هل شهد الإسلام أن المسيح بلا خطيئة؟
قال تعالى: (قَالَ إِنّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ لاَِهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً) [مريم - الآية: 19].
الشبهة: بشر الملاك مريم بولادة المسيح, واخبرها بأنه سيكون " غلاما زكيا " أي طاهر من الذنوب .والإسلام لا يذكر أي ذنب للمسيح و في حديث الشفاعة الشهير , أن محمد ذكر لكل نبي ذنب , ما عدى المسيح لم يذكر له أي ذنب ,ولا يوجد أحد بلا خطيئة إلا الله .
الجواب و التوضيح
أولا : أن ما ورد في وصف المسيح _عليه السلام_ بالغلام " الزكي " كان في مرحلة عدم التكليف الشرعي عندما كان غلام , ومعلوم أن الإسلام ينظر إلى الأطفال وغير المكلفين بأنهم بدون ذنب وغير مخطئون , عكس المسيحية التي ترى أن الجنس البشري كله شارك آدم في المعصية , ونلاحظ أن نفس الوصف " زكيا " ورد أيضا في قصة الغلام الذي قتله العبد الصالح , الذي علم موسى , قال تعالى: (فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نّكْراً) [الكهف: 74]. فوصف القران الكريم " الغلام " بأنه " نفس زكية" أي طاهرة من الذنوب . ويقصد بذلك أن الصغار غير مكلفين بعد , وأن الله_سبحانه_ قد رفع القلم عنهم .
ثانيا: وعندما صار المسيح كبيرا (كهل) انظر كيف وصفه الله_سبحانه_ قال تعالى: (وَيُكَلّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصّالِحِينَ) [آل عمران: 46]. ( من الصالحين ) حرف الجر " من " للتبعيض, أي أنه مجرد " رجل صالح ", مثله مثل بقية الصالحين. بل إن المسيح _عليه السلام_ نفسه ينفي عن نفسه حتى مجرد لقب " الرجل الصالح" ويعتبر انه لا يوجد احد صالح ( كامل ) إلا الله_سبحانه_: ( وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ.)_متى 16:19_17
ثالثا : يؤمن جميع المسلمون أن ] كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابين [_صحيح الدارمي_ وبما أن المسيح بن مريم إنسان من نسل آدم , فهو أيضا خطّاء , و لكن أخطاء الأنبياء ليست في إبلاغ الرسالة , وليست في الكبائر . فهم معصومون في هذا .
رابعا: ليس معنى أن الإسلام لم يذكر خطاء للمسيح _عليه السلام_ أن المسيح بدون أخطاء, وبأنه قدوس, فهناك الكثير من الأنبياء الذين لم يذكر الإسلام لهم أخطاء أبدا, مثل (صالح, هود , اليسع, يحيى ), فلم يقل احد يوما أنهم بدون ذنوب, أو أنهم آلهة.
الجواب و التوضيح
أولا : أن ما ورد في وصف المسيح _عليه السلام_ بالغلام " الزكي " كان في مرحلة عدم التكليف الشرعي عندما كان غلام , ومعلوم أن الإسلام ينظر إلى الأطفال وغير المكلفين بأنهم بدون ذنب وغير مخطئون , عكس المسيحية التي ترى أن الجنس البشري كله شارك آدم في المعصية , ونلاحظ أن نفس الوصف " زكيا " ورد أيضا في قصة الغلام الذي قتله العبد الصالح , الذي علم موسى , قال تعالى: (فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نّكْراً) [الكهف: 74]. فوصف القران الكريم " الغلام " بأنه " نفس زكية" أي طاهرة من الذنوب . ويقصد بذلك أن الصغار غير مكلفين بعد , وأن الله_سبحانه_ قد رفع القلم عنهم .
ثانيا: وعندما صار المسيح كبيرا (كهل) انظر كيف وصفه الله_سبحانه_ قال تعالى: (وَيُكَلّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصّالِحِينَ) [آل عمران: 46]. ( من الصالحين ) حرف الجر " من " للتبعيض, أي أنه مجرد " رجل صالح ", مثله مثل بقية الصالحين. بل إن المسيح _عليه السلام_ نفسه ينفي عن نفسه حتى مجرد لقب " الرجل الصالح" ويعتبر انه لا يوجد احد صالح ( كامل ) إلا الله_سبحانه_: ( وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ.)_متى 16:19_17
ثالثا : يؤمن جميع المسلمون أن ] كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابين [_صحيح الدارمي_ وبما أن المسيح بن مريم إنسان من نسل آدم , فهو أيضا خطّاء , و لكن أخطاء الأنبياء ليست في إبلاغ الرسالة , وليست في الكبائر . فهم معصومون في هذا .
رابعا: ليس معنى أن الإسلام لم يذكر خطاء للمسيح _عليه السلام_ أن المسيح بدون أخطاء, وبأنه قدوس, فهناك الكثير من الأنبياء الذين لم يذكر الإسلام لهم أخطاء أبدا, مثل (صالح, هود , اليسع, يحيى ), فلم يقل احد يوما أنهم بدون ذنوب, أو أنهم آلهة.
خامسا: بالنسبة لعدم ذكر أخطاء المسيح عليه السلام, كما ورد في حديث الشفاعة, فان الإسلام أغفل ذكر ذلك من اجل أمور عدة :
1- احتراما لدعوة جدته: (وِإِنّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيّتَهَا مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ) [آل عمران: 36]. فإذا ذكر ذنوبه فسيقول بعض الناس: " كيف قال القران أن الله عصمه من الشيطان وهو يرتكب أخطاء ؟ " . ومن الطبيعي أن الأخطاء تأتي من طريقين: احدهما غواية الشيطان . والأخرى: النفس البشرية التي يحملها أي انسان. إلا أن الإسلام اغفل ذكر أخطاءه عموما.
2- اتهام اليهود له و لأمه_عليهما السلام_ بالفاحشة, قال تعالى: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىَ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً) [النساء: 156] ومراعاة هذه النقطة من روائع الأدب النبوي الجم. فإذا ذكرت ذنوب المسيح_عليه السلام_ فاليهود حينها سيقولون : هذا حاله وهو نبي , فكيف بأمه؟ أليست أقرب أن تقع في الخطيئة؟؟!!
3- أنه_عليه السلام_هو النبي الوحيد الذي لم يكمل حياته بعد, فقد رفع إلى السماء , وسيعود ليعيش مع الناس حتى الشيخوخة, ولذلك أشار الله _سبحانه: (وَيُكَلّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصّالِحِينَ) [آل عمران - الآية: 46] فانظر كيف وصف أثناء صغره بأنه (غلاما زكيا) أي طاهر من الذنوب على أرجح التفاسير, وكيف وصفه عندما صار كبيرا مكلّفا بأنه (من الصالحين), لذلك فقد يقع منه_عليه السلام_ بعد عودته ارتكاب خطاء يتميز به كسائر الأنبيـاء, ولذلك سكت عنه في الحديث.
سادسا: تميّز النبي محمد _عليه الصلاة و السلام_ عن سائر الأنبياء في هذا الموضوع , بأنه هو النبي الوحيد الذي غفرت له جميع ذنوبه مقدما في أثناء حياته , ولذلك استحق أن يكون الشفيع للناس قال تعالى: (لّيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخّرَ) [الفتح : 2].
تعليق