عضونا الفاضل

أما آن لك أن تعتنق الإسلام ؟!

مرحباً بك يا صديقي وسط زملائك .. وأهلاً بالحوارات والنقاشات العقلانية المثمرة ..

على السريع .. إليك ما تقوله الموسوعة الكلاسيكية Classic Encyclopedia عن ديانة مملكة سبأ من خلال النقوش والكتابات التاريخية:

((لقد وَجَدَت عبادة الكائنات السماوية مكاناً عظيماً في اليمن، وهناك دلائل عربية عليها. فعبادة الشمس Sun-worship يبدو أنها كانت مميزة للسبائيين والحضرميين. ولو كانت الإلهة سبس Sabis إلهة سبتة Sabota التي ذكرها بليني هي حقاً الإلهة "شمس" Shams إلهة الشمس، فهذا يجب عزوه إلى التأثير السبئي. إن "شمس" السبئية هي إلهة مؤنثة، بينما كان الإله الرئيسي للمعينيين هو "عثتر" وهو إله مذكر عُبد بأكثر من شكل)).


ولي عودة بعد أن تكتمل لديّ النقاط.

الزميل الفاضل .. لقد كانت مملكة سبأ إحدى المملكات العربية العتيقة العريقة، وكانت إمبراطورية بمعنى الكلمة. ونظراً لخصوصية إقليم جنوب بلاد العرب، فإن كثيراً من أسرار تاريخه ونقوشه لا يزال مجهولاً!

ومع ذلك ... فليست ديانة سبأ من ضمن هذا المجهول، وذلك لأن المصادر التي وصلتنا عنها تجعل الكثير من ملامحها متشكلة أمامنا. فهناك العديد من الآلهة السبئية التي أصبحت معروفة لنا بحيث لا نجد صعوبة في فهم طبيعة هذه الديانة. ومن هذه الآلهة: شمس، إلمقة، عثتر، وغيرهم.

تقول موسوعة أديان العالم:


((في سبأ، كان الإله القومي هو "إلمقة" حامي الريّ وسيد معبد القبائل السبائية. وتعتبر رموز رأس الثور والكرمة المرتبطة به هي إشارة إلى كونه إلهاً للشمس ورفيقاً لإلهة الشمس. في معين، كان الإله "وَد" إله الحب أصله من شمال بلاد العرب، وقد يكون إلهاً للقمر .. في حضرموت، كان الإله القومي هو "سين" وكان أيضاً إلهاً للشمس. أما إلهة الشمس "شمس" Shams فكانت الإله القومي لمملكة حمير. ومن المظاهر الأخرى الخاصة بالإلهة "شمس" هي بالتأكيد العديد من الألقاب الإلهية المؤنثة المتميزة في جنوب بلاد العرب)). اهـ

فالذي تنصّ عليه هذه الموسوعة العالمية هو أن:

- إلمقة: يبدو أنه كان إلهاً للشمس.
- سين: هو الآخر قد يكون إلهاً للشمس.
- شمس: ببساطة هي إلهة الشمس.

.. فلا أتصوّر بعد ذلك أن تقول لي: كيف يقول القرآن إن أهل سبأ كانوا يعبدون الشمس! وعلى كلّ، فلندع شخصاً آخر يجيب عن ذلك بكل وضوح. تقول إلين ساند:


((لقد كان السبائيون يعبدون إلهة الشمس "شمس" Shams، وإله القمر "إلمقة"، وعثتر مؤنث عشتارت وكان إله الزهرة)). اهـ

لاشك إذن أن الإلهة "شمس" كانت ركناً ركيناً في العبادة في الديانة السبائية القديمة. وعلى الرغم من أن الإله "إلمقة" ذهب كثير من الباحثين إلى أنه إله القمر، إلا أن الرأي الأكاديمي لا يجزم بذلك، بل يرى أيضاً أنه إله الشمس كما رأيتَ في موسوعة أديان العالم. فما رأيك لو قرأنا ما يقوله المتحف البريطاني؟

يقول المتحف البريطاني:


((لوح برونزي منقوش: من المحتمل أن هذا اللوح البروزني المنقوش كان موضوعاً في أحد المعابد قرباناً للإله "إلمقة" الذي كان الإله القومي لمملكة سبأ. وهو ربما يكون إلهاً للقمر، أو قد يكون نسخة ذكورية من إلهة الشمس الرئيسية في جنوب بلاد العرب "شمس" Shams)). اهـ


.. فكيف بعد ذلك تقول إن القرآن أخطأ في عبادة أهل سبأ للشمس؟ حسناً .. هذه المرة ينبغي عليك أن تقرأ ما يقوله هذا المعجم لتعرف موقع "الشمس" كإله معبود في جنوب بلاد العرب قديماً.

يقول معجم الأساطير غير الكلاسيكية:



((سمس (شمس): إلهة الشمس في جنوب بلاد العرب، ولكنها إله مذكر في الشمال)). اهـ

.. أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة الآن إذا كان نقاشنا مستنداً إلى مراجع وكتابات ذات قيمة علمية. وأرجو أن تعيد القراءة في هذا الموضوع ولا تكتفي بالنقل عن المواقع الإلكترونية.

ولك خالص التحية.

السلام عليكم .. القبطان المسلم .. أخيراً رست سفينتكم على شاطئنا ..
وحشتنا ياراجل .. ووحشتنا كتاباتك ..

عَوْد حميد بإذن الله ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

شكر الله لك أيها الساجد لرب العالمين .. وأين لسفينةٍ أن ترسو إلا على شاطئ الأمن والإيمان والسلامة والإسلام؟

عبارتك الرائقة ذكّرتني بقول علي رضي الله عنه:


نسأل الله أن نكون منهم.

الزميل الفاضل مسيحي سابق لو سمحت الاطلاع عالموقع التالي

http://www.islamic-awareness.org/Qur...nal/sheba.html

وطبعا بهالموقع الرد على اللي انت افترضته .... انه ما كان اله واحد تعبده مملكة سبأ كان عدة الهة ... القمر وهو الاله الذكر ... والشمس وهي الالهة الانثى وكمان الهة اخرى ... لانه يا زميلي ما كان موجود توحيد بزمنهم .. يعني كان التعدد بالالهة حاصل ... لكن فيه رد انا قرأتو على موقع اخر بيرد على الموقع اللي انا وضعته بحجة انه اله القمر (المقة) اللي كان الاله الكبير او الرئيسي .... فالمفروض انه القران اولى بذكر الاله الرذيسي الجامع لهاي الاله.

لكن عندما ترجع للنص القراني ... ما بتلاحظ انه القران اقر او اثبت كحقيقة علمية انه سبأ بتعبد الشمس كأله رئيسي ... الكلام كان مأخوذ على لسان الطائر ... انه شاف القوم بيعبدو الشمس ... والقران نقل النص من الطائر ... فهذي هي الصورة كما وضحها الهدهد ... مش كحقيقة ثابتة بتلك الحضارة.

فمثلا لما اقول انا: المسيحيين يعبدون المسيح.
وعند المسيحيين قول انه "الاب اعظم مني" ... لكن هذا لا ينفي انه انا قلت جملتي ... واذا اي واحد نقل عن كلامي في كتابه مثلا انه "عبد الباسط يقول المسيحيين يعبدون المسيح" ... لا يستطيع احد ان يخطئه بحجة ان الاب اعظم حسب قول المسيح نفسه ... لأنه صاحب الكتاب كان مجرد ناقل لكلامي.

كما قلت فأن القران هنا كان مجرد ناقل لكلام الهدهد بغض النظر هل الكان الهدهد مدرك اي الالهه اعظم؟ او فعلا كانو يعبدون الشمس او القمر؟ او اي من ذلك ... وبتلاحظ انه الوصف للبداية تلك كان كله من الطائر والقران لم يعقب او يقر بعد ذلك لأنه المشكلة الاكبر انه كان قوم يعبد اله غير الله ...


اتمنى من الله ان تكون الامور توضحت ...
اسف عالخلط بين العامية والفصحى .. لكن انا متعود هيك.

كمان حابب اضيف ... انه الشمس والقمر كألهة لا يمكن ظهورهم في وقت واحد ... فلو كان الهدهد شاهدهم خلال النهار ... فسيلاحظ انهم يعبدون الشمس لأنه هو الاله الظاهر ذاك الوقت ... ومن المستحيل رؤية القمر اذ لا يمكن رؤيته بالظهيرة ... اذن كيف للهدهد ادراك حقيقة ان هؤلاء القوم يعبدون القمر ايضا؟؟!! فكما تتضح الصورة الهدهد رأى الشمس وافترض انه الاله لعبادتهم له وهذا والله اعلم ... لأنه لا يمكن عبادة الهين لا يظهران معا بنفس الوقت ...

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً، أنا أقل هذا المنتدى علماً وشأناً. لهذا فما يقول إخوتي الأكارم يحتمل الصواب أكثر مني. فأرجو منك أن تأخذ هذا بعين الإعتبار وأنت تقرأ ردودي.

أعلم أن الإخوة جزاهم الله كل خير قد أجابوا كل أسئلتك إلى الآن، لكني أضيف بعض الإجابات التي قد تكون غير هامة بالنسبة لك، لكن لعلها تنبهك لسؤال شيء آخر لم يكن قد خطر لك بعد. لهذا إعذر إجاباتي إن كان فيها ما هو رد على رسائل قديمة.

تعليق على موضوع قد يفسر لك الكثير من الأمور. كون الله سبحانه وتعالى "يحتاج" أي شيء هو أمر غير وارد. لهذا فلتُبق هذا في ذهنك أثناء دراستك للإسلام. أما "لماذا" يفعل الله أي شيء، فهو لحكمته البالغة، التي قد نعلمها أو جزء منها أو لا شيء منها على الإطلاق. لكن مادمنا قد سلمنا له بالحكمة الكاملة التي لا توجد في سواه، وبالعلم المطلق الكامل بكل الأمور، لم نقف عند ما لا نفهم متسائلين إن كان فيه حكمة أم لا. بل نتساءل عن الحكمة من ورائه، فنعلم ما يفيدنا في ديننا ومعاشنا.

وقد وضع الله لكونه سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. وخرق هذه السنن هو ما نسميه نحن بالمعجزات. وقد إختار الله سبحانه هذه السنن عن علم كامل وحكمة بالغة.

يجب أيضاً الإنتباه أن جهنم ليست ناراً كالتي تراها في الدنيا. فصحيح أنه ثابت لها العذاب بالنار، إلا أنها مخلوق كامل حي. وفيها دركات من المنازل ودرجات مختلفة من العذاب. فمثلاً تعلم أن بها شجرة تخرج من أصل الجحيم، وهو ما لا يستقيم في النار التي نراها في الدنيا. كما أن فيها عذاب بالزمهرير - وهو حسب أقوال المفسرين البرد الشديد - وهو أيضاً ما لا يستقيم مع نار الدنيا.

ويشرح لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن نار الدنيا ما هي إلا جزء من نار الآخرة. كذلك الحال مع نعيم الدنيا ونعيم الآخرة. فبهذا ترى أن ما ترى في الدنيا إنما هو مثال لما في الآخرة، وليس مثله. لهذا لا يمكنك قياس كل شيء في الآخرة بمقاييس الدنيا.

والله أعلى وأعلم.

أضيف إلى ما كتب إخوتي جزاهم الله خيراً، وأختصره كالتالي. موضوع الشمس والقمر في عبادة غير الله موضوع كبير يطول شرحه. وأنا أقوم ببحث فيه إن شاء الله، وإن كان يحتاج لوقت كثير. على عموم الحال، أكثر أمم الأرض عبدت الشمس كإله رئيسي، وقد يكون معه - وقد لا يكون - آلهة أخرى. فمثلاً في مصر، كان حورس هو المعبود الرسمي لأكثر الدول المصرية القديمة، وكانت إحدى عينيه تمثل الشمس، بينما الأخرى تمثل القمر. وتسمى بحورس وأوزوريس ورع، والعديد من الأسماء الأخرى. وقد قسم المصريون حورس لأجزاء في عبادتهم. لهذا تجد بعض المصريين عبد الشمس، والبعض الآخر القمر والنجوم، والكثير منهم عبدوا حورس نفسه.

والله أعلى وأعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أرجو أن يدرك الأخوة جيدا أننا هنا فى منتدى ينتهج منهج أهل السنة والجماعة ( الصحابة والتايعين وأهل الحديث )
وعليه ، فلا يجوز مطلقا أن يكون منهج الرد على خلاف هذا المنهج ، مما يستتبع حذف أى مشاركة مخالفة .

وبالله التوفيق .

الأستاذ: مسيحى سابق .مع أنى رددت على كل جزئية فى شبهاتك عن العرش برد مقنع إن شاء الله ،

فأرجو أن يتم تحديد النقاط التى تعترضون عليها تحديدًا وأرجو أن يكون أعتراضكم ليس الهدف منه الإعتراض وفقط .
وبإذن الله سوف نقوم بالرد الوافى المقنع المبسط .

(من ينتهج منهج غير منهج أهل السنة يمتنع عن الرد ) .

زميلنا الفاضل مسيحى سابق
تحية طيبة وبعد
فى الحقيقة أتفق مع أخى الكريم الأمير الأحمر فى مقالته :
فعلاً ضيفنا الفاضل لابد أن يكون لك منهجاً قبل البحث فى الأديان وبثبوت صحة أسس هذا المنهج , تثبت صحة كل ما يُبْنَى عليه , وهذا الفكر من البداهة بمكان . فلابد لك من قاعدة ترتكز عليها للحكم بصحة الأمور وصدقها وإلا لضاع عمرك كله - كما قال أخونا الأمير الأحمر - دون أن تتثبت من صحة وصدق كل آية وكل حديث .

وفى رأيي المتواضع جداً , أنك لو تثبتَّ من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه رسول موحى إليه من رب العالمين , لكانت تلك لديك قاعدة ترتكز عليها فى تصديق كل ما جاء به دون الحاجة إلى الوقوف عند كل شبهة , وانتظار وقوع كل ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم حتى تتأكد من صدقه ........ فلو انتهجتَ مثل هذا النهج لضاع عمرك بالفعل دون اعتناق الدين الحق ....... لماذا ؟؟؟

1- فالعمر يفنى لكن القرآن على سبيل المثال لا تفنى عجائبه ولا تنقضى غرائبه , أفستظل تتتبع كل آية منتظراً وقوعها حتى تتثبتَ من صحتها وصدقها . كما أن أعداء القرآن كُثْر وكل يوم سيخترعون مئات الشبهات فى الآية الواحدة للتشكيك فى صدق القرآن , أفستظل تبحث عن نفى كل شبهة حتى تتأكد من فساد شبهاتهم وصدق القرآن ؟؟؟!!!

2- والسنة الشريفة على سبيل المثال أيضاً , أخبرنا فيها النبى صلى الله عليه وسلم عن أمور ستقع فى المستقبل وقد نموت أصلاً قبل أن ندركها , فمن أين ستأتى بعمر مديد حتى تتأكد حقيقة من صدق الأحاديث التى تتحدث عن المسيح الدجال مثلاً وتؤمن بها ؟؟؟!!!

3- أن هناك الإيمان بالأمور الغيبية التى لن تحدث إلا فى الدار الآخرة والتى سيكون فيها الحساب لا العمل , فهل ستنتظر أن ترى سؤال الملكين فى القبر ونعيمه وعذابه والقيامة وأهوالها حتى تتثبت من صدق القرآن والسنة فى إخبراهما بالقبر وأهوال الآخرة وتؤمن بهما ؟؟!!! فحينها لا ينفع نفساً إيمان ولا عمل .

فالإيمان بالغيب هو أصل إيمان المسلم وجوهره , وهو أول صفة وصف الله تعالى بها المتقين فى كتابه فى سورة البقرة { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه * هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } , والله تعالى هو أعظم الغيب وواجب علينا الإيمان به وبوحدانيته , ولكن هل معنى الإيمان بالغيب عند المسلم أن يتركنا الله كلٌ لتصوره وفكره وخيالاته يتخبط يميناً وشمالاً ؟؟؟!!! بالطبع لا . فكان لابد من قاعدة ألا وهو التثبت من صدق المرسَل وكونه رسول يوحى إليه من رب العباد , فإذا ثبت صدقه ووحْى الله إليه , ثبتَ صدق وصحة كل ما قاله وأتى به , ويستوى عندنا فى ذلك التصديق :
1- سواءً كان المُخْبَر به معقولاً أو غير معقول لدينا .
2- سواءً كان المُخْبَر به ماضياً أو حاضراً أو مستقبلاً .
3- سواءً كان المُخْبَر به غيباً (دنيوياً أو أخروياً) أو شهادة نراه بأعيننا .
4- سواءً كان المُخْبَر به قد كذبَهُ الناس بإثارة الشبهات حوله أو صدقوه .
5- سواءً كان المخبَر به قد أثبته العلم الحديث أو ناقضه أو لم يتوصل لإثباته ولا لنقضه بعد .

ففى كل الأحوال لدينا قاعدة بدهية عقلية منطقية
مادام قد ثبت لدينا صدق المرسَل فى أنه رسول يُوحَى إليه من رب العالمين وآمنا بذلك
فقد ثبت لدينا صدق وصحة كل ما أخبر به وآمنا به
** وما خالفه من النظريات العلمية فبمرور الزمن يثبت خطؤها وصدق الوحى (وكثيراً ما حدث ذلك) .
** وما ثار حوله من الشبهات مدحوض بحول الله وقوته (وهذا حاصل بالفعل , فما من شبهة إلا ولها عندنا ألف رد) .

فالذى عليك إذن ضيفنا الفاضل مسيحى سابق هو البحث فى الأدلة العقلية التى تثبتُ صدق النبى صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عن ربه سبحانه وتعالى , فإذا ما فعلتَ ذلك وصلتَ إلى الحق بإذن الله بسهولة ويُسر ودون الدخول فى دوامة تساؤلات لا تنتهى ولا تكفيها أعمار كثيرة لا عمر إنسان واحد , ثم إذا آمنتَ فلك أن تبحث فى رد الشبهات وغيرها كيفما تشاء (لكن أصدقك القول أنك إذا ما رزقك الله الإيمان به ستجد نفسك وقد انشغلت فى تحصيل العلم الشرعى من تفسير وحديث وعقيدة , ولن تشغل الشبهات بالك بالقدر الذى هى عليه الآن ....... وستصدقنى عما قريب بإذن الله رب العالمين) .

هداك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه .

زميلنا الفاضل مسيحى سابق
لعل الأدلة العقلية الدالة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم وكونه نبى مرسل موحى إليه من رب العالمين كثيرة جداً لمن أعمل عقله وفكره ولها شرح مفصل . لكنى أحببتُ أن أسوق لك هذا الحديث الصحيح , فاقرأه وانظر كيف استدل فيه هرقل عظيم الروم على صدق النبى صلى الله عليه وسلم وكونه نبى مرسل بعدة أسئلة وجهها لأبى سفيان , فاقرأه بتمعن زميلى الفاضل مسيحى سابق وانظر ماذا ترى .

فقد روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره : أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه

فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟
فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا
فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه،
(قال أبو سفيان) فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟
قلت: هو فينا ذو نسب،
قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
قلت: لا،
قال: فهل كان من آبائه من ملك؟
قلت: لا،
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟
فقلت: بل ضعفاؤهم،
قال: أيزيدون أم ينقصون؟
قلت: بل يزيدون،
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟
قلت: لا،
قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
قلت: لا،
قال: فهل يغدر؟
قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة،
قال: فهل قاتلتموه؟
قلت: نعم،
قال: فكيف كان قتالكم إياه؟
قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه،
قال ماذا يأمركم؟
قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة

فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها،
وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله،
وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه،
وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله،
وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل،
وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم،
وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب،
وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر،
وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه .

ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
قال أبو سفيان، فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل أسقفا على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل .