الأحزاب ليست من الإسلام في الانتساب
شاءت حكمة الله وقضاؤه وقدره أن يذِلَّ من خالف أمره، وأن لا يمكَّن للإسلام إلا بما شرعه وارتضاه لعباده، لا بطريق اخترعوه، أو منهج غيره سلكوه.
وتراني أبدأ الحديث عن البلاء الذي أحاط بالأمة من الأحزاب، والجماعات وأشياعها، بكلمة بليغة من آثار فهم القرآن والسنة، لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- يقول فيها:
(وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسب، أو بلد، أو جنس، أو مذهب، أو طريقة: فهو من عزاء الجاهلية، بل لَمَّا اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار، فقال المهاجري: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وقال الأنصاري: يَا لَلْأَنْصَارِ، قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» وغضب لذلك غضبًا شديدًا) (ابن تيمية، الفتاوى،28/ 328 ، والحديث أخرجه البخاري في «المناقب» باب ما يُنهى من دعوى الجاهلية (٢/ ٢٢٤) رقم (٣٥١٨)).
مع أنك تلاحظ أن كلمة المهاجرين والأنصار تسمية شرعية جاء بها القرآن والسنة، لكن لما تناديا على غير الحق، وكاد الأمر يتسبب في فرقة المسلمين سماها النبي -صلى الله عليه وسلم – دعوى جاهلية.أقول : وكل الأحزاب، والجماعات، والتنظيمات التى تنتسب إلى الإسلام - هى من عزاء الجاهلية- وليست إسلامية لأن الإسلام ليس فيه أحزاب، وليس فيه جماعات.
إنما هو:
1-حزب واحد
2- وجماعة واحدة
3- وتسمية واحدة،
4- ودعوة واحدة، .....
وما خالف ذلك
5- فرق مذمومة
6- لن ينصر الإسلام بها حتى يعودوا إليه.
2- وجماعة واحدة
3- وتسمية واحدة،
4- ودعوة واحدة، .....
وما خالف ذلك
5- فرق مذمومة
6- لن ينصر الإسلام بها حتى يعودوا إليه.
وأعود من الإجمال إلى التفصيل:-
- أما الحزب الواحد قال تعالى : ( فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ .. سورة المائدة(56) وقال جل شأنه:( أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22))سورة المجادلة:
فجاءت كلمة حزب مفردة، محمودة لها الغلبة والفلاح، وما جمعت فى كتاب الله إلا مذمومة قال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ...هود :17)
وقال:(وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ..الرعد 36) وقال:(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) سورة الأحزاب)
وقال:(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ ..سورة غافر الآية :5) وبالنظر فى الآيات السابقة تجد أن ( كلمة الأحزاب) ما ذكرت إلا في الكفر والإنكار والاختلاف ورمزًا للابتلاء والمصائب والتكذيب ..إلخ فلا تأتى بخير.
وقال:(وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ..الرعد 36) وقال:(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) سورة الأحزاب)
وقال:(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ ..سورة غافر الآية :5) وبالنظر فى الآيات السابقة تجد أن ( كلمة الأحزاب) ما ذكرت إلا في الكفر والإنكار والاختلاف ورمزًا للابتلاء والمصائب والتكذيب ..إلخ فلا تأتى بخير.
- وأما الجماعة الواحدة : فهي التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم- (.... فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذنب من الغنم القاصية) رواه أبو داود بإسناد حسن.
وهى جماعة المسلمين، السواد الأعظم، وليس الفرق والأحزاب التى تختط لنفسها شيئًا أشبه ما يكون بالدين الموازي لدين الإسلام ، وتجعل الموالاة والمعاداة عليها، والحب والبغض، والإيمان والكفر، والسنة والبدعة، بناءً على ما تراه تلك الجماعة أو الفرقة وأقطابها وكتاباتها والتى : تعطى وتمنع، وتخفض وترفع، وتقبل وترفض؛ بل تدخل من تشاء الجنة وتحكم على من تشاء بالنار..بل لا أراني مبالغًا إن قلت : ( هي كهنوتية جديدة - هي بابوية تكفر الخطايا وتعطى صكوك الغفران- هي كنائس لها أسرارها التي لا يفسرها إلا من تعمق في هذا الدين الجديد)!! (دعوها فإنها منتنة)
- وأما التسمية الواحدة: فهي قوله تعالى:( هو سماكم المسلمين ..سورة الحج الآية: 78)
وأمر نبيه – صلى الله عليه وسلم- أن يصدع بها: ( وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ .. سورة الزمر (12)
وهى التى ارتضاها الله لعباده دينًا: ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. سورة المائدة الأية:3) وهى التى نطق بها الأنبياء جميعًا..والمقام يضيق عن سرد الآيات الدالة على ذلك وهى بلغت حدًا فى الشهرة.
وهى التى قال عنها النبي- صلى الله عليه وسلم -فيما أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه، والنسائي، وأبو يعلى وغيرهم ..عن الحارث الأشعري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم . قال رجل : يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال : نعم ، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين والمؤمنين عباد الله . )
وهى التى ارتضاها الله لعباده دينًا: ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. سورة المائدة الأية:3) وهى التى نطق بها الأنبياء جميعًا..والمقام يضيق عن سرد الآيات الدالة على ذلك وهى بلغت حدًا فى الشهرة.
وهى التى قال عنها النبي- صلى الله عليه وسلم -فيما أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه، والنسائي، وأبو يعلى وغيرهم ..عن الحارث الأشعري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم . قال رجل : يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال : نعم ، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين والمؤمنين عباد الله . )
- وأما الدعوة الواحدة: فهي إلى الله، ولدلالة الخلق عليه، ووصلهم به، لا لحزب، ولا لجماعة، ولا لفرقة تحدث تمايزًا بين أبناء الدين الواحد.
قال تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ..سورة يوسف الاية: 108) وقال :(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ.. سورة فصلت الآية: 33) وقال:( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ.....وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ..... الأحقاف الآية: 31و32) فكل دعوة لا تنطلق من هذا المنهج فهى ليست إلى الله، وإنما لهوى النفس، واتباعًا لسبيل الشيطان.
- فرق مذمومة:
ما لم يدخل فيما مر ذكره، فهو فيما آتِ بيانه.
ذم الله الفرقة ونهى عنها فى كتابه فى آيات ذوات عدد ، ومدح الوحدة وأمر بها وهنا تتجلى القاعدة التى تقول ( الأمر بالشئ نهى عن ضده والنهى عن الشئ أمر بضده).
فالأمر بالوحدة نهى عن الفرقة، والنهى عن الفرقة، أمر بالوحدة
قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ..سورة آل عمران الآية:(105)
وقال: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ سورة الأنعام الآية(159).
قال تعالى:( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ..الأنفال الآية(46).
وقال جل شأنه: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) سورة الروم) فذم الفرقة والنزاع، وأمر بالوحدة والاجتماع قال تعالى ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ..الأنبياء الآية (92)
فبين الله تعالى أن الفرقة أساس كل شر، وسبب للعذاب العظيم، وأنها ليست من الإسلام، ولا مما جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام- وأنها وسبب لذهاب القوة، وهى من سنن الكافرين
ذم الله الفرقة ونهى عنها فى كتابه فى آيات ذوات عدد ، ومدح الوحدة وأمر بها وهنا تتجلى القاعدة التى تقول ( الأمر بالشئ نهى عن ضده والنهى عن الشئ أمر بضده).
فالأمر بالوحدة نهى عن الفرقة، والنهى عن الفرقة، أمر بالوحدة
قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ..سورة آل عمران الآية:(105)
وقال: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ سورة الأنعام الآية(159).
قال تعالى:( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ..الأنفال الآية(46).
وقال جل شأنه: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) سورة الروم) فذم الفرقة والنزاع، وأمر بالوحدة والاجتماع قال تعالى ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ..الأنبياء الآية (92)
فبين الله تعالى أن الفرقة أساس كل شر، وسبب للعذاب العظيم، وأنها ليست من الإسلام، ولا مما جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام- وأنها وسبب لذهاب القوة، وهى من سنن الكافرين
- لن ينصر الإسلام بها ( أى الفرقة أو الحزبية) حتى يعودوا إليه. إن الله تعالى ناصرٌ دينه ، ومظهره على الدين كله، على يد أناس اختارهم لنصرته، واصطفاهم لعبادته، وأسبغ عليهم وصفًا واحدًا ..ضربة لازبٍ، أنهم عباد الله ، وجند الله لا ينسبون إلا إليه :( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) الصافات.
وقال عن الجيل الذي يستحق النصر الحقيقى (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ .. الآية: 5 الإسراء)
وهم الذين قال عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم- "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد") هذا لمسلم فى صحيحه وعند البخارى (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ )
بلفظ عبدالله، فالذى عبّد نفسه لله فقط هو المنصور وهو الذى ينتصر الدين على يديه، فلن ينتصر الدين على هذه الرايات، والشعارات، والأحزاب، والفرق، حتى تُنَكَّس، وترفع رايةٌ واحدة، هي راية الإسلام الخالص لله رب العالمين، الذى يخلو من الأنا وحب الذات والتعلق بالدنيا ومناصبها الزائلة، والقتال من أجلها، ثم يُلتصق كل هذا باسم الإسلام، والإسلام منه براء .
لابد أن تسقط كل هذه الدعاوى الزائفة، فالتاريخ لها فاضح ، وفى شهادته واضح ، أنه ما مُنِىَ الإسلام بشئ أفسد له من الفرق: وإن فى التاريخ لعبرًا:وهم الذين قال عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم- "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد") هذا لمسلم فى صحيحه وعند البخارى (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ )
بلفظ عبدالله، فالذى عبّد نفسه لله فقط هو المنصور وهو الذى ينتصر الدين على يديه، فلن ينتصر الدين على هذه الرايات، والشعارات، والأحزاب، والفرق، حتى تُنَكَّس، وترفع رايةٌ واحدة، هي راية الإسلام الخالص لله رب العالمين، الذى يخلو من الأنا وحب الذات والتعلق بالدنيا ومناصبها الزائلة، والقتال من أجلها، ثم يُلتصق كل هذا باسم الإسلام، والإسلام منه براء .
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ...ما راح به الواعظ يومًا أو غدا
من لم تفده عبرًا أيامه ...كان العمى أولى به من الهدى
الفقير إلى عفو الرحمن/ محمد حسني عمران
تعليق