بالإضافة إلى ملحوظة ثالثة وردت في القصة خاصة بحرق ثامار:
فلقد ذكر السفر في 38 : 24 [ 24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ».].
إن أمر حرق ثامار يدل على:
1ـ أن كاتب القصة في التوراة قد طبق شريعة موسى - التي لم تكن قد نزلت بعد - على ثامار، لأن الأمر بحرق الزانية لم يكن قبل شريعة موسى عليه السلام.
2ـ أن كاتب القصة في التوراة قد أخطأ في تطبيق شريعة موسى على حالة ثامار، فعقوبة حرق الزانية مشروط بأن تكون الزانية ابنة كاهن، أي من سبط لاوي فقط، فلقد جاء في سفر التثنية 21: 9 [ وإذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا فقد دنست أباها، تحرق بالرجم ].
أما غير سبط لاوي فإن العقوبة تكون بالرجم، كما هو في تثنية 22: 23، 24[23وإذا كانَت فتاةٌ بِكْرٌ مخطوبةً لِرجلٍ، فصادَفَها رَجلٌ في المدينةِ فضاجعَها، 24فأخرِجوهُما إلى بابِ تِلكَ المدينةِ واَرْجموهُما بِالحجارةِ حتى يموتا، لأنَّ الفتاةَ لم تصرُخ صُراخ النَّجدةِ وهيَ في المدينةِ، ولأنَّ الرَجلَ ضاجعَ فتاةً مخطوبةً لِرَجلٍ مِنْ بَني إِسرائيلَ. هكذا تُزيلونَ الشَّرَ مِنْ بَينِكُم. ].
وبناء عليه فلقد كان الجزاء للسيدة مريم أم المسيح هو الحرق لو ثبت عليها جريمة الزنا لأنها من سبط لاوي، وعدم حرقها مع ظهور دليل الاتهام بولادتها للسيد المسيح من غير أب يدل على أن السيد المسيح قد تكلم في المهد فأثبت براءتها وإلا لأحرقت بموجب ناموس موسى عليه السلام والسؤال الآن لماذا لم تحرق مريم البتول وأين دليل براءتها ؟.
أما في (سفر العدد الإصحاح 36): يجب أن تتزوج الأرملة من عشيرة سبط أبيها حتى لا يخرج الميراث إلى السبط الذي تتزوج منه.
وفي (سفر التثنية الإصحاح 25): عندما يموت الزوج وليس للمرأة ولد منه لا يحق لها أن تتزوج بأجنبي بل تتزوج أخيه ويكون ولدهما البكر باسم المتوفى حتى لا ينقرض نسله وإذا رفض الزواج من امرأة أخيه يستدعيه شيوخ المدينة وتتقدم له امرأة أخيه وتخلع نعله وتبصق في وجهه ويلقب خالع النعل.
إذن لقد زنا يهوذا بكنته ثامار وأعطاها المقابل لهذه العلاقة فحبلت وانجبت له ابنان (سفاحان) هما [ فارص وزارح] .
ويبارك الرب يهوه هذا الزنا ويجعل المولود السفاح فارص هو احد أجداد يسوع (يهوه)!!!..
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا.
ولنا وقفة مع قصة زنا يهوذا بثمار كنته ..
هذا التعليق مهم جدا للمتخصص الدارس وغير هام بالنسبة للقارئ العادي.
في حواري مع أحد الزملاء المسيحيين تناولت قصة يهوذا وثمار وأخبرته بأن كاتب التوراة حينما يستولد من ثمار [ فارص وزارح] ..فقد أوقع الكنيسة في مشكلة كبرى حينما يبارك الرب يهوه هذا الزنا ويجعل المولود السفاح فارص هو أحد أجداد يسوع (يهوه)!!!..
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب - حسب شريعة اليهود - ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا..
فماذا لو سقت لك دليلاً قوياً من التوراة نفسها وقد برئت فيه نسب السيد المسيح من هذا العار؟..
يكفي أن اقول لك أنه من سبط لاوي وبالتالي لا حاجة لنا لعملية الإثبات..
ومع ذلك سوف أبرئ يهوذا من تهمة الزنا.
كيف؟..
فلتتأمل معي التواريخ المذكورة في التوراة وبدقة.
إن قصة يهوذا كما وردت بسفر التكوين 38: 6-30 تثير تساؤلات عدة، فإنه طبقاً لأحداث التوراة يكون عمر يهوذا عند دخول مصر 42 سنة، ولكي تحدث القصة في هذه المدة فيجب أن يتزوج يهوذا وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه عير وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه فارص أيضاً وعمره 11 سنة وذلك لكي ينجب حصرون قبيل دخول مصر مباشرة وهذا مستحيل جداً سواء من الناحية العقلية أو التاريخية مما يؤكد كلام السموءل عند تعليقه على قصة زنا نبي الله لوط بابنتيه.. حيث قال:
( وأيضاً فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة في الهارونيين فلما ولي طالوت " شاول" وثقلت وطأته على الهارونيين وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم انتقل الأمر إلى داود، بقي في نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذي زال عنهم وكان "عزرا" خادما لملك الفرس حظياً لديه، فتوصل لبناء بيت المقدس وعمل لهم هذه التوراة التي بأيديهم، فلما كان هارونياً كره أن يتولى عليهم في الدولة الثانية داودي فأضاف في التوراة فصلين للطعن في نسب داود أحدهما قصة لوط والأخر قصة ثامار مع يهوذا ولقد بلغ - لعمري - غرضه، فإن الدولة الثانية كانت لهم في بيت المقدس، لم يملك عليها داوديون، بل كان ملوكهم هارونيون.) اه. السموءل بن يحيى المغربي في كتابه " إفحام اليهود ص151 وما بعدها.
وهذا التعليق الذي نسوقه إنما ندافع به عن يهوذا وأنه أبداً لم يزن بكنته وإن كان الحدث نفسه يمكن أن يستدل به في موقع أخر عن تناقض الأحداث مع الأعمار وهي كثيرة جداً في التوراة، ففي هذه القصة ( زنى يهوذا بكنته) نجد أنه لو ذكر عمر يهوذا حين تزوج وحين كبر أبناؤه ثم تزوجوا ثم ماتوا ثم انتظار كنته حتى تتزوج من ابنه ثم زنى يهوذا بها ثم يكبر ابنها وينجب وكل ذلك وعمر يهوذا 42 سنة فقط ؟ حتما لن يصدق أحدٌ كاتب التوراة فلماذا يورط كاتب التوراة نفسه بكتابة الأعمار ؟ مجرد سؤال.
ويترتب على تناقض الأعمار في القصة التوراتية أن يهوذا قد تزوج وأنجب قبل إنجاب يعقوب لبنيامين وقبل أن يشترك في قتل أهل شكيم، ولم تشر التوراة إلى زواج يهوذا في ذلك الوقت، والأقرب إلى الصحة هو أن حادثة بيع يوسف في مصر جاء في نهاية الإصحاح 37 من سفر التكوين ثم تلاه مباشرة بداية الإصحاح 38 من نفس السفر حيث يقول:
( وحدث في ذلك الزمان )- أي زمان المؤامرة على التخلص من يوسف عليه السلام - ثم يحكي السفر قصة زواج يهوذا.
ولذلك فإن القصة المحتملة الحدوث هي أن زواج يهوذا وهو أكبر من يوسف بأربع سنوات قد حدث قبيل بيع يوسف، وعليه يكون يهوذا قد تزوج وعمره 20 سنة وأنجب عير وأونان وشيلة حتى سن 23 سنة ثم تزوج من ثامار وعمره 24 سنة وأنجب فارص وزارح وعمره 25 سنة.
فإذا تزوج فارص وعمره 15 سنة وأنجب حصرون وعمره 16 سنة ( وهذا أيضاً سن صغير للزواج ) يكون عمر يهوذا 42 سنة عند دخوله لمصر ويكون عمر حصرون سنة واحدة في ذلك الوقت وفي هذه الحالة تكون ثامار ليست كنته فهي إما زوجته أو سريته، وأن حادث زنا يهوذا بثامار مستبعد، لأنه لو حدث لما دخل داود في جماعة الرب فقد ورد في تثنية 23: 3 [ 3ولا يدخلِ اَبْنُ زِنىً، ولا أحدٌ مِنْ نَسلِهِ، في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشرِ.].
ملخص ما سبق كله في جدول مقارن
ضحك صديقي وقد أسره تحليلي المنطقي السابق وقال لي:
تصدق أنت خسارة في المسلمين.. فقلت له لو كنت كمثلك لأمنت بهذا الهراء.. ولم أجد من يريح قلبي تجاه إلهي مثل ما فعلت أنا معك الآن.
ملحوظة:
لقد قامت الكنيسة بنشر دراستي كاملة وأعدت تقريرا ردت به علىّ في الرابط التالي.
https://drghaly.com/articles/display/10529
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا.
والعجيب أن كاتب سفر إشعياء ذكر في الإصحاح 7: 12ـ 14 بشارة الرب لآحاز فقال:
[ 12فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». 13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟ 14وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ].
والأكثر عجباً أننا نجد القديس متى يحاول جعل نسب السيد المسيح يتصل بداود حتى تتحقق هذه البشارة على السيدة مريم البتول ولتنطبق على عيسى عليه السلام حيث يقول متى 1: 23:
وإليك النص بتمامه من إنجيل متى 1: 18- 23:
[ 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. ].
والنص من الإنترنت https://web.archive.org/web/20070812.../chapter38.htm
[ 22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ - إشعياء - : 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا].
فلقد ذكر السفر في 38 : 24 [ 24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ».].
إن أمر حرق ثامار يدل على:
1ـ أن كاتب القصة في التوراة قد طبق شريعة موسى - التي لم تكن قد نزلت بعد - على ثامار، لأن الأمر بحرق الزانية لم يكن قبل شريعة موسى عليه السلام.
2ـ أن كاتب القصة في التوراة قد أخطأ في تطبيق شريعة موسى على حالة ثامار، فعقوبة حرق الزانية مشروط بأن تكون الزانية ابنة كاهن، أي من سبط لاوي فقط، فلقد جاء في سفر التثنية 21: 9 [ وإذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا فقد دنست أباها، تحرق بالرجم ].
أما غير سبط لاوي فإن العقوبة تكون بالرجم، كما هو في تثنية 22: 23، 24[23وإذا كانَت فتاةٌ بِكْرٌ مخطوبةً لِرجلٍ، فصادَفَها رَجلٌ في المدينةِ فضاجعَها، 24فأخرِجوهُما إلى بابِ تِلكَ المدينةِ واَرْجموهُما بِالحجارةِ حتى يموتا، لأنَّ الفتاةَ لم تصرُخ صُراخ النَّجدةِ وهيَ في المدينةِ، ولأنَّ الرَجلَ ضاجعَ فتاةً مخطوبةً لِرَجلٍ مِنْ بَني إِسرائيلَ. هكذا تُزيلونَ الشَّرَ مِنْ بَينِكُم. ].
وبناء عليه فلقد كان الجزاء للسيدة مريم أم المسيح هو الحرق لو ثبت عليها جريمة الزنا لأنها من سبط لاوي، وعدم حرقها مع ظهور دليل الاتهام بولادتها للسيد المسيح من غير أب يدل على أن السيد المسيح قد تكلم في المهد فأثبت براءتها وإلا لأحرقت بموجب ناموس موسى عليه السلام والسؤال الآن لماذا لم تحرق مريم البتول وأين دليل براءتها ؟.
أما في (سفر العدد الإصحاح 36): يجب أن تتزوج الأرملة من عشيرة سبط أبيها حتى لا يخرج الميراث إلى السبط الذي تتزوج منه.
وفي (سفر التثنية الإصحاح 25): عندما يموت الزوج وليس للمرأة ولد منه لا يحق لها أن تتزوج بأجنبي بل تتزوج أخيه ويكون ولدهما البكر باسم المتوفى حتى لا ينقرض نسله وإذا رفض الزواج من امرأة أخيه يستدعيه شيوخ المدينة وتتقدم له امرأة أخيه وتخلع نعله وتبصق في وجهه ويلقب خالع النعل.
إذن لقد زنا يهوذا بكنته ثامار وأعطاها المقابل لهذه العلاقة فحبلت وانجبت له ابنان (سفاحان) هما [ فارص وزارح] .
ويبارك الرب يهوه هذا الزنا ويجعل المولود السفاح فارص هو احد أجداد يسوع (يهوه)!!!..
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا.
ولنا وقفة مع قصة زنا يهوذا بثمار كنته ..
هذا التعليق مهم جدا للمتخصص الدارس وغير هام بالنسبة للقارئ العادي.
في حواري مع أحد الزملاء المسيحيين تناولت قصة يهوذا وثمار وأخبرته بأن كاتب التوراة حينما يستولد من ثمار [ فارص وزارح] ..فقد أوقع الكنيسة في مشكلة كبرى حينما يبارك الرب يهوه هذا الزنا ويجعل المولود السفاح فارص هو أحد أجداد يسوع (يهوه)!!!..
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب - حسب شريعة اليهود - ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا..
فماذا لو سقت لك دليلاً قوياً من التوراة نفسها وقد برئت فيه نسب السيد المسيح من هذا العار؟..
يكفي أن اقول لك أنه من سبط لاوي وبالتالي لا حاجة لنا لعملية الإثبات..
ومع ذلك سوف أبرئ يهوذا من تهمة الزنا.
كيف؟..
فلتتأمل معي التواريخ المذكورة في التوراة وبدقة.
إن قصة يهوذا كما وردت بسفر التكوين 38: 6-30 تثير تساؤلات عدة، فإنه طبقاً لأحداث التوراة يكون عمر يهوذا عند دخول مصر 42 سنة، ولكي تحدث القصة في هذه المدة فيجب أن يتزوج يهوذا وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه عير وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه فارص أيضاً وعمره 11 سنة وذلك لكي ينجب حصرون قبيل دخول مصر مباشرة وهذا مستحيل جداً سواء من الناحية العقلية أو التاريخية مما يؤكد كلام السموءل عند تعليقه على قصة زنا نبي الله لوط بابنتيه.. حيث قال:
( وأيضاً فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة في الهارونيين فلما ولي طالوت " شاول" وثقلت وطأته على الهارونيين وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم انتقل الأمر إلى داود، بقي في نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذي زال عنهم وكان "عزرا" خادما لملك الفرس حظياً لديه، فتوصل لبناء بيت المقدس وعمل لهم هذه التوراة التي بأيديهم، فلما كان هارونياً كره أن يتولى عليهم في الدولة الثانية داودي فأضاف في التوراة فصلين للطعن في نسب داود أحدهما قصة لوط والأخر قصة ثامار مع يهوذا ولقد بلغ - لعمري - غرضه، فإن الدولة الثانية كانت لهم في بيت المقدس، لم يملك عليها داوديون، بل كان ملوكهم هارونيون.) اه. السموءل بن يحيى المغربي في كتابه " إفحام اليهود ص151 وما بعدها.
وهذا التعليق الذي نسوقه إنما ندافع به عن يهوذا وأنه أبداً لم يزن بكنته وإن كان الحدث نفسه يمكن أن يستدل به في موقع أخر عن تناقض الأحداث مع الأعمار وهي كثيرة جداً في التوراة، ففي هذه القصة ( زنى يهوذا بكنته) نجد أنه لو ذكر عمر يهوذا حين تزوج وحين كبر أبناؤه ثم تزوجوا ثم ماتوا ثم انتظار كنته حتى تتزوج من ابنه ثم زنى يهوذا بها ثم يكبر ابنها وينجب وكل ذلك وعمر يهوذا 42 سنة فقط ؟ حتما لن يصدق أحدٌ كاتب التوراة فلماذا يورط كاتب التوراة نفسه بكتابة الأعمار ؟ مجرد سؤال.
ويترتب على تناقض الأعمار في القصة التوراتية أن يهوذا قد تزوج وأنجب قبل إنجاب يعقوب لبنيامين وقبل أن يشترك في قتل أهل شكيم، ولم تشر التوراة إلى زواج يهوذا في ذلك الوقت، والأقرب إلى الصحة هو أن حادثة بيع يوسف في مصر جاء في نهاية الإصحاح 37 من سفر التكوين ثم تلاه مباشرة بداية الإصحاح 38 من نفس السفر حيث يقول:
( وحدث في ذلك الزمان )- أي زمان المؤامرة على التخلص من يوسف عليه السلام - ثم يحكي السفر قصة زواج يهوذا.
ولذلك فإن القصة المحتملة الحدوث هي أن زواج يهوذا وهو أكبر من يوسف بأربع سنوات قد حدث قبيل بيع يوسف، وعليه يكون يهوذا قد تزوج وعمره 20 سنة وأنجب عير وأونان وشيلة حتى سن 23 سنة ثم تزوج من ثامار وعمره 24 سنة وأنجب فارص وزارح وعمره 25 سنة.
فإذا تزوج فارص وعمره 15 سنة وأنجب حصرون وعمره 16 سنة ( وهذا أيضاً سن صغير للزواج ) يكون عمر يهوذا 42 سنة عند دخوله لمصر ويكون عمر حصرون سنة واحدة في ذلك الوقت وفي هذه الحالة تكون ثامار ليست كنته فهي إما زوجته أو سريته، وأن حادث زنا يهوذا بثامار مستبعد، لأنه لو حدث لما دخل داود في جماعة الرب فقد ورد في تثنية 23: 3 [ 3ولا يدخلِ اَبْنُ زِنىً، ولا أحدٌ مِنْ نَسلِهِ، في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشرِ.].
ملخص ما سبق كله في جدول مقارن
ضحك صديقي وقد أسره تحليلي المنطقي السابق وقال لي:
تصدق أنت خسارة في المسلمين.. فقلت له لو كنت كمثلك لأمنت بهذا الهراء.. ولم أجد من يريح قلبي تجاه إلهي مثل ما فعلت أنا معك الآن.
ملحوظة:
لقد قامت الكنيسة بنشر دراستي كاملة وأعدت تقريرا ردت به علىّ في الرابط التالي.
https://drghaly.com/articles/display/10529
ورغم أن داود عليه السلام هو الجيل العاشر ليهوذا والتاسع لفارص ولا يجب أن يدخل في جماعة الرب ومع ذلك فلقد دخل في جماعة الرب وهو من سلالة ابن زنا.
والعجيب أن كاتب سفر إشعياء ذكر في الإصحاح 7: 12ـ 14 بشارة الرب لآحاز فقال:
[ 12فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». 13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟ 14وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ].
والأكثر عجباً أننا نجد القديس متى يحاول جعل نسب السيد المسيح يتصل بداود حتى تتحقق هذه البشارة على السيدة مريم البتول ولتنطبق على عيسى عليه السلام حيث يقول متى 1: 23:
وإليك النص بتمامه من إنجيل متى 1: 18- 23:
[ 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. ].
والنص من الإنترنت https://web.archive.org/web/20070812.../chapter38.htm
[ 22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ - إشعياء - : 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا].
تعليق