الفصل السادس
سوسنة العفيفة والقاضيان
susanna and the two elders
سوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ



مقدمة
هل اصبح العدل والحق في أوطاننا غريباً وأنهما قد أعدما فجأة ليصبح الميزان مقلوبا مكسورا مائلا إلى كفة واحدة والساهرون عليهما فاسدون خائنون على أبناء شعبنا محتالون يبرهنون لنا أن مؤسستهم القضائية يصعب اختراقها أو بالأحرى هي التي تخترقنا وتخترق حتى الحال والمحال..
فالقضاء ملاذ المظلومين ومنتهى الخائفين وزورق نجاة الضعفاء فإذا فسد قضاء أمة وأصبح حاميها حراميها فلمن يشتكى المظلوم ؟!! وكيف إذا آوى المظلوم إلي ما حَسِبَهُ رُكْناً شديدا فوجده سكِّينا مطعونا في ظهره وشوكة في حلقه ؟!! فمرارة خيبة الأمل أشد إيلاما من مرارة الظلم .
ولكن إذا فسد القضاء وخاب الأمل في قاض الأرض وضاع الحق في الدنيا فالفصل في القضاء بين يدي الله في محكمة الحق الإلهية , فهناك يوم للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة والحكم النهائي البات .
إِذا خَـــانَ الأميرُ وكاتباهُ / وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ
فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ / لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّــمــاءِ
وإِنْ كانَ الوِدادُ لِذِي وِدادٍ / يُزْحْــــزِحُـهُ عَنِ الحَقِّ الْجَلاءِ
فَلاَ أَبْقــاهُ رَبُّ العَرْشِ يَوْماً / كَــحَـــلَـــهُ بِمِيلٍ مِنْ عَماءِ
وقصة سوسنة العفيقة والقاضيان هي رمز وتجسيد لهذه الفكرة..
سوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ
[IMG]file:///C:/Users/Soma/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]اسم عبري( שׁוֹשַׁנָּה Shoshanna ) معناه "زهرة السوسن"
وسوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ أحد شخصيات كتب الأسفار القانونية الثانية وهو تتمة سفر دانيال؛ حيث يوجد به قصة سوسنه العفيفة، التي أنقذها دانِيال من العِقاب لأمر لم تقترفه.
وهي قصة أبوكريفية ولم ترد في التوراة اليهودية, أضيفت فيما بعد إلي الترجمات اليونانية لسفر دانيال وما ترجم عنها, وتوجد قصة سوسنة في كودكس شسيانوس( Codex Chisianus 88) للترجمة السبعينية وكذلك في ترجمة ثيودوتيون, ولأن قصة سوسنة لم ترد في التوراة العبرية نجد أن إصحاحات دانيال تنتهي بالإصحاح الثاني عشر توراة اليهود.
الكنائس الأرثوذكسية تعترف بقصة سوسنة وتعتبرها وحيا إلهيا, لكن هذه الإضافات غير واردة في ترجماتها وذلك لأن الكنيسة القبطية لم تطبع ترجمة خاصة بها, وتعتمد علي الترجمات العربية البرتستنتية التي تطبعها دار الكتاب المقدس،غير أنها أصدرت مؤخرا نسخة إلكترونية تحتوي علي النصوص الإضافية.
بينما الترجمة العربية الكاثوليكية ( ترجمة الرهبانية اليسوعية) تنتهي بالإصحاح الرابع عشر في نسخ الكاثوليكية. وتنتهي بالإصحاح الثاني عشر أيضا في الترجمات البروتستنتية لأن البروتستانت رفضوا الاعتراف بالإضافات بحجة أنها لم ترد في الأصل العبري.
وهذا السفر حذفه البروتستانت من كتبهم عند انشقاقهم عن الكاثوليك في القرن السادس عشر.
Susanah the Pure
Papyrus 967
From Wikipedia, the free encyclopedia
P. Köln Theol. 37v (Susanna 62a-62b)
Papyrus 967 is a 3rd-century biblical manuscript, discovered in 1931. It is notable for containing fragments of the original Septuagint text of the Book of Daniel, which was completely superseded by a revised text by the end of the 4th century and elsewhere survives only in Syriac translation and in Codex Chisianus 88. The manuscript is also important for early variants, both in the text of the Book of Ezekiel and of the Book of Daniel.
The surviving 59 manuscript pages of P 967 are at present kept in five different places.
البردية 967 هي مخطوطة من الكتاب المقدس في القرن الثالث، اكتشفت في عام 1931.
ومن الجدير بالذكر أن تحتوي على أجزاء من النص الأصلي السبعينية لكتاب دانيال، الذي حل محله تماما نص منقح بنهاية القرن الرابع وفي أماكن أخرى فقط في الترجمة السريانية وفي والذي نراه تحت رقم (Codex Chisianus 88.) تشيسيانوس 88.
المخطوطة هي أيضا مهمة للمتغيرات في وقت مبكر، سواء في نص كتاب حزقيال وكتاب دانيال.
ويبقى ما تبقى من 59 صفحة مخطوطة من P 967 في الوقت الحاضر في خمسة أماكن مختلفة.
وسوسنة العفيفة هي سوسنة ابنة حلقيا, امرأة يهودية تقية وبارعة الجمال, وردت قصتها في بعض نسخ العهد القديم اليونانية في سفر دانيال, وكانت زوجة لرجل يهودي ثري من بابليون ويدعي يوياقيم،تربت سوسنة في جو ديني, وعاشت حسب الشريعة الموسوية.
إلى أن وقعت فريسة لقاضيين راوداها عن نفسيهما فأبت فشهدا عليها زوراً وحكما عليها بالموت.
أحداث القصّة وقعت في بابل، وملخّصها أن امرأة يهودية تُدعى سوسنة أو سوزانا (أو شوشانا كما نطق بالعبرية שׁוֹשַׁנָּה Shoshanna) كانت متزوّجة من رجل على دينها يقال له يواكين.
وكانت هذه المرأة تتمتّع بجمال مبهر، كما كانت على درجة من الأخلاق والعفاف بفضل تنشئة والديها المتديّنين لها.
وقد حدث في ذلك الوقت أن عُيّن للمدينة قاضيان مسنّان جديدان كي يفصلا في منازعات الناس بعد أن تقاعد سلفاهما، وكان هذان الرجلان يمرّان في مشوارهما اليومي إلى المحكمة بالقرب من بيت سوزانا وقد لمحاها مرارا وهي تخرج من منزلها إلى الحديقة الملحقة به.
وشيئا فشيئا أصبح القاضيان مفتونين بجمال المرأة، وسرعان ما تطوّر هذا الشعور إلى نوع من الرغبة في الانفراد بها والتمتّع بجمالها.
في البداية، كان كلّ منهما حريصا على أن يخفي حقيقة مشاعره عن الآخر، لكن عندما عرفا أنهما واقعان معا في هوى المرأة، اتفقا على أن يترجما ذلك الشعور إلى فعل وأن يظفرا ببغيتهما مهما كانت الصعاب.
وذات يوم وبينما كانا مارّين من ذلك المكان، نظرا من ثقب باب الحديقة خلسة ورأيا سوزانا وهي تستعدّ للاستحمام، فدخلا دون أن تلحظهما وكمنا وراء إحدى الأشجار.
وعندما باشرت خلع ملابسها خرجا من مخبئهما واقتربا منها في اشتهاء ثم اخبراها أن الأبواب مغلقة وان لا احد يراهم وهدّداها بأنها إن لم تقدّم لهما نفسها طواعية فإنهما سيشهدان ضدّها في المحكمة ويدّعيان أنهما رأياها تمارس الزنا مع شابّ في الحديقة.
لكن المرأة رفضت كلام العجوزين الداعرين وزجرتهما بعنف فغادرا المكان وقد أعدّا في نفسهما خطّة.
في اليوم التالي، عُقدت المحكمة برئاسة القاضيين وأمرا بإحضار سوزانا ووجّها لها تهمة الخلوة مع شابّ وارتكاب جريمة الزنا، زاعمين أنهما رأيا الشابّ وهو يهرب.
وقد صدّق الناس مزاعم الرجلين على أساس أنهما قاضيان متديّنان ويريدان حماية الفضيلة.
ثم صدر الحكم على سوزانا بالموت، وقد بكت المرأة بصوت عال مؤكّدة براءتها ودعت الربّ بأن يكشف الحقيقة وأن يدافع عنها.
وبقيّة القصّة معروفة.
فقد أرسل الله فتى شابّا إلى المحكمة وبدأ يصرخ قائلا: أنا بريء من دم هذه المرأة ويجب استجواب الرجلين قبل الإقدام على قتل امرأة بريئة".
ولم يكن ذلك الشابّ سوى دانيال، الشخصيّة التي تظهر كثيرا في النصوص القديمة والذي يقترن اسمه بجملة من المعجزات والكرامات من بينها القصّة المشهورة التي تحكي عن نجاته من الموت افتراسا في عرين الأسود.
وقد أمر دانيال بأن يُفصل الرجلان عن بعضهما وأن يُسأل كلّ منهما عن تفاصيل ما رأياه. فاختلف وصفهما للشجرة التي ادّعيا أن المرأة التقت بالعاشق المزعوم تحتها.
هذا الاختلاف في الوصف اثبت أنهما كانا يكذبان، فتأكّدت براءة المرأة ونجت من الموت رجما، بينا حُكم على الرجلين بالموت.
سوسنة العفيفة والقاضيان
susanna and the two elders
سوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ
مقدمة
هل اصبح العدل والحق في أوطاننا غريباً وأنهما قد أعدما فجأة ليصبح الميزان مقلوبا مكسورا مائلا إلى كفة واحدة والساهرون عليهما فاسدون خائنون على أبناء شعبنا محتالون يبرهنون لنا أن مؤسستهم القضائية يصعب اختراقها أو بالأحرى هي التي تخترقنا وتخترق حتى الحال والمحال..
فالقضاء ملاذ المظلومين ومنتهى الخائفين وزورق نجاة الضعفاء فإذا فسد قضاء أمة وأصبح حاميها حراميها فلمن يشتكى المظلوم ؟!! وكيف إذا آوى المظلوم إلي ما حَسِبَهُ رُكْناً شديدا فوجده سكِّينا مطعونا في ظهره وشوكة في حلقه ؟!! فمرارة خيبة الأمل أشد إيلاما من مرارة الظلم .
ولكن إذا فسد القضاء وخاب الأمل في قاض الأرض وضاع الحق في الدنيا فالفصل في القضاء بين يدي الله في محكمة الحق الإلهية , فهناك يوم للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة والحكم النهائي البات .
إِذا خَـــانَ الأميرُ وكاتباهُ / وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ
فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ / لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّــمــاءِ
وإِنْ كانَ الوِدادُ لِذِي وِدادٍ / يُزْحْــــزِحُـهُ عَنِ الحَقِّ الْجَلاءِ
فَلاَ أَبْقــاهُ رَبُّ العَرْشِ يَوْماً / كَــحَـــلَـــهُ بِمِيلٍ مِنْ عَماءِ
وقصة سوسنة العفيقة والقاضيان هي رمز وتجسيد لهذه الفكرة..
سوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ
[IMG]file:///C:/Users/Soma/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]اسم عبري( שׁוֹשַׁנָּה Shoshanna ) معناه "زهرة السوسن"
وسوزانا ΣΟΥΣΑΝΝΑ أحد شخصيات كتب الأسفار القانونية الثانية وهو تتمة سفر دانيال؛ حيث يوجد به قصة سوسنه العفيفة، التي أنقذها دانِيال من العِقاب لأمر لم تقترفه.
وهي قصة أبوكريفية ولم ترد في التوراة اليهودية, أضيفت فيما بعد إلي الترجمات اليونانية لسفر دانيال وما ترجم عنها, وتوجد قصة سوسنة في كودكس شسيانوس( Codex Chisianus 88) للترجمة السبعينية وكذلك في ترجمة ثيودوتيون, ولأن قصة سوسنة لم ترد في التوراة العبرية نجد أن إصحاحات دانيال تنتهي بالإصحاح الثاني عشر توراة اليهود.
الكنائس الأرثوذكسية تعترف بقصة سوسنة وتعتبرها وحيا إلهيا, لكن هذه الإضافات غير واردة في ترجماتها وذلك لأن الكنيسة القبطية لم تطبع ترجمة خاصة بها, وتعتمد علي الترجمات العربية البرتستنتية التي تطبعها دار الكتاب المقدس،غير أنها أصدرت مؤخرا نسخة إلكترونية تحتوي علي النصوص الإضافية.
بينما الترجمة العربية الكاثوليكية ( ترجمة الرهبانية اليسوعية) تنتهي بالإصحاح الرابع عشر في نسخ الكاثوليكية. وتنتهي بالإصحاح الثاني عشر أيضا في الترجمات البروتستنتية لأن البروتستانت رفضوا الاعتراف بالإضافات بحجة أنها لم ترد في الأصل العبري.
وهذا السفر حذفه البروتستانت من كتبهم عند انشقاقهم عن الكاثوليك في القرن السادس عشر.
Susanah the Pure
Papyrus 967
From Wikipedia, the free encyclopedia
P. Köln Theol. 37v (Susanna 62a-62b)
Papyrus 967 is a 3rd-century biblical manuscript, discovered in 1931. It is notable for containing fragments of the original Septuagint text of the Book of Daniel, which was completely superseded by a revised text by the end of the 4th century and elsewhere survives only in Syriac translation and in Codex Chisianus 88. The manuscript is also important for early variants, both in the text of the Book of Ezekiel and of the Book of Daniel.
The surviving 59 manuscript pages of P 967 are at present kept in five different places.
البردية 967 هي مخطوطة من الكتاب المقدس في القرن الثالث، اكتشفت في عام 1931.
ومن الجدير بالذكر أن تحتوي على أجزاء من النص الأصلي السبعينية لكتاب دانيال، الذي حل محله تماما نص منقح بنهاية القرن الرابع وفي أماكن أخرى فقط في الترجمة السريانية وفي والذي نراه تحت رقم (Codex Chisianus 88.) تشيسيانوس 88.
المخطوطة هي أيضا مهمة للمتغيرات في وقت مبكر، سواء في نص كتاب حزقيال وكتاب دانيال.
ويبقى ما تبقى من 59 صفحة مخطوطة من P 967 في الوقت الحاضر في خمسة أماكن مختلفة.
وسوسنة العفيفة هي سوسنة ابنة حلقيا, امرأة يهودية تقية وبارعة الجمال, وردت قصتها في بعض نسخ العهد القديم اليونانية في سفر دانيال, وكانت زوجة لرجل يهودي ثري من بابليون ويدعي يوياقيم،تربت سوسنة في جو ديني, وعاشت حسب الشريعة الموسوية.
إلى أن وقعت فريسة لقاضيين راوداها عن نفسيهما فأبت فشهدا عليها زوراً وحكما عليها بالموت.
أحداث القصّة وقعت في بابل، وملخّصها أن امرأة يهودية تُدعى سوسنة أو سوزانا (أو شوشانا كما نطق بالعبرية שׁוֹשַׁנָּה Shoshanna) كانت متزوّجة من رجل على دينها يقال له يواكين.
وكانت هذه المرأة تتمتّع بجمال مبهر، كما كانت على درجة من الأخلاق والعفاف بفضل تنشئة والديها المتديّنين لها.
وقد حدث في ذلك الوقت أن عُيّن للمدينة قاضيان مسنّان جديدان كي يفصلا في منازعات الناس بعد أن تقاعد سلفاهما، وكان هذان الرجلان يمرّان في مشوارهما اليومي إلى المحكمة بالقرب من بيت سوزانا وقد لمحاها مرارا وهي تخرج من منزلها إلى الحديقة الملحقة به.
وشيئا فشيئا أصبح القاضيان مفتونين بجمال المرأة، وسرعان ما تطوّر هذا الشعور إلى نوع من الرغبة في الانفراد بها والتمتّع بجمالها.
في البداية، كان كلّ منهما حريصا على أن يخفي حقيقة مشاعره عن الآخر، لكن عندما عرفا أنهما واقعان معا في هوى المرأة، اتفقا على أن يترجما ذلك الشعور إلى فعل وأن يظفرا ببغيتهما مهما كانت الصعاب.
وذات يوم وبينما كانا مارّين من ذلك المكان، نظرا من ثقب باب الحديقة خلسة ورأيا سوزانا وهي تستعدّ للاستحمام، فدخلا دون أن تلحظهما وكمنا وراء إحدى الأشجار.
وعندما باشرت خلع ملابسها خرجا من مخبئهما واقتربا منها في اشتهاء ثم اخبراها أن الأبواب مغلقة وان لا احد يراهم وهدّداها بأنها إن لم تقدّم لهما نفسها طواعية فإنهما سيشهدان ضدّها في المحكمة ويدّعيان أنهما رأياها تمارس الزنا مع شابّ في الحديقة.
لكن المرأة رفضت كلام العجوزين الداعرين وزجرتهما بعنف فغادرا المكان وقد أعدّا في نفسهما خطّة.
في اليوم التالي، عُقدت المحكمة برئاسة القاضيين وأمرا بإحضار سوزانا ووجّها لها تهمة الخلوة مع شابّ وارتكاب جريمة الزنا، زاعمين أنهما رأيا الشابّ وهو يهرب.
وقد صدّق الناس مزاعم الرجلين على أساس أنهما قاضيان متديّنان ويريدان حماية الفضيلة.
ثم صدر الحكم على سوزانا بالموت، وقد بكت المرأة بصوت عال مؤكّدة براءتها ودعت الربّ بأن يكشف الحقيقة وأن يدافع عنها.
وبقيّة القصّة معروفة.
فقد أرسل الله فتى شابّا إلى المحكمة وبدأ يصرخ قائلا: أنا بريء من دم هذه المرأة ويجب استجواب الرجلين قبل الإقدام على قتل امرأة بريئة".
ولم يكن ذلك الشابّ سوى دانيال، الشخصيّة التي تظهر كثيرا في النصوص القديمة والذي يقترن اسمه بجملة من المعجزات والكرامات من بينها القصّة المشهورة التي تحكي عن نجاته من الموت افتراسا في عرين الأسود.
وقد أمر دانيال بأن يُفصل الرجلان عن بعضهما وأن يُسأل كلّ منهما عن تفاصيل ما رأياه. فاختلف وصفهما للشجرة التي ادّعيا أن المرأة التقت بالعاشق المزعوم تحتها.
هذا الاختلاف في الوصف اثبت أنهما كانا يكذبان، فتأكّدت براءة المرأة ونجت من الموت رجما، بينا حُكم على الرجلين بالموت.
تعليق