تزوير مسيحية يسوع-1[*]
يعتبرالنقداليهوديللعقيدةالمسيحيةمنأكثرأنواعالنقدعن فاًوشمولاًفينقدالنصوصمنالممكنأنيعثرعليهاأيباحث. فالعقيدةالمسيحيةتعتمداعتماداًكلياًعلىالنصالمقدسالي هوديفيإثباتأنيسوعهوالمسيحاليهوديالتيبشرتبهتلكالنصو ص،وأنهأيضاً"إله" كمافيعقيدةالتثليث. وبالتاليفإنالعقيدةالمسيحيةتقرصراحةًبإلهاليهود،(يهو ه) أو(إلوهيم)،علىأنهإلههاأيضاً،وأنكتباليهودالمقدسةهين صوصها،إلىالحدأنالبروفيسورباريويلسون(Barrie Wilson) اتهمالمسيحيةبالاستيلاءعلىالتراثاليهوديالمقدسوتشويه مفهومالتوحيداليهوديوعقدفصولاًفيكتابه(How Jesus Became Christian) بهذهالاسماء. إلاأنهذا"الشعور" التعظيميعندالمسيحيينهوغيرمتبادلبالتأكيدعنداليهود. إذعلىعكسالنقدالإسلاميمعالنصوصالمسيحيةالذييتحاشىالت عرضلشخصيةيسوعولاإلىأساطير"معجزاته" حتىلايتمالطعنبالنصالإسلاميذاته،فإنالنقداليهوديلايع ترففقطبالنصالمقدسالمسيحي،ولكنهلايحملأيشعوربالاحترا موالودلشخصيةيسوعذاته. فكلعملياتالنقداليهوديةللعقيدةاليهوديةتحملفيلبها،صر احةأوضمناً،ميزتينلاتخفىعلىدقيقىالملاحظة. الأولىهينبرةالاحتقارالشديدلشخصيةيسوعوالتيتتبدىولوخ فيةحتىفيأوراقالبحوثالجامعيةوالنقديةإلىالحدأنحتىالأ بحاثالتيتحملقدراًمنالرصانةقدتحملعناوينمُهينةجداًله ذهالشخصية. فمثلاً،فيمجالالتفنيداللغويالذياستخدمهالمسيحيونلترج مةنصوصالعهدالقديمنرىأنالمؤلفاليهوديلورقةنقديةتحملح قائقدامغةيتعمدأنيضعالعنوانالآتيلهاويتعمدنشرهابشكلو اسع(Kiss The Son? Where is That Son of a Gun) ونسوفنستشهدبماوردفيهذهالورقةالنقديةفيهذهالمقالة. والثانيةهيقوةالبرهانالتييتميزبهاهذاالنقدبحيثأنالتص ديالمسيحيالمعاكسلهذاالنقداليهوديلميستطعأنيفعلشيئاً إلاأنيؤكدحجيةهذاالنقدوقوةبرهانه. فالنصوصالمقدسةهيفيالنهايةنصوصاليهود،واللغةلغتهم،وا لمنشأمنهم،والاستدلالالمسيحيعنطريقهم. كماأنيسوعفيحقيقتهلميكنأكثرمن(رباي) يهوديمتطرف،هربعنهأتباعهوتركوهوحيداًليواجهمصيرهبالإ عدام،كانيتوهمبأننهايةالعالمقريبةجداًربمافيحياتهأوح ياةأتباعه،،كمايحملذاتالأفكاراليهوديةالإقصائيةلغيرا ليهود،وعلىعكسمايعتقدهعامةالمسيحيينلميأتِيسوعبتعالي مجديدةخارجماهومعروفللفريسييناليهودبالتحديدإذكانيؤم نبحرفيةالشريعةاليهوديةحتىالنقطفيحروفها[متى5: 17-19]. فاليهودأقدرعلىفهمحقيقتهمنغيرهم،وهمأقدرعلىفهمنصوصها لتييدعيهاأويدعيهالهأتباعهالتيهيفيحقيقتهانصوصهمالتي استولىعليهالمسيحيونكمايقولالبريفسورويلسون. هذهالمقالةهياستعراضلهذاالنقداليهوديالشرسوالساخرفين فسالوقتوالذيكانحتىمدةقريبةمتاحاًفقطباللغةالعبرية،و لافضلليفيهإطلاقاًإلاالاسهابفيبعضالشروح،وإنماالمادة هيمنأوراقملاحظاتيالشخصيةالتيدونتفيهامايمرفيطريقيمن معلوماتمنمصادرشتى.
لايعتقداليهودإطلاقاًبأنالديانةالمسيحيةهيديانةتوحيد ية،بلهيوثنيةوبجدارةأيضاًويُشارلهافيتلكالأدبياتعلىأ نها(pagan religion) أيديانةوثنية. والحقيقةأنمصادرالنقداليهويلعقيدةالتثليثوطبيعةالإله كثيرةمتعددة،سنختارمثالاًواحداًمنها. يُصراللاهوتالمسيحيعلىأنكلمة(إلوهيم) العبريةالواردةفيمواضعمختلفةمنالعهدالقديمتحملصفةالج مع،وبالتاليفإنالإشارةهناليستفقطللإلهالواحدوإنماللأ قانيمالثلاثةعلىحسبالعقيدةالمسيحيةفيالتثليث. إلاأنرجالالديناليهودلايبدونمبهورينإطلاقاًبهذاالاكت شافالمسيحيغيرالعبريمنأبناءالأممالذينيبدونمعهوكأنهم أتواليعلموااليهودلغتهمالأم. فالنقداليهوديالمعاكسيشيرمباشرةإلىسفرالخروج،الإصحاح السابع،حيثتُستعملالكلمةذاتهافيخطابالربلموسى: (فقالالربلموسىانظر: أناجعلتكإلهاً[إلوهيم] لفرعون) [خروج7: 1]،وليسألاليهودبدورهم،وفيسخريةلاتخفى: إذاجعلاللهموسىإلوهيملفرعون،وإلوهيمكماتقولونلاتشيرل واحدولكنلأكثرمنذلك،فكمموسىعندناالآن: إثنان،ثلاثة،عشرة؟!
إلاأنمايهمنافيهذهالجزئيةمنالمقالةهومايخصالشريعةالي هودية،أو(الناموس) و(الأنبياء) بلغةالأناجيلعلىلسانيسوعالإنجيلي. إذيشيرالنقداليهوديإلىإشكاليةجديرةبالملاحظةوالتفكر. فإماأنيكونالمسيحيونيعبدوننفسإلهالعهدالقديم،أوأنهمي عبدونإلهمختلف. فإذاكانالمسيحيونيحتجونبنصوصالعهدالقديمالمختلفةعلىك ونيسوعهو(المسيحاليهودي) فمعنىذلكأنهميؤمنونبألوهيةالمصدر،وقداسته،وأنههوذاته إلههم. إلاأنالمشكلة،كمايسترسلهذاالنقداليهودي،أنالمسيحيوني جعلونهذاالإلهكاذباًمنالطرازالأولوبجدارةوغيرأهلِللث قة. فهم،أيالمسيحيين،قدألغواتماماًكلأوجهالشريعةاليهودية التيأوحاهاهذاالإلهإلىموسى،لأنبولسالرسولقدقاللهمأني فعلواذلك. لكنالمشكلةأنإلهالعهدالقديمقدقالفيالتوراة،وبالحرف،ع نهذهالشريعة: (السرائرللربإلهنا،والمعلناتلناولبنيناإلىالأبد،لنعم لبجميعكلماتهذهالشريعة) [تثنية29: 29]. فهاهوإلهبنيإسرائيل،الذيهوذاتهإلهالمسيحيين،يقولفيكت ابموحىبهإلىموسى،كمايؤمنبذلكالمسيحيون،بأنالعملبهذها لشريعةيجبأنيكون(إلىالأبد)،ولكنالمسيحيينقالوابأن"ال إلهقدغيّررأيه"(!) فيزمانمالسببما. بلإنالمسيحيون،كمايقولالنقداليهودي،جعلواحتىالأنبياء كذبةمنالطرازالأولفيسبيلإثباتمعتقدهم. فهاهوداودفيمزاميرهيقولعنإلهه(أعماليديهأمانةوحق،كلو صاياهأمينةثابتةمدىالدهروالأبد) [مزامير111: 7-8]. فإمايسوعالإنجيلي،علىلسانهأوعلىلسانبولس،صادقوداودكا ذب،أوالعكس،ولاخيارآخر. إذإماالشريعة(ثابتةمدىالدهروالأبد) كمايقول(إلوهيم) وأنباؤهأوهيليستكذلككمايقولالمسيحيونعلىلسانإلههميسو ع،فاخترلكالكاذبفيهم. لكنمشكلةالمسيحيينأنهملايستطيعونأنيُكذبواماوردفيالع هدالقديموإلالسقطأساسالاستدلالعلىمسيحيةيسوع،وهنايكم نقوةالنقداليهوديومصدرسخريته.
النقداليهوديلديهموقفمتطرفجداًفيمايخصبولسالرسولبالذ ات. فهولايعدوأنيكون،فينظرهؤلاءالناقديناليهود،إلارجلمزو روكاذب،"ومنأسوأطراز". وهناكعدةأسبابلهذاالموقفاليهودي،ولكنناسوفنشيرلثلاثة أمثلةفقطفيهذهالمقالة.
فيرسالةبولسإلىأهلرومية،وفيمحاولةبولسلإقناعأبناءالأ ممغيراليهودللانظمامإلىدينهوعبادةإلههالجديديسوع،كتب بولسلهمفيرسالتههذا(كمايقولفيهوشعأيضاً: سأدعوالذيليسشعبيشعبي،والتيليستمحبوبةمحبوبة،ويكونفي الموضعالذيقيللهمفيه: لستمشعبي،أنههناكيدعونأبناءاللهالحي) [رسالةبولسإلىأهلرومية9: 25-26]. فهوهنايستخدمالكتابالمقدساليهوديونصوصه،وسفرهوشعبالذ ات،ليُقنعغيراليهودبأن"البشارةبشعبالله" هيفيهمبالذات،أيفيأبناءالأمم،وليستفياليهود. وبالطبع،أبناءالأممغيراليهودلميكونوامطلعينعلىكتبالي هود،هذابالإضافةإلىنسبةالأميةالساحقةالتيكانتتلفتلكا لعصور،فلميُسائلأحدهذاالاقتباسعندبولس. إلاأنهناكمشكلةخطيرةفيهذاالاقتباسجعلتالنقاداليهوديح وّلونالموضوعإلىسخريةصاخبةفينقدهملهذاالنص. الاقتباسالذيكتبهبولسهومنموضعينمختلفينفيسفرهوشع. الأولهو(وأزرعهالنفسيفيالأرض،وأرحملورحامة،وأقولللوع مي: أنتشعبي،وهويقول: أنتإلهي) [هوشع2: 23]،والثانيهو(فقال: ادعاسمهلوعمي،لأنكملستمشعبيوأنالاأكونلكم. لكنيكونعددبنيإسرائيلكرملالبحرالذيلايكالولايعد،ويكو نعوضاًعنأنيقاللهم: لستمشعبي،يقاللهم: أبناءاللهالحي) [هوشع1: 9-10]. وحتىنفهمهذينالاقتباسين،يجبأننقرأسفرهوشعمنالبداية. هوشعهوأحدأنبياءبنيإسرائيل،أمرهربهأنيتخذلنفسه(امرأة زانيةوأولادزنى) [هوشع1: 2] والسببهوأنربهكانيعتقدأنالأرض[أياليهودبالتحديد] قداتجهتلآلهةأخرىوتركتالشريعة،أيقدأصابهاالخطيئة. أطاعهوشعربهوحملتامرأتهالزانيةبابنهالأولوأسماه(يزرع يل) [هوشع1: 4]،ثمحملتمرةثانيةوولدتابنةأسماها(لورحامة) [هوشع1: 6] وتعنيحرفياًبالعبرية(لنأرحم)،ثمحملتمرةثالثةوولدتابن هأسماه(لوعمي) [هوشع1: 8-9]،وتعنيحرفياًبالعبرية(أنتملستمشعبي). المشكلةهناأنهفيبدايةالإصحاحالثانيمنسفرهوشعيأتيهذاا لنص(قولوالإخوتكمعميولأخواتكمرحامة. حاكمواأمكمحاكموا،لأنهاليستامرأتيوأنالسترجلها،لكيتع زلزناهاعنوجههاوفسقهامنبينثدييها[...] ولاأرحمأولادهالأنهمأولادزنى. لأنأمهمقدزنت. التيحبلتبهمصنعتخزياً) [هوشع2: 1-2 و4-5]. فالمشكلةالأولى،المثيرةللسخريةعنداليهود،أنالنصالذيا قتبسهبولسعلىأنهفي(أبناءالأمم) كانعن(أولادزنى) بشهادةنفسالسفر،وحقيقةاسمي(لورحامة) و(لوعمي) هما(لنأرحم) و(أنتملستمشعبي). والمشكلةالثانية،المثيرةللسخريةأيضاً،أنسفرالتثنية،أ حدأسفارتوراةموسى،يقولعنابنالزنى(لايدخلابنزنىفيجماع ةالرب. حتىالجيلالعاشرلايدخلمنهأحدفيجماعةالرب) [تثنية23: 2]. فقولإلهاليهودالذياقتبسهبولسلهؤلاءالأمميينالمساكينم عناهأنهذيناليهوديين،لورحامةولوعمي،الذينهمأبناءزنى، ولذلكهمليسواشعبي،سأدعوهمشعبي. فبولس،منوجهةنظرالنقداليهودي،كانعلىالحقيقة(يشتمالأم مينليؤمنوابإلههالجديديسوع،فآمنبهبعضهم،ويالغرابةالب شر). هذابالإضافةإلىأنالنصفيسفرهوشعكاندرساًلليهودحتىيعود والإلههم،وكلماعليكفعلههوأنتقرأالنصبتأني،لأن(لورحام ة) و(لوعمي) همأصلاًمنأبيهودي(هوشع) وأميهوديةزانية(جومربنتدبلايم)،وأبناؤهمالثلاثةيهود، فأينمكانغيراليهودهنا؟!
يبدوبولسغاضباًجداًفيرسالتهإلىأهلغلاطية،فهويبدأالأص حاحالثالثبقولهلهم(أيهاالغلاطيونالأغبياء) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 1]. وسببغضبهأنهبلغهأنأهلغلاطيةلديهمإيمانمننوعمابضرورةا لعملبالشريعةاليهودية[فيالإصحاحالأولمنالرسالةيبدوأنهناكمنزارأهلغلاطيةوكا نيحملتعاليممناهضةلتعاليمبولس]،فكتبلهممستهزءاًبهم،بعدأنوصفهمبالغباءأولمرة: (أريدأنأتعلّممنكمهذافقط: أبأعمالالناموسأخذتمالروحأمبخبرالإيمان،أهكذاأنتمأغب ياء؟!) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 2-3]. فبولسيريدأنيُلغيالعملبالشريعةاليهوديةلأنفيرأيهأن(ا لإيمان) كافٍوحدهللخلاص. وفيسبيلاحتجاجهعلىأهلغلاطية،الذينوصفهمبالغباءمرتين، استشهدبولسفيرسالتهبالآتي: (فالذييمنحكمالروح،ويعملقواتفيكم،أبأعمالالناموسأمبخ برالإيمان؟كماآمنإبراهيمُباللهفحُسبلهبراً. اعلمواإذاًأنالذينهممنالإيمانأولئكهمبنوإبراهيم. والكتابإذسبقفرأىأناللهبالإيمانيبررالأمم،سبقفبشرإبر اهيمأنفيكتتباركجميعالأمم. إذاًالذينهممنالإيمانيتباركونمعإبراهيمالمؤمن) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 5-9]. إذاً،بولسيقوللأهلغلاطيةأنهبماأنإبراهيمقدأُختيرمنجا نباللهبواسطةإيمانهفقط،فكذلكيجبعليكمأنتفعلوا،ولاضرو رةلشريعةوفرائض،إذإبراهيملميعملبشريعةولكنبإيمانهفقط . وهنابالضبطيدخلالنقداليهوديمستهزءاً،ربمابسببجملة(أي هاالغلاطيونالأغبياء). إذبولسكانيستشهدفيرسالتهتلكبنصسفرالتكوينعنإبراهيم(ف آمنبالربفحسبهلهبراً) [تكوين15: 6]. إلاأنبولسسكتعمداًفيرسالتهتلكعننصسفرالتكوينذاتهالذي يقول(وأكثرنسلككنجومالسماء،وأعطينسلكجميعهذهالبلاد،و تتباركفينسلكجميعأممالأرض. منأجلأنإبراهيمسمعلقوليوحفظمايحفظلي: أوامريوفرائضيوشرائعي) [تكوين26: 4-5]. وعندنهايةهذاالاستشهادبسفرالتكوينالذييقولعنإبراهيمب أنهكانيحفظأوامروفرائضوشرائعاللهبالإضافةإلىإيمانه،ي كررالنقداليهوديكلمةبولسلأهلغلاطية(أهكذاأنتمأغبياء؟ !).
ويبدوأنبولسبالفعلكانمقتنعاًتمامالاقتناعأنأهلغلاطية كانوا(أغبياء)،لأنالنقداليهوديأشارإلىجزئيةأخرىفينفس الأصحاحمنرسالتهإليهميدعوابالفعلإلىالابتسام. إذيستخدمبولسنصوصسفرالتكوينمرةأخرىولكنليثبتلهمهذهال مرة"بشارة" العهدالقديمبإلههالجديديسوع. يقولبولسلأهلغلاطية(وأماالمواعيدفقيلتفيإبراهيموفينس له. لايقول: وفيالأنسال،كأنهعنكثيرين،بلكأنهعنواحد: وفينسلك،الذيهوالمسيح) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 16]. يشيربولسهناإلىماوردفيسفرالتكوين(فقالالله: بلسارةامرأتكتلدلكابناًوتدعواسمهإسحاق. وأقيمعهديمعه،عهداًأبدياًلنسلهمنبعده) [تكوين17: 19]،فهويقوللأهلغلاطيةبماأناللهقدقاللإبراهيم(لنسله) ولميقل(لأنساله) فلابدأنالمقصودهوشخصواحدفقط،ويستنتجلهمبأنهذاالشخصهو إلههالجديديسوع،ويبدوأنأهلغلاطيةصدقواهذاالدليل. إلاأنهناكمشكلةطريفةجداًفيهذاالاستدلالاللغويالذيتول اهبولسبالنيابةعنأحباراليهود،إذكلمة(نسل) فياللغةالعبريةبالذات،لغةالعهدالقديم،هياسمجمعلامفرد لها،تماماًمثلكلمة(إبل) و(رهط) فياللغةالعربية. فكأنمابولسكانيقوللمتكلمياللغةالعربيةاليوم: بماأنهقال(أعطنيإبلاًولميقلأعطني"آبال" فلابدأنالمقصودبأنهكانيريدجملاًواحداً) (!!!). هذابالإضافةإلىأنسفرالتكوينذاتهيقولعنكلمة(نسل) ولإبراهيمبالذاتالآتي: (وأجعلنسلككترابالأرض،حتىإذااستطاعأحدأنيعدترابالأرض فنسلكأيضاًيُعَد) [تكوين13: 16]. هذهالجزئيةمنالنقداليهوديجعلتنيبالفعلأشفقعلىأهلغلاط ية،وابتسم.
إلاأنالنقداليهوديلديهماهوأكثرإثارةليقوله.
... يتبع
_____________[*] حسنمحسنرمضان،الحوارالمتمدن-العدد:4254 - 2013 / 10 / 23.
يعتبرالنقداليهوديللعقيدةالمسيحيةمنأكثرأنواعالنقدعن فاًوشمولاًفينقدالنصوصمنالممكنأنيعثرعليهاأيباحث. فالعقيدةالمسيحيةتعتمداعتماداًكلياًعلىالنصالمقدسالي هوديفيإثباتأنيسوعهوالمسيحاليهوديالتيبشرتبهتلكالنصو ص،وأنهأيضاً"إله" كمافيعقيدةالتثليث. وبالتاليفإنالعقيدةالمسيحيةتقرصراحةًبإلهاليهود،(يهو ه) أو(إلوهيم)،علىأنهإلههاأيضاً،وأنكتباليهودالمقدسةهين صوصها،إلىالحدأنالبروفيسورباريويلسون(Barrie Wilson) اتهمالمسيحيةبالاستيلاءعلىالتراثاليهوديالمقدسوتشويه مفهومالتوحيداليهوديوعقدفصولاًفيكتابه(How Jesus Became Christian) بهذهالاسماء. إلاأنهذا"الشعور" التعظيميعندالمسيحيينهوغيرمتبادلبالتأكيدعنداليهود. إذعلىعكسالنقدالإسلاميمعالنصوصالمسيحيةالذييتحاشىالت عرضلشخصيةيسوعولاإلىأساطير"معجزاته" حتىلايتمالطعنبالنصالإسلاميذاته،فإنالنقداليهوديلايع ترففقطبالنصالمقدسالمسيحي،ولكنهلايحملأيشعوربالاحترا موالودلشخصيةيسوعذاته. فكلعملياتالنقداليهوديةللعقيدةاليهوديةتحملفيلبها،صر احةأوضمناً،ميزتينلاتخفىعلىدقيقىالملاحظة. الأولىهينبرةالاحتقارالشديدلشخصيةيسوعوالتيتتبدىولوخ فيةحتىفيأوراقالبحوثالجامعيةوالنقديةإلىالحدأنحتىالأ بحاثالتيتحملقدراًمنالرصانةقدتحملعناوينمُهينةجداًله ذهالشخصية. فمثلاً،فيمجالالتفنيداللغويالذياستخدمهالمسيحيونلترج مةنصوصالعهدالقديمنرىأنالمؤلفاليهوديلورقةنقديةتحملح قائقدامغةيتعمدأنيضعالعنوانالآتيلهاويتعمدنشرهابشكلو اسع(Kiss The Son? Where is That Son of a Gun) ونسوفنستشهدبماوردفيهذهالورقةالنقديةفيهذهالمقالة. والثانيةهيقوةالبرهانالتييتميزبهاهذاالنقدبحيثأنالتص ديالمسيحيالمعاكسلهذاالنقداليهوديلميستطعأنيفعلشيئاً إلاأنيؤكدحجيةهذاالنقدوقوةبرهانه. فالنصوصالمقدسةهيفيالنهايةنصوصاليهود،واللغةلغتهم،وا لمنشأمنهم،والاستدلالالمسيحيعنطريقهم. كماأنيسوعفيحقيقتهلميكنأكثرمن(رباي) يهوديمتطرف،هربعنهأتباعهوتركوهوحيداًليواجهمصيرهبالإ عدام،كانيتوهمبأننهايةالعالمقريبةجداًربمافيحياتهأوح ياةأتباعه،،كمايحملذاتالأفكاراليهوديةالإقصائيةلغيرا ليهود،وعلىعكسمايعتقدهعامةالمسيحيينلميأتِيسوعبتعالي مجديدةخارجماهومعروفللفريسييناليهودبالتحديدإذكانيؤم نبحرفيةالشريعةاليهوديةحتىالنقطفيحروفها[متى5: 17-19]. فاليهودأقدرعلىفهمحقيقتهمنغيرهم،وهمأقدرعلىفهمنصوصها لتييدعيهاأويدعيهالهأتباعهالتيهيفيحقيقتهانصوصهمالتي استولىعليهالمسيحيونكمايقولالبريفسورويلسون. هذهالمقالةهياستعراضلهذاالنقداليهوديالشرسوالساخرفين فسالوقتوالذيكانحتىمدةقريبةمتاحاًفقطباللغةالعبرية،و لافضلليفيهإطلاقاًإلاالاسهابفيبعضالشروح،وإنماالمادة هيمنأوراقملاحظاتيالشخصيةالتيدونتفيهامايمرفيطريقيمن معلوماتمنمصادرشتى.
لايعتقداليهودإطلاقاًبأنالديانةالمسيحيةهيديانةتوحيد ية،بلهيوثنيةوبجدارةأيضاًويُشارلهافيتلكالأدبياتعلىأ نها(pagan religion) أيديانةوثنية. والحقيقةأنمصادرالنقداليهويلعقيدةالتثليثوطبيعةالإله كثيرةمتعددة،سنختارمثالاًواحداًمنها. يُصراللاهوتالمسيحيعلىأنكلمة(إلوهيم) العبريةالواردةفيمواضعمختلفةمنالعهدالقديمتحملصفةالج مع،وبالتاليفإنالإشارةهناليستفقطللإلهالواحدوإنماللأ قانيمالثلاثةعلىحسبالعقيدةالمسيحيةفيالتثليث. إلاأنرجالالديناليهودلايبدونمبهورينإطلاقاًبهذاالاكت شافالمسيحيغيرالعبريمنأبناءالأممالذينيبدونمعهوكأنهم أتواليعلموااليهودلغتهمالأم. فالنقداليهوديالمعاكسيشيرمباشرةإلىسفرالخروج،الإصحاح السابع،حيثتُستعملالكلمةذاتهافيخطابالربلموسى: (فقالالربلموسىانظر: أناجعلتكإلهاً[إلوهيم] لفرعون) [خروج7: 1]،وليسألاليهودبدورهم،وفيسخريةلاتخفى: إذاجعلاللهموسىإلوهيملفرعون،وإلوهيمكماتقولونلاتشيرل واحدولكنلأكثرمنذلك،فكمموسىعندناالآن: إثنان،ثلاثة،عشرة؟!
إلاأنمايهمنافيهذهالجزئيةمنالمقالةهومايخصالشريعةالي هودية،أو(الناموس) و(الأنبياء) بلغةالأناجيلعلىلسانيسوعالإنجيلي. إذيشيرالنقداليهوديإلىإشكاليةجديرةبالملاحظةوالتفكر. فإماأنيكونالمسيحيونيعبدوننفسإلهالعهدالقديم،أوأنهمي عبدونإلهمختلف. فإذاكانالمسيحيونيحتجونبنصوصالعهدالقديمالمختلفةعلىك ونيسوعهو(المسيحاليهودي) فمعنىذلكأنهميؤمنونبألوهيةالمصدر،وقداسته،وأنههوذاته إلههم. إلاأنالمشكلة،كمايسترسلهذاالنقداليهودي،أنالمسيحيوني جعلونهذاالإلهكاذباًمنالطرازالأولوبجدارةوغيرأهلِللث قة. فهم،أيالمسيحيين،قدألغواتماماًكلأوجهالشريعةاليهودية التيأوحاهاهذاالإلهإلىموسى،لأنبولسالرسولقدقاللهمأني فعلواذلك. لكنالمشكلةأنإلهالعهدالقديمقدقالفيالتوراة،وبالحرف،ع نهذهالشريعة: (السرائرللربإلهنا،والمعلناتلناولبنيناإلىالأبد،لنعم لبجميعكلماتهذهالشريعة) [تثنية29: 29]. فهاهوإلهبنيإسرائيل،الذيهوذاتهإلهالمسيحيين،يقولفيكت ابموحىبهإلىموسى،كمايؤمنبذلكالمسيحيون،بأنالعملبهذها لشريعةيجبأنيكون(إلىالأبد)،ولكنالمسيحيينقالوابأن"ال إلهقدغيّررأيه"(!) فيزمانمالسببما. بلإنالمسيحيون،كمايقولالنقداليهودي،جعلواحتىالأنبياء كذبةمنالطرازالأولفيسبيلإثباتمعتقدهم. فهاهوداودفيمزاميرهيقولعنإلهه(أعماليديهأمانةوحق،كلو صاياهأمينةثابتةمدىالدهروالأبد) [مزامير111: 7-8]. فإمايسوعالإنجيلي،علىلسانهأوعلىلسانبولس،صادقوداودكا ذب،أوالعكس،ولاخيارآخر. إذإماالشريعة(ثابتةمدىالدهروالأبد) كمايقول(إلوهيم) وأنباؤهأوهيليستكذلككمايقولالمسيحيونعلىلسانإلههميسو ع،فاخترلكالكاذبفيهم. لكنمشكلةالمسيحيينأنهملايستطيعونأنيُكذبواماوردفيالع هدالقديموإلالسقطأساسالاستدلالعلىمسيحيةيسوع،وهنايكم نقوةالنقداليهوديومصدرسخريته.
النقداليهوديلديهموقفمتطرفجداًفيمايخصبولسالرسولبالذ ات. فهولايعدوأنيكون،فينظرهؤلاءالناقديناليهود،إلارجلمزو روكاذب،"ومنأسوأطراز". وهناكعدةأسبابلهذاالموقفاليهودي،ولكنناسوفنشيرلثلاثة أمثلةفقطفيهذهالمقالة.
فيرسالةبولسإلىأهلرومية،وفيمحاولةبولسلإقناعأبناءالأ ممغيراليهودللانظمامإلىدينهوعبادةإلههالجديديسوع،كتب بولسلهمفيرسالتههذا(كمايقولفيهوشعأيضاً: سأدعوالذيليسشعبيشعبي،والتيليستمحبوبةمحبوبة،ويكونفي الموضعالذيقيللهمفيه: لستمشعبي،أنههناكيدعونأبناءاللهالحي) [رسالةبولسإلىأهلرومية9: 25-26]. فهوهنايستخدمالكتابالمقدساليهوديونصوصه،وسفرهوشعبالذ ات،ليُقنعغيراليهودبأن"البشارةبشعبالله" هيفيهمبالذات،أيفيأبناءالأمم،وليستفياليهود. وبالطبع،أبناءالأممغيراليهودلميكونوامطلعينعلىكتبالي هود،هذابالإضافةإلىنسبةالأميةالساحقةالتيكانتتلفتلكا لعصور،فلميُسائلأحدهذاالاقتباسعندبولس. إلاأنهناكمشكلةخطيرةفيهذاالاقتباسجعلتالنقاداليهوديح وّلونالموضوعإلىسخريةصاخبةفينقدهملهذاالنص. الاقتباسالذيكتبهبولسهومنموضعينمختلفينفيسفرهوشع. الأولهو(وأزرعهالنفسيفيالأرض،وأرحملورحامة،وأقولللوع مي: أنتشعبي،وهويقول: أنتإلهي) [هوشع2: 23]،والثانيهو(فقال: ادعاسمهلوعمي،لأنكملستمشعبيوأنالاأكونلكم. لكنيكونعددبنيإسرائيلكرملالبحرالذيلايكالولايعد،ويكو نعوضاًعنأنيقاللهم: لستمشعبي،يقاللهم: أبناءاللهالحي) [هوشع1: 9-10]. وحتىنفهمهذينالاقتباسين،يجبأننقرأسفرهوشعمنالبداية. هوشعهوأحدأنبياءبنيإسرائيل،أمرهربهأنيتخذلنفسه(امرأة زانيةوأولادزنى) [هوشع1: 2] والسببهوأنربهكانيعتقدأنالأرض[أياليهودبالتحديد] قداتجهتلآلهةأخرىوتركتالشريعة،أيقدأصابهاالخطيئة. أطاعهوشعربهوحملتامرأتهالزانيةبابنهالأولوأسماه(يزرع يل) [هوشع1: 4]،ثمحملتمرةثانيةوولدتابنةأسماها(لورحامة) [هوشع1: 6] وتعنيحرفياًبالعبرية(لنأرحم)،ثمحملتمرةثالثةوولدتابن هأسماه(لوعمي) [هوشع1: 8-9]،وتعنيحرفياًبالعبرية(أنتملستمشعبي). المشكلةهناأنهفيبدايةالإصحاحالثانيمنسفرهوشعيأتيهذاا لنص(قولوالإخوتكمعميولأخواتكمرحامة. حاكمواأمكمحاكموا،لأنهاليستامرأتيوأنالسترجلها،لكيتع زلزناهاعنوجههاوفسقهامنبينثدييها[...] ولاأرحمأولادهالأنهمأولادزنى. لأنأمهمقدزنت. التيحبلتبهمصنعتخزياً) [هوشع2: 1-2 و4-5]. فالمشكلةالأولى،المثيرةللسخريةعنداليهود،أنالنصالذيا قتبسهبولسعلىأنهفي(أبناءالأمم) كانعن(أولادزنى) بشهادةنفسالسفر،وحقيقةاسمي(لورحامة) و(لوعمي) هما(لنأرحم) و(أنتملستمشعبي). والمشكلةالثانية،المثيرةللسخريةأيضاً،أنسفرالتثنية،أ حدأسفارتوراةموسى،يقولعنابنالزنى(لايدخلابنزنىفيجماع ةالرب. حتىالجيلالعاشرلايدخلمنهأحدفيجماعةالرب) [تثنية23: 2]. فقولإلهاليهودالذياقتبسهبولسلهؤلاءالأمميينالمساكينم عناهأنهذيناليهوديين،لورحامةولوعمي،الذينهمأبناءزنى، ولذلكهمليسواشعبي،سأدعوهمشعبي. فبولس،منوجهةنظرالنقداليهودي،كانعلىالحقيقة(يشتمالأم مينليؤمنوابإلههالجديديسوع،فآمنبهبعضهم،ويالغرابةالب شر). هذابالإضافةإلىأنالنصفيسفرهوشعكاندرساًلليهودحتىيعود والإلههم،وكلماعليكفعلههوأنتقرأالنصبتأني،لأن(لورحام ة) و(لوعمي) همأصلاًمنأبيهودي(هوشع) وأميهوديةزانية(جومربنتدبلايم)،وأبناؤهمالثلاثةيهود، فأينمكانغيراليهودهنا؟!
يبدوبولسغاضباًجداًفيرسالتهإلىأهلغلاطية،فهويبدأالأص حاحالثالثبقولهلهم(أيهاالغلاطيونالأغبياء) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 1]. وسببغضبهأنهبلغهأنأهلغلاطيةلديهمإيمانمننوعمابضرورةا لعملبالشريعةاليهودية[فيالإصحاحالأولمنالرسالةيبدوأنهناكمنزارأهلغلاطيةوكا نيحملتعاليممناهضةلتعاليمبولس]،فكتبلهممستهزءاًبهم،بعدأنوصفهمبالغباءأولمرة: (أريدأنأتعلّممنكمهذافقط: أبأعمالالناموسأخذتمالروحأمبخبرالإيمان،أهكذاأنتمأغب ياء؟!) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 2-3]. فبولسيريدأنيُلغيالعملبالشريعةاليهوديةلأنفيرأيهأن(ا لإيمان) كافٍوحدهللخلاص. وفيسبيلاحتجاجهعلىأهلغلاطية،الذينوصفهمبالغباءمرتين، استشهدبولسفيرسالتهبالآتي: (فالذييمنحكمالروح،ويعملقواتفيكم،أبأعمالالناموسأمبخ برالإيمان؟كماآمنإبراهيمُباللهفحُسبلهبراً. اعلمواإذاًأنالذينهممنالإيمانأولئكهمبنوإبراهيم. والكتابإذسبقفرأىأناللهبالإيمانيبررالأمم،سبقفبشرإبر اهيمأنفيكتتباركجميعالأمم. إذاًالذينهممنالإيمانيتباركونمعإبراهيمالمؤمن) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 5-9]. إذاً،بولسيقوللأهلغلاطيةأنهبماأنإبراهيمقدأُختيرمنجا نباللهبواسطةإيمانهفقط،فكذلكيجبعليكمأنتفعلوا،ولاضرو رةلشريعةوفرائض،إذإبراهيملميعملبشريعةولكنبإيمانهفقط . وهنابالضبطيدخلالنقداليهوديمستهزءاً،ربمابسببجملة(أي هاالغلاطيونالأغبياء). إذبولسكانيستشهدفيرسالتهتلكبنصسفرالتكوينعنإبراهيم(ف آمنبالربفحسبهلهبراً) [تكوين15: 6]. إلاأنبولسسكتعمداًفيرسالتهتلكعننصسفرالتكوينذاتهالذي يقول(وأكثرنسلككنجومالسماء،وأعطينسلكجميعهذهالبلاد،و تتباركفينسلكجميعأممالأرض. منأجلأنإبراهيمسمعلقوليوحفظمايحفظلي: أوامريوفرائضيوشرائعي) [تكوين26: 4-5]. وعندنهايةهذاالاستشهادبسفرالتكوينالذييقولعنإبراهيمب أنهكانيحفظأوامروفرائضوشرائعاللهبالإضافةإلىإيمانه،ي كررالنقداليهوديكلمةبولسلأهلغلاطية(أهكذاأنتمأغبياء؟ !).
ويبدوأنبولسبالفعلكانمقتنعاًتمامالاقتناعأنأهلغلاطية كانوا(أغبياء)،لأنالنقداليهوديأشارإلىجزئيةأخرىفينفس الأصحاحمنرسالتهإليهميدعوابالفعلإلىالابتسام. إذيستخدمبولسنصوصسفرالتكوينمرةأخرىولكنليثبتلهمهذهال مرة"بشارة" العهدالقديمبإلههالجديديسوع. يقولبولسلأهلغلاطية(وأماالمواعيدفقيلتفيإبراهيموفينس له. لايقول: وفيالأنسال،كأنهعنكثيرين،بلكأنهعنواحد: وفينسلك،الذيهوالمسيح) [رسالةبولسإلىأهلغلاطية3: 16]. يشيربولسهناإلىماوردفيسفرالتكوين(فقالالله: بلسارةامرأتكتلدلكابناًوتدعواسمهإسحاق. وأقيمعهديمعه،عهداًأبدياًلنسلهمنبعده) [تكوين17: 19]،فهويقوللأهلغلاطيةبماأناللهقدقاللإبراهيم(لنسله) ولميقل(لأنساله) فلابدأنالمقصودهوشخصواحدفقط،ويستنتجلهمبأنهذاالشخصهو إلههالجديديسوع،ويبدوأنأهلغلاطيةصدقواهذاالدليل. إلاأنهناكمشكلةطريفةجداًفيهذاالاستدلالاللغويالذيتول اهبولسبالنيابةعنأحباراليهود،إذكلمة(نسل) فياللغةالعبريةبالذات،لغةالعهدالقديم،هياسمجمعلامفرد لها،تماماًمثلكلمة(إبل) و(رهط) فياللغةالعربية. فكأنمابولسكانيقوللمتكلمياللغةالعربيةاليوم: بماأنهقال(أعطنيإبلاًولميقلأعطني"آبال" فلابدأنالمقصودبأنهكانيريدجملاًواحداً) (!!!). هذابالإضافةإلىأنسفرالتكوينذاتهيقولعنكلمة(نسل) ولإبراهيمبالذاتالآتي: (وأجعلنسلككترابالأرض،حتىإذااستطاعأحدأنيعدترابالأرض فنسلكأيضاًيُعَد) [تكوين13: 16]. هذهالجزئيةمنالنقداليهوديجعلتنيبالفعلأشفقعلىأهلغلاط ية،وابتسم.
إلاأنالنقداليهوديلديهماهوأكثرإثارةليقوله.
... يتبع
_____________[*] حسنمحسنرمضان،الحوارالمتمدن-العدد:4254 - 2013 / 10 / 23.