طريقة إعداد البحث العلمي (تطبيقات عملية) ( 2)
توطئــــــــــــــــــــــــــــــــة:
قبل أن تضيع أعمالنا سدي، لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد به وجهه، علينا أن نخلص أعمالنا له، ابتغاء وجهه الأعلى.
فينبغي أن نجدد نياتنا، وأن نستحضر إخلاص الوجهة ويسأل كل منا نفسه.
لماذا تكتب بحثًا؟!
لا تكتب من أجل الكتابة ولكن استحضر لذلك نيات عديدة منها:
1- عدم ضياع العلم:
كما تسلمت العلم يجب عليك أن تسلمه غيرك من الأجيال اللاحقة.
(ولو اقتصر المتأخرون على كتب المتقدمين، لضاع علم كثير، وذهب أدب غزير) ([1]).
2- الكتابة والتأليف من وسائل الدعوة إلى الله تعالى:
(الكلمة المكتوبة تصل إلى القارئ عبر المسافات والحواجز في صحيفة أو مجلة، أو قصة أو كتاب، وقد تؤثر في القارئ فتغير من سلوكه ومعتقده دون أن يلتقي بصاحب الكلمة أو يعرفه معرفة شخصية.
والتأليف وسيلة ناجحة من وسائل الدعوة إلى الله، وهذه الوسيلة من أوسع وسائل الدعوة انتشارًا بين الناس، وأخلدها في عُمر الزمن على المدى البعيد، حيث يمضي صاحب الكتاب ويفنى و يبقي الدهر ما كتبت يداه.
3- صدقة جارية وذخرٌ يبقي لك بعد مماتك (علم ينتفع به)
(ذلك لأن الكلمة المقولة تذهب بموت صاحبها، أما الكلمة المكتوبة فهي باقية بعده، يستفيد منها أجيال متعاقبة، وخير شاهد على ذلك مؤلفات السلف الصالح يقرؤها الناس وينتفعون بها حتى الآن)([2]).
يقول الإمام/ محمد الخضر حسين: (والدعوة بالكتابة أوسع جولة وأخلد أثرًا، ومن فوائدها إرشاد من لا يمكنك أن تخاطبه، وإرشاد المنحرفين عن السبيل مع البعد عن ساحتهم، والسلامة من أن يواجهك سفهاؤهم بالسخرية والأذى)([3]).
4- جهاد بالقلم:
كما يجاهد الجنود للدفاع عن حصن الإسلام، كذلك يجاهد العلماء لئلا تُدرس الشريعة وتذهب معالمها.
فمن المعلوم أن الإنسان يجاهد بالقلم واللسان كما يجاهد بالسيف والسنان؛ فالقلم أداة من أدوات الكتابة (فالقلم وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله حيث يجري القلم بالكلمة المقروءة كما ينطلق اللسان بالكلمة المسموعة، وكما تكون المشاهد والصور المرئية من وسائل الدعوة كذلك)([4])) ([5]).
خطوات البحث العلمي نماذج تطبيقية:
البحث العلمي يحتاج إلى خطوات ومراحل وفق تسلسل علمي في إطار قواعد وقوانين لا ينبغي الخروج عن مسارها.
وهذه المراحل([6]):
2- مرحلة تنفيذية .
تتضمن بلورة خطة العمل والتأليف، وتبويب البحث حتى يستطيع توظيف المعلومات وتنظيمها .
3- مرحلة نهائية .
إخضاع ما تم تأليفه للمشرف – إن كان هناك جهة إشرافية- لتقييمه ، والتعمق في الموضوع ومراعاة الدقة فيه.
وأولى هذه الخطوات:
أولًا:المرحلة التحضيرية (اختيار الموضوع)
ويكون هذا الموضوع إما مطلوبًا من الباحث أو من اختياره.
ويراعي فيه الآتي:
الطريقة العملية لاختيار عنوان لموضوع لم يدرس
من خلال قراءة سريعة في تخصص ما، والوقوف على عنصر يحتاج إلى دراسة موسعة، أو نظير للموضوع الذي درس لم يحظ بالدراسة.
مثال في أصول الفقه: منهج الإمام الجصاص في الاستدلال
هذا في المذهب الحنفي ممكن باحث يأخذ (الطحاوي – ابن الهمام..الخ)
وكذا في المذاهب الأخرى يطلع على أئمة المذهب وينظر من لم يحظ منهم بالدراسة فيكتب عنه مثلًا (ابن رشد في المالكية- والبيهقي في الشافعية والطوفي في الحنابلة ).
مثال في الدعوة :( جهود الشيخ فلان في الدعوة إلى الله) تنظر في جهود عالم لم يدرس ويستحق الدراسة.
في الثقافة الإسلامية:( جهود فلان في الثقافة الإسلامية من خلال كتبه أو تراثه أو كتابه كذا ..الخ)
مثال في الموضوعات المقارنة في الأديان: العلم بين النصرانية والإسلام.
( الأسرة – الطفل – المال – القتال – الأنبياء – الملائكة – المسكرات – الوحي – الشيطان – الجن – الألوهية – العقل – البيئة – بين الديانات الثلاث أو بين دينين : اليهودية والإسلام أو النصرانية والإسلام، أو في النصرانية وموقف الإسلام منها ..الخ) .
ملحوظة : القارئ الجيد للكتاب المقدس يستطيع أن يستخرج موضوعات لم تدرس بعد ويعقد بينها مقارنة جيدة تظهر عظمة الإسلام .
مثال صديق كتب :(الثورات في العهد القديم)
وثاني: (الإخراج من الديار بين اليهودية والنصرانية والإسلام)
وثالث: الاصطفاء والاجتباء في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
الطريقة: جمع كلمة لها مدلول في الديانات الثلاث وتجمع النصوص الخاصة بها وتقوم بتوظيفها وتحليلها بعد القراء الجيدة حولها.
وبالنسبة لعلوم الكنيسة هناك : (علم اللاهوت الروحي - علم اللاهوت النظري-علم اللاهوت العقيدي – المقارن - الأدبي – الطقسي – الرعوي – التفسيري- الدستوري – الآبائي وهذا الأخير سجلته للدكتوراة)
وبالنسبة لعلوم النقد النصي مثلًا :
بعد كتابة مقدمة يسيرة تشتمل على حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبدأ الباحث بكتابة الأهمية يشرح فيها قيمة الموضوع العلمية ، والدوافع التي دفعته لاختياره ، لإقناع الآخرين بهتشتمل على:
يعد ذكر الجهود المبذولة مسبقًا في الموضوع مطلبًا مهمَّا، ولا سيما بيان ما فيها من قصور أو خطأ، وبيان الجديد الذي أتي به وهي تبين تمكن الباحث من بحثه وإلمامه بخلفياته، ووضوح رؤيته.
وعلى الباحث ألا يأخذ الدراسات السابقة مأخذ التسليم؛ بل عليه أن يربي عنده ملكة النقد ويهجر التقليد، وبهذا يستطيع أن يقدم إضافة علمية جديدة لأنه وقف على مواطن الخلل والنقص.
ملحوظه: قد يكون الموضوع بكرًا لم يطرق من قبل فعلى الباحث أن يوضح خلو المكتبة العلمية من المحاولات السابقة – بشرط البحث الدقيق- والتأكد من هذه النقطة.
ويشترط في عرض الدراسات السابقة الآتي:-
الأهداف تمثل ما يهدف إليه الباحث من وراء دراسته، وما يريد أن يتوصل إليه في المجال العلمي، وما يريد أن يقدمه زادًا نافعًا للآخرين.
ويشترط في الهدف:
من خطة دكتوراة أعددتها بعنوان: (دور الدعاة في نشر السلام المجتمعي)
البحث العلمي يسمي في طور التكوين (مشكلة أو إشكالًا[10]) وهي فكرة مركزية يدور حولها البحث.
خامسًا:صعوبات البحث :
تتمثل الصعوبات التي تواجه الباحث في:
يحتاج الباحث أحيانًا لوضع حدود لبحثه منها:
أما البحث فيحتاج إلى أدوات لجمع البيانات، وجمع المادة العلمية اللازمة للموضوع، وربط النصوص ببعضها، وكيفية توثيقها توثيقًا صحيحًا، وتعريف مصطلحات الدراسة الضرورية، وكيفية استخراجها من المعاجم، سيأتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى.(يتبع)
([1]) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (1/ 14).
([2]) الجزيرة العربية ودعوة الشيخ محمد عبد الوهاب ص145.
([3]) الدعوة إلى الإصلاح - د/ محمد الخضر حسين- ص 23.
([4]) ذلك الدين القيم - للشيخ معوض- ص38.
([5] ) رسالة الماجستير بعنوان: الشيخ معوض عوض إبراهيم حياته وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى، للباحث، ص215
[6] - تم اختصار المراحل الثلاث من كتاب: منهجية البحث العلمي، الدكتور/ ماتيو كيدير،والدكتور/ حسيب إلياس، الدار النموذجية للنشر – بيروت، ص13.
([7]) كتابة التقارير، محمد مصطفى بن الحاج،ص49، نقلًا عن: الوجيز في أصول البحث والتأليف، إياد خالد الطباع،ص112.
[8] - هناك نموذج جيد لعرض الدراسات السابقة في رسالة بعنوان:( تحريف رسالة المسيح-عليه السلام- عبر التاريخ أسبابه ونتائجه، للدكتورة/ بسمة أحمد جستنية، عرضت الدراسات السابقة باختصار وافي الغرض ص9 وما بعدها)
[9]- سورة آل عمران الآية: 64
[10] - تُعرًف الإشكالية البحثية بأنها: اتجاهان أو أكثر يتنازعان قضية ما، يعبر عن هذا التنازع بصياغة محكمة ومفصلة تضع القارئ في مشكلة لا يبدو حلها سهلًا، وتكون قابلة للحل، ولا تفهم القضية من غير ضبط احتمالات حل هذا التنازع. المدخل إلى منهجية البحث، د/ عبدالرحمن حللي، ص35.
توطئــــــــــــــــــــــــــــــــة:
قبل أن تضيع أعمالنا سدي، لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد به وجهه، علينا أن نخلص أعمالنا له، ابتغاء وجهه الأعلى.
فينبغي أن نجدد نياتنا، وأن نستحضر إخلاص الوجهة ويسأل كل منا نفسه.
لماذا تكتب بحثًا؟!
لا تكتب من أجل الكتابة ولكن استحضر لذلك نيات عديدة منها:
1- عدم ضياع العلم:
كما تسلمت العلم يجب عليك أن تسلمه غيرك من الأجيال اللاحقة.
(ولو اقتصر المتأخرون على كتب المتقدمين، لضاع علم كثير، وذهب أدب غزير) ([1]).
2- الكتابة والتأليف من وسائل الدعوة إلى الله تعالى:
(الكلمة المكتوبة تصل إلى القارئ عبر المسافات والحواجز في صحيفة أو مجلة، أو قصة أو كتاب، وقد تؤثر في القارئ فتغير من سلوكه ومعتقده دون أن يلتقي بصاحب الكلمة أو يعرفه معرفة شخصية.
والتأليف وسيلة ناجحة من وسائل الدعوة إلى الله، وهذه الوسيلة من أوسع وسائل الدعوة انتشارًا بين الناس، وأخلدها في عُمر الزمن على المدى البعيد، حيث يمضي صاحب الكتاب ويفنى و يبقي الدهر ما كتبت يداه.
3- صدقة جارية وذخرٌ يبقي لك بعد مماتك (علم ينتفع به)
(ذلك لأن الكلمة المقولة تذهب بموت صاحبها، أما الكلمة المكتوبة فهي باقية بعده، يستفيد منها أجيال متعاقبة، وخير شاهد على ذلك مؤلفات السلف الصالح يقرؤها الناس وينتفعون بها حتى الآن)([2]).
يقول الإمام/ محمد الخضر حسين: (والدعوة بالكتابة أوسع جولة وأخلد أثرًا، ومن فوائدها إرشاد من لا يمكنك أن تخاطبه، وإرشاد المنحرفين عن السبيل مع البعد عن ساحتهم، والسلامة من أن يواجهك سفهاؤهم بالسخرية والأذى)([3]).
4- جهاد بالقلم:
كما يجاهد الجنود للدفاع عن حصن الإسلام، كذلك يجاهد العلماء لئلا تُدرس الشريعة وتذهب معالمها.
فمن المعلوم أن الإنسان يجاهد بالقلم واللسان كما يجاهد بالسيف والسنان؛ فالقلم أداة من أدوات الكتابة (فالقلم وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله حيث يجري القلم بالكلمة المقروءة كما ينطلق اللسان بالكلمة المسموعة، وكما تكون المشاهد والصور المرئية من وسائل الدعوة كذلك)([4])) ([5]).
خطوات البحث العلمي نماذج تطبيقية:
البحث العلمي يحتاج إلى خطوات ومراحل وفق تسلسل علمي في إطار قواعد وقوانين لا ينبغي الخروج عن مسارها.
وهذه المراحل([6]):
- مرحلة تحضيرية.
2- مرحلة تنفيذية .
تتضمن بلورة خطة العمل والتأليف، وتبويب البحث حتى يستطيع توظيف المعلومات وتنظيمها .
3- مرحلة نهائية .
إخضاع ما تم تأليفه للمشرف – إن كان هناك جهة إشرافية- لتقييمه ، والتعمق في الموضوع ومراعاة الدقة فيه.
وأولى هذه الخطوات:
أولًا:المرحلة التحضيرية (اختيار الموضوع)
ويكون هذا الموضوع إما مطلوبًا من الباحث أو من اختياره.
ويراعي فيه الآتي:
- أن يتفق مع تخصص الباحث وقدراته العلمية.
- أن يميل الباحث إلى الكتابة فيه حتى يستطيع أن يخدم البحث خدمة كبيرة.
- أن يقدم فيه شيئًا جديدًا يضاف إلى المعارف الإنسانية على النحو المذكور في أسباب التأليف السبعة وحتى لا يقدم شيئًا درس من قبل.
- ألا يحتوي العنوان على نتيجة مسبقة.
- الوعي بتوفر المصادر اللازمة للبحث حتى لا يقع في مشكلة ندرة المصادر.
- أن يكون جامعًا مانعًا، أي محيطًا بكل أبعاد الموضوع وزواياه لا ينقص ولا يزيد عنها.
- أن يكون موجزًا وواضحًا ودقيقًا في دلالته، لا يختلف في فهمه ولا يحتاج إلى شيء يفسره.
- أن يتجنب فيه السجع والتكلف والطول المُخِلّ.
- أن تكون مفرداته أصيلة أو مترجمة، ولا تكون معرًبة إلا إذا افتقد اللفظ العربي أو المترجم المتفق على ترجمته.
- أن يخلو من الحشو الذي لا فائدة منه، مثل أن تضيف للعنوان كلمة : (بحث عن ...أو دراسة عن ...) لأن العمل المقدم هو ذاته بحث ودراسة([7]).
الطريقة العملية لاختيار عنوان لموضوع لم يدرس
من خلال قراءة سريعة في تخصص ما، والوقوف على عنصر يحتاج إلى دراسة موسعة، أو نظير للموضوع الذي درس لم يحظ بالدراسة.
مثال في أصول الفقه: منهج الإمام الجصاص في الاستدلال
هذا في المذهب الحنفي ممكن باحث يأخذ (الطحاوي – ابن الهمام..الخ)
وكذا في المذاهب الأخرى يطلع على أئمة المذهب وينظر من لم يحظ منهم بالدراسة فيكتب عنه مثلًا (ابن رشد في المالكية- والبيهقي في الشافعية والطوفي في الحنابلة ).
مثال في الدعوة :( جهود الشيخ فلان في الدعوة إلى الله) تنظر في جهود عالم لم يدرس ويستحق الدراسة.
في الثقافة الإسلامية:( جهود فلان في الثقافة الإسلامية من خلال كتبه أو تراثه أو كتابه كذا ..الخ)
مثال في الموضوعات المقارنة في الأديان: العلم بين النصرانية والإسلام.
( الأسرة – الطفل – المال – القتال – الأنبياء – الملائكة – المسكرات – الوحي – الشيطان – الجن – الألوهية – العقل – البيئة – بين الديانات الثلاث أو بين دينين : اليهودية والإسلام أو النصرانية والإسلام، أو في النصرانية وموقف الإسلام منها ..الخ) .
ملحوظة : القارئ الجيد للكتاب المقدس يستطيع أن يستخرج موضوعات لم تدرس بعد ويعقد بينها مقارنة جيدة تظهر عظمة الإسلام .
مثال صديق كتب :(الثورات في العهد القديم)
وثاني: (الإخراج من الديار بين اليهودية والنصرانية والإسلام)
وثالث: الاصطفاء والاجتباء في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
الطريقة: جمع كلمة لها مدلول في الديانات الثلاث وتجمع النصوص الخاصة بها وتقوم بتوظيفها وتحليلها بعد القراء الجيدة حولها.
وبالنسبة لعلوم الكنيسة هناك : (علم اللاهوت الروحي - علم اللاهوت النظري-علم اللاهوت العقيدي – المقارن - الأدبي – الطقسي – الرعوي – التفسيري- الدستوري – الآبائي وهذا الأخير سجلته للدكتوراة)
وبالنسبة لعلوم النقد النصي مثلًا :
- إشكالات الترجمات اليونانية .
- الترجمات السريانية.
- الترجمات اللاتينية.
- الترجمات القبطية.
- مناهج المؤلفين في النقد النصي عرض وتقويم ( يؤخذ كل مؤلف على حدة)
بعد كتابة مقدمة يسيرة تشتمل على حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبدأ الباحث بكتابة الأهمية يشرح فيها قيمة الموضوع العلمية ، والدوافع التي دفعته لاختياره ، لإقناع الآخرين بهتشتمل على:
- بيان الحاجة العلمية إلى الموضوع.
- خلو الدراسات السابقة من الكتابة فيه.
- بيان الأثر العلمي للموضوع – الكشف عن كذا - .
يعد ذكر الجهود المبذولة مسبقًا في الموضوع مطلبًا مهمَّا، ولا سيما بيان ما فيها من قصور أو خطأ، وبيان الجديد الذي أتي به وهي تبين تمكن الباحث من بحثه وإلمامه بخلفياته، ووضوح رؤيته.
وعلى الباحث ألا يأخذ الدراسات السابقة مأخذ التسليم؛ بل عليه أن يربي عنده ملكة النقد ويهجر التقليد، وبهذا يستطيع أن يقدم إضافة علمية جديدة لأنه وقف على مواطن الخلل والنقص.
ملحوظه: قد يكون الموضوع بكرًا لم يطرق من قبل فعلى الباحث أن يوضح خلو المكتبة العلمية من المحاولات السابقة – بشرط البحث الدقيق- والتأكد من هذه النقطة.
ويشترط في عرض الدراسات السابقة الآتي:-
- اختيار الدراسات الوثيقة الصلة بموضوع البحث والدراسة لا البعيدة عنه.
- التعرض للدراسات الأحدث في التخصص العلمي.
- الاختصار في عرض الدراسة السابقة[8].
- بيان الجوانب التي تستحق الدراسة من خلال المقارنة بين المقترح الباحث والدراسات السابقة عليه .
الأهداف تمثل ما يهدف إليه الباحث من وراء دراسته، وما يريد أن يتوصل إليه في المجال العلمي، وما يريد أن يقدمه زادًا نافعًا للآخرين.
ويشترط في الهدف:
- أن يكون محددًا.
- أن يكون واقعيًا.
- يمكن تحقيقه.
- قابل للقياس.
من خطة دكتوراة أعددتها بعنوان: (دور الدعاة في نشر السلام المجتمعي)
- الدعوة الإسلامية ودعاتها معنيون بالأمور المجتمعية، ومن بينها السلام المجتمعي.
- السلام المجتمعى ضرورة حياتية؛ لأن المجتمعات تقوم على التوافق والانسجام، لا التناحر والاختلاف، انطلاقًا من قوله تعالى :( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا)([9]).
- البحث عن القواسم المشتركة بغض النظر عن الديانة واللون والجنس.
- بيان آليات تحقيق السلام المجتمعى عبرتقسيم الأدوارالمختلفة.
- تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصورات الخاطئة، ونشر الفهم الصحيح لقضايا السلام المجتمعى.
- مواجهة التحديات التى تواجه الدعاة فى نشر السلام المجتمعى.
- السير إلى طريق الالتقاء مع التيارات الفكرية في القواسم المشتركة.
- بيان المنافذ الدعوية التى يستطيع من خلالها الدعاة تحقيق السلام المجتمعى.
البحث العلمي يسمي في طور التكوين (مشكلة أو إشكالًا[10]) وهي فكرة مركزية يدور حولها البحث.
- تاريخ الفكرة ورموزها وأسباب انتشارها.
- الدوافع وراء ظهور الفكرة، أوغموضها.
- مظاهر الفكرة وآثارها.
- الاتجاهات المتعلقة بها.
- مناهج الكتابة في الفكرة.
خامسًا:صعوبات البحث :
تتمثل الصعوبات التي تواجه الباحث في:
- ندرة المراجع وصعوبة الحصول عليها.
- وجود مراجع بلغة لايحسنها.
- التكاليف المادية -أحيانًا – المتعلقة بشراء المراجع إذا كانت التكلفة عالية.
- سعة جوانب الموضوع المراد دراسته – لا سيما – إذا تعلق بقوانين جامعية تجعل من الوقت عائقًا عن إتمام الرسالة على الوجه المطلوب.
يحتاج الباحث أحيانًا لوضع حدود لبحثه منها:
- الحد الزماني
- الحد المكاني
- الحد الموضوعي
- الحد الشخصي
- في القرن العشرين (حد زماني)
- في مصر (حد مكاني)
- في مقارنة الأديان (حد موضوعي)
- اختيار أبرز العلماء منهم (حد شخصي للباحث حيث يصعب عليه الإلمام بالجميع)
أما البحث فيحتاج إلى أدوات لجمع البيانات، وجمع المادة العلمية اللازمة للموضوع، وربط النصوص ببعضها، وكيفية توثيقها توثيقًا صحيحًا، وتعريف مصطلحات الدراسة الضرورية، وكيفية استخراجها من المعاجم، سيأتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى.(يتبع)
([1]) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (1/ 14).
([2]) الجزيرة العربية ودعوة الشيخ محمد عبد الوهاب ص145.
([3]) الدعوة إلى الإصلاح - د/ محمد الخضر حسين- ص 23.
([4]) ذلك الدين القيم - للشيخ معوض- ص38.
([5] ) رسالة الماجستير بعنوان: الشيخ معوض عوض إبراهيم حياته وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى، للباحث، ص215
[6] - تم اختصار المراحل الثلاث من كتاب: منهجية البحث العلمي، الدكتور/ ماتيو كيدير،والدكتور/ حسيب إلياس، الدار النموذجية للنشر – بيروت، ص13.
([7]) كتابة التقارير، محمد مصطفى بن الحاج،ص49، نقلًا عن: الوجيز في أصول البحث والتأليف، إياد خالد الطباع،ص112.
[8] - هناك نموذج جيد لعرض الدراسات السابقة في رسالة بعنوان:( تحريف رسالة المسيح-عليه السلام- عبر التاريخ أسبابه ونتائجه، للدكتورة/ بسمة أحمد جستنية، عرضت الدراسات السابقة باختصار وافي الغرض ص9 وما بعدها)
[9]- سورة آل عمران الآية: 64
[10] - تُعرًف الإشكالية البحثية بأنها: اتجاهان أو أكثر يتنازعان قضية ما، يعبر عن هذا التنازع بصياغة محكمة ومفصلة تضع القارئ في مشكلة لا يبدو حلها سهلًا، وتكون قابلة للحل، ولا تفهم القضية من غير ضبط احتمالات حل هذا التنازع. المدخل إلى منهجية البحث، د/ عبدالرحمن حللي، ص35.
تعليق