***مداخلة مهمة من حواري الذي إنتهى بإسلام الأستاذ الربوبي Măvįĕ Bìźźãŕ***
***يقول الأستاذ Măvįĕ Bìźźãŕ***
جاء في القران ان البشر يستطيعون رؤية الله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) ) سورة القيامة
فهل هذا موجود حقا في الاسلام بالاضافة الى وجود يدين و ساق ووجه و اعضاء بشرية للخالق فهل هذا موجود في الاسلام؟؟؟ هل الله مركب من اعضاء و له شكل يسمح لنا برؤيته!!!
***تعليقي***
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مرحبا مجددا بمحاوري المحترم و بالإخوة و الأخوات من الإدارة و المتابعين
أما بعد
أولا: الله (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) كما قال عز و جل في سورة الشورى
لاحظ الأسلوب فالطبيعي أن تقول ( ليس شيء مثل الله) … لكن الله عز و جل أراد أن ينفي مشابهة عباده لما يمكن أن يتصور الناس مشابهته له لذلك استعمل آداتين من أدوات التشبيه ( كاف التشبيه و مثل) لنفي مشابهة الأشياء له و هذا أبلغ في نفي المماثلة و المشابهة فليس هناك شئٌ يشبه أن يكون مثلاً لله فضلاً أن يكون مثلا له علي الحقيقة كما أن لفظ (كمثله) يعني التنزيه عن النقائص كما يقول أحدنا (مثلك لا يكذب ) فهذا أبلغ في التنزيه عن الكذب من قولنا (أنت لا تكذب).
كما قدم خبر ليس (كمثله) على اسمها (شيء) ليفيد توكيد النفي بالقصر و الحصر …. و هذا من البلاغة القرآنية التي أعجزت البلغاء.
إذا فقد أكد الشطر الأول من الآية الكريمة (ليس كمثله شيء) امتناع مشابهة الله لخلقه و تنزيهه عن ذلك أما الشطر الثاني (و هو السميع البصير ) فأثبت اسمين لله عز و جل من أسماء الصفات فهو سميع على الحقيقة بصير على الحقيقة…. فالشطر الأول يرد على ضلالات المشبهة و المجسمة و الشطر الآخير يرد على ضلالات المعطلة.
و الحمد لله فهذا منهج أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته من الأسماء والصفات على حقيقتها دون تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا تعطيل أما ماهية الصفات و كيفيتها فإننا لا نعلمها و نفوض أمر علمها إلى الله عز و جل فهو لم يخبرنا عنها و نحن لا نفتري عليه الكذب فننسب إليه مالم يبينه في كتابه العزيز أو سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
و كل من ينفي صفات الله عز و جل إنما هو يجسد الله في خياله ثم ينطلق لتنزيهه عن هذا التجسيد الذي في مخيلته فينفي صفاته حتى يوشك أن يعبد العدم!!!
ثانيا: دعني أسأل سؤالا إفتراضيا و أرد عليه:
لماذا لا نرى الله فتكون رؤيته حجة علينا؟؟؟
لماذا لا نرى الله فتكون رؤيته حجة علينا؟؟؟
و الإجابة :
• أنه سبحانه تعبدنا بالإيمان بالغيب و أراد منا إيمان القلوب لا خضوع الأعناق و لو ظهر لنا لما كان لنا اختيار في الإيمان من عدمه.
• أنه لو كان مرئيا لنا في الدنيا لكان محدودا و لما كان إلها فأعيننا الدنيوية لا ترى إلا المحدودات.
• أنه خالق الزمان و المكان و المادة فهو بالضرورة كائن قبلها جميعا مباين لها جميعا فهو خارج حدود الزمكان كما أنه ليس بمادة حتى نراه في الدنيا.
• فضلا لاحظ أن قدراتنا البصرية محدودة بعدة محددات:
1- الوجود في نفس الزمكان فأنت لا تستطيع رؤية ما هو خارج أبعاد الزمكان…
2- الوقوع في مجال الرؤية فأنت لا يمكنك رؤية الأشياء فائقة الضخامة لأنها خارج مجال إبصارك و كذلك الأشياء البعيدة لبعدها و لا الأشياء الدقيقة لدقتها و كل هذا خارج من مجال إبصارك….
3- الوقوع داخل نطاق الطيف المرئي أنت أيضا لا تستطيع رؤية أطياف ترددها أكبر من تردد اللون البنفسجي و لا أقل من تردد اللون الأحمر… لا يمكنك رؤية الأشعة فوق البنفسجية و ما فوقها من الترددات و لا تحت الحمراء و ما دونها من الترددات!!!
4- أن يكون الشيء المراد رؤيته ماديا و ليس معنويا.
و جميع هذه الشروط لا تنطبق على خالق الكون عز و جل.
و لله در شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول في كتابه (بيان تلبيس الجهمية):
"وإنما احتجب الله عن أعين الناس في الدنيا رحمة لهم ؛ لأنه لو تجلَّى في الدنيا لهذه الأعين المخلوقة الفانية لصارت دكًّا وما احتملت النظر إلى الله تعالى لأنها أبصار خلقت للفناء لاتحتمل نور البقاء فإذا كان يوم القيامة ركبت الأبصار للبقاء فاحتملت النظر إلى نور البقاء " بيان تلبيس الجهمية (513/5)
لكن لاحظ فضلا أن الآخرة لها قوانينها المختلفة عن قوانين الدنيا تماما … فطلاقة قدرة الله عز و جل تجعل المؤمن يستطيع رؤيته.
لاحظ أيضا أننا نكون قد خرجنا من نطاق الزمكان الدنيوي بأحكامه كلها فإذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب وهي عظم ال coccyx في أسفل الظهر كما ورد في عدد من الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة بألفاظ متقاربة (فإذا أراد الله تعالى بعث الناس أنزل مطراً من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه كما تنبت البقلة من بذرتها) رواه مسلم كتاب الفتن و أشراط الساعة حديث رقم 5254 و النسائي في كتاب الجنائز حديث رقم 2050 و أبو داود في كتاب السنة حديث رقم 4118 و مالك في الموطأ كتاب الجنائز حديث رقم 503 وفي لفظ آخر لمسلم
( ان في الانسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا : أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال : عجب الذنب)
وواضح الأمر ان بلي الاجساد حكم عام يستثنى منه الانبياء و الشهداء وكل مؤذن محتسب كما ذكر ابن حجر انطلاقاً من احاديث الرسول صلى الله عليه و سلم
وهذه الاحاديث النبوية الشريفة تحتوي على حقيقة علمية لم نتوصل إليها إلا حديثا جدا ان جسد الانسان ينشأ من شريط دقيق يعرف بأسم الشريط البدائيprimitive streak و هو يتخلق بقدرة الخالق سبحانه و تعالى في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة و انغراسها في جدار الرحم و تبدأ منه عملية التعضي لامتلائه بالخلايا الجذعية المسؤولة عن التعضي. organization
و هاهي المراجع:
http://dev.biologists.org/content/137/17/2863
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2949267/
وثبت أن هذا الشريط الأول يندثر فيما عدا جزء يسير جدا منه (أصل العصعص) أو عجب الذنب الذي يبقى في نهاية العمود الفقري (أو الفقرة المعروفة بأسم العصعص) كما ثبت أنه غير قابل للإذابة حتى بأعتى المذيبات وقد أثبتت مجموعة من العلماء في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائياً بالإذابة في أقوى الأحماض أو فيزيائيا بالطحن كما في تجربة الألماني هانز سبيمان الحائز على جائز نوبل في الطب عن أبحاثه على التعضي من عجب الذنب عام 1935 أو بالحرق أو بالسحق أو بالتعرض للأشعات المختلفة مما يؤكد صدق حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي يعتبر معجزة علمية أنى لنبي أمي بها قبل ما يزيد على ألف و أربعمائة سنة؟؟؟!!!
هاهي المصادر:
1- [PDF] Ethel Browne, Hans Spemann, and the Discovery of the Organizer ...
2- Keith L.Moor. The Developing Human,
page 54 Human Embryology, 4th edition, page 69
3- SHO practice of surgery page 102-1 Sabiston-text book of surgery
16th edition page-2
4- https://www.nobelprize.org/prizes/me...spemann/facts/
2- Keith L.Moor. The Developing Human,
page 54 Human Embryology, 4th edition, page 69
3- SHO practice of surgery page 102-1 Sabiston-text book of surgery
16th edition page-2
4- https://www.nobelprize.org/prizes/me...spemann/facts/
فضلا لاحظ أنه إذا خرج العبد من قبره وحشر وحوسب يظل جسده كما كان قبل موته ، فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ ، ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم .
و هاهي صفة أهل النار :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع " . رواه البخاري ( 6186 ) ومسلم ( 2852 ) .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ضرس الكافر - أو : ناب الكافر - مثل أُحُد ، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث " . رواه مسلم ( 2851 ) .
أما صفة أهل الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك ، ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب ، وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء " . رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .
(رشحهم يعني عرقهم و مجامرهم هي مباخرهم) .
الأَلُوَّة الألَنجوج : عود يُتَبخر به ، والألنجوج تفسير لـ : الألوة ، و "عود الطيب " : كما في " فتح الباري " ( 6 / 367 ) .
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة " . رواه الترمذي ( 2545 ) .
والحديث : صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 8072 ) .
الخلاصة: أن الله عز و جل بقدرته المطلقة يغير من أجساد المؤمنين في الجنة حتى يتشرفوا برؤية وجهه الكريم لا يضامون في رؤيته كما يرى أحدنا في الدنيا بدر التمام في الليلة الصافية.
#جمال_مهدلي
تعليق