيجة يقينية بأن وجود الله واجب عقلاً ومنطقاً، غير أن ذلك غير كافٍ؛ لأنه لا يمكن التمييز بين الإله الحق وإله الباطل، ومعرفة منهجه وتطبيق شريعته في الحياة بالعقل فحسب، بل لابد من الأدلة النقلية (الرسالات السماوية) والتفكير فيها بالمنهج العلمي وطريقة التحليل والاستنباط للوصول إلى معرفة الإله الحق والدين الصحيح والصراط المستقيم المتمثل في اتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
والمتابع لحياة الرسل والأنبياء يدرك أن إيمانهم بدأ فطرياً وجدانياً ثم توصلوا إلى معرفة إله الحق عن طريق الرسالات السماوية، فعلى سبيل المثال أن لجوء الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) إلى غار حراء والمكث فيه أياماً كان رحلة بحث عن الإله الحق بعد أن كان مؤمنًا بوجود إله بالفطرة ورافضاً لعبادة الأصنام، وقد عرف الله وشريعته بعد ما أوحي إليه.
د. آماد كاظم
والمقصود بالفطرة: ما جبل الله الإنسان عليه في أصل الخِلقة من الأشياء المادية والأمور المعنوية الظاهرة والباطنة، التي يعد الإخلال بها إخلالاً بمقتضى الإنسان. (ينظر: الأساس في السنة وفقهها، ،ج1/271.)
وثمة أدلة نقلية صريحة وادلة واقعية ومنطقية وعقلية وعلمية على وجود الفطرة.
- الأدلة النقلية على الفطرة : قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ}( الروم: ٣٠).
- الأدلة الواقعية على وجود الفطرة:
وإن الدراسات الحديثة كشفت عن أمور جمة حرية بالتأمل والنظر فيها، منها إثبات أن فطرة وجود الله سبحانه وتعالى صفة عامة عند البشر أجمع قديماً وحديثاً، والدليل على ذلك أنه لم يعثر على أمة لا دين لها، وقد أيد كثير من العلماء هذه الفكرة، منهم أستاذ الطبيعة الحيوية الدكتور
بول أبرسولد:– برفيسور من جامعة كاليفورنيا، مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل أوك ريدج -عضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعية النووية. (نخبة من العلماء الأمريكيين ،الله يتجلى في عصر العلم،. ص:41).
وقد أكد ذلك الفيلسوف والمؤرخ ول ديورات بقوله " وكثير من القبائل البدائية يستعمل كلمة (الله) لتعنى (السماء)، ولفظ الله عند (اللوبارى) و(الدنكا) معناه المطر، وكذلك كان السماء عند المنغوليين هي الإله الأعظم، وكذلك الحال في الصين، وفي الهند الفيدية أيضاً معنى كلمة الله هو (السماء الوالدة)، والله عند اليونان هو سماء مرغمة السحاب، وهو (أوهرا) عند الفرس، أي السماء الزرقاء" (كتاب قصة الحضارة1/103-104)
وقد ذكر ول ديورات في كتابه قول المؤرخ الإغريقي بلوتارخ: إذ قال: "لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم أجد أبدا مدن بلا معابد" نستدل مما يقول المؤرخ "بلوتارخ" أن الإلحاد منذ قديم الزمان فكرة مستبعده ، لإن العقول البشريه تؤمن بإن هناك إله خالق مبدع .
- الأدلة العقلية:
- الأدلة المنطقية
ويمكن الاستدلال بدليل الفطرة على وجود الله بالصياغة المنطقية التالية:
المقدّمة الأولى: الاعتراف بوجود إله ذي كمالٍ مطلق، علمٌ ضروري لكلّ إنسان.
المقدّمة الثانية: كلّ علم ضروري للإنسان لا بدّ أن يكون له وجود واقعي خارج ذهنه.
النتيجة: إذن: المعرفة الفطرية الضرورية بالله ذي كمال مطلق دالّة على وجوده الواقعي خارج إطار الذهن.
- الأدلة العلمية
إلى النتيجة أن الإيمان بالله مربوط بقوّة في جينات الإنسان. وهذا الكتاب ليس مبنيًا على أسس دينية، بل المؤلّف نفسه يصنّف بأنه (لا أدري).
.
وألّف البروفسور جاستن باريت كتابه المشهور:
مؤمنون بولادة - علم الإيمان الديني لدى الأطفال
(Born Believers: The Science of Children's Religious Belief)
وقد توصل في كتابه الى القول: "بغضّ النظر عن الثقافة ودون الحاجة إلى تلقين بالإكراه، ينمو الأطفال بنزعة للبحث عن معنى محيطهم وفهمه، وعند منح المجال لتطوّر عقولهم ونموّها طبيعيًا يؤدّي بهم هذا البحث إلى اعتقاد بعالمَ مصمّم له غاية، وأن صانعًا حكيمًا قد صمّمه، ويفترضون أن هذا الصانع المقصود كلّي القدرة، وكلّي العلم، وكلّي الإدراك وأبدي. ولا يحتاج هذا الصانع أن يكون مرئيًا أو متجسّدًا مثل البشر. ويربط الأطفال بسهولة هذا الصانع بالخير الأخلاقي وبأنّه مصدر الإلزام بالقيم الأخلاقية"
ويظهر مما سبق أن الإنسان مؤمن بالفطرة والوجدان، إلا أن دلالتهما على وجود إله حجة خطابية مبنية على الظن الغالب المقبولة عند العقلاء، إذ لابد من اتباع الأدلة العلمية، والاستنتاجات العقلية والمنطقية للوصول إلى نتيجة يقينية بأن وجود الله واجب عقلاً ومنطقاً، غير أن ذلك غير كافٍ؛ لأنه لا يمكن التمييز بين الإله الحق وإله الباطل، ومعرفة منهجه وتطبيق شريعته في الحياة بالعقل فحسب، بل لابد من الأدلة النقلية (الرسالات السماوية) والتفكير فيها بالمنهج العلمي وطريقة التحليل والاستنباط للوصول إلى معرفة الإله الحق والدين الصحيح والصراط المستقيم المتمثل في اتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
والمتابع لحياة الرسل والأنبياء يدرك أن إيمانهم بدأ فطرياً وجدانياً ثم توصلوا إلى معرفة إله الحق عن طريق الرسالات السماوية، فعلى سبيل المثال أن لجوء الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) إلى غار حراء والمكث فيه أياماً كان رحلة بحث عن الإله الحق بعد أن كان مؤمنًا بوجود إله بالفطرة ورافضاً لعبادة الأصنام، وقد عرف الله وشريعته بعد ما أوحي إليه.
د. آماد كاظم