علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية ، والرد على المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة ( مقدمة ابن خلدون ص 429) أو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية، وإبراز الحجج، ودفع الشبه (المواقف في علم الكلام للإيجي ص 7 ) أو هو ملكة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء و الأفعال المحدودة التي صرّح بها واضع الملة و تزييف ما خالفها بالأقاويل ( إحصاء العلوم للفارابي ص 131).
وفي سبب تسميته بعلم الكلام يذكر المتكلمون عدة أقوال منها: أنهم يعنونون للمسائل بقولهم الكلام في كذا، وقيل لأن أشهر مباحثه الكلامية صفة الكلام التي وقع فيها نزاع وجدل بين المتكلمين، والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن التي تبنتها المعتزلة، ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل، والقال قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله ، وقيل لكثرة الكلام فيه مع المخالفين والرد عليهم وقيل لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل .
ويدخل تحت مصطلح المتكلمين كثير من الفرق التي اتخذت المنهج الكلامي طريقاَ لها في باب الاعتقاد؛ كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
وقول بعض العلماء الأشاعرة أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة أي أقرب إلى أهل السنة والجماعة من المعتزلة ومن الجهمية ومن الرافضة وغيرهم فالجهمية ينكرون الأسماء والصفات، والمعتزلة ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء، والأشاعرة يثبتون الأسماء ويثبتون بعض الصفات وقد ذم السلف والأئمة أهل الكلام المحدث المخالف للكتاب والسنة إذ كان فيه من الباطل في الأدلة والأحكام ما أوجب تكذيب بعض ما أخبر به الرسول.
وقال أبو الحسن القيرواني من تلاميذ الجويني سمعت أبا المعالي أي الجويني يقول: (يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به) سير أعلام النبلاء للذهبي (18/474) وقال ابن الجوزي: ( وكان أبو المعالي الجويني يقول لقد جلت أهل الإسلام جولة وعلومهم وركبت البحر الأعظم وغصت في الذي نهوا عنه كل ذلك في طلب الحق وهربا من التقليد والآن فقد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص فالويل لابن الجويني. وكان يقول لأصحابه يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به ) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 104 – 105)
وقال السيوطي: «اعلم أن أئمة السنة ما زالوا يصنفون الكتب فى ذم علم الكلام والإنكار على متعاطيه وأجل كتاب ألف فى ذلك كتاب "ذم الكلام وأهله" لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي» صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للسيوطي ص 27.
من كتب ذم علم الكلام مختصر الحجة على تارك المحجة لأبي القتح نصر بن إبراهيم المقدسي و ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي وتحريم النظر في كتب الكلام لابن قدامة المقدسي و صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام لجلال الدين السيوطي
حكم قراءة كتب أهل الكلام
لا يجوز قراءة كتب أهل الكلام والأهواء ، ولا سماع أشرطتهم و لقاءاتهم إلا لمتخصص أو من يريد أن يردّ عليهم ويُبيّن ضلالهم وزيغهم عن الحق ؛ لأن هذه القراءة قد تترك أثرا سيئا في قلبه لا يندفع و تثير عنده الشبهات ، و تذبذب العقائد من الجزم واليقين إلى الظن و الشك والحيرة والاضطراب ،و حتى لا يقع فيما وقع فيه أهل الكلام من مخالفة الكتاب والسنة في الكثير من القضايا الدينية لذلك ذم السلف الكلام .
وكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله هو الأولى بالإتباع ،والخالق المشرع أعلم بأصلح الطرق لصلاح عباده ومن فضله وجوده ورحمته بنا أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما هو الأصلح لنا في الدنيا والآخرة .
و من يدرس علم الكلام ضمن مقراراته الدراسية فلا حرج عليه إذا كان على علم بمنهج السلف وعرف مواطن الخلاف بين المنهج الكلامي ومنهج أهل السنة والجماعة و أتبع منهج السلف في العقيدة والعمل .
وليس معنى أن عالما من العلماء أشعريا أوصوفيا أن نترك جميع قوله بل نأخذ الحق الذي عنده ولا نتابعه في خطئه وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : (والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق وألا نقول عليه إلا بعلم , وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجــوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني فضــــــلاً عن الرافضي قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية 2/342 .
تنبيه :
كثير ممن ارتد عن الإسلام إنما ارتد بسبب سوء فهمه للدين و سوء فهمه لنصوص الوحيين فهو في الحقيقة ارتد بسبب الصورة الخاطئة التي رسمها لأحكام الدين في عقله بسبب تقصيره في تعلم العلم الصحيح و إتباعه هواه و تعظيمه رؤوسا جهالا لا يعرفون معرفة صحيحة من علوم الإسلام شيئا فيجد الشاب المسلم الذي لا يعلم من دينه شيئا ثغرات في دينه بسبب جهله بعلوم الشريعة و الذي أحدث هذه الثغرات الموهومة هو سوء الفهم لعلوم الشريعة وعدم التمكن من أدوات العلم الشرعي خاصة أصول الفقه و إتباع منهج أهل الكلام بدل منهج أهل السنة والجماعة .
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وفي سبب تسميته بعلم الكلام يذكر المتكلمون عدة أقوال منها: أنهم يعنونون للمسائل بقولهم الكلام في كذا، وقيل لأن أشهر مباحثه الكلامية صفة الكلام التي وقع فيها نزاع وجدل بين المتكلمين، والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن التي تبنتها المعتزلة، ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل، والقال قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله ، وقيل لكثرة الكلام فيه مع المخالفين والرد عليهم وقيل لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل .
ويدخل تحت مصطلح المتكلمين كثير من الفرق التي اتخذت المنهج الكلامي طريقاَ لها في باب الاعتقاد؛ كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
وقول بعض العلماء الأشاعرة أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة أي أقرب إلى أهل السنة والجماعة من المعتزلة ومن الجهمية ومن الرافضة وغيرهم فالجهمية ينكرون الأسماء والصفات، والمعتزلة ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء، والأشاعرة يثبتون الأسماء ويثبتون بعض الصفات وقد ذم السلف والأئمة أهل الكلام المحدث المخالف للكتاب والسنة إذ كان فيه من الباطل في الأدلة والأحكام ما أوجب تكذيب بعض ما أخبر به الرسول.
وقال أبو الحسن القيرواني من تلاميذ الجويني سمعت أبا المعالي أي الجويني يقول: (يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به) سير أعلام النبلاء للذهبي (18/474) وقال ابن الجوزي: ( وكان أبو المعالي الجويني يقول لقد جلت أهل الإسلام جولة وعلومهم وركبت البحر الأعظم وغصت في الذي نهوا عنه كل ذلك في طلب الحق وهربا من التقليد والآن فقد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص فالويل لابن الجويني. وكان يقول لأصحابه يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به ) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 104 – 105)
وقال السيوطي: «اعلم أن أئمة السنة ما زالوا يصنفون الكتب فى ذم علم الكلام والإنكار على متعاطيه وأجل كتاب ألف فى ذلك كتاب "ذم الكلام وأهله" لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي» صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للسيوطي ص 27.
من كتب ذم علم الكلام مختصر الحجة على تارك المحجة لأبي القتح نصر بن إبراهيم المقدسي و ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي وتحريم النظر في كتب الكلام لابن قدامة المقدسي و صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام لجلال الدين السيوطي
حكم قراءة كتب أهل الكلام
لا يجوز قراءة كتب أهل الكلام والأهواء ، ولا سماع أشرطتهم و لقاءاتهم إلا لمتخصص أو من يريد أن يردّ عليهم ويُبيّن ضلالهم وزيغهم عن الحق ؛ لأن هذه القراءة قد تترك أثرا سيئا في قلبه لا يندفع و تثير عنده الشبهات ، و تذبذب العقائد من الجزم واليقين إلى الظن و الشك والحيرة والاضطراب ،و حتى لا يقع فيما وقع فيه أهل الكلام من مخالفة الكتاب والسنة في الكثير من القضايا الدينية لذلك ذم السلف الكلام .
وكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله هو الأولى بالإتباع ،والخالق المشرع أعلم بأصلح الطرق لصلاح عباده ومن فضله وجوده ورحمته بنا أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما هو الأصلح لنا في الدنيا والآخرة .
و من يدرس علم الكلام ضمن مقراراته الدراسية فلا حرج عليه إذا كان على علم بمنهج السلف وعرف مواطن الخلاف بين المنهج الكلامي ومنهج أهل السنة والجماعة و أتبع منهج السلف في العقيدة والعمل .
وليس معنى أن عالما من العلماء أشعريا أوصوفيا أن نترك جميع قوله بل نأخذ الحق الذي عنده ولا نتابعه في خطئه وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : (والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق وألا نقول عليه إلا بعلم , وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجــوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني فضــــــلاً عن الرافضي قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية 2/342 .
تنبيه :
كثير ممن ارتد عن الإسلام إنما ارتد بسبب سوء فهمه للدين و سوء فهمه لنصوص الوحيين فهو في الحقيقة ارتد بسبب الصورة الخاطئة التي رسمها لأحكام الدين في عقله بسبب تقصيره في تعلم العلم الصحيح و إتباعه هواه و تعظيمه رؤوسا جهالا لا يعرفون معرفة صحيحة من علوم الإسلام شيئا فيجد الشاب المسلم الذي لا يعلم من دينه شيئا ثغرات في دينه بسبب جهله بعلوم الشريعة و الذي أحدث هذه الثغرات الموهومة هو سوء الفهم لعلوم الشريعة وعدم التمكن من أدوات العلم الشرعي خاصة أصول الفقه و إتباع منهج أهل الكلام بدل منهج أهل السنة والجماعة .
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات