بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛
فعلى عادة اليهود في التنطع؛ كنت أناقش -منذ زمن- يهوديًا يمنيًا يحمل الجنسية الصهيونية ويقيم في فلسطين؛ فقلت "هارون" فغضب وقال: بل "أهارون" ؛ وكان كثير الطعن في القرءان ؛ ففهمت من اعتراضه أنه يشكك في تسمية القرءان ؛ ورغم أن هذا الحرف لا يعد شيئًا في باب استعمال اللغات لأسماء أعجمية عليها؛ فهذا وارد؛ إلا أنني لا أرى هذه القاعدة في القرءان بل أزعم أن أسماء الأعلام الأعجمية في القرءان خالفت تلك القاعدة اللغوية ؛ فلكل اسم حالته التي تناسب السياق الذي جاءت فيه.
فالاسم الأعجمي ذو الأصل السامي في القرءان : إما يأتي معرَّبًا بالبدائل الصوتية من سواكن وحركات ؛ وإما يأتي على حاله كما هو في لغته الأصل ، وإما يُترجم فيصير عربيًا.
أما أن يعتريه ما يعتري الأسماء الأعجمية من إبدال وتحريف صوتي؛ فلا أعتقد أنه كائن في القرءان وإن كان يجوز في غيره.
....
لنرى هنا أيهما أصيل لغةً من حيث البناء والتركيب ؛ الصيغة القرءانية أم التي جاءت في أسفار اليهود المحرفة؟
الكلمة في الأصل مشتقة من الجبل "הר = هار" ... أما النهاية "ון = ون" تأتي في الأغلب للوصف المتعدي ، أو للمبالغة "تماثل الوزن العربي فعلان" وهي فرع على الحالة الأولى؛ وأحيانًا للتصغير.
فكلمة هارون تعني "جَبِل = شديد قاس أو عظيم الخلقة" أو "جُبَيل على التصغير" ؛ فأين الهمزة في أهارون؟
يخبرنا جيسنيوس عن تلك الهمزة التي لم يجد لها أصلًا في الكلمة فقال أنها "صوت مساعد" = prosthetic
فهي ليست من أصل الكلمة! ؛ وكان القرءان أوثق من كتابهم العبري فوضع الاسم فصيحًا على حاله الأول!
قد يأتينا أحدهم فيقول؛ من قال أن "هارون" أسبق ؟ بل لعل الصوت المساعد "الهمزة" نشأ مع اشتقاق الاسم أصلا وليس دخيلًا عليه!
أقول لا : فلدينا اسم سابق على هارون بصيغة أمورية أقدم يبين كيف كان الاشتقاق ؛ وهو "הרן = هاران" أبو لوط عليه السلام "حسبما ورد في التكوين 11 : 31" ؛ ف "هاران" و "هارون" متطابقان مع اختلاف النهاية بين الأمورية والكنعانية "اختلاف لهجة".
ألم يزعموا أن القرءان نقل عن كتابهم؟ كيف الحال هنا؟
..
تنويه :
همزة "أهارون" في النص العبري لا تُكتب في الترجمات العربية.
...
المرفقات من كتابين على التوالي :
1- List of the proper names occuring in the old testament page 5.
2- Gesenius Hebrew grammar, page 70, 19:4
تعليق