ذبذبات وفاء سلطان
وفاء سلطان سيدة لم اسمع عنها من قبل ورغم كونها مجهولة بالنسبة لي غير اني لم أستطع مقاومة قراءة كتابتها, كيف لا وقد رد عليها أستاذا كبيرا مثل الدكتور المهندس محمد الحسينى إسماعيل, وإذ نالت هذا الشرف كان لابد لي أن أصغي إلي دعوتها فقرأت عددا من مقالاتها التي جعلتني أحلم ليل نهار بنوال شرف التجنس بالجنسية الأمريكية فلعل الجنسية تخلصني من كابوس جونتنامو أما إلي ما تدعونا هذه السيدة فهذا ما لم أتمكن من فهمه
وإذ أبهرتني بصفات الأمريكان فلابد أن نحييها بتحية الأمريكان بكل ما فيها من إظهار الأسنان والبسمة المتكلفة, ومن ثم نسألها .. إلي ما تدعينا يا أيتها الأمريكية
سيدتنا قالت في مقالها (هل يصلح الدهر ما أفسده الاسلام؟ )
هل الله موجود؟
سؤال لا أحد يستطيع اثباته أو نفيه، فالمسألة مسألة تسليم مطلق!
وقلت في نهاية مقالك
هل الدهر كفيل بحرق ما ا فسده الاسلام؟
ليتني أكون اداة بيد ذلك الدهر!
ومن هذا القول نفهم أنها من الدهريين الذين قال عنهم الله سبحانه وتعالي
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
وفي نفيها لوجود الله احتجت وقالت
" ومن خلق الله "
ثم بينت نشأة فكرة الإله وقالت
كل ضدّ وله ضدّه، وهذا الكون ماهو إلا حلبة يحكمها قانون تتصارع بموجبه الأضداد. بناء على هذا القانون تمت ولادة فكرة الشيطان في نفس اللحظة التي ولدت بها فكرة الله ومن نفس الرحم!
ثم جعلت الإله توأما للشيطان
الله والشيطان شقان لتوأم واحد أنجبته الأديان. في الزمن الذي ولد فيه هذا التوأم
يفهم من أقوالها أنها لا تؤمن بوجود الله وان الله ليس إلا فكرة بدائية تولدت في أذهان الناس, لكن وجدنا كتابات أخري تنسب إليها تقول في ما يناقض الرائ السالف حتى اني ظننت وجود أكثر من شخص يكتب ما ينشر باسمها ففي المقال عالم فيزياء أم قارئ فنجان؟ و المنشور باسمها استنكرت علي خصمها وقالت
لا أدري بأيّ حق يحشرني السيّد الجبوري في خانة الملحدين، وإن كنت لا أرى في ذلك ما يسيء إليَّ، فالإلحاد خير من الإيمان بإله يوصف بأنّه
القهّار.. الجبّار.. المتكبّر.. المذلّ.. المقيت.. المميت.. المتعال.. المنتقم.. المهيمن.. بل هو خير الماكرين!
قلت في ردي "لا أحد يستطيع أن يثبت وجود الله ولا أحد يستطيع أن ينفيه" هل في قولي هذا ما يؤكد إلحادي؟!
وقالت في مقال آخر
مولدي في سوريّة هو هدية الله لي، وقراري بأن أكون أمريكيّة هو هديّتي لله.
أرسلني الله مسلمة عربيّة لغاية عنده، وقررت أن أكون أمريكيّة لا دينيّة كي أصل إلى غايته!
أمريكيّتي لم تقف يوماً حائلا بيني وبين حبّي لوطني الأمّ وشعبي،
محمد وظاهرة اللسان الداشر؟! - 1
سيدتي وفاء سلطان
اعلم أن الإنسان حين يؤمن بفكرة يعمل جاهدا من أجل نشرها وعادة يكون لديه الاستعداد كي يموت من أجلها ولكن هذا لا يكون إلا في حالة وصول الإنسان إلي حالة اليقين ولا يبدوا علي سيدتنا أنها وصلت حتى إلي الإيمان السطحي فإلي ما تدعوننا هذه السيدة .. أتدعوننا إلي الكفر بالله وهي مذبذبة بين هذا وذاك ,, أما كان عليها أن تنتظر حتى تصل إلي قناعة قبل أن تحاول الأخذ بنا إلي قاع جهنم بدلا من الحلم الأمريكي خاصة وأنت تصرح باستحالة نفي وجود الله حيث قلت
" هل الله موجود؟ .. سؤال لا أحد يستطيع اثباته او نفيه، فالمسألة مسألة تسليم مطلق! "
سيدتي
ماذا إذا كان موجودا وكفرنا به, أولسنا إذن في شقاق يعيد
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
ليت سيدتنا تقرأ معنا ما كتبت وهي تنفي وجود الله
اذا كنا قد اعترفنا بوجود الله من منطلق قناعاتنا بأن للكون خالقا، يجب أن نطرح سؤالا آخر: ومن خلق الله؟
فإذا كان لا بد من وجود خالق لهذا الكون فلا بد من وجود خالق لهذا الخالق! وإلاّ لماذا نقبل فكرة بأن الله خلق ذاته، ولا نقبل بأن الكون خلق ذاته؟
سيدتنا هذه التي تظن أن الله مخلوق تصف المؤمنين بالقصور في فهم الكمال المطلق
تقول أنها قرأت الكثير عن الأديان وثقافاتها وشعوبها وذكرت أن العامل المشترك لجميع الديانات هو الإيمان بالكمال المطلق لله ثم تسخر من مفهوم الدين للكمال المطلق وتزعم ان فهمها للكمال المطلق أرقي وأكمل من مفهوم الدين والمؤمنين
لم يصل الله في أي دين من الأديان حدّ الكمال المطلق. فالاديان، بشكل او بآخر، حطّت من كمالية الله عندما نسبت اليه من الصفات والأفعال ما ينتقص من تلك الكمالية. لم أر الله في أي دين من الأديان إلاّ دون مستوى حدّ الكمال المطلق.
أليس هذه تخبطا ؟
ألا تعرف سيدتنا التي تتوهم أنها أدركت الكمال المطلق أكثر من المؤمنين, ألا تدرك ان الخالق ليس بمخلوق وأنه واجب الوجود
سيدتي
أننا نتعجب أن نري مقالات لوفاء سلطان ونتساءل من يكتب لها .. هذا التساؤل لا يخطر علي بالنا حين نقرأ لمن نتوقع منه الكتابة كأستاذنا الدكتور .. نتعجب أيضا إن وجدنا جمادا متحركا ونتساءل من الذي يحركه لكن هذا السؤال لا يخطر ببالنا في حالة الكائن الحي .. ونتساءل : من خلق الكون, أما الله فواجب الوجود, ومن يسأل من خلق الله هو كمن يسأل من حرك الكائن الحي ولله المثل الأعلى
سيدتي
لقد أخبرنا الله انه خالق كل شيء فهل زعم الكون انه خالق كل شيء فاتخذتيه إلها من دون الله
سيدتي إن للكون وما فيه خالق قال عن نفسه
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)
وقال
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)
سيدتي
فرضا لو كان لله خالق لما صمت ولأخبرنا عن نفسه ولم يخبر .. إذن ليس له وجود وقد قالت سيدتنا في نفس المقال
" يمتلك الانسان مطلق الحرية في أن يؤمن بالله أو لا يؤمن. ولكن عندما يؤمن يجب أن يكون مسؤولا عن تحديد هوية وطبيعة ذلك الـ "الله"! "
طبعا الإنسان لا يحدد صفات الله بنفسه فالله المعبود بالحق لا يوصف إلا بما وصف نفسه كما أنه لا يحق لأحد تكرار ال التعريف في اسم الجلالة كما فعلت سيدتنا, ومهما كان الأمر فسيدتنا لا تنكر وجوب معرفة صفات الله بغض النظر عن وسيلة المعرفة, فهلا أخبرتنا عن صفات إلهها الذي تتضرع إليه في أن يجعل لها دورا في هلاك المسلمين
هل هو حي سميع بصير؟ هل سمع دعائها وهي تتضرع إليه
هل الدهر كفيل بحرق ما ا فسده الاسلام؟
ليتني أكون اداة بيد ذلك الدهر
أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ
سيدتنا تلزمنا أن نذكر لها صفات الله فلماذا لا تلزم نفسها بذلك ؟؟
لعلها نسيت ذلك
و نسيت ما هو أهم من ذلك
لقد أرادت إيهام القارئ أن المسلمين يعبدون إلها لا يعرفونه وهو قول يردده النصارى علي الخراف الضالة لتبرير تجسد الإله وما يتبعه من التبرز والتبول فيقولون لهم إن بهدلة الإله هي الوسيلة الوحيدة للتعرف عليه, لكن سيدتنا نسيت ما كانت ترمي إليه فذكرت بعض من صفات الله .. قالت سيدتنا
" فالإلحاد خير من الإيمان بإله يوصف بأنّه
القهّار.. الجبّار.. المتكبّر.. المذلّ.. المقيت.. المميت.. المتعال.. المنتقم.. المهيمن.. بل هو خير الماكرين! "
عالم فيزيا ام قارئ فنجان
قولها الساخر نذكره لا للرد عليه ولكن لنري مدي تخبط هذه السيدة التي تريد إلها علي هواها
إلها متواضعا ذليلا مقهورا ميتا ليس له الأمر كي تتمرد عليه وتتكبر وكما قالت
مولدي في سوريّة هو هدية الله لي، وقراري بأن أكون أمريكيّة هو هديّتي لله.
محمد وظاهرة اللسان الداشر؟! - 1
سيدتي
أين معيارك القويم في الكمال المطلق ؟؟ إن ما تقولين به لم يقل به حتى النصارى فرغم قولهم بموت الإله الا أنهم لم ينكروا بأنه المقيت , أي الذي يطعمهم, وأقروا بهيمنته علي خلقه ,انه هو المميت الجبار المنتقم .. فأي كمال بقي لله سيدتي حين تموتين متى شئت وتحيين رغم أنف لإله لا يملك حتى قوتك
عفوا سيدتي فمن تصفين عبد مملوك وليس ملك الملوك الذي قال عن نفسه
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
سيدتنا تدعي أنها تحب أمتها في مقالها محمد وظاهرة اللسان الداشر 1 حيث تقول
أمريكيّتي لم تقف يوماً حائلا بيني وبين حبّي لوطني الأمّ وشعبي،
هذا قولها بلسانها غير أنها لم تفلح في إخفاء بصمات الحقد علي أمتها بل أنها تحقد علي كل من له علاقة بالشرق, مسلمين ونصارى بل وحتى اليهود والبوذيين وتصفهم بالخبث والكلاب فتقول في مقالها محمد وظاهرة اللسان الداشر 1
الكلب يشمّ رائحة جيفته على بعد أميال، والخبث الشرقيّ المتأصل في نفس الشيخ محمّد قاده إلى جيفته،
وعن الثقافة الإسلامية تقول
نحتاج اليوم الى بلدوزرات لنجرف اكوام القمامة التي زخر بها تراثنا الثقافي(!!!) والتربوي!!
وتقول
أنا لست مشغولة عن قضاياكم، لكننّي في حالة بحث دائم عن بلدوزر!!
هل من ثقافة تنقذ تلك الأمّة؟!!
وإذا كانت الثقافة الإسلامية لا تعجبها فعما الحسد علي ثروة أمتها .. تقول سيدتنا
لم تنفذ بعد الأموال التي أنفقتها سفارتهم على شراء تلك الأحذيّة، لكنّها حكما ستشرف يوما على الإنتهاء!!
سيدتنا نعشق أمتها , هكذا تقول , وتقول أيضا أنها تنوي أن تجرف تراث أمتها بالجارفات, تريد أن تجرف طب الرازي وابن سينا تريد أن تجرف مرصد عبدا لرحمن الصوفي ونظرية انكسار الضوء لابن الهيثم وقاعدة البيروني تريد أن تجرف الفرابي, الكندي, ابن تيمية, العزالي, ابن رشد الخوارزمي والسلسلة الطويلة التي لم تسمع عنها أبدا مع ان الغرب الذي تتشدق به ترجموا كتب هؤلاء, لكن سيدتنا لم تأخذ عن الغرب إلا ممارسة الحب والمواخير
البروفسور فيلب كان محاضرا في جامعة شرق لندن عندما كنت أدرس العلوم السياسية هناك وفي المحاضرة الأولي في الفلسفة السياسية وكانت عن رؤية سقراط للديمقراطية, ذكر البروفسور عبارة علقت في ذهني .. قال انه لولا العرب لما عرفنا الفلسفة اليونانية بل ولما ظهر في الغرب مفكرين أمثال توماس أكويناس أو توماس هوب و حون لوك .. الموسوعة الفلسفية تردد كلاما شبها بهذا تحت باب ابن سينا وتقول انه يعرف بالموسوعة وأهم أعماله الطبية كتاب القانون في الطب الذي ظل يدرس في أوربا والعالم الإسلامي حتى بداية العصر الحديث وأهم أعماله الفلسفية كتاب الشفاء الذي ترك أثرا بالغا علي فلاسفة أوربا اللاهوتيين وخاصة توماس أكويناس
Abu ‘Ali al-Husayn ibn Sina is better known in Europe by the Latinized name “Avicenna.” He is probably the most significant philosopher in the Islamic tradition and arguably the most influential philosopher of the pre-modern era. Born in Afshana near Bukhara in Central Asia in about 980, he is best known as a polymath, as a physician whose major work the Canon (al-Qanun fi’l-Tibb) continued to be taught as a medical textbook in Europe and in the Islamic world until the early modern period, and as a philosopher whose major summa the Cure (al-Shifa’) had a decisive impact upon European scholasticism and especially upon Thomas Aquinas (d. 1274).
http://www.iep.utm.edu/a/avicenna.htm
وتقول الموسوعة عن ابن رشد, أنه لولا أعماله لما كانت معظم المستجدات الفلسفية في القرون الوسطي
Nevertheless, without the work of the Spanish-Muslim philosopher, much of what occurred in medieval philosophy would have not existed
http://www.iep.utm.edu/i/ibnrushd.htm
وتذكر الموسوعة أيضا أن كتاب ابن رشد الكليات في الطب كان مرجعا لقرون في العالم الإسلامي المسيحي واليهودي بالإضافة إلي كتاب المداواة والتدبير لابن زهر
Kitab al-Kulyat fi al-Tibb (Generalities) This book, together with Kitab al-Taisir fi al-Mudawat wa al-Tadbir (Particularities) written by Abu Marwan Ibn Zuhr, became the main medical textbooks for physicians in the Jewish, Christian and Muslim worlds for centuries to come.
يقزل روبرت بريفولت
ان فضل العرب علي علومنا لا يختصر علي الإكتشافات المذهلة لنظريات التطور, العلم مدان بثقل للثقافة العربية, العلم مدان بوجوده ( للثقافة العربية )
Briffault, in The Making of Humanity, (London, 1928, pp. 200-201) wrote: “the debt of our science to that of the Arabs does not consist in startling discoveries of revolutionary theories; science owes a great deal more to Arab culture, it owes its existence
Rachida El Diwani , Islamic Contributions to the West , p 4
وقال يوسف مكابي بعد أن ترك الرهبنة قال في كتابه قصة الجدال الديني الفصل 30
النصارى السذج يرددون, أنظروا إلي عالمنا باكون وعالمنا آلبيرت وجيربيرت, وعندما نظرنا لم نجد سوي ما نقلوه من اليونانيين والمسلمين
سيدتنا لا نجد لها رأي ثابت فهي تتخبط كمن مسها الجن فتارة ملحدة وتارة مؤمنة وتارة أخري تتضرع إلي الدهر كي يجعلها معولا في تدمير أمتها وفي نفس الوقت سيدتنا تعشق أمتها, يبدوا ان سيدتنا الطبيبة النفسية بحاجة إلي جلسات مع طبيب نفسي وغفر الله لأستاذنا الدكتور محمد الحسينى إسماعيل؟ سامحه الله فقد رفعها إلي قمم لم تكن بالغها
محمود أباشيخ
موقع برهانكم
__________________
http://www.burhanukum.com
تعليق