الحديث منه الصحيح ومنه المكذوب والضعيف فليس كل الحديث ضعيف
والسيرة النبوية كذلك
ولكن فلتسأل عن ما بدى لك
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إذا الشمس كورت } يعني أظلمت وقال العوفي عنه : ذهبت وقال مجاهد : اضمحلت وذهبت وكذا قال الضحاك وقال قتادة : ذهب ضوؤها وقال سعيد بن جبير : كورت غورت

لقد توصلت لهذه القناعة بعد دراسة مستفيضة.
ما علينا.
تفسير ورد جميل, ولكن هل حقا جاءت كلمة كورت بمعنى "أظلمت" أو "ذهبت" في كلام العرب؟ فالمشهور أن "كورت" تعني دورت, أليس كذلك؟

صديقي العزيز ..
مرحباً بك.
وهدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.

أولاً أحييك على سؤالك، وأعترف لك أني لم أسأل نفسي هذا السؤال من قبل، بالرغم من أنه بدا منطقياً عندما سألته أنت الآن.

وكان أول رد تبادر إلى ذهني هو أن الشمس اليوم ليست كرة حتى وإن كانت تبدو كذلك أحياناً، بل هي شكل نجمي مجسم .. تخرج منها خطوط من الأشعة في كل الاتجاهات، بما يفسد انتظامها الكروي، وهذه الأشعة ليست أجساماً زائدة عليها، ولكنها جزء من مادتها يتكون بفعل الانفجارات المستمرة داخل الشمس ....
ولكني لم أحب أن أتكلم في هذه الأمور العلمية بالظن، فبحثت في موقع الدكتور زغلول النجار عن فهمه لهذه الآية، وللأسف .. لم أجده قد تعرض لشرح هذه الآية بالتحديد، وإن كان قد استشهد بها في معرض حديثه عن آيات أخرى .. وهذا نص كلامه:

وجاء الفعل المضارع‏(‏ يُكَوِّرُ‏)‏ في القرآن الكريم كله مرتين فقط في الآية الكريمة التي نحن بصددها‏,‏ وجاء بصيغة المبني للمجهول مرة واحدة في قول الحق‏ ـ‏ تبارك وتعالى‏ ـ : " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" ‏(‏ التكوير‏:1)‏. أي جُعِلَت كالكرة بانسحاب ألسنة اللهب المندفعة منها إلى آلاف الكيلو مترات خارجها‏,‏ إلى داخلها كناية عن بدء انطفاء جذوتها‏ .‏

وقد لونت الجزء الذي أريد الاستشهاد به من كلام الدكتور زغلول النجار باللون الأحمر ... وهذا هو رابط المقال على موقع الدكتور: http://www.elnaggarzr.com/print.php?l=ar&id=463&cat=6


ما أريد أن أصل إليه .. هو:
1- الشمس الآن ليست كرة منتظمة، ولو أنك نظرت إليها من بعد كاف كما ننظر لغيرها من النجوم لرأيتها بصورة نجم تخرج منه خطوط (أو لعلها أجسام مخروطية) غير منتظمة من كل الجهات بما يفسد انتظام شكله الكروي الأصلي.
2- تكور الشمس (انتظام مظهرها الكروي) يحدث عندما تتوقف عن إنتاج ألسنة اللهب، وهو أمر مرتبط بخمودها .. وانخفاض درجة حرارتها.
3- الشمس هي مصدر الطاقة (وبالتالي الحياة) على كوكب الأرض. والآية الكريمة تتكلم عن نهاية الحياة وقيام الساعة .. فالربط بين تكور الشمس بمعنى إظلامها وذهاب نورها، واضمحلالها وبين انتهاء الحياة على الأرض ربط منطقي لا يخلو من إشارة لطيفة إلى حقائق كونية لم تكن معروفة منذ 1400 سنة!

وهو ما ذهب إليه الأولون في تفسيرهم الذي أورده لك أخي الباحث السلفي، وإن غابت عنهم الحقيقة الكونية .. إلا أن إيمانهم بصدق الحقيقة القرآنية، وأن كتاب الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. جعلهم يفهمون المعنى العام من الآية فهما ليس بعيدا عما نفهمه نحن الآن بعد تقدم العلم.

والله أعلم

أشكرك على ردك عزيزي توحيد.
وهو للأمانة رد كافي ووافي ومنطقي فعلا.

أحمد الله الذي هداني إلى هذا الرد ..
وأسأله الهداية والرشاد في كل قول وفعل ..

إن كان لديك أسئلة أخرى .. فتفضل ..
ولا تتردد ..

وأفضل أن تطرح كل ما لديك من أسئلة وشكوك حول الإسلام لنحاول أن نجيبك عليها (أنا وإخواني) قبل أن ننتقل للكلام عن دلائل صدق الإسلام ..

سؤالي هذه المرة عن موضوع أثار حيرتي واستغرابي في القرآن

تقول سورة البقرة في الآية العاشرة

"في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون"

أنا أفهم أن المرض هنا هو مرض الإيمان ولكن لماذا يزيد الله مرض الكفار فوق مرضهم؟ هل هذ صفات إله عادل ورحيم؟ هذا بدل من أن يزيل عنهم المرض ليصبحوا مؤمنين؟ ألا يكفيهم المرض الذين هم فيه؟

أكتفي بهذه الأسئلة اليوم وأكمل غدا.

من غير قطع كلامكم
تأخرت مشاركتى لخلل بالجهاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
أرحب بالفاضل مسيحى سابق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
أخبرنا الله سبحانه من أحداث يوم القيامة :



فالشمس والقمر سيجتمعا وهذا قد يستلزم إعادة التكوير

أما عن طمس نور الشمس فهو بسبب الآية التالية

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {1} وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ {2}سورة التكوير
ولا شك أن الشمس نجم من النجوم فسينكدر أو يطمس ضوءها كبقية النجوم
وقد يعنى التكوير الذى يؤدى لطمس الضوء تبطئة التفاعلات التى ترفع درجة الحرارة وإصدار الأشعة تمهيدا لطى السماء هو من أحداث يوم القيامة :



تحيتى لك

أهلا بالزميل الفاضل مسيحي سابق عسي الله أن يشرح صدرك للحق

أخي الحبيب
عادة ما تفهم الآيات ضمن سياقها

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) البقرة

الله عز وجل ضمن لعباده حرية الاختيار، فالله لا يجبر الناس أن يهتدوا بل يعاملهم وفقا لأفعالهم
فمن أراد الهداية هداه الله، ومن كان في مرحلة البحث نور الله طريقه، ومن آمن زاده الله إيمانا ، وبالمقابل من كفر ختم الله على قلبه لكيلا يكون عدوا وخصما للمؤمنين

قول الله عز وجل "زادهم مرضا" لا يقصد به بالضرورة المرض النفسي المصابين به، بل يقصد به مرض يمنعهم من متابعة الأذى الذي يفعلونه

الآيات تصف المنافقين الذين يندسون بين صفوف المؤمنين فيثيرون البغضاء والكراهية والعنصرية ويشككون الناس في دينهم..فالله عز وجل قضى بحرية الاختيار لبني آدم، لكنه أيضا ومن باب رحمته وعدله يقصي المضللين والمنافقين كيلا يكون نفاقهم وكذبهم سبيلا لتضليل الآخرين ومنعهم من حسن الاختيار..

أعطيك مثالا:
عندي مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي... بعضهم شاطر ومثابر والآخر كسول، وهناك طالب حقود وحسود ومفسد.
في قاعة الامتحان بدأ الطلاب الاجابة، وبدأ صاحبنا محاولات الغش ،فأصبح يشوش على زملاءه بمحاولات الغش.. ولما رفض البعض مساعدته بدأ يشككهم في إجاباتهم وينشر إجابات خاطئة، ومن ثم بدأ يثير الفوضى في القاعة ويغني بصوت عال..

لو أنني كمشرف قاعة وضعت هذا الشاب في غرفة معزولة أو وضعته على كرسي وحده بعيدا عن الطلاب ومنعته من الالتفات ..ألا يعتبر هذا عدلا مني؟!
لو أنني أثناء التصحيح اكتشفت ان هذا الطالب غشاش فحذفت درجات الاجابات المغشوشة..ألا يعتبر هذا عدلا مني؟!
لو أنني أثناء التعليم منعت هذا الشاب من دخول القاعة لأنه لا يستمع للدرس بل يلغو فيه ويشاغب ويصدر ضجيجا.. فهل يأت أحد ويسألني: هذا الشاب فاشل في الرياضيات فلماذا تزيده جهلا وتمنعه من دخول حصة الكيمياء مثلا؟!

لو أنني علمت أن هذا الشاب يستخدم ما أعلمه إياه في مجال الحاسب أو الكيمياء أو أي مجال آخر في الشر..كالتجسس على الزملاء واختراق بريدهم الالكتروني أو صناعة مخدرات او قنابل أو أشياء ضارة، فقمت بطرد هذا الشاب من المدرسة بعد أن وجهت إليه عدة إنذارات..ألا يعتبر هذا مطلق العدل؟!
ألا يعتبر حبس المجرم مطلق العدل؟! رغم أن فيه تقييد لحريته؟
مفهوم العدالة والرحمة في الاسلام ليس مفهوما شخصيا بل عاما..يتعلق بالمجتمع ككل وليس بالفرد فقط..

أرجو ان تكون إجابتي واضحة وموفقة

الاستاذ مسيحى سابق لقد قلت
لا اعتقد انها دراسة مستفيضة
لانك لا تعلم علم الحديث
العلم الذى يهتم بالاسناد والرجال الموصلين لحديث الرسول
عمومااسئل الان عن ما بدى لك ثم نتكلم بعد ذلك فى الحديث وثبوته

تعقيبا على قول الاخوة بخصوص السؤال عن الايات

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) }البقرة

لكى نجيب على هذا السؤال نمهد بالقول
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فى الحديث الصحيح " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو . ينصرانه ، أو يمجسانه " رواه مسلم

ولم يقل يمسلمانه أو يأسلمانه لان الاسلام دين الفطرة التى خلق الله الناس عليها
إذاً فالاسلام دين الفطرة فالطفل يولد مسلم بمعنى يعرف أن الله هو الاله الحق ولا إله غيره وهذه مغروسة فيه ولكن الابوين يغيروا هذه الفطرة
المهم الطفل يولد بلا خطيئة ويولد بلا أمراض فى قلبه
والدليل من القرآن
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)135( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)136( فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)137(صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ)138}
وصبغة الله هى الفطرة التى خلق الله الناس عليها وهى ملة إبراهيم والذى لم يكن من المشركين بالله كما فى سياق الايات
يتبع

ثم ننظر إلى سياق الايات

[وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ ] بلسانهم فقط .
[وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ] بقلوبهم فينعكس ذلك على أفعالهم بعد ذلك
وهذا يدل على كونهم كفرة يظهرون الايمان ويبطونون الكفر يسمون بالمنافقين
[ يُخَادِعُونَ اللَّهَ] طبعا لو قلت فلان يقاتل فلانا لا يلزم حدوث القتل ووصول الاذى فعلا له مثل النملة التى تقاتل فيل
هل يصل له الاذى ولله المثل الاعلى
و(يُخادعون) على وزن ( يُقاتلون)
فهم ظنوا أنهم سوف يخدعون الله حقيقة ً فكيف يخدعون رب العالمين عالم السر واخفى المحيط بكل شئ علما
وهذا لمرض فى قلوبهم وهو الظن بالله ظن سئ أنه غير قادر على معرفة ما فى باطنهم من الكفر
فهذه جريمة أولى ارتكبها هؤلاء وأى جريمة أعظم من ذلك .

[وَالَّذِينَ آَمَنُوا] فهم يخادعون المؤمنين ولكن المؤمن مخلوق فلا يعلم الغيب وهو مطالب بأخذ الناس بالظاهر
وعدم البحث عن باطنه إلا إذا ظهر بقرائن قاطعة ما فى الباطن
وهنا تكمن خطورة هؤلاء المنافقين حيث يتعامل معه المؤمن على أنه مؤمن فيدلى له باسرار المؤمنين
فيكيد المنافقين للمؤمنين بمساعدة اعدائهم فهذا جرم آخر وأى جرم

ويلاحظ أن (يُخادعون) فعل مضارع يدل على الاستمرار أى أنهم استمروا على المخادعة فهم مصرين ولم يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى

[ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ] يخدعون انفسهم لانهم يخدعونها بانهم ناجون فى الدنيا ولكنهم خدعوا انفسهم لانهم لم ينجوها فى الاخرة

[فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ] وكما قلنا ولدوا على الفطرة بلا امراض قلبية ولكنهم من فعلوا المعاصى والكفر والظنون بالله ظن السوء فجلبت لهم الامراض فلما ابطنوا الكفر وفعلوا جرمين كما سبق كان جزائهم الاتى:

1 _ [فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ] فى الدنيا

2_ [وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ] فى الأخرة والقبر

[بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ] والباء لسببية او للمقابلة أى بسبب أو مقابل كونهم يكذبون بمخالفة باطنهم ظاهرهم.

وقد يقول قائل : ولماذا لم يرحمهم الله
نقول أى مخلوق على وجه الارض فهو مرحوم طالما فى جسده نفس يتنفس به
فباب التوبة مفتوح ولن يترك الله أحد بلا نذير ينذره والا لن يعذبه الا بعد أقامة الحجة عليه
ولكن الناس هم الذين يعرضون عن الله والله يفتح باب التوبة حتى يغرغر الانسان ( أى تخرج روحه)
ولكن الجزاء من جنس العمل
وكما أن الله رحيم فهو عزيز
رحيم مع من يتبع هداه ولم يعرض عنه
ولكنه عزيز على من يعرض عنه
فهو إله يجمع صفات الاله الحق
الرحمة لمن يستحق والعزة لمن يستحق
فله رحمتان
رحمة عامة لكل الناس بان ييسر لهم معرفة طريق الهداية
ورحمة خاصة لا تعطى إلا لمن يتبع طريق هدايته

فالحمد لله على تمام المنة

بارك الله في الإخوان على الردود الوافية ...

ألخص فقط .. ولا أضيف ...
بالرجوع إلى السياق نجد:
1- الآية تتكلم عن المنافقين، والمرض الذي في قلوبهم هو النفاق
2- النفاق ليس كالكفر، ولا كالغفلة ... بل هو منزلة أسوأ .. يظهر فيها المنافق الإيمان، ويبطن الكفر.
3- المنافق يظن أنه يستطيع أن يخدع الله تعالى كما يخدع الناس.
4- يعاقب الله سبحانه وتعالى هؤلاء المنافقين بأن يزيدهم مرضاً (نفاقاً) فيشقون به في الدنيا والآخرة. وهو جزاء عادل على سلوكهم .. كما بين الله في هذه الآيات اللاحقة: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
5- بالرغم من ذلك .. كما بين الإخوان .. فإن باب التوبة مفتوح لهؤلاء، كما هو مفتوح لكل الخلق ما دامو احياء. ولا يستبعد أن يثوب أحدهم إلى رشده، ويتوب إلى الله .. فيجد الله غفوراً رحيما.

أما عن قولك:
فهو يبين أنك تفهم قضية العدل على خلاف ما نفهمها نحن ...

فقد تعلمنا من كتاب الله ومن أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن هذه الدنيا دار ابتلاء (اختبار) يبتلى فيها المرء بالخير وبالشر، ويحاسب على ذلك يوم القيامة. " فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)" القارعة. فكيف يكون من العدل أن يكافأ المنافق على نفاقه بالهداية؟
ولعلك تقصد من كلامك أن تقول: "ولماذا لا يهدي الله الناس جميعاً" ... فإنه سبحانه إن كافأ المنافق على نفاقه بأن هداه إلى الحق فإن الكافر أولى بالهداية، لأن جرمه أقل من المنافق، والغافل أولى منهما ...
وبذلك تكون قد ساويت بين هؤلاء جميعاً وبين المؤمنين ...

فهل بذلك يتحقق العدل؟؟؟
أم أن العدل أن يجازى كلٌ بعمله ؟؟؟؟؟؟

هل من العدل أن يعطي المدرس درجة النجاح لكل التلاميذ .. من اجتهد منهم ومن أهمل ومن رفض أن يتعلم؟؟