الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد :-
_ احد شبهات النصاري حول القران الكريم في قوله تعالي :- (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ [يونس: ٩٤]
- وشبهاتهم حول هذه الايه تتمثل في :-
١_ يزعمون ان القران هنا يؤكد انهم علي الحق لانه امرالنبي صل الله عليه وسلم ان يسالهم ان كان عنده شك في نبوته .
٢_يزعمون ان النبي صل الله عليه وسلم شك في نبوته حسب هذه الايه .
#والرد_باذن الله ____________
_الرد علي النقطه الاولي :-
١- ان الذين امر الله عز وجل نبيه صل الله عليه وسلم ان يسالهم في الايه هم الذين امنوا به من اهل الكتاب وصدقوا بدعوته وما جاء به او الراسخين في العلم المنصفين منهم كورقه ابن نوفل الذي بشر ببعثته صل الله عليه وسلم ،ولا يشمل هذا الامر من كفر بدعوته وصد عنها فحجة النصاري باطله لان الايه لا تشملهم فهم كفار بدعوته وما جاء به صل الله عليه وسلم ودليل كلامي :-
_نقرء في تفسير الطبري /جامع البيان_ ( ٣١٠ه).
- فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، من أهل التوراة والإنجيل، كعبد الله بن سلام ونحوه، من أهل الصدق والإيمان بك منهم، دون أهل الكذب والكفر بك منهم.
- ثم ساق رحمه الله الاثار الوارده في ذلك فقال :-
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
١٧٨٨٦- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس في قوله: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: التوراة والإنجيل، الذين أدركوا محمدا ﷺ من أهل الكتاب فآمنوا به، يقول: فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
١٧٨٨٧- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: هو عبد الله بن سلام، كان من أهل الكتاب، فآمن برسول الله ﷺ.
١٧٨٨٨- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ قال: هم أهل الكتاب.
١٧٨٨٩- حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، يعني أهل التقوى وأهلَ الإيمان من أهل الكتاب، ممن أدرك نبيّ الله ﷺ.
_وايضا نقرء في تفسير البسيط/ للواحدي _(٤٦٨ه)
- وقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾، قال ابن عباس(٢٤)، والضحاك(٢٥)، ومجاهد(٢٦)، وابن زيد(٢٧): يعني من آمن من أهل، الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه فسيشهدون(٢٨) على صدق محمد ﷺ ويخبرونك بنبوته، وما قدمه الله في الكتب من ذكره.
_وفي تفسير القران/ للسمعاني_(٤٨٩ه)
- وَالَّذين يقرءُون الْكتاب: هم الَّذين أَسْلمُوا من الْيَهُود، مثل عبد الله بن سَلام، وَابْن يَامِين وَغَيرهمَا.
_وفي تفسير مكي بن ابي طالب / الهدايه الي بلوغ النهايه _( ٤٣٧ه)
- فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾ يعني: عبد الله بن سلام، وشبهه من أهل الإيمان، والصدق منهم. وهذه مخاطبة للنبي، والمراد به أمته.
_وفي تفسير الكشف والبيان/ للثعلبي _( ٤٢٧ه) .
- فَسْئَلِ الأكابر من علماء أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلّام، وسلمان الفارسي، وتميم الداري وأشباههم فيشهدوا على صدقه، ولم يرد المعاندين منهم.
_ وفي تفسير السمرقندي / بحر العلوم_(٣٧٣ه).
- فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني: مؤمني أهل الكتاب فسيخبرونك أنه مكتوب عندهم في التوراة.
_وفي تفسير البغوي / معالم التنزيل_( ٥١٦ه).
- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ: يَعْنِي مَنْ آمَنُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَأَصْحَابِهِ، فَيَشْهَدُونَ عَلَى صِدْقِ مُحَمَّدٍ ﷺ وَيُخْبِرُونَكَ بِنُبُوَّتِهِ.
٢_ الله عز وجل طلب من نبيه صل الله عليه وسلم ان يسالهم عن صفاته في كتبهم التي تبشر بدعوته و التي تثبت انه نبي من عند الله كما قال الطبري :-
- يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما اخترناك فأنزلنا إليك،(١) من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوّتك قبل أن تبعث رسولا إلى خلقه، لأنهم يجدونك عندهم مكتوبًا، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل .
- فما علاقة الايه بكم او باسلافكم من الكفار الذين عاصروا النبي صل الله عليه وسلم وكفروا بدعوته وانتم اصلا تكذبون دعوته وتنفون ان كتبكم بشرة ببعثته ؟ فالايه لا علاقة لها بما انتم عليه من كفر بل بالعكس هي تؤكد ان النبي صل الله عليه وسلم بشر به في الكتب السابقه وانتم تنكرون ذلك !
#ثانيا_________
_الرد علي النقطه الثانيه وهي قولهم ان النبي شك في دعوته حسب الايه :-
_للعلماء في الرد علي من قال بذلك اقوال اوردها باذن الله :-
_القول الاول :- ان الله عز وجل اخبر نبيه صل الله عليه وسلم بذلك علي سبيل الفرض والتقدير وليس علي سبيل الجزم بانه وقع منه شك فهو صل الله عليه وسلم لم يشك ، ومثال ذلك قوله تعالي :- ﴿قُلْ إنْ كانَ لِلرَّحْمَنِ ولَدٌ فانا اول العابدين )
فالايه هنا تفترض انه ان كان للرحمان ولد فسيكون النبي اول من يعبده فهذا مجرد افتراض يرد به علي من نسب الولد لله ونفس الامر قوله تعالي فان كنت في شك ، تفترض وقوع شك من النبي صل الله عليه وسلم ولا تجزم بوقوعه ، وافتراض وقوع الشيء لا يجزم بتحققه ووقوعه
- ومثال ايضا قوله تعالي :- ( لئن اشركت ليحبطن عملك )
فالايه تفترض وقوع شرك ولا تجزم بوقوعه فالنبي صل الله عليه وسلم حاشاه لم يقع منه شرك
-وقد وردت اثار في تفسير الايه تثبت انه ما شك وما سال صل الله عليه وسلم اوردها الطبري رحمه الله في تفسيرها فقال :-
١٧٨٩٠- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك﴾ ، فقال: لم يشك النبي ﷺ ولم يسأل.
١٧٨٩١- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا سويد بن عمرو، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: ما شك وما سأل.
١٧٨٩٢- حدثني الحارث قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير = ومنصور، عن الحسن في هذه الآية، قال: لم يشك ﷺ ولم يسأل.
١٧٨٩٣- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، ذكر لنا أن رسول الله ﷺ قال: لا أشك ولا أسأل.
١٧٨٩٤- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: بلغنا أن رسول الله ﷺ قال: لا أشك ولا أسأل.
_القول الثاني :- ان الخطاب في الايه موجه الي النبي صل الله عليه وسلم وقصد به غيره اي ان الله عز وجل خاطب المشركين او المتشككين في دعوته من خلال مخاطبته هو وذكر ذلك القول البغوي في تفسيره فقال:-
- قِيلَ: هَذَا خِطَابٌ لِلرَّسُولِ ﷺ وَالْمُرَادُ بِهِ غَيْرُهُ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ، فَإِنَّهُمْ يُخَاطِبُونَ الرَّجُلَ وَيُرِيدُونَ بِهِ غَيْرَهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتق الله ﴾ ١٧٢/أ [الأحزاب: ١] ، خَاطَبَ النَّبِيَّ ﷺ وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " وَلَمْ يَقُلْ: "بِمَا تَعْمَلُ" وَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ " [الطلاق: ١] .
وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ وَشَاكٍّ، فَهَذَا الْخِطَابُ مَعَ أَهْلِ الشَّكِّ، مَعْنَاهُ: إِنْ كُنْتَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْهُدَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ، فاسأل الذين يقرؤون الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ.
_وذكره القرطبي في تفسيره فقال :-
- قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ﴾ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَالْمُرَادُ غَيْرُهُ، أَيْ لَسْتَ فِي شَكٍّ وَلَكِنْ غَيْرُكَ شَكَّ. قَالَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَيْنِ ثَعْلَبًا وَالْمُبَرِّدَ يَقُولَانِ: مَعْنَى "فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ" أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكَافِرِ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) أَيْ يَا عَابِدَ الْوَثَنِ إِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنَ الْقُرْآنِ فَاسْأَلْ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْيَهُودِ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ وَأَمْثَالَهُ، لِأَنَّ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ كَانُوا يُقِرُّونَ لِلْيَهُودِ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مِنْ أَجْلٍ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ كِتَابٍ، فَدَعَاهُمُ الرَّسُولُ ﷺ إِلَى أَنْ يَسْأَلُوا مَنْ يُقِرُّونَ بِأَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، هَلْ يَبْعَثُ اللَّهُ بِرَسُولٍ مِنْ بَعْدِ مُوسَى.
- وكلا القولين تحتمله الايه والراجح هو القول الثاني فهو قول جمهور العلماء كما قال الواحدي في تفسيره حيث قال :-
_ فقال أكثر أهل العلم: هذا الخطاب للرسول -عليه السلام- والمراد غيره من الشكاك(٨)؛ لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلها، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء يريدون غيره، وكذلك يقول متمثلهم: إياك أعني واسمعي يا جارة(٩)، ومثل هذا قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ﴾ [الأحزاب: 1] الآية، الخطاب للنبي ﷺ والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدل علي ذلك قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 2] ولم يقل بما تعمل.
وعليه فاتهامهم للنبي صل الله عليه وسلم بالشك باطل فقد وضحنا بفضل الله ان الايه لا تعني انه شك في امره كما زعموا
والله اعلي واعلم وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.
#Ahmed_moslem
_ احد شبهات النصاري حول القران الكريم في قوله تعالي :- (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ [يونس: ٩٤]
- وشبهاتهم حول هذه الايه تتمثل في :-
١_ يزعمون ان القران هنا يؤكد انهم علي الحق لانه امرالنبي صل الله عليه وسلم ان يسالهم ان كان عنده شك في نبوته .
٢_يزعمون ان النبي صل الله عليه وسلم شك في نبوته حسب هذه الايه .
#والرد_باذن الله ____________
_الرد علي النقطه الاولي :-
١- ان الذين امر الله عز وجل نبيه صل الله عليه وسلم ان يسالهم في الايه هم الذين امنوا به من اهل الكتاب وصدقوا بدعوته وما جاء به او الراسخين في العلم المنصفين منهم كورقه ابن نوفل الذي بشر ببعثته صل الله عليه وسلم ،ولا يشمل هذا الامر من كفر بدعوته وصد عنها فحجة النصاري باطله لان الايه لا تشملهم فهم كفار بدعوته وما جاء به صل الله عليه وسلم ودليل كلامي :-
_نقرء في تفسير الطبري /جامع البيان_ ( ٣١٠ه).
- فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، من أهل التوراة والإنجيل، كعبد الله بن سلام ونحوه، من أهل الصدق والإيمان بك منهم، دون أهل الكذب والكفر بك منهم.
- ثم ساق رحمه الله الاثار الوارده في ذلك فقال :-
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
١٧٨٨٦- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس في قوله: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: التوراة والإنجيل، الذين أدركوا محمدا ﷺ من أهل الكتاب فآمنوا به، يقول: فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
١٧٨٨٧- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: هو عبد الله بن سلام، كان من أهل الكتاب، فآمن برسول الله ﷺ.
١٧٨٨٨- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ قال: هم أهل الكتاب.
١٧٨٨٩- حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول: ﴿فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، يعني أهل التقوى وأهلَ الإيمان من أهل الكتاب، ممن أدرك نبيّ الله ﷺ.
_وايضا نقرء في تفسير البسيط/ للواحدي _(٤٦٨ه)
- وقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾، قال ابن عباس(٢٤)، والضحاك(٢٥)، ومجاهد(٢٦)، وابن زيد(٢٧): يعني من آمن من أهل، الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه فسيشهدون(٢٨) على صدق محمد ﷺ ويخبرونك بنبوته، وما قدمه الله في الكتب من ذكره.
_وفي تفسير القران/ للسمعاني_(٤٨٩ه)
- وَالَّذين يقرءُون الْكتاب: هم الَّذين أَسْلمُوا من الْيَهُود، مثل عبد الله بن سَلام، وَابْن يَامِين وَغَيرهمَا.
_وفي تفسير مكي بن ابي طالب / الهدايه الي بلوغ النهايه _( ٤٣٧ه)
- فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾ يعني: عبد الله بن سلام، وشبهه من أهل الإيمان، والصدق منهم. وهذه مخاطبة للنبي، والمراد به أمته.
_وفي تفسير الكشف والبيان/ للثعلبي _( ٤٢٧ه) .
- فَسْئَلِ الأكابر من علماء أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلّام، وسلمان الفارسي، وتميم الداري وأشباههم فيشهدوا على صدقه، ولم يرد المعاندين منهم.
_ وفي تفسير السمرقندي / بحر العلوم_(٣٧٣ه).
- فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني: مؤمني أهل الكتاب فسيخبرونك أنه مكتوب عندهم في التوراة.
_وفي تفسير البغوي / معالم التنزيل_( ٥١٦ه).
- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ: يَعْنِي مَنْ آمَنُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَأَصْحَابِهِ، فَيَشْهَدُونَ عَلَى صِدْقِ مُحَمَّدٍ ﷺ وَيُخْبِرُونَكَ بِنُبُوَّتِهِ.
٢_ الله عز وجل طلب من نبيه صل الله عليه وسلم ان يسالهم عن صفاته في كتبهم التي تبشر بدعوته و التي تثبت انه نبي من عند الله كما قال الطبري :-
- يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما اخترناك فأنزلنا إليك،(١) من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوّتك قبل أن تبعث رسولا إلى خلقه، لأنهم يجدونك عندهم مكتوبًا، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل .
- فما علاقة الايه بكم او باسلافكم من الكفار الذين عاصروا النبي صل الله عليه وسلم وكفروا بدعوته وانتم اصلا تكذبون دعوته وتنفون ان كتبكم بشرة ببعثته ؟ فالايه لا علاقة لها بما انتم عليه من كفر بل بالعكس هي تؤكد ان النبي صل الله عليه وسلم بشر به في الكتب السابقه وانتم تنكرون ذلك !
#ثانيا_________
_الرد علي النقطه الثانيه وهي قولهم ان النبي شك في دعوته حسب الايه :-
_للعلماء في الرد علي من قال بذلك اقوال اوردها باذن الله :-
_القول الاول :- ان الله عز وجل اخبر نبيه صل الله عليه وسلم بذلك علي سبيل الفرض والتقدير وليس علي سبيل الجزم بانه وقع منه شك فهو صل الله عليه وسلم لم يشك ، ومثال ذلك قوله تعالي :- ﴿قُلْ إنْ كانَ لِلرَّحْمَنِ ولَدٌ فانا اول العابدين )
فالايه هنا تفترض انه ان كان للرحمان ولد فسيكون النبي اول من يعبده فهذا مجرد افتراض يرد به علي من نسب الولد لله ونفس الامر قوله تعالي فان كنت في شك ، تفترض وقوع شك من النبي صل الله عليه وسلم ولا تجزم بوقوعه ، وافتراض وقوع الشيء لا يجزم بتحققه ووقوعه
- ومثال ايضا قوله تعالي :- ( لئن اشركت ليحبطن عملك )
فالايه تفترض وقوع شرك ولا تجزم بوقوعه فالنبي صل الله عليه وسلم حاشاه لم يقع منه شرك
-وقد وردت اثار في تفسير الايه تثبت انه ما شك وما سال صل الله عليه وسلم اوردها الطبري رحمه الله في تفسيرها فقال :-
١٧٨٩٠- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك﴾ ، فقال: لم يشك النبي ﷺ ولم يسأل.
١٧٨٩١- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا سويد بن عمرو، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: ما شك وما سأل.
١٧٨٩٢- حدثني الحارث قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير = ومنصور، عن الحسن في هذه الآية، قال: لم يشك ﷺ ولم يسأل.
١٧٨٩٣- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، ذكر لنا أن رسول الله ﷺ قال: لا أشك ولا أسأل.
١٧٨٩٤- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ﴿فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك﴾ ، قال: بلغنا أن رسول الله ﷺ قال: لا أشك ولا أسأل.
_القول الثاني :- ان الخطاب في الايه موجه الي النبي صل الله عليه وسلم وقصد به غيره اي ان الله عز وجل خاطب المشركين او المتشككين في دعوته من خلال مخاطبته هو وذكر ذلك القول البغوي في تفسيره فقال:-
- قِيلَ: هَذَا خِطَابٌ لِلرَّسُولِ ﷺ وَالْمُرَادُ بِهِ غَيْرُهُ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ، فَإِنَّهُمْ يُخَاطِبُونَ الرَّجُلَ وَيُرِيدُونَ بِهِ غَيْرَهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتق الله ﴾ ١٧٢/أ [الأحزاب: ١] ، خَاطَبَ النَّبِيَّ ﷺ وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " وَلَمْ يَقُلْ: "بِمَا تَعْمَلُ" وَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ " [الطلاق: ١] .
وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ وَشَاكٍّ، فَهَذَا الْخِطَابُ مَعَ أَهْلِ الشَّكِّ، مَعْنَاهُ: إِنْ كُنْتَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْهُدَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ، فاسأل الذين يقرؤون الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ.
_وذكره القرطبي في تفسيره فقال :-
- قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ﴾ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَالْمُرَادُ غَيْرُهُ، أَيْ لَسْتَ فِي شَكٍّ وَلَكِنْ غَيْرُكَ شَكَّ. قَالَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَيْنِ ثَعْلَبًا وَالْمُبَرِّدَ يَقُولَانِ: مَعْنَى "فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ" أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكَافِرِ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) أَيْ يَا عَابِدَ الْوَثَنِ إِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنَ الْقُرْآنِ فَاسْأَلْ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْيَهُودِ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ وَأَمْثَالَهُ، لِأَنَّ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ كَانُوا يُقِرُّونَ لِلْيَهُودِ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مِنْ أَجْلٍ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ كِتَابٍ، فَدَعَاهُمُ الرَّسُولُ ﷺ إِلَى أَنْ يَسْأَلُوا مَنْ يُقِرُّونَ بِأَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، هَلْ يَبْعَثُ اللَّهُ بِرَسُولٍ مِنْ بَعْدِ مُوسَى.
- وكلا القولين تحتمله الايه والراجح هو القول الثاني فهو قول جمهور العلماء كما قال الواحدي في تفسيره حيث قال :-
_ فقال أكثر أهل العلم: هذا الخطاب للرسول -عليه السلام- والمراد غيره من الشكاك(٨)؛ لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلها، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء يريدون غيره، وكذلك يقول متمثلهم: إياك أعني واسمعي يا جارة(٩)، ومثل هذا قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ﴾ [الأحزاب: 1] الآية، الخطاب للنبي ﷺ والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدل علي ذلك قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 2] ولم يقل بما تعمل.
وعليه فاتهامهم للنبي صل الله عليه وسلم بالشك باطل فقد وضحنا بفضل الله ان الايه لا تعني انه شك في امره كما زعموا
والله اعلي واعلم وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.
#Ahmed_moslem