رضاعة الكبير في الاسلام_ كأنك تراها .

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو أصيل اليمني اكتشف المزيد حول أبو أصيل اليمني
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو أصيل اليمني
    3- عضو نشيط

    • 28 يون, 2007
    • 351

    رضاعة الكبير في الاسلام_ كأنك تراها .

    نظرات في موضوع ..."رضاعة الكبير"
    بقلم : رشيد المليكي


    ظهر في الآونة الأخيرة موضوع "رضاعة الكبير", ولكن ليس كحكم فقهي يرجى دراسته يجوز آم لا يجوز؟, بل كشبهة ضد تعاليم الإسلام. وقبل أن نتناول الموضوع أود أن اذكر بنقطة هامة جدا في أي بحث , وهي انه إذا تداخلت الأفكار واستشكلت الأفهام , فارجع بتفكيرك إلى نقطة البداية.

    في البدء ....كان الطفل

    "الرضاعة " هي بكل بساطة أن " يرضع طفل من مرضعة " سواء كانت أمه أو مرضعة أخرى. و أساس ذلك أن العرب تفهم " الرضاعة" على انه عمل يتعلق بأعمال "الأمومة و الطفولة", و" الرضاعة " مشتقة من " الرضيع إذا رضع " . وعندما تخبر عربي عن موضوع "رضاعة الكبير" فانه يبدي استغرابه الشديد. ليس من ناحية الحلال و الحرام , بل من الناحية اللغوية و المنطقية. كان تقول له " ما رأيك ببول الرضيع قائما ؟ " مثلا. وأساس الغرابة أن "الرضاعة" إنما تكون " للطفل الصغير", وان " البول قائما" إنما يكون " للكبير القادر".ولو رجعنا إلى معاجم اللغة , لوجدنا أن الرضاعة ومشتقاتها تدور كلها حول الرضيع و الطفل الصغير والمرضعة , ألا ما أريد به معنى بلاغيا , كالكناية عن اللؤم وما شابه .

    هذا هو أصل المسالة البسيط قبل تعقيدها.


    وعليه فإذا تناول القران الكريم و السنة النبوية هذا الموضوع, فانه يفهم في إطاره اللغوي والمنطقي المتعارف عليه بين الناس. وعندما نزلت آيات الرضاعة في القران الكريم , فهمت بصورتها الطبيعية للموضوع :


    1- قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمّ الرّضَاعَةَ) [البقرة - الآية: 233].


    2- قال تعالى: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىَ) [الطلاق - الآية: 6].


    فلم يأت احد من الناس ليسأل النبي_عليه الصلاة و السلام_ " عن الرجل الكبير يرضع ؟ " . لأنه سؤال غريب , و لا يفكر فيه أحد .


    ثم اقر الإسلام حرمة " الأخوة من الرضاعة " كما "الأخوة من النسب". قال تعالى: (حُرّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الاُخْتِ وَأُمّهَاتُكُمُ اللاّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مّنَ الرّضَاعَةِ) [النساء - الآية: 23].



    هذا هو التسلسل المنطقي والطبيعي للأحداث. .....فما هو موضوع رضاعة الكبير؟


    2061ـ جاء في سنن أبي داود : حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، حدثني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم وأمّ سلمة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس كان تبنَّى سالماً وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنَّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زيداً، وكان من تبنَّى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس إليه وَوُرِّثَ ميراثه، حتى أنزل اللّه عز وجلّ في ذلك: {ادعوهم لآبائهم} إلى قوله: {فإِخوانكم في الدين ومواليكم} فردُّوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخاً في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري، وهي امرأة أبي حذيفة فقالت: يا رسول اللّه، إنا كنا نرى سالماً ولداً، فكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد ويراني فضلاً (أي يراني مبتذلة في ثياب مهنتي)، وقد أنزل اللّه عز وجل فيهم ما قد علمت، فكيف ترى فيه؟ فقال لها النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أرضعيه" .


    وفي رواية الإمام مسلم : جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت : يا رسول الله ! إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم (وهو حليفه). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أرضعيه " قالت: وكيف أرضع ؟ وهو رجل كبير. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " قد علمت أنه رجل كبير".

    ما هو الموضوع ؟

    1- سهلة بنت سهيل وزوجها حذيفة تبنوا سالم وهو طفل وربوه حتى كبر(قبل تحريم التبني).
    2- جاء الإسلام بتحريم التبني ونفى أن يكونيُحرم مثل النسب والرضاع دون الحولين(أي السنتين) ,
    3- تغير قلب حذيفة تجاه سالم . وأصبح ينظر إليه انه "رجل غريب".(كما في رواية مسلم).
    4- لحل مشكلة هذا البيت المتضرر من تحريم التبني بما فيه كسر قلب هذه الأم التيتحب سالم كأنه ابنها الحقيقي رخص الرسول لسالم وأمه.


    علينا أن نلاحظ جيدا أن استغراب "سهلة بنت سهيل" على رضاعة " سالم " وهو رجل كبير , وفي رواية أخرى تقول للنبي " انه ذو لحية" , أن استغرابها لم يكن عن " كيفية الإرضاع " منها. بل إن المفهوم اللغوي و الشرعي أن " الرضاعة " أنما تكون للرضيع و "سالم" رجل كبير.



    و لا يصح إطلاقا أن نفهم أن استغرابها كان عن "حرجها " كيف يرضع منها بمص الثدي للأسباب التالية:


    1- أن زوجها إنما غار عليها من دخول "سالم" عليها . فكيف بأن تكشف له صدرها وتجعله يرضع من ثديها ؟.


    2- أنه لا يعقل أن الإسلام يأمر بغض البصر, وعدم الحديث مع النساء في بيوتهن إلا لحاجة. ويرفض النبي مصافحة النساء أثناء البيعة ,ثم يقول لامرأة مسلمة رفض مصافحتها " دع الرجل يمص من ثديك".



    3- أنها كأم تفهم تماما أن الرضاعة لا تعني بالضرورة " مص الحليب من الثدي ". ذلك أن " الطفل " إنما يفعل ذلك لعدم قدرته على شرب الحليب بالإناء كما يفعل الكبير, فإذا كبر قليلا وصار قادرا أن يحمل شيئا يرضع به, جاز لأمه أن تناوله الحليب بواسطة إناء " رضّاعة " وتستمر في الرضاعة بشكل طبيعي. ويكون هو مازال في فترة الرضاعة الطبيعية.



    4- أنها كامرأة عربية, لديها غنم و ماعز وحيوانات كبقية العرب, تفهم تماما أن الأطفال يمكن أن يرضعوا من الأغنام والماعز إذا لم تتوفر المرأة المرضعة, و معنى ذلك أن يحلب لبن الشاه أو الماعز أو البقر في إناء ويسقى منه الطفل , ولا يعني أن نضع الطفل تحت البهيمة فيقوم بالمص ثديها !!!. فلا يفهم من قوله _عليه الصلاة و السلام_ " ارضعيه " أي دعيه يمص من ثديك وهو كبير, بل " دعيه يشرب من حليبك". فإذا سقت امرأة غريبة طفلا صغيرا من حليبها بواسطة إناء , أصبح " ابنها من الرضاعة " بالإجماع .


    5- روى ابن سعد في طبقاته, وابن حجر في الإصابة عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن أبيه قال :

    كانت " سهلة " تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعته فيشربه " سالم " في كل يوم حتى مضت خمسة أيام , فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسر رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسهلة). (الطبقات 8/271_ الإصابة7/716).


    6- أن المرأة أبدت استغرابها لاستخدام النبي _عليه الصلاة و السلام _ لفظة " ارضعيه " لسببين اثنين:

    السبب الأول لغوي: لأن العرب لا تقول لمن يشرب الحليب وهو رجل أن" فلان يرضع ". بل تقول " فلان يشرب الحليب " .


    السبب الثاني شرعي : وهو على احتمالين :


    الاحتمال الأول (وهو نزول أحكام الرضاعة قبل حكم تحريم التبني) : المرأة مسلمة وتدرك جيدا أن أحكام الرضاعة إنما تخص الأطفال دون السنتين من العمر, أما أن يترتب من شرب الرجل الكبير للحليب نفس أحكام الرضاعة الخاصة بالأطفال , فهذا شيء جديد وغريب عليها.


    الاحتمال الثاني ( وهو نزول تحريم التبني قبل نزول أحكام الرضاعة): المرأة المسلمة كان غرضها أن يسمح النبي باستثناء "سالم" من أحكام تحريم التبني , فلما أفتاها النبي _عليه الصلاة و السلام_ بان " ارضعيه " تفاجأت , فكأنها تسال عن الرابط الشرعي بين الرضاعة و جواز دخول " سالم " عليها, لان السبب لم يكن معلوما بعد, فكان جديدا وغريبا عليها.


    وهذا التعجب هو ما دفعها للتأكد, وتكرار سؤال النبي _عليه الصلاة و السلام_ بالقول: " وكيف أرضع ؟ وهو رجل كبير" ؟


    ولذلك تبسم النبي _عليه الصلاة و السلام_ و فهم سر تعجبها كعربية وكمسلمة, فكرر لها " ارضعيه".

    7- كان غرضه _عليه الصلاة و السلام _ من استخدامه كلمة " ارضعيه " بدلا من كلمة " اسقيه من حليبك " هو الإيضاح لها انه سوف تنطبق
    على " سالم " أحكام الحرمة من الرضاعة, لحل المشكلة التي جاءت من اجلها , فالمسلمون يفهمون تماما مدلول كلمة " الرضاعة " وأثرها الشرعي, فقد نزلت أحكام الرضاعة في القران الكريم بآيات صريحة, هذا على الاحتمال الأول.

    أما على الاحتمال الثاني , فكان القصد هو تهيئة المجتمع لدور الرضاعة القادم في الأحكام الأسرية , قبل نزول أحكام الرضاعة , وأسلوب التهيئة معروف و مستخدم في القران الكريم , كما في حكم تحريم الخمر , فأول تهيئة لتحريم الخمر كانت قوله تعالى :(وَمِن ثَمَرَاتِ النّخِيلِ وَالأعْنَابِ تَتّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل : 67] , ففرق أولا بين " السكر" و " الرزق الحسن" الطيب.


    و عليه يتضح الآن الموضوع بسهولة وبساطة بعيدا عن تعقيدات الفقهاء وغيرهم.


    وبعدها ننتقل إلى سؤال آخر حول الموضوع, وهو: هل يفهم من حديث النبي لجواز " رضاعة سالم" الحكم العام ؟ . أم انه حكما خاصا؟


    أي هل يجوز لمرأة أن تسقي الرجل الكبير من حليبها حتى تتخلص من "حرمة دخوله عليها كرجل أجنبي" ؟أم أن ذلك كان حكما خاصا لـ" سهلة وزوجها"؟




    الصحيح أن ذلك كان تشريعا خاصا لحالة خاصة, وليس تشريعا عاما, للأسباب التالية:


    أولا : أن الأصل هو كما قلنا أن "الرضاعة" إنما تكون للصغير. كما يفهم من اللغة و المنطق و العرف و العادة. وقد وردت في ذلك عدة أحاديث :

    ا- 2504 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان بن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق: أن عائشة رضي الله عنها قالت:

    دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل، قال: (يا عائشة من هذا). قلت: أخي من الرضاعة، قال: " يا عائشة، انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة " ._ صحيح البخاري.



    قال الشارح _ رحمه الله تعالى_: ]و أخرجه مسلم في الرضاع، باب: إنما الرضاعة من المجاعة، رقم: 1455. (انظرن) تأملن وتفكرن. (فإنما الرضاعة) التي تثبت بها الحرمة. (المجاعة) جوع الرضيع الذي يسده اللبن ولا يكون ذلك إلا في الصغر].انتهى.



    و في لسان العرب : ] وتفسير الحديث أَن الرَّضاع الذي يحرِّم النكاح إِنما هو في الصِّغَر عند جُوع الطِّفْل، فأَما في حال الكِبَر فلا يريد أَنّ رَضاع الكبير لا يُحرِّم. قال الأَزهري: الرَّضاع الذي يحرِّم رَضاعُ الصبي لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه ويُسكن جَوْعَتَه، فأَما الكبير فرَضاعه لا يُحَرِّمُ لأَنه لا ينفعه من جُوع , ولا يُغنيه من طعام , ولا يَغْذوه اللبنُ كما يَغذُو الصغير الذي حياته به.[_مادة "رضع".




    ب- في الترمذي وصححه عن أم سلمة مرفوعاً : " لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام ".

    ج - في الدارقطني عن ابن عباس يرفعه إلى النبي_عليه الصلاة و السلام_ :" لا رضاع إلا في الحولين " .

    د - وفي أبي داود عن ابن مسعود يرفعه إلى النبي_عليه الصلاة و السلام_ : " لا رضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم " .



    ثانيا : فهم جميع الصحابة بالإجماع أن الرضاعة لا تصح إلا في الطفل الرضيع , و منهم :

    ا - عن بن عمر قال : عمدت امرأة من الأنصار إلى جارية لزوجها فأرضعتها فلما جاء زوجها قالت إن جاريتك هذه قد صارت ابنتك فانطلق الرجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر ذلك له فقال له عمر رضي الله عنه : " عزمت عليك لما رجعت فأصبت جاريتك وأوجعت ظهر امرأتك " وفي رواية عبد الله بن دينار عن بن عمر عن عمر رضي الله عنه " فإنما الرضاعة رضاعة الصغير" . (سنن البيهقي).

    ب - علي بن أبي طالب: من سقته امرأته من لبن سريته أو سريته من لبن امرأته لتحرّمها عليه فلا يحرّمها ذلك (مصنف عبد الرزاق(.

    ج - بن عمر رضي الله عنه أنه قال : لا يحرّم من الرضاع إلا ما كان في الصغر (سنن البيهقي برقم 15439).

    د - جاء رجل إلى بن مسعود فقال : (إنها كانت معي امرأتي فحصر لبنها في ثديها فجعلت أمصه ثم أمجه , فأتيت أبا موسى فسألته فقال حرمت عليك , قال فقام وقمنا معه حتى انتهى إلى أبي موسى فقال : ما أفتيت هذا ؟ . فأخبره بالذي أفتاه). فقال بن مسعود وأخذ بيد الرجل: :أرضيعا ترى هذا؟! . إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم ." فقال أبو موسى; لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحبر بين أظهركم" .(مصنف عبد الرزاق واللفظ له , وفي سنن البيهقي برقم 16071 وسنن الدارقطني برقم 4410)




    هـ - وقد روي ذلك أيضا عن ابن عباس وعبد الله وأم سلمة وجابر بن عبد الله , أن رضاع الكبير لا يحرّم . (كتاب أحكام القرآن للجصاص).

    (ملحوظة: عندما نثبت الأحاديث, ومعرفة الصحابة وإجماعهم على ذلك, فان ذلك يعني معرفة النساء المسلمات لهذه الأحكام, فالموضوع بكامله إنما يتعلق بالنساء, وأحكام الرضاعة, فشرح الصحابة حول الموضع إنما يوجه لنسائهم ونساء المسلمين عامة, وعليه فان " سهلة بنت سهيل " تعرف تماما هذه الأحكام وتفهمها جيدا, فرسول الله _تعالى_ و الصحابة في عصرها و في متناول يديها ) .




    ثالثا : أن العلة للترخيص لـ"سهلة و زوجها" واضحة, وهي أن "سالم" كان مثل الابن بالنسبة لهم قبل تحريم التبني. فاستشكل الأمر عليهم كيف يجمعون بين " إحساسهم القديم" بأن سالم كأحد أبنائهم. وبين " إحساسهم الجديد" انه رجل غريب ؟. فسألوا النبي _علية الصلاة و السلام_عن ذلك , شارحة له الوضع السابق و حرج الوضع الجديد. فأجاز لهم ذلك . فلم تقل "سهلة" _رضي الله تعالى عنها_ أنها تحتاج " سالم " لخدمتها هي وزوجها, ولم تشرح له مدى حاجتهم له في قضاء حوائجهم. كما يفهم اليوم من يقول بجواز أن ترضع المرأة زميلها في العمل,أو أن ترضع سائقها أو خادمها, فهذا من الفهم الغريب والبعيد للموضوع.




    رابعا: لو كان تشريعا عاما لسارع الناس إلى تطبيقه, ولانتشر ذلك انتشار النار في الهشيم . فكم لدى الناس من أقارب, وأحباب وأصدقاء يريدون أن يدخلوا بيوتهم ومن دون حرج .و لرأيت رضاعة الكبير تنتشر بين المسلمين في عهده عليه الصلاة و السلام بدون أن ينكر عليهم احد.


    فكيف به_عليه الصلاة و السلام_يأتيه احد الصحابة_رضوان الله تعالى عليهم _ ويسأله عن جواز دخول القريب على الزوجة (الحمو) ؟ فيرد عليه النبي _عليه الصلاة و السلام _ : " الحمو الموت". فلو كان الحكم عاما , لقال له _عليه الصلاة و السلام_ " دع زوجتك ترضعه".


    أما ما روي عن عائشة _رضي الله تعالى عنها_ أنها كانت تأمر بنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها , فذلك يقصد به الصبيان, و لا يعني أن تسقي الكبار من حليبها ليجوز لهم الدخول عليها , و آما من فهم أن ذلك للكبير فقد أخفى الحقائق التالية:

    أولا : روى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة " كانت تأمر بنت أخيها عبد الرحمن بن أبى بكر أن ترضع الصبيان حتى يدخلوا عليها إذا
    صاروا رجالا "_(أحكام القران للجصاص).

    ثانيا: ورد سابقا ذكر غيرة النبي _عليه الصلاة و السلام_ عليها لوجود رجل عندها (أخوها من الرضاعة) بدون علمه. وروي عنها دخولها لزيارة قبر النبي_ عليه الصلاة و السلام_ بكامل حجابها وذلك بعد دفن عمر بن الخطاب بجانبه. فلا يعقل منها أن تفعل ذلك لشدة إيمانها وورعها.

    ثالثا: لا يعقل سكوت بقية الصحابة عن ذلك مع إجماعهم , وخاصة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" الذي أمر بجلد المرأة المرضعة للكبير.

    و في الأخير يبقي ما روي عن أمنا عائشة_رضي الله تعالى عنها_ من أنها كانت تفتي بجواز ذلك, ولنا على ذلك الملاحظات النقدية التالية:

    1- يجوز على الصحابي أن يفهم فهما خاطئا لحكم شرعي , فهم بشر . ولذلك اختلف الصحابة في كثير من الأحكام الفقهية, ونستطيع أن نعرف حقيقة الحكم الشرعي من جمع الروايات مع بعضها , ومعرفة آراء بقية الصحابة. و قد سبق أعلاه بيان فساد ذلك الرأي, و إجماع الصحابة حول أن الرضاع إنما يكون للرضيع الصغير.

    2- إجماع نساء النبي _عليه الصلاة و السلام _ على رفض ذلك الرأي:

    (1454)_ حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب ؛ أنه قال: أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة ؛ أن أمه زينب بنت أبي سلمة أخبرته ؛ أن أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول: أبي سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة. وقلن لعائشة: " والله ! ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة. فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة. ولا رائينا." _ صحيح مسلم.

    3- ورود روايات أخرى عن عائشة _ رضي الله تعالى عنها_ تفيد التحريم, وتخصيص الرضاعة للرضيع, كما في الحديث السابق أعلاه
    عن عائشة " فإنما الرضاعة من المجاعة" في صحيح مسلم.


    (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:48 م.
  • منطقيه

    #2
    اقتباس::

    الصحيح أن ذلك كان تشريعا خاصا لحالة خاصة, وليس تشريعا عاما, للأسباب التالية:


    هل لنا ان نعرف التشريعات الخاصه جمله واحده ومره واحده....لان لا تاتي فتوة اخرى تعتمد او تستند بتشريعات خاصه


    هل هنالك تشريعات خاصه اخرى غير رضاع الكبير وحديث اقامة حد الزنا؟؟


    يا ريت لو وجد ان اعرفها كلها......لكي اكون على علم بما هو خاص وما هو عام
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:48 م.

    تعليق

    • باحث سلفى
      =-=-=-=-=-=

      حارس من حراس العقيدة
      • 13 فبر, 2007
      • 5183
      • مسلم (نهج السلف)

      #3
      هل لنا ان نعرف التشريعات الخاصه جمله واحده ومره واحده....لان لا تاتي فتوة اخرى تعتمد او تستند بتشريعات خاصه


      هل هنالك تشريعات خاصه اخرى غير رضاع الكبير وحديث اقامة حد الزنا؟؟


      يا ريت لو وجد ان اعرفها كلها......لكي اكون على علم بما هو خاص وما هو عام
      نحن نعرف ذلك من عدة قرائن ولكن
      ماذا تقصد بحديث حد الزنا
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:48 م.
      أدوات للباحثين على الشبكة: البحث في القرآن الكريم هنا تفاسيره هنا القرآن بعدة لغات هنا سماع القرآن هنا القراءات القرآنية هنا
      الإعجاز العلمي هنا بحث في حديث بإسناده هنا و هنا معاجم عربية هنا معاجم اللغات هنا
      كتب وورد
      هنا المكتبة الشاملة هنا كتب مصورة هنا و هنا وهنا وهنا وهنا وهنا و هنا وهنا وهناوهنا وهنا وهنا وهنا وهنا كتب مخطوطة هنا
      للتأكد من الأخبار العصرية موقع فتبينوا

      تعليق

      • Alaa El-Din
        مشرف عام مساعد

        • 12 يول, 2006
        • 3296
        • مسلم

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة منطقيه

        هل لنا ان نعرف التشريعات الخاصه جمله واحده ومره واحده....لان لا تاتي فتوة اخرى تعتمد او تستند بتشريعات خاصه


        هل هنالك تشريعات خاصه اخرى غير رضاع الكبير وحديث اقامة حد الزنا؟؟


        يا ريت لو وجد ان اعرفها كلها......لكي اكون على علم بما هو خاص وما هو عام

        بشويش يا منطقية !! هي مش خناقة ... أنت بتسألي و لا بتسخري ؟
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:48 م.
        ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
        [ النحل الآية 125]


        وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


        تعليق

        • محب المصطفى
          مشرف عام

          • 7 يول, 2006
          • 17075
          • مسلم

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة منطقيه

          هل لنا ان نعرف التشريعات الخاصه جمله واحده ومره واحده....لان لا تاتي فتوة اخرى تعتمد او تستند بتشريعات خاصه


          هل هنالك تشريعات خاصه اخرى غير رضاع الكبير وحديث اقامة حد الزنا؟؟


          يا ريت لو وجد ان اعرفها كلها......لكي اكون على علم بما هو خاص وما هو عام
          يا "منطقية" :
          اذا سمحتِ هلا أعدتي قراءة الموضوع بتأني جيدا من جديد ..

          الخاص والعام موجود في العديد من الأحكام سواء الشرعية أو غيرها (وهي غير محصورة في كم عددي معين)

          لهذا دائما ان لم يكن غالبا ستجدين قاعدة عامة (تسري على الجميع) و لكن لها قواعد خاصة أو "استثناءات" (لا تسري على الجميع وانما البعض فقط ممن توافرت لهم شروط تحقق هذه القواعد الخاصة)

          اقرأي وتعلمي ، قبل أن تتسرعي بالأحكام المسبقة ..

          تعلمي ان لا تنحازي الا الى رأي من هو أعلم منكِ في كل شأن

          فليس معنى انكِ قد قرأتي أو سمعتي عن موضوع ما من عدة أوجه أنكِ قد ألممتي به تماما من كل أوجهه .
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:48 م.
          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق

          • ساكن المدينة المنورة
            0- عضو حديث
            • 2 أبر, 2008
            • 14

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            ان الحق واضح لمن اراده ولمن أعمل عقله ووجدانه
            ومن تتبع هواه لايرى الا اشكالات ومعظم من يصطاد بالماء العكر تراه يرمي الكلام بغير موضعه و هرب ...اليس كذلك يامنطقية.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:47 م.

            تعليق

            • Alaa El-Din
              مشرف عام مساعد

              • 12 يول, 2006
              • 3296
              • مسلم

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ساكن المدينة المنورة

              ان الحق واضح لمن اراده ولمن أعمل عقله ووجدانه

              من يريد الحق فالحق واضح جدا ... و من يتحدث بالمنطق فالمنطق واضح أيضا ، لأنه ليس من المنطق ( لأصحاب المنطق ) أن يتم فعل شيء محرم لتحليل شيء آخر !!! فمن غير المنطق أن تكشف امرأة عن ثديها و تجعل شخص آخر يلتقمه بفمه !! بحجة أن تجعله يدخل و يراها و هي بدون حجاب !!! .
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 05:47 م.
              ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
              [ النحل الآية 125]


              وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 5 يوم
              ردود 0
              18 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 أسابيع
              ردود 0
              15 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
              رد 1
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
              رد 1
              36 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة الراجى رضا الله
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 29 سبت, 2024, 08:36 م
              ردود 0
              390 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              يعمل...