الفاتيكان والتنصير بالهولوجراف.. |
ان كل ما دار ويدور من أحداث في كواليس الفاتيكان وعلنه، خاصة منذ 1965، يتم في نطاق خطته لتنصير العالم، وهو القرار المجمعي الذي لا رجعة ولا نقاش فيه. وتتم اللعبة في الآونة الأخيرة خاصة اعتمادا على قرار "الحوار بين الأديان"، الذي يعتمد عليه لكسب الوقت حتى تتم خطته. والبرنامج الجاري تنفيذه حاليا أو في هذا العام، 2019، يتم بزعم الاحتفال بمرور ثمانمائة عام على زيارة القديس فرنسيس الأسيزي الذي اتي الى مصر برفقة الحملة الصليبية الخامسة سنة 1219، والتقى السلطان المالك الحاكم لتنصيره.
والإطار العام الجاري تنفيذه يرجع أساسا الى الجريمة التي ابتدعوها بالمسرحية المصنّعة محليا في الولايات المتحدة والمسماة "احداث11 سبتمبر 2001 "، لإخضاع كل منطقة الشرق الأوسط للنظام العالمي الجديد. ومن أوضح المحاولات التي يتم تنفيذها حاليا وفى المرحلة القريبة القادمة هو مواصلة البابا فرنسيس رحلاته التنصيرية. فقد حضر الى مصر سنة 2017 ليضع برنامج الاحتفال بمجيئ القديس فرنسيس الأسيزي مع الحملة الصليبية. وبعد ان تم الاحتفال بهذه المناسبة التنصيرية في مصر لمدة أسبوع، بحضور الكردينال ساندري مندوبا عم البابا، كان البابا فرنسيس قد اتجه الى أبو ظبي، وخرج بوثيقة فاضحة، ثم سيتجه يومي 30 و31 الشهر الحالي الى المغرب، وتدور المحاولات لترتيب زيارته للأردن، كما تتم الاتصالات حاليا لتستقبله السعودية.. تلك "المنطقة المقدسة عند كل مسلمي العالم"، والتي قال عنها البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1992: "ما معنى ان تكون كل ارض الحجاز مقدسة ؟.. كفاهم سور الحرم في مكة والمدينة وباقي الأرض لا بد وان تُرشق بالكنائس والصلبان".. لكننا بكل اسف في ثُبات عميق، لا نتابع ولا نصدق الى ان تحل المصيبة..
ولا تتوقف الأحداث التنصيرية من قِبل الفاتيكان عند هذا الحد وإنما البابا فرنسيس كان قد قرر أن يكون شهر أكتوبر 2019 شهرا تبشيريا استثنائيا على الصعيد العالمي، بناء على طلب لجنة تنصير الشعوب، التي اجابها معلنا: "لقد تلقيت طلب لجنة تنصير الشعوب بفيض من المشاعر والاستجابة، لذلك قررت إقامة شهرا تبشيريا فوق العادة في أكتوبر 2019 لإثارة توعية أكبر بمهمة تنصير الشعوب، وذلك بدفعة جديدة لتطوير المهمة التبشيرية والحياة الرعوية".. وذلك الشهر التبشيري سيكون تحت شعار: "متعمدون ومرسلون: كنيسة المسيح في مهمة في العالم بأسره".. واحتفالاته ستتم في جميع بلدان العالم لأن مهمة المشاركة فيها ملقاه على كل مسيحي ومسيحية في الدنيا".. ولمن لا يفهم: العملية مفروضة على كل مسيحي ومسيحية في العالم !
وما يدور حاليا يتم وفقا لعبارة "اللعب على المكشوف".. إذ يريدون ان تكون الموجة القادمة كالضربة القاضية. فالترتيبات تجري على قدم وساق للاستعانة بوسيلة الهولوجراف، او عرض صورة ثلاثية الأبعاد وكأنها معلقة في الهواء، باستخدام إثارات الكترونية تنتشر على سطح فيلم معدني تنتج عنها صورة تتداخل فيها الموجات الناجمة عن الشيء الذي يتم تصويره وجزء من نفس حزمة الليزر المستخدم لإنارة الشيء المراد عرضه. والتكلفة تمثل عائقا في انتشار استخدام هذه الوسيلة، إلا ان كل شيء يهون لديهم في سبيل تنصير العالم.
وبدأت هذه الظاهرة "غير الطبيعية" تظهر في الغرب. ففي منطقة لودرديل في مقاطعة فلوريدا، اكتشف أحد الأشخاص صليبا من الخشب طوله ستة أمتار ملقى على الشاطئ.. ويقول الخبر الصادر عن أحد مواقع الفاتيكان: "إذا كان من الطبيعي ان يقذف المحيط بقطع من الخشب أو الحبال وسط الطحالب، فمن غير الطبيعي أن نراه يلقي بصليب ضخم. وذلك هو ما حدث على أحد الشواطئ في جنوب فلوريدا في مطلع شهر فبراير 2019". والطريف ان اللعبة "مسبوكة" فهو مغطى بالطحالب والقواقع ! (والصور بنهاية المقال).
وقد أثارت هذه الظاهرة العديد من التعليقات هناك، إلا ان الكنيسة بادرت بإرسال أحد القساوسة ليقوم بمباركة الصليب لتصبح البلدة مشهورة أيضا بمعجزة الصليب (موقع أليثيا الفاتيكاني 18/2/2019). وقد أعلن نفس الموقع يوم 6/3/2019 عن ظهور المسيح في سماء مدينة آجروبولي قرب نابولي في إيطاليا وسرعان ما سرى خبر: "المسيح بُعث في النور فوق البحر". أعلن التليفزيون الإيطالي في قناة "الحياة، مباشر" تحت عنوان "لؤلؤة الموقع: "المسيح يرتسم على سماء البحر الأبيض المتوسط"..
والسؤال المطروح لكافة المسؤولين عن الإسلام: ماذا أنتم فاعلون تجاه هذه المأساة المعلنة رسميا في الفاتيكان والإعلام التابع له ؛ وللإخوة المسيحيين أتساءل بكل ألم ومرارة: "ترى لمن سيكون ولاءكم ؟ للفاتيكان الذي يجبركم على المساهمة في تنصير المسلمين أم للمواطنة وحماية الوطن من كارثة ؟"
زينب عبد العزيز
12 مارس 2019